أفرزت أزمة المازوت نتيجة للظروف الاستثنائية التي نعيشها تنامي ظاهرتين سلبيتين تكمن الظاهرة الأولى بشكل أساسي في الريف السوري إذ بدأ الناس بقطع أشجار الغابات الحراجية وغيرها واستخدامها بديلاً طاقياً عن مادة المازوت في التدفئة, وهذا الأمر له انعكاسات خطيرة على الصعيد البيئي..

 أما الظاهرة السلبية الأخرى والتي لها انعكاسات سلبية على اقتصادنا الوطني فقد تجلت من خلال الزيادة الكبيرة في استخدام المدافئ الكهربائية بديلاً عن المدافئ التي تعمل على المازوت في المنازل... وفي هذا الصدد أوضحت دراسة قام بها المركز الوطني لبحوث الطاقة أن استخدام المدافئ الكهربائية للتدفئة بدلاً عن مدافئ المازوت سيزيد من تكاليف توليد وتوزيع الكهرباء بالنسبة لخزينة  الدولة إلى الضعف على أقل تقدير, وقد أشارت الدراسة إلى أن المدافئ الكهربائية ولاسيما التي تعمل بسلك معدني متوهج, وهي الأكثر شيوعاً واستخداماً نتيجة سعرها المنخفض بالمقارنة مع الأنواع الأخرى, لها أضرار على صحة الإنسان وجهازه التنفسي والقلبي والنفسي بسبب تأثيراتها المباشرة في فيزيائية الجو المحيط داخل الغرف والمنازل.

ويتجلى الأثر الاقتصادي السلبي من خلال مبدأ عمل المدافئ الكهربائية الذي يتركز على عملية تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حرارية والتي كانت في الأساس مصدراً لتوليد الكهرباء في محطات التوليد من خلال تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود (فيول, غاز, مازوت.. الخ) إلى طاقة حركية ومن ثم إلى طاقة كهربائية وهذا ما يعرف بالسلسلة الطاقية للإنتاج التقليدي للكهرباء, كما أن تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود إلى طاقة كهربائية مروراً بسلسلة من العمليات التكنولوجية والفيزيائية المعقدة والمكلفة كان الهدف منه الحصول على نوع جديد  من الطاقة التي يمكن نقلها إلى مسافات بعيدة واستخدامها في تدوير الآلات الميكانيكية والأجهزة الكهربائية والإنارة و غيرها وليس استخدامها طاقة حرارية للتدفئة أو للتسخين.

كما بينت الدراسة أن كل واحد كيلو واط ساعي من الطاقة الكهربائية يعادل 680 كيلو كالوري حراري من الطاقة الحرارية وفي حال تحويل هذه الطاقة عن طريق مدفأة كهربائية بمردود 85% فإن كمية الطاقة الحرارية المستخرجة من واحد كيلو واط ساعي سوف تكون 730 كيلو كالوري تقريباً, ووفقاً للدراسات الإحصائية والاقتصادية في وزارة الكهرباء بخصوص تكلفة وحدة الكهرباء وصولاً إلى الاستهلاك المنزلي, مع الأخذ بعين الاعتبار الأسعار العالمية للوقود فإن كلفة واحد كيلو واط ساعي تصل إلى 12 ليرة تقريباً, إن كمية الطاقة الحرارية نفسها الناتجة عن واحد كيلو واط ساعي بوساطة المدفأة الكهربائية والمقدرة بـ 730 كيلو كالوري يمكن الحصول عليها من خلال الحرق المباشر لكمية من الوقود المكافئ تعادل 73 غراماً والتي يقدر سعرها بحوالي 3 ليرات وفقاً للأسعار العالمية للوقود.

وهذا يعني أن كلفة وحدة الطاقة الحرارية المنتجة بوساطة المدافئ الكهربائية تعادل أربعة أضعاف كلفتها الناجمة عن الحرق المباشر للمازوت.

وأكدت الدراسة أنه على الرغم من أن المدافئ المنزلية التي تعمل على المازوت تتميز بمردود حراري منخفض لايتجاوز الـ 50% في أحسن الأحوال, إلا أن استخدام الكهرباء  للتدفئة يزيد من تكاليف التدفئة على خزينة الدولة إلى الضعف على أقل تقدير.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-30
  • 11433
  • من الأرشيف

استخدام مدافئ الكهرباء ضاعف تكاليف الدولة

أفرزت أزمة المازوت نتيجة للظروف الاستثنائية التي نعيشها تنامي ظاهرتين سلبيتين تكمن الظاهرة الأولى بشكل أساسي في الريف السوري إذ بدأ الناس بقطع أشجار الغابات الحراجية وغيرها واستخدامها بديلاً طاقياً عن مادة المازوت في التدفئة, وهذا الأمر له انعكاسات خطيرة على الصعيد البيئي..  أما الظاهرة السلبية الأخرى والتي لها انعكاسات سلبية على اقتصادنا الوطني فقد تجلت من خلال الزيادة الكبيرة في استخدام المدافئ الكهربائية بديلاً عن المدافئ التي تعمل على المازوت في المنازل... وفي هذا الصدد أوضحت دراسة قام بها المركز الوطني لبحوث الطاقة أن استخدام المدافئ الكهربائية للتدفئة بدلاً عن مدافئ المازوت سيزيد من تكاليف توليد وتوزيع الكهرباء بالنسبة لخزينة  الدولة إلى الضعف على أقل تقدير, وقد أشارت الدراسة إلى أن المدافئ الكهربائية ولاسيما التي تعمل بسلك معدني متوهج, وهي الأكثر شيوعاً واستخداماً نتيجة سعرها المنخفض بالمقارنة مع الأنواع الأخرى, لها أضرار على صحة الإنسان وجهازه التنفسي والقلبي والنفسي بسبب تأثيراتها المباشرة في فيزيائية الجو المحيط داخل الغرف والمنازل. ويتجلى الأثر الاقتصادي السلبي من خلال مبدأ عمل المدافئ الكهربائية الذي يتركز على عملية تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حرارية والتي كانت في الأساس مصدراً لتوليد الكهرباء في محطات التوليد من خلال تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود (فيول, غاز, مازوت.. الخ) إلى طاقة حركية ومن ثم إلى طاقة كهربائية وهذا ما يعرف بالسلسلة الطاقية للإنتاج التقليدي للكهرباء, كما أن تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود إلى طاقة كهربائية مروراً بسلسلة من العمليات التكنولوجية والفيزيائية المعقدة والمكلفة كان الهدف منه الحصول على نوع جديد  من الطاقة التي يمكن نقلها إلى مسافات بعيدة واستخدامها في تدوير الآلات الميكانيكية والأجهزة الكهربائية والإنارة و غيرها وليس استخدامها طاقة حرارية للتدفئة أو للتسخين. كما بينت الدراسة أن كل واحد كيلو واط ساعي من الطاقة الكهربائية يعادل 680 كيلو كالوري حراري من الطاقة الحرارية وفي حال تحويل هذه الطاقة عن طريق مدفأة كهربائية بمردود 85% فإن كمية الطاقة الحرارية المستخرجة من واحد كيلو واط ساعي سوف تكون 730 كيلو كالوري تقريباً, ووفقاً للدراسات الإحصائية والاقتصادية في وزارة الكهرباء بخصوص تكلفة وحدة الكهرباء وصولاً إلى الاستهلاك المنزلي, مع الأخذ بعين الاعتبار الأسعار العالمية للوقود فإن كلفة واحد كيلو واط ساعي تصل إلى 12 ليرة تقريباً, إن كمية الطاقة الحرارية نفسها الناتجة عن واحد كيلو واط ساعي بوساطة المدفأة الكهربائية والمقدرة بـ 730 كيلو كالوري يمكن الحصول عليها من خلال الحرق المباشر لكمية من الوقود المكافئ تعادل 73 غراماً والتي يقدر سعرها بحوالي 3 ليرات وفقاً للأسعار العالمية للوقود. وهذا يعني أن كلفة وحدة الطاقة الحرارية المنتجة بوساطة المدافئ الكهربائية تعادل أربعة أضعاف كلفتها الناجمة عن الحرق المباشر للمازوت. وأكدت الدراسة أنه على الرغم من أن المدافئ المنزلية التي تعمل على المازوت تتميز بمردود حراري منخفض لايتجاوز الـ 50% في أحسن الأحوال, إلا أن استخدام الكهرباء  للتدفئة يزيد من تكاليف التدفئة على خزينة الدولة إلى الضعف على أقل تقدير.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة