دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده متمسكة بالقانون الدولي فيما يخص التعاطي مع الوضع في سورية وقال: إن شركاءنا الغربيين لا يفضلون التحدث عن أوضاع ليبيا في مجلس الأمن ولكنهم يقترحون الموافقة على قرار بشأن سورية أما نحن فنعتقد أنه يجب في البداية أخذ العبر من الدرس الليبي وعدم تكرار هذا الخطأ الكبير وهذا بالنسبة لروسيا بديهية مطلقة.
وأضاف لافروف في حديث لصحيفة روسيسكا غازيتا الروسية نشر الجزء الثالث منه أمس: إننا نتمسك في كل القضايا الدولية بالمبادئ من أجل أن يكون كل شيء في إطار القانون الدولي وليس بالبساطة التي هز بها "كولن باول" وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في يده أنبوبة الاختبار بما فيها من مسحوق أبيض في مجلس الأمن الدولي معتبراً أن فيها الجمرة الخبيثة وإذا لم نبدأ الحرب فإن العراق سيصيب العالم بأسره بأسلحة الدمار الشامل.
وتابع لافروف: لقد تمسكنا حينها بالقانون الدولي ولم نعط الموافقة على الحرب ضد العراق في مجلس الأمن الدولي ونفس الشيء نفعله بالنسبة لسورية وطبعا نتذكر درس ليبيا مع الجميع حيث تعرض القانون الدولي إلى اختبار عسير وحورت قرارات مجلس الأمن وانظروا ماذا يحصل في هذا البلد نتيجة ذلك وأنا هنا لا أتحدث عن مأساة بنغازي والقتال الضاري الدائر في بني وليد حاليا ولكنه درس يجب أن نأخذ منه العبر.
وأشار لافروف إلى أن روسيا ما زالت تتواصل مع كل البلدان الأساسية بصورة مكثفة كالسابق بل حتى أكثر نشاطاً من السابق فيما يخص سورية كما لديها اتصالات مع كل المجموعات المعارضة فيها مضيفاً.. لا تتحدث أي مجموعة معارضة حتى الأكثر تطرفاً بينها عن الأمور التي نسمعها من الزملاء الغربيين ومن بعض السياسيين في المنطقة حول دور روسيا فيما يخص الأوضاع في سورية ومع ذلك هناك أمثلة مثل "يوسف القرضاوي" الذي يشتهر بأنه من خلال قناة "الجزيرة" القطرية يوجه لنا الإهانات وهذا من الشواذ في حين أن أغلب المعارضين السوريين وغيرهم من البلدان العربية الذين نتواصل معهم يبدؤون حديثهم بضرورة محافظة روسيا على وجودها في المنطقة.
وحول التصريحات الغربية بشأن وقوف روسيا على الجانب الخاطئ للتاريخ وفقدانها للشرق الأوسط قال لافروف: إن هذه التصريحات ليست إلا مساعي من الساسة الغربيين لتقديم أمانيهم على أنها أمر واقع ومحاولات لتحريض قوى معينة ضدنا مضيفاً في هذا الصدد: فقط المهمشون من بين أعداد المعارضة في المنطقة يمكنهم أن يشاركوا في هذه اللعبة أما نشطاء المعارضة الجدية يدركون بوضوح كيف يجب أن تكون الأمور وأن روسيا هي عنصر من عناصر الاستقرار في المنطقة.
وشدد لافروف على أنه مهما حدث فإنه كما في السابق عندما تحررت المنطقة من نير الاستعمار ستبقى روسيا شريكاً موثوقاً به وعاملاً مهماً لضمان التوازن الجيوسياسي فيها وليس هناك أي تحيز ضد روسيا.
من جهة أخرى قال لافروف حول احتمال قيام "إسرائيل" والولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران: إن بلاده ستعير اهتماماً بالغاً بأي توجه إلى مجلس الأمن الدولي ولن تسمح بتمرير تأويلات ماكرة من هذا القبيل وستضمن عدم تأويل أي قرار على غرار القرار حول ليبيا.
وأضاف لافروف: إننا نسمع التصريحات الإسرائيلية والأمريكية بشأن الملف النووي الإيراني ولكن ليس هناك أي دليل على أن إيران اتخذت قراراً بضم العنصر العسكري إلى برنامجها النووي كما تجري كل الأعمال في إطار البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويجري تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 5ر4 بالمئة لغرض إنتاج الوقود كما يجري تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 بالمئة لسد احتياجات مفاعل طهران للأبحاث وهذا المفاعل ليس محظوراً وطلب إيران بالحصول على الوقود شرعي تماماً.
وأشار لافروف إلى أن ما تقوم به إيران لا تحظره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تسعى إلى التحقق من طابع هذا البرنامج وقد ظهر من الخطوات العملية أنه لم يتم العثور على أي شيء محظور كما أن كل ما أعلنت عنه إيران من عناصر برنامجها النووي يخضع لرقابة الوكالة حيث هناك كاميرات الفيديو التي ترصد أجهزة الطرد المركزي وغيرها من المواقع ويزور المواقع دائماً مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لافتاً إلى أن روسيا تود أن يكون تعاون إيران مع الوكالة وثيقاً أكثر لكي تنفذ أيضاً البروتوكول الإضافي الملحق بالاتفاقية حول الضمانات وهي وثيقة غير إلزامية لكن من المهم أن تنفذ إيران المطالب الإضافية المتعلقة بهذا البروتوكول.
أما فيما يخص الحديث عن حقوق الإنسان اعتبر لافروف أن بعض الدول الغربية تهدف من خلال الحديث الدائم عن حقوق الإنسان في الدول الأخرى إلى الحصول على نقاط في السياسة الداخلية سواء كان ذلك يتعلق أو لا يتعلق بدورات إنتخابية معينة ورفع سمعتهم بين صفوف الناخبين وهذا ما يفعله بعض الساسة من خلال النقد العلني لروسيا مشيراً إلى أن هذا الأمر مستمر طالما أن لدى البعض إحساساً بأن هذا يجلب لهم كسباً في السياسة الداخلية بينما لا علاقة له على الإطلاق بالإهتمام الفعلي بحقوق الإنسان.
وأوضح لافروف إن وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية غالباً ما يتم التغاضي عنه حيث نلاحظ أن ملايين المواطنين الذين لهم حق التصويت قانونياً في الولايات المتحدة وفي السن الذي يسمح لهم بالتصويت لا يمكنهم استخدام هذا الحق إذ لكل ولاية خدعها الخاصة ففي بعض الأماكن يمكن التصويت باستخدام رخصة القيادة وفي بعضها أشد حزماً يطلب تقديم بطاقة الهوية ولكن كنتيجة نحو 5 ملايين شخص لا يمكنهم التصويت.
وتابع لافروف: إن مرشحي الرئاسة الذين ترشحهم أحزاب الخضر والأحزاب الأخرى الصغيرة يحتجون على عدم السماح لهم بالمشاركة في المناظرات فيما لم تنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد آخر من دول الغرب حتى الآن إلتزاماتها في إطار مجلس الأمن والتعاون الأوروبي ولم تدرج في قوانينها الوطنية التزامات بدعوة المراقبين الدوليين من الامم المتحدة.
ولفت لافروف إلى أن ممثلي روسيا زاروا الولايات المتحدة ضمن تشكيل بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وفي إطار الإتصالات الثنائية لمراقبة الإنتخابات الأمريكية وفي العديد من الولايات لم يسمح لهم حتى بالدخول إلى مراكز الإقتراع وعندما ينطقون كلمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي يبدؤون بالنظر إليهم وكأنهم ينظرون إلى إنسان لديه مشكلة في النطق وهذا ما يحدث بالفعل.
وتابع لافروف: لقد تحدثت إلى كونداليزا رايس عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية وأعربت لها عن بعض الإعتراضات وإقترحت عليها جمع خبرائنا في مجال حقوق الإنسان والرقابة الإنتخابية وتبادل أفضل الممارسات و أجابت "رايس" على ذلك: "ما المشاكل التي لدينا" وأنا ذكرتها أن الإنتخابات في الولايات المتحدة غير مباشرة ولكن تتم عبر تشكيل لجان المقترعين وفي ذات الوقت كما يقولون هم أنفسهم أنه لو حدث وكان في إحدى الولايات الفارق بنسبة 2 بالمئة فإن النائب الحاصل على 51 بالمئة يأخذ كل الأصوات وبالتالي يشكل المقترعون من جانب هذا الحزب النسبة المرجحة.
وأشار لافروف إلى أنه في عام 2000 حصل ألبرت غور على عدد أصوات أكبر من جورج بوش ولكن مع أصوات المقترعين سار الأمر بصورة مختلفة وظهرت مشكلة وقاموا بإعادة فرز الأصوات وفي النهاية تم وقف إعادة الفرز بقرار من المحكمة العليا التي تشكل غالبية أعضائها من الجمهوريين وفي النهاية وصل إلى السلطة الرئيس الذي صوتت له أقلية المواطنين الأمريكيين.
وفي هذا الصدد لفت وزير الخارجية الروسي إلى ما قالته "رايس" لدى سؤالها عن هذا الأمر بأنها تعرف ذلك جيداً و لكن هذه مشاكلهم التي اعتادوا عليها وأنهم تكيفوا مع النظام المعمول به وهو يعمل و كل شيء على ما يرام.
تشوركين: تحدي نجاح مبادرة وقف العنف خلال عيد الأضحى يكمن بالتزام الأطراف الإقليميين والدوليين بممارسة نفوذهم على المجموعات المسلحة للقبول بها
إلى ذلك أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين أن تحدي نجاح مبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لوقف العنف في سورية خلال عيد الأضحى لا يكمن بموافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي عليها بل في التزام كل الأطراف الإقليميين والدوليين بممارسة نفوذهم على المجموعات المسلحة من أجل القبول بالهدنة ووقف العنف.
وقال تشوركين في تصريح صحفي له أمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: لسنا متفاجئين بإعلان بعض المجموعات المسلحة رفضها وقف العنف لأن الكثير منها يرفض الانتقال من مسار العنف المسلح إلى المسار السياسي ولذلك نطالب الجهات التي لها نفوذ عليها ألا تزودها بالأسلحة والصواريخ وتفرض عليها الموافقة على ما دعا إليه المجلس لأن ذلك هو المسار الصحيح لوضع حد للأزمة في سورية.
وأعرب تشوركين عن أمل روسيا بتطبيق الهدنة على أرض الواقع من قبل المعارضة والحكومة للتوصل إلى وقف العنف وتنظيم العملية السياسية التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وقال تشوركين إن البيان الصادر عن مجلس الأمن يرتكز على ثلاثة عناصر الأول هو دعم أعضاء المجلس لمبادرة الإبراهيمي ودعوة كل الأطراف الإقليمية والدولية لفعل ذلك وممارسة نفوذها على الأرض من أجل فرض الهدنة
وأضاف تشوركين إن العنصر الثاني هو التعامل مع المسائل الإنسانية الملحة التي يواجهها الشعب السوري والعنصر الثالث هو فتح الأفق السياسي للحل والحاجة إلى استخدام الهدنة للدخول إلى مجال أوسع في سبيل التسوية السياسية.
وأوضح تشوركين أن الابراهيمي كرر مجددا أنه يريد أن يكون بيان جنيف أساسا لهذا العمل المستقبلي باعتباره بيانا توافقيا بين أطراف المجتمع الدولي تم اعتماده في إطار قراري مجلس الأمن 2042 و2043.
وأشار تشوركين إلى قلق بلاده من الأنباء التى تحدثت عن إرسال منظومات صاروخية إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية لافتا إلى أن روسيا اجرت اتصالات مع الدول التى يمكنها إرسال مثل هذه المنظومات لكن أحداً لم يعترف بذلك حتى الآن.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة