بدءاً من جهودها في الديبلوماسية الدولية وصولاً إلى استثماراتها الضخمة، تسعى قطر إلى بسط نفوذها على الساحة العالمية.

وفيما يتولى هذه المهمات كل من حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني، يسطع في هذه الأثناء اسم جديد ينشغل بمهام متزايدة في إدارة شؤون البلاد هو تميم، النجل الثاني للأمير القطري.

الأمير حمد أشار مؤخراً إلى تزايد انشغالات نجله، وذلك خلال لقاء مع أحد المسؤولين، حيث قال إن الأمير تميم يتولى إدارة البلاد، الغنية بالغاز الطبيعي، بشكل يومي. وفيما علّق المسؤول بكل ثقة قائلاً إن الأمير البالغ من العمر 32 عاماً لا يمكنه أن يتولى المسؤولية بشكل كامل، سارع الأمير حمد مجيباً «أترضى بـ80 في المئة من المسؤولية؟».

هذا الحوار يؤكد على تنامي نفوذ الأمير تميم، وهو الولد الثاني لحمد من زواجه بالشيخة موزة، مع الإشارة إلى وجود تقارير كثيرة تفيد بأن الأخيرة تعمل على تحقيق طموحها السياسي عن طريق أبنائها.

وبينما كانت قطر تحاول بسط نفوذها على الساحة الإقليمية، وتحديداً من خلال تقديم المساعدات العسكرية واللوجستية في ليبيا وتزعّم الجهود العربية لإسقاط النظام السوري، ظهر اسم رئيس الوزراء بشكل دائم كمهندس للمساعي القطرية للاضطلاع بدور إقليمي. ولكن مع الوقت كان يكبر نفوذ ولي العهد ليتولى المزيد من المهام الديبلوماسية، الأمر الذي يصب ضمن المساعي المعتادة لتمكين تميم من تولي مقاليد الحكم في وقت لاحق.

وفي إطار عمله على الملف الليبي، ساعد تميم كذلك في إصلاح العلاقات المتوترة مع السعودية، حيث حرص على تمتين العلاقات مع وزير الداخلية السابق الأمير نايف ونجله محمد المعروف بمكافحته للإرهاب.

وفي السياق، يؤكد الباحث في «معهد الخدمات الموحدة الملكي» في الدوحة مايكل ستيفنز أن «من الواضح تنامي دور الأمير تميم في الشؤون الداخلية كما في الشؤون الخارجية، وهو ما تجلى في العديد من المبادرات والزيارات الديبلوماسية خلال الأشهر الأخيرة».

كما يلعب الأمير تميم دوراً مهماً في الهيئات الحكومية كالمجالس العليا للصحة والاقتصاد والتعليم، وتمكن من بناء شبكة واسعة من الأنصار والمؤيدين له داخل الحكومة، من بينهم مسؤولون رفيعو المستوى في مجال الأمن الغذائي ولجنة المونديال للعام 2022 الذي تستضيفه قطر.

ويضطلع الأمير، الذي ارتاد أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية في بريطانيا، بدور بارز في المؤسسة العسكرية القطرية. وبسبب توليه إدارة الأمن الداخلي عوضاً عن والده، فقد انتقل إلى دور أوسع مجالاً في الحقل الديبلوماسي.

وقد أثار هذا الصعود المتنامي لنفوذ الأمير تميم تساؤلات في أوساط المراقبين حول صعوبة التوفيق بين القوة المتزايدة للأخير في ظلّ السطوة الواسعة لرئيس الوزراء، وهذا ما دفع بالعديد من المراقبين إلى الحديث عن وجود خلافات بين ولي العهد ورئيس الوزراء.

(عن «فاينانشال تايمز»)

  • فريق ماسة
  • 2012-10-24
  • 13512
  • من الأرشيف

قطر بين صعود تميم ونفوذ حمد بن جاسم

بدءاً من جهودها في الديبلوماسية الدولية وصولاً إلى استثماراتها الضخمة، تسعى قطر إلى بسط نفوذها على الساحة العالمية. وفيما يتولى هذه المهمات كل من حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني، يسطع في هذه الأثناء اسم جديد ينشغل بمهام متزايدة في إدارة شؤون البلاد هو تميم، النجل الثاني للأمير القطري. الأمير حمد أشار مؤخراً إلى تزايد انشغالات نجله، وذلك خلال لقاء مع أحد المسؤولين، حيث قال إن الأمير تميم يتولى إدارة البلاد، الغنية بالغاز الطبيعي، بشكل يومي. وفيما علّق المسؤول بكل ثقة قائلاً إن الأمير البالغ من العمر 32 عاماً لا يمكنه أن يتولى المسؤولية بشكل كامل، سارع الأمير حمد مجيباً «أترضى بـ80 في المئة من المسؤولية؟». هذا الحوار يؤكد على تنامي نفوذ الأمير تميم، وهو الولد الثاني لحمد من زواجه بالشيخة موزة، مع الإشارة إلى وجود تقارير كثيرة تفيد بأن الأخيرة تعمل على تحقيق طموحها السياسي عن طريق أبنائها. وبينما كانت قطر تحاول بسط نفوذها على الساحة الإقليمية، وتحديداً من خلال تقديم المساعدات العسكرية واللوجستية في ليبيا وتزعّم الجهود العربية لإسقاط النظام السوري، ظهر اسم رئيس الوزراء بشكل دائم كمهندس للمساعي القطرية للاضطلاع بدور إقليمي. ولكن مع الوقت كان يكبر نفوذ ولي العهد ليتولى المزيد من المهام الديبلوماسية، الأمر الذي يصب ضمن المساعي المعتادة لتمكين تميم من تولي مقاليد الحكم في وقت لاحق. وفي إطار عمله على الملف الليبي، ساعد تميم كذلك في إصلاح العلاقات المتوترة مع السعودية، حيث حرص على تمتين العلاقات مع وزير الداخلية السابق الأمير نايف ونجله محمد المعروف بمكافحته للإرهاب. وفي السياق، يؤكد الباحث في «معهد الخدمات الموحدة الملكي» في الدوحة مايكل ستيفنز أن «من الواضح تنامي دور الأمير تميم في الشؤون الداخلية كما في الشؤون الخارجية، وهو ما تجلى في العديد من المبادرات والزيارات الديبلوماسية خلال الأشهر الأخيرة». كما يلعب الأمير تميم دوراً مهماً في الهيئات الحكومية كالمجالس العليا للصحة والاقتصاد والتعليم، وتمكن من بناء شبكة واسعة من الأنصار والمؤيدين له داخل الحكومة، من بينهم مسؤولون رفيعو المستوى في مجال الأمن الغذائي ولجنة المونديال للعام 2022 الذي تستضيفه قطر. ويضطلع الأمير، الذي ارتاد أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية في بريطانيا، بدور بارز في المؤسسة العسكرية القطرية. وبسبب توليه إدارة الأمن الداخلي عوضاً عن والده، فقد انتقل إلى دور أوسع مجالاً في الحقل الديبلوماسي. وقد أثار هذا الصعود المتنامي لنفوذ الأمير تميم تساؤلات في أوساط المراقبين حول صعوبة التوفيق بين القوة المتزايدة للأخير في ظلّ السطوة الواسعة لرئيس الوزراء، وهذا ما دفع بالعديد من المراقبين إلى الحديث عن وجود خلافات بين ولي العهد ورئيس الوزراء. (عن «فاينانشال تايمز»)

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة