نشر أربعة من كبار رموز اللوبي الإسرائيلي والصهيوني في فرنسا ، ومن أوثق المثقفين الفرنسيين واليهود الصهاينة ارتباطا بوكالة المخابرات المركزية ، مقالا ـ نداء مشتركا اليوم في صحيفة "لوموند" الفرنسية، تحت عنون " كفى تهربا ، يجب التدخل في سوريا" ، نددوا فيه بتقاعس الغرب والحلف الأطلسي عن دعم المعارضة السورية بالسلاح. ودعا كاتبو المقال ـ النداء حكومات الولايات المتحدة وأوربا الغربية إلى الاستماع إلى مايسمى "المجلس الوطني السوري" وتسليم المقاتلين السلاح من أجل مقاتلة الجيش العربي السوري والإسلاميين و الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ( جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا). وأعربوا عن خيبة أملهم من رفض الولايات المتحدة وأوربا والحلف الأطلسي التدخل العسكري في سوريا .

واعترف كاتبوا المقال ـ النداء ، من ناحية أخرى، بأن المتطرفين والأصوليين الإسلاميين والجهاديين الأجانب، بمن فيهم عناصر "القاعدة" ممن سبق لهم أن قاتلوا في العراق، أصبحوا الآن يسيطرون على الأرض.

يشار إلى أن موقعي المقال ـ النداء هم أندريه غلوكسمان، برنار كوشنير ، برنار هنري ـ ليفي ، ماريو بيتاتي و الطبيب جاك بيريس.

فمن هم هؤلاء ؟

 

بالنسبة لبرنار هنري ليفي، وقد أصبح غنيا عن التعريف ، يعتبر من أكثر المثقفين اليهود ـ الصهاينة الفرنسيين ولاء ليس لإسرائيل وحسب، بل للتيار الليكودي العنصري فيها. ويسجل له أنه كان أول من دعا إسرائيل إلى إبادة الفلسطينيين خلال العدوان على غزة في العام 2008 ، وبرر قتل أطفال "حماس" بأنهم سيكونون متطرفين في المستقبل .( للمناسبة ، شاركه ، على نحو منفرد، الدكتور عبد الرزاق عيد هذه النظرة. فقد استمعت "الحقيقة" إلى تسجيل خاص لعيد قبل سنوات يعرب فيه عن غبطته بعمليات القتل التي تقوم بها إسرائيل في غزة. وكان ذلك قبل أن يتحول إلى منظر إسلامي ـ وهابي . وحين نشرت "الحقيقة" مضمون التسجيل، لم ينفه، لكن جن جنونه ، وبدأ يتهم "الحقيقة" بأنها موقع مخابراتي!).

أسس ليفي في العام 1976 ، مع أندريه غلوكسمان وآخرين ، حركة " الفلاسفة الجدد" ، التي وصف المفكر العالمي سمير أمين أعضاءها بأنهم " نصابو الفلسفة الجديدة" في كتابه الشهير "قانون القيمة والمادية التاريخية". ذلك لأن حركتهم قامت أساسا على فكرة جوهرية هي "التدخل الإنساني" العسكري في دول العالم الثالث باسم "الحرية والديمقراطية" . وقد أصبحت هذه الحركة بمثابة "الجناح الثقافي للحلف الأطلسي" ، حيث دعت الحلف إلى التدخل في كل مكان "لنشر الديمقراطية". وفي مرحلة لاحقة انضم إلى هؤلاء ـ من خارج حلقة "الفلاسفة" ، أو النصابين، نصاب آخر هو برنار كوشنير ، وزير الخارجية الفرنسية الأسبق. وخلال الثمانينيات ، وبالتعاون مع وكالة المخابرات الأميركية والفرنسية ، فضلا عن المخابرات السعودية والأردنية وغيرهما ، قادوا عملية تقديم الدعم الإعلامي الميداني لعصابات الإسلام الوهابي في أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن (الذي جنده زبغنيو بريجنسكي ،مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق ، حين كان عسكريا سعوديا متدربا في الباكستان) وشاه مسعود وسواهما ، التي كانت تقاتل نظام باربراك كارمل وخليفته نجيب الله ، الوطني ـ العلماني اليساري . ودائما تحت شعار "تحرير أفغانستان من النظام الشمولي السوفييتي"! وقد تحولت هذه العصابات فيما بعد إلى ما سيعرف باسم "القاعدة" و"طالبان"! أما كوشنير ، شخصيا، وكما افتضح أمره في عدد من الكتب التي صدرت لاحقا في فرنسا، فقد ارتبط اسمه بواحدة من أقذر أنواع التجارة ، وهي تجارة السلاح في أفريقيا وأماكن أخرى، لاسيما منطقة البلقان في وسط أوربا

( الجبل الأسود، البوسنة ..(!

كان هنري ـ ليفي و غلوكسمان ، ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي للصناعات العسكرية ، ألكسندر غولدفارب ، عضو حركة "تسوميت" العنصرية في إسرائيل، من أبرز رعاة أول مؤتمر للمعارضة السورية المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الخارجية، والذي عقد في باريس في تموز / يوليو من العام الماضي. وقد حضر المؤتمر رجل إسرائيل وبرنار هنري ـ ليفي في جماعة الأخوان المسلمين، ملهم الدروبي، ونائب المراقب العام للجماعة فاروق طيفور، ومجموعة المعارضين المرتبطين بواشطن ، و ممثل عن حزب صغير مكون من عشرين شخصا يدعى "حزب الحداثة والديمقراطية" مرتبط بالمخابرات الألمانية ، وفق تقويم الاستخبارات البريطانية للجماعات السياسية السورية الناشطة في الخارج.

أما ماريو بيتاني، وهو أستاذ قانون في جامعة باريس، فقد أصبح "المنظّر الحقوقي" لعصابة هنري ليفي ونظرية " التدخل الإنساني للحلف الأطلسي" في دول العالم من أجل "نشر الديمقراطية"!

المفاجأة بين الأسماء كان جاك بيريس، الطبيب الذي زار سوريا في الربيع الماضي وأعلن بعد عودته عن إعجابه بـ"الثورة" في سورية . لكنه حين زارها في المرة الثانية قبل نحو شهرين، أعلن أنها " ثورة أصوليين" ، وأن "الجهاديين الأجانب يشكلون غالبية المسلحين فيها" حسب عدد الجرحى الذين عالجهم! ومع ذلك ، فإنه يطالب اليوم بتسليح هؤلاء ! ولكم بعد ذلك أن تقرروا مقدار توازنه العقلي و ..الأخلاقي!

 

 الحقيقة

 

  • فريق ماسة
  • 2012-10-23
  • 4734
  • من الأرشيف

أربعة من رموز اللوبي الإسرائيلي في فرنسا يدعون الحلف الأطلسي إلى التدخل وتسليح المعارضة السورية

نشر أربعة من كبار رموز اللوبي الإسرائيلي والصهيوني في فرنسا ، ومن أوثق المثقفين الفرنسيين واليهود الصهاينة ارتباطا بوكالة المخابرات المركزية ، مقالا ـ نداء مشتركا اليوم في صحيفة "لوموند" الفرنسية، تحت عنون " كفى تهربا ، يجب التدخل في سوريا" ، نددوا فيه بتقاعس الغرب والحلف الأطلسي عن دعم المعارضة السورية بالسلاح. ودعا كاتبو المقال ـ النداء حكومات الولايات المتحدة وأوربا الغربية إلى الاستماع إلى مايسمى "المجلس الوطني السوري" وتسليم المقاتلين السلاح من أجل مقاتلة الجيش العربي السوري والإسلاميين و الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ( جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا). وأعربوا عن خيبة أملهم من رفض الولايات المتحدة وأوربا والحلف الأطلسي التدخل العسكري في سوريا . واعترف كاتبوا المقال ـ النداء ، من ناحية أخرى، بأن المتطرفين والأصوليين الإسلاميين والجهاديين الأجانب، بمن فيهم عناصر "القاعدة" ممن سبق لهم أن قاتلوا في العراق، أصبحوا الآن يسيطرون على الأرض. يشار إلى أن موقعي المقال ـ النداء هم أندريه غلوكسمان، برنار كوشنير ، برنار هنري ـ ليفي ، ماريو بيتاتي و الطبيب جاك بيريس. فمن هم هؤلاء ؟   بالنسبة لبرنار هنري ليفي، وقد أصبح غنيا عن التعريف ، يعتبر من أكثر المثقفين اليهود ـ الصهاينة الفرنسيين ولاء ليس لإسرائيل وحسب، بل للتيار الليكودي العنصري فيها. ويسجل له أنه كان أول من دعا إسرائيل إلى إبادة الفلسطينيين خلال العدوان على غزة في العام 2008 ، وبرر قتل أطفال "حماس" بأنهم سيكونون متطرفين في المستقبل .( للمناسبة ، شاركه ، على نحو منفرد، الدكتور عبد الرزاق عيد هذه النظرة. فقد استمعت "الحقيقة" إلى تسجيل خاص لعيد قبل سنوات يعرب فيه عن غبطته بعمليات القتل التي تقوم بها إسرائيل في غزة. وكان ذلك قبل أن يتحول إلى منظر إسلامي ـ وهابي . وحين نشرت "الحقيقة" مضمون التسجيل، لم ينفه، لكن جن جنونه ، وبدأ يتهم "الحقيقة" بأنها موقع مخابراتي!). أسس ليفي في العام 1976 ، مع أندريه غلوكسمان وآخرين ، حركة " الفلاسفة الجدد" ، التي وصف المفكر العالمي سمير أمين أعضاءها بأنهم " نصابو الفلسفة الجديدة" في كتابه الشهير "قانون القيمة والمادية التاريخية". ذلك لأن حركتهم قامت أساسا على فكرة جوهرية هي "التدخل الإنساني" العسكري في دول العالم الثالث باسم "الحرية والديمقراطية" . وقد أصبحت هذه الحركة بمثابة "الجناح الثقافي للحلف الأطلسي" ، حيث دعت الحلف إلى التدخل في كل مكان "لنشر الديمقراطية". وفي مرحلة لاحقة انضم إلى هؤلاء ـ من خارج حلقة "الفلاسفة" ، أو النصابين، نصاب آخر هو برنار كوشنير ، وزير الخارجية الفرنسية الأسبق. وخلال الثمانينيات ، وبالتعاون مع وكالة المخابرات الأميركية والفرنسية ، فضلا عن المخابرات السعودية والأردنية وغيرهما ، قادوا عملية تقديم الدعم الإعلامي الميداني لعصابات الإسلام الوهابي في أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن (الذي جنده زبغنيو بريجنسكي ،مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق ، حين كان عسكريا سعوديا متدربا في الباكستان) وشاه مسعود وسواهما ، التي كانت تقاتل نظام باربراك كارمل وخليفته نجيب الله ، الوطني ـ العلماني اليساري . ودائما تحت شعار "تحرير أفغانستان من النظام الشمولي السوفييتي"! وقد تحولت هذه العصابات فيما بعد إلى ما سيعرف باسم "القاعدة" و"طالبان"! أما كوشنير ، شخصيا، وكما افتضح أمره في عدد من الكتب التي صدرت لاحقا في فرنسا، فقد ارتبط اسمه بواحدة من أقذر أنواع التجارة ، وهي تجارة السلاح في أفريقيا وأماكن أخرى، لاسيما منطقة البلقان في وسط أوربا ( الجبل الأسود، البوسنة ..(! كان هنري ـ ليفي و غلوكسمان ، ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي للصناعات العسكرية ، ألكسندر غولدفارب ، عضو حركة "تسوميت" العنصرية في إسرائيل، من أبرز رعاة أول مؤتمر للمعارضة السورية المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الخارجية، والذي عقد في باريس في تموز / يوليو من العام الماضي. وقد حضر المؤتمر رجل إسرائيل وبرنار هنري ـ ليفي في جماعة الأخوان المسلمين، ملهم الدروبي، ونائب المراقب العام للجماعة فاروق طيفور، ومجموعة المعارضين المرتبطين بواشطن ، و ممثل عن حزب صغير مكون من عشرين شخصا يدعى "حزب الحداثة والديمقراطية" مرتبط بالمخابرات الألمانية ، وفق تقويم الاستخبارات البريطانية للجماعات السياسية السورية الناشطة في الخارج. أما ماريو بيتاني، وهو أستاذ قانون في جامعة باريس، فقد أصبح "المنظّر الحقوقي" لعصابة هنري ليفي ونظرية " التدخل الإنساني للحلف الأطلسي" في دول العالم من أجل "نشر الديمقراطية"! المفاجأة بين الأسماء كان جاك بيريس، الطبيب الذي زار سوريا في الربيع الماضي وأعلن بعد عودته عن إعجابه بـ"الثورة" في سورية . لكنه حين زارها في المرة الثانية قبل نحو شهرين، أعلن أنها " ثورة أصوليين" ، وأن "الجهاديين الأجانب يشكلون غالبية المسلحين فيها" حسب عدد الجرحى الذين عالجهم! ومع ذلك ، فإنه يطالب اليوم بتسليح هؤلاء ! ولكم بعد ذلك أن تقرروا مقدار توازنه العقلي و ..الأخلاقي!    الحقيقة  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة