دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو أن إسرائيل، لاعتبارات استراتيجية واقتصادية، تميل إلى إشراك شركة الغاز الروسية «غازبروم»، في مشاريع استغلال اكتشافات النفط والغاز في عرض البحر المتوسط، وخصوصاً حقل «لفيتان». وينطلق هذا الميل من إحساس بأن تطوير حقول الغاز في «لفيتان» يتطلب استثمارات كبيرة وخبرات تقنية عالية تعجز الشركات الإسرائيلية عن توفيرها. كما أن شركات النفط والغاز الدولية الكبرى ذات المصالح المتنوعة في المنطقة العربية لا تريد المجازفة بالشراكة مع إسرائيل في هذا القطاع. وفي المقابل فإن روسيا التي تحتكر الجزء الأكبر من توريد الغاز إلى الدول الأوروبية تطمع في تكريس هذا الاحتكار من خلال المشاركة في استثمار الحقول الجديدة في كل من المياه الاقتصادية الحصرية لقبرص وإسرائيل.
ونشرت الصحف الاقتصادية الإسرائيلية أن «غازبروم» تبدو المرشح الأقوى للدخول في شراكة امتياز حقول «لفيتان». وقالت صحيفة «غلوبس» إن المعلومات التي لديها تظهر أن العرض المالي الذي قدمته «غازبروم» في إطار عروض اختيار الشريك كان الأعلى. ومع ذلك لحظت الصحيفة وجود فوارق بين موقف الشركاء الإسرائيليين والأميركيين في الامتياز وأبرزهم شركة «نوبل إنرجي» من هذا الموضوع.
ويبدي الإسرائيليون، وعلى رأسهم مجموعة «ديلك» برئاسة الملياردير اسحـق تشوفا، حماسة لإشراك المارد الروسي واستغلال جبروته الاقتصادي والسياسي. ولكن شركة «نوبل إنرجي» تبقى أشد تحفظاً تجاه هذه الشراكة بسبب طبيعة الشركة الروسية المثيرة للخلافات. وتحاول الشركة الأميركية البحث عن شريك غربي حتى إذا لم يكن عرضه أفضل من العرض الروسي. وأشار مصدر ضالع في المفاوضات إلى أن «الإسرائيليين يركزون على الكسب المالي المباشر الناجم عن دخول الشريك، فيما يركز الأميركيون أكثر على العائدات التي سينالها أصحاب الأسهم، مفضلين شراكة تخلق قيمة متزايدة على مر الزمن».
وتعتبر مهمة اختيار الشريك الاستراتيجي في مخزون «لفيتان» الخطوة التجارية الأشد أهمية وإثارة للفضول في مجال النفط والغاز. وتقدر القيمة الحالية لحقل «لفيتان» الذي يعتبر الاكتشاف الغازي الأكبر في المياه العميقة في السنوات الأخيرة بحوالي خمسة مليارات دولار لكن قيمة الغاز فيه تقدر بعشرات مليارات الدولارات.
وفي الأيام الأخيرة، زادت احتمالات العثور على النفط بكميات كبيرة تحت طبقة الغاز. وبحسب الخبراء فإن التوق لإيجاد شريك استراتيجي إضافي نبع أساساً من إدراك الشركات صاحبة الامتياز بأنها لا تملك لا القدرة المالية ولا الخبرات والعلاقات المطلوبة لاستغلال المخزون بأسرع وقت ممكن. إذ ان الاستثمار المالي المطلوب لتطوير الحقل وتجهيزه لتصدير الغاز السائل يقدر بين عشرة و15 مليار دولار.
عموماً، تبين «غلوبس» أن المفاوضات التي ستصل إلى نهايتها بالتأكيد في الأشهر القريبة تدور منذ عام تحت ستار كثيف من السرية الاستثنائية خلافاً للمعهود في إسرائيل. وكان قد نشر سابقاً عرضاً في الصحف الإسرائيلية جاء فيه أنه «في السابع من أيلول تسلمنا عروضاً لشراء ما يصل إلى 30 في المئة من الحقوق في الامتيازات من شركات عالمية رائدة تعمل في ميدان التنقيب عن الغاز الطبيعي واستخراجه».
وحظي الشركاء في «لفيتان» بتصريح من سلطة النقد لعدم نشر أية معلومات بشأن هوية المشاركين في المفاوضات. وكان السبب هو خشية هذه الشركات من الأضرار التي قد تصيب مصالحها في العالم العربي، جراء الإعلان أنها ستدخل السوق الإسرائيلي. وبحسب مصدر ضالع في المفاوضات فإن هذه الشركات «على استعداد لتحمل الأضرار فقط إذا دخلت فعلياً كشريكة في «لفيتان»، لكنها لا تريد أن تخرج خاسرة هنا وهناك».
ومن بين الشركات الدولية التي أشيع أنها تشارك في المفاوضات مع إسرائيل حول الغاز، شركة أوروبية تدعى «إديسون» (EDISON)، وأخرى استرالية تدعى «وودسايد» (WOODSIDE)، وثالثة كورية جنوبية «كوغاز» (KOGAS)، ورابعة صينية «CNOOC» أعربت عن استعدادها للدخول في المزايدة.
كذلك، فإن شركات مثل «توتال» الفرنسية تشارك في المفاوضات ولكن بشكل غير مباشر. وتفيد صحيفة «غلوبس» بأن شركة أميركية كبيرة لها مصالح كبيرة في دول الخليج العربي تجري مفاوضات منفصلة مع الشركاء الإسرائيليين، وتجهد للمحافظة على كتمان اسمها لكنها قد تكون واحدة من ثالوث النفط الأميركي، «أكسون موبيل»، و«كونكو فيلبس»، و«شيفرون». ولكن يبدو أن هذه الشركة تراجعت عن الاهتمام بالغاز الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة.
المصدر :
السفير /حلمي موسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة