هجرة الجهاد إلى سوريا لم تتوقف. جديدها وصول أحد أثرياء الإمارات للقتال تحت راية تنظيم «جبهة النصرة لأهل الشام». في ما يأتي معلومات تتحدث عن وساطة للنائب عقاب صقر لإعادة الثري الإماراتي إلى بلاده. ولما فشلت الوساطة، طلب صقر من رجاله في سوريا خطف الإماراتي

أن تقول نائباً لبنانياً مغترباً ينشط في صفوف الثورة السورية فذلك يعني حكماً أنك تقصد النائب عقاب صقر. النائب الشيعي الذي توقف كثيرون من الإسلاميين المتشددين عند طائفته، يعدُّ الناشط الأبرز على خطّ الأزمة السورية بين السعودية وتركيا. علاقاته الواسعة في صفوف المعارضة السورية المسلّحة والسياسية كانت لتمكّنه، لولا أنّه لبناني، من أن يكون المرشّح الأوفر حظّاً لتولي رئاسة الجمهورية السورية في حال تحققت أماني المعارضة السورية بسقوط النظام السوري. بات صقر مرجعية في قضايا كبرى تتعلق بالوضع السوري.

جديد النائب صقر كشفته مصادر سورية رفيعة المستوى في المعارضة السورية المسلحة. تقول المصادر إن ثريّاً إماراتياً دخل سوريا بقصد «الجهاد» تحت راية «جبهة النصرة لأهل الشام»، التنظيم القريب من «القاعدة». وتشير المعلومات إلى أن الإماراتي ذو شأن في بلاده، إذ إن تحركات على مستويات رفيعة بدأت لمحاولة إعادته إلى بلاده. وكشفت المصادر أن جهات إماراتية اتّصلت بالنائب اللبناني لطلب مساعدته في هذا الشأن، وأن صقر حاول التواصل مع عناصر في «جبهة النصرة» لحل الموضوع، إلا أنه جوبه بالرفض. وبعد وساطات عدّة، زوّد مسؤولون في «جبهة النصرة» الشاب الإماراتي ببطاقة هوية سورية مزوّرة، لإخفاء هويته.

ولمّا لم تُفلح محاولة صقر مع الجهاديين الإسلاميين، اتصل بقياديٍّ سوري معارض ينشط في تركيا لمساعدته في هذا الشأن. وتوضح المعلومات أن صقر عرض على القيادي السوري، الذي يملك مجموعات مقاتلة في مناطق حلب وإدلب، مبلغاً يتجاوز مليون ومئتي ألف دولار لقاء إحضار الشاب الإماراتي. إغراء المبلغ دفع بالقيادي السوري إلى فتح الموضوع مع قياديين من «جبهة النصرة»، لا سيما أن هناك قناة اتصال مفتوحة بينه وبينهم باعتبار أنهم ينشطون ميدانياً في بقع جغرافية متداخلة أحياناً، لكن ذلك لم يكن عاملاً مساعداً أبداً، إذ باءت محاولاته إقناعهم بتسليم الشاب بالفشل. فعاد القيادي السوري ليُخبر صقر بوصول الوساطة إلى حائط مسدود. وبما أن صقر يُعتبر بمثابة وليّ نعمة القيادي السوري، باعتبار أن أموال دعم المجموعات التابعة له مصدرها النائب اللبناني، استشاط الأخير غضباً مهدّداً القيادي بتصفيته في تركيا إن هو لم يحضر الشاب الإماراتي. وأوعز إليه أن يطلب من إحدى مجموعاته خطف الشاب الإماراتي من عهدة «جبهة النصرة». وبما أن الدخول في مواجهة مع «الجبهة» ليس بالأمر السهل، لا سيما أنها تُعدّ الذراع الأقوى ميدانياً في صفوف المعارضة، اتصل القيادي السوري، وهو من منطقة الرستن، بأحد عناصر «جبهة النصرة» (يُدعى محمد ز. المعروف بـ«عميد الأحرار»)، الذي يعرف مكان الشاب الإماراتي وتحرّكاته، وتم الاتفاق على خطف الشاب الإماراتي.

وقد حاولت «الأخبار» الاتصال بصقر، لكنّ رقم هاتفه البلجيكي كان طوال الوقت خارج الخدمة.

تجدر الإشارة إلى أنّ المعلومات المتوافرة تؤكد أن صقر أدى دور الوساطة في العديد من الأحداث. فإضافة إلى أنّه يكتنز الكثير من المعلومات حول عملية خطف اللبنانيين الأحد عشر والمفاوضات التي واكبتها، أدى دوراً بارزاً في المساعدة في إنقاذ الزميلة يمنى فوّاز التي اختُطفت في سوريا أثناء إعدادها تقارير ميدانية مع مقاتلي المعارضة السورية المسلّحة. كذلك الأمر في ما يتعلق بالمخطوفين الإيرانيين في سوريا، إذ تكشف معلومات المعارضة السورية أنّ صقر تدخّل لدى «كتيبة البراء» الضالعة في عملية خطف الإيرانيين ليؤكد لهم المعلومات التي تتحدث عن أن عدداً منهم ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني. ويشير أحد قادة الكتيبة المذكورة إلى أن القيادي في كتيبة البراء استغرب يومها سائلاً صقر: «ألست شيعياً وهم شيعة؟»، فردّ صقر: «أنا من شيعة لبنان، وهم شيعة فُرس».

يُذكر أن صقر صار «نجم الثورة السورية» الأبرز في الصحف الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن «رجل المملكة العربية السعودية في مركز تحكم إسطنبول الذي يُنسّق مع الجيش السوري الحر هو سياسي لبناني من تيار المستقبل المعادي للنظام الحاكم في سوريا ويُدعى عقاب صقر». ولفتت الصحيفة إلى أن «الأخير يُشرف على توزيع كمية كبيرة من العتاد والسلاح والإمدادات على أربع مجموعات معارضة مسلحة، وهو موجود في تركيا». كذلك نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسلّحين سوريين على الحدود السورية ــ التركية قولهم إن «المزوّد الرئيسي للأسلحة الآتية من الرياض هو النائب اللبناني عقاب صقر». وبحسب الصحيفة نفسها، أفاد أحد قادة المتمردين السوريين بأن «صقر سأله مرة عن اسم أحد تجار الأسلحة في يوغوسلافيا السابقة كان يأمل أن يلتقيه».

  • فريق ماسة
  • 2012-10-16
  • 9692
  • من الأرشيف

صقر «الثورة السوريّة»: تسليح وتمويل وعمليات خطف

هجرة الجهاد إلى سوريا لم تتوقف. جديدها وصول أحد أثرياء الإمارات للقتال تحت راية تنظيم «جبهة النصرة لأهل الشام». في ما يأتي معلومات تتحدث عن وساطة للنائب عقاب صقر لإعادة الثري الإماراتي إلى بلاده. ولما فشلت الوساطة، طلب صقر من رجاله في سوريا خطف الإماراتي أن تقول نائباً لبنانياً مغترباً ينشط في صفوف الثورة السورية فذلك يعني حكماً أنك تقصد النائب عقاب صقر. النائب الشيعي الذي توقف كثيرون من الإسلاميين المتشددين عند طائفته، يعدُّ الناشط الأبرز على خطّ الأزمة السورية بين السعودية وتركيا. علاقاته الواسعة في صفوف المعارضة السورية المسلّحة والسياسية كانت لتمكّنه، لولا أنّه لبناني، من أن يكون المرشّح الأوفر حظّاً لتولي رئاسة الجمهورية السورية في حال تحققت أماني المعارضة السورية بسقوط النظام السوري. بات صقر مرجعية في قضايا كبرى تتعلق بالوضع السوري. جديد النائب صقر كشفته مصادر سورية رفيعة المستوى في المعارضة السورية المسلحة. تقول المصادر إن ثريّاً إماراتياً دخل سوريا بقصد «الجهاد» تحت راية «جبهة النصرة لأهل الشام»، التنظيم القريب من «القاعدة». وتشير المعلومات إلى أن الإماراتي ذو شأن في بلاده، إذ إن تحركات على مستويات رفيعة بدأت لمحاولة إعادته إلى بلاده. وكشفت المصادر أن جهات إماراتية اتّصلت بالنائب اللبناني لطلب مساعدته في هذا الشأن، وأن صقر حاول التواصل مع عناصر في «جبهة النصرة» لحل الموضوع، إلا أنه جوبه بالرفض. وبعد وساطات عدّة، زوّد مسؤولون في «جبهة النصرة» الشاب الإماراتي ببطاقة هوية سورية مزوّرة، لإخفاء هويته. ولمّا لم تُفلح محاولة صقر مع الجهاديين الإسلاميين، اتصل بقياديٍّ سوري معارض ينشط في تركيا لمساعدته في هذا الشأن. وتوضح المعلومات أن صقر عرض على القيادي السوري، الذي يملك مجموعات مقاتلة في مناطق حلب وإدلب، مبلغاً يتجاوز مليون ومئتي ألف دولار لقاء إحضار الشاب الإماراتي. إغراء المبلغ دفع بالقيادي السوري إلى فتح الموضوع مع قياديين من «جبهة النصرة»، لا سيما أن هناك قناة اتصال مفتوحة بينه وبينهم باعتبار أنهم ينشطون ميدانياً في بقع جغرافية متداخلة أحياناً، لكن ذلك لم يكن عاملاً مساعداً أبداً، إذ باءت محاولاته إقناعهم بتسليم الشاب بالفشل. فعاد القيادي السوري ليُخبر صقر بوصول الوساطة إلى حائط مسدود. وبما أن صقر يُعتبر بمثابة وليّ نعمة القيادي السوري، باعتبار أن أموال دعم المجموعات التابعة له مصدرها النائب اللبناني، استشاط الأخير غضباً مهدّداً القيادي بتصفيته في تركيا إن هو لم يحضر الشاب الإماراتي. وأوعز إليه أن يطلب من إحدى مجموعاته خطف الشاب الإماراتي من عهدة «جبهة النصرة». وبما أن الدخول في مواجهة مع «الجبهة» ليس بالأمر السهل، لا سيما أنها تُعدّ الذراع الأقوى ميدانياً في صفوف المعارضة، اتصل القيادي السوري، وهو من منطقة الرستن، بأحد عناصر «جبهة النصرة» (يُدعى محمد ز. المعروف بـ«عميد الأحرار»)، الذي يعرف مكان الشاب الإماراتي وتحرّكاته، وتم الاتفاق على خطف الشاب الإماراتي. وقد حاولت «الأخبار» الاتصال بصقر، لكنّ رقم هاتفه البلجيكي كان طوال الوقت خارج الخدمة. تجدر الإشارة إلى أنّ المعلومات المتوافرة تؤكد أن صقر أدى دور الوساطة في العديد من الأحداث. فإضافة إلى أنّه يكتنز الكثير من المعلومات حول عملية خطف اللبنانيين الأحد عشر والمفاوضات التي واكبتها، أدى دوراً بارزاً في المساعدة في إنقاذ الزميلة يمنى فوّاز التي اختُطفت في سوريا أثناء إعدادها تقارير ميدانية مع مقاتلي المعارضة السورية المسلّحة. كذلك الأمر في ما يتعلق بالمخطوفين الإيرانيين في سوريا، إذ تكشف معلومات المعارضة السورية أنّ صقر تدخّل لدى «كتيبة البراء» الضالعة في عملية خطف الإيرانيين ليؤكد لهم المعلومات التي تتحدث عن أن عدداً منهم ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني. ويشير أحد قادة الكتيبة المذكورة إلى أن القيادي في كتيبة البراء استغرب يومها سائلاً صقر: «ألست شيعياً وهم شيعة؟»، فردّ صقر: «أنا من شيعة لبنان، وهم شيعة فُرس». يُذكر أن صقر صار «نجم الثورة السورية» الأبرز في الصحف الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن «رجل المملكة العربية السعودية في مركز تحكم إسطنبول الذي يُنسّق مع الجيش السوري الحر هو سياسي لبناني من تيار المستقبل المعادي للنظام الحاكم في سوريا ويُدعى عقاب صقر». ولفتت الصحيفة إلى أن «الأخير يُشرف على توزيع كمية كبيرة من العتاد والسلاح والإمدادات على أربع مجموعات معارضة مسلحة، وهو موجود في تركيا». كذلك نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسلّحين سوريين على الحدود السورية ــ التركية قولهم إن «المزوّد الرئيسي للأسلحة الآتية من الرياض هو النائب اللبناني عقاب صقر». وبحسب الصحيفة نفسها، أفاد أحد قادة المتمردين السوريين بأن «صقر سأله مرة عن اسم أحد تجار الأسلحة في يوغوسلافيا السابقة كان يأمل أن يلتقيه».

المصدر : الاخبار /رضوان مرتضىالسورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة