رغم انه لا جزم في السياسة والعمل السياسي لطبيعتهما المتقلبة الا ان عددا من المتابعين لملف الصراع الامريكي الايراني المفتوح على مدياته الاسرائيلية والفلسطينية يكادون يجزمون بان القدر المتيقن مما سيخرج  من هذا النزاع المتأجج سيقودنا بلا ريب اما الى حرب اقليمية شديدة التلاقي مع نزاع عالمي على النفوذ بين اقطاب عالميين , او الى يالطا جديدة ستضطر امريكا الاذعان لها بما ينهي معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وفتح الابواب على مصاريعها لعالم متعدد الاقطاب لن يبقى محصورا على قوى المتروبول الصناعي او ما كان يعرف بالعالمين الاول والثاني ايام الحرب الباردة , بل انه سيفضي بالتاكيد الى دخول دول مما كان يسمى بالعالم الثالث الى النظام العالمي الجديد المرتقب !

يقول مطلعون على خفايا الصراع الآنف الذكر , بان الايرانيين ومعهم حزب الله اللبناني وقوى المقاومة والممانعة في المنطقة قد يضطرون  الى وضع نهاية مفاجئة لسياسة حافة الهاوية التي ظلوا يتبعونها حتى الآن مع الثنائي الصهيوني الامريكي – الاسرائيلي في حال اقدمت قوى اسرائيلية مغامرة على ضرب ايران !

هذه السياسة التي استخدمت منذ صعود الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى السلطة كما يقول العارفون ببعض خفايا الامور لن تستسطيع الصمود طويلا في السنة الاخيرة المتبقية من رئاسته , بعد ان قرر الامام السيد علي الخامنئي استخدام كل نفوذه وهيبته وقدرات زعامته الدينية وصلاحياته الدستورية بمثابة الرجل الاول لبلاده والقائد العام للقوات المسلحة فيها لوقف ما بات يسميه بعض المعنيين بادارة الازمات في الاقليم عندنا على جانبي الصراع ب " عدم اليقين " او " حالة الشك " !

ومن يتابع تصريحات الامام المتسارعة والمكثفة والمتنوعة في الاشهر الماضية وخاصة تلك المتعلقة بالمواجهة التي باتت مفتوحة اكثر فاكثر مع العدو الصهيوني وسيدته الامبريالية الامريكية يستطيع الاستنتاج بيسر وسهولة بان الرجل يستدرج عدوه للخروج من مكمنه والاعلان  صراحة اماعن شروطه للمفاوضات او نياته الحقيقية بشكل الحرب التي يريد ما يعني انه يريد ان يفرض عليه تغيير قواعد اللعبة بما يحسم امر اليالطا الجديدة التي تعترف بايران قوة ما فوق اقليمية او دفع العدو الى الهاوية السحيقة !

فانطلاقا من التحشيد العسكري في المياه الدافئة جنوبا من مضيق هرمز حتى باب المندب مرورا بالتحشيد الامني والاستخباري شمالا وشرقا وغربا اي باتجاه العثمانية الجديدة وامتداداتها وصولا الى التحشيد الديبلوماسي الشامل والذي كان اوجه في قمة عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة كان الامام الخامنئي يركز على ما يلي :

-       ان العالم يمر في منعطف حاد وخطير لابد ان ينتج منه انتصار مبين لقوى المقاومة على الاستكبار الامريكي واعوانه واذنابه في المنطقة .

-       وانطلاقا من ذلك لابد لنا من تغيير قواعد الاشتباك مع العدو.

-       اول تغيير ملزم وهو بمثابة امر عمليات واضح اعلن مع اندلاع المناقشات حول اغلاق مضيق هرمز هو ان يتم مواجهة التهديد بالتهديد فورا ودون تردد , وان يتم الرد على اي عدوان بنفس المستوى والحجم ايا تكن التداعيات .

-       الاعلان صراحة بان القيادة العليا في الجمهورية الاسلامية لن تتردد من الان فصاعدا بانها تدعم بالمال والسلاح اضافة الى الدعم والاسناد السياسي والمعنوي لكل من هو في حالة مواجهة مع العدو الصهيوني ولن تراعي احدا في ذلك .

-       اي درع صاروخي او شبكة رادار تتحرك من اي طرف كان وايا تكن الذرائع او المبررات لهذا الطرف او ذاك فان صواريخ الجمهورية الاسلامية ستفعل فعلها بشكل آلي دون تردد .

-       واخيرا وليس آخرا فقد اعلنت هذه القيادة الايرالنية العليا نفسها ومن على منبر مؤتمر عدم الانحياز الذي انعقد في طهران بان العالم بمجمله  سئم النظام العالمي القديم  المستبد والظالم والمجحف بمجلس امنه الدولي وكافة متفرعاته والذي لم يعد يمثل ارادة الشعوب , وانها ستعمل من الآن فصاعدا على عبور وتجاوز هذا النظام الديكتاتوري من خلال احياء كل اطر التعاون الدولي السالمة وعلى راسها منظمة عدم الانحياز مرورا بكل ما يمكن بلورته من تكتلات اقليمية ودولية مناهضة للاحادية القطبية الامريكية بشكل خاص وذلك بهدف التسريع في عبور هذا المنعطف التاريخي الحاد والخطير الذي تمر به البشرية بما يفضي الى نظام عالمي جديد يقوم على المشاركة الجماعية والجمع ما امكن بين السلام والعدالة .

وهو ما تم ابلاغه صراحة وبكل شفافية للامين العام للامم المتحدة الذي كان قد التقى القيادة الايرانية العليا على هامش مؤتمر طهران الآنف الذكر. الامر الذي دفع بالاخير ليطلب من رجل ايران الاول ان يتدخل شخصيا بما يملك من نفوذ ديني ابعد من حدود بلاده وزعامة سياسية اقليمية لحل الازمة حول سوريا !

وهنا ثمة من يتسائل بجد ان كان ثمة من يخاف الحرب مع ايران فعلا في امريكا ويبحث عن "محلل " للخروج من هذه المحنة واللحظة التاريخية الحادة التي جعلت من الادارة الامريكية وربما لاول مرة طوال تاريخها المعجون بالحروب على الآخرين , تبحث عن معادلة تقيها شر بعض المقامرين في الكيان الصهيوني ممن لا يدركون تماما خطورة ما يجري من تحول تاريخي سترسم على اساسه خريطة العالم من جديد !

واذا اضفنا الى ما سبق ما قاله الامين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله مؤخرا بانه وقواته على اتم الجهوزية للدخول الى الجليل في حال حدوث اي تطورات دراماتيكية , فهل يعني ذلك ان ثمة سباق حاد لكنه محسوب ودقيق ايضا بين اتباع دولة ولاية الفقيه وبين اتباع دولة "نهاية التاريخ " الامريكية حول من يدخل فلسطين برجاله اولا لكسب الرهان بين الشك واليقين ؟! 

  • فريق ماسة
  • 2012-09-08
  • 10994
  • من الأرشيف

محمد صادق الحسيني: القدر المتيقن الإيراني وعدم اليقين الأميركي

  رغم انه لا جزم في السياسة والعمل السياسي لطبيعتهما المتقلبة الا ان عددا من المتابعين لملف الصراع الامريكي الايراني المفتوح على مدياته الاسرائيلية والفلسطينية يكادون يجزمون بان القدر المتيقن مما سيخرج  من هذا النزاع المتأجج سيقودنا بلا ريب اما الى حرب اقليمية شديدة التلاقي مع نزاع عالمي على النفوذ بين اقطاب عالميين , او الى يالطا جديدة ستضطر امريكا الاذعان لها بما ينهي معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وفتح الابواب على مصاريعها لعالم متعدد الاقطاب لن يبقى محصورا على قوى المتروبول الصناعي او ما كان يعرف بالعالمين الاول والثاني ايام الحرب الباردة , بل انه سيفضي بالتاكيد الى دخول دول مما كان يسمى بالعالم الثالث الى النظام العالمي الجديد المرتقب ! يقول مطلعون على خفايا الصراع الآنف الذكر , بان الايرانيين ومعهم حزب الله اللبناني وقوى المقاومة والممانعة في المنطقة قد يضطرون  الى وضع نهاية مفاجئة لسياسة حافة الهاوية التي ظلوا يتبعونها حتى الآن مع الثنائي الصهيوني الامريكي – الاسرائيلي في حال اقدمت قوى اسرائيلية مغامرة على ضرب ايران ! هذه السياسة التي استخدمت منذ صعود الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى السلطة كما يقول العارفون ببعض خفايا الامور لن تستسطيع الصمود طويلا في السنة الاخيرة المتبقية من رئاسته , بعد ان قرر الامام السيد علي الخامنئي استخدام كل نفوذه وهيبته وقدرات زعامته الدينية وصلاحياته الدستورية بمثابة الرجل الاول لبلاده والقائد العام للقوات المسلحة فيها لوقف ما بات يسميه بعض المعنيين بادارة الازمات في الاقليم عندنا على جانبي الصراع ب " عدم اليقين " او " حالة الشك " ! ومن يتابع تصريحات الامام المتسارعة والمكثفة والمتنوعة في الاشهر الماضية وخاصة تلك المتعلقة بالمواجهة التي باتت مفتوحة اكثر فاكثر مع العدو الصهيوني وسيدته الامبريالية الامريكية يستطيع الاستنتاج بيسر وسهولة بان الرجل يستدرج عدوه للخروج من مكمنه والاعلان  صراحة اماعن شروطه للمفاوضات او نياته الحقيقية بشكل الحرب التي يريد ما يعني انه يريد ان يفرض عليه تغيير قواعد اللعبة بما يحسم امر اليالطا الجديدة التي تعترف بايران قوة ما فوق اقليمية او دفع العدو الى الهاوية السحيقة ! فانطلاقا من التحشيد العسكري في المياه الدافئة جنوبا من مضيق هرمز حتى باب المندب مرورا بالتحشيد الامني والاستخباري شمالا وشرقا وغربا اي باتجاه العثمانية الجديدة وامتداداتها وصولا الى التحشيد الديبلوماسي الشامل والذي كان اوجه في قمة عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة كان الامام الخامنئي يركز على ما يلي : -       ان العالم يمر في منعطف حاد وخطير لابد ان ينتج منه انتصار مبين لقوى المقاومة على الاستكبار الامريكي واعوانه واذنابه في المنطقة . -       وانطلاقا من ذلك لابد لنا من تغيير قواعد الاشتباك مع العدو. -       اول تغيير ملزم وهو بمثابة امر عمليات واضح اعلن مع اندلاع المناقشات حول اغلاق مضيق هرمز هو ان يتم مواجهة التهديد بالتهديد فورا ودون تردد , وان يتم الرد على اي عدوان بنفس المستوى والحجم ايا تكن التداعيات . -       الاعلان صراحة بان القيادة العليا في الجمهورية الاسلامية لن تتردد من الان فصاعدا بانها تدعم بالمال والسلاح اضافة الى الدعم والاسناد السياسي والمعنوي لكل من هو في حالة مواجهة مع العدو الصهيوني ولن تراعي احدا في ذلك . -       اي درع صاروخي او شبكة رادار تتحرك من اي طرف كان وايا تكن الذرائع او المبررات لهذا الطرف او ذاك فان صواريخ الجمهورية الاسلامية ستفعل فعلها بشكل آلي دون تردد . -       واخيرا وليس آخرا فقد اعلنت هذه القيادة الايرالنية العليا نفسها ومن على منبر مؤتمر عدم الانحياز الذي انعقد في طهران بان العالم بمجمله  سئم النظام العالمي القديم  المستبد والظالم والمجحف بمجلس امنه الدولي وكافة متفرعاته والذي لم يعد يمثل ارادة الشعوب , وانها ستعمل من الآن فصاعدا على عبور وتجاوز هذا النظام الديكتاتوري من خلال احياء كل اطر التعاون الدولي السالمة وعلى راسها منظمة عدم الانحياز مرورا بكل ما يمكن بلورته من تكتلات اقليمية ودولية مناهضة للاحادية القطبية الامريكية بشكل خاص وذلك بهدف التسريع في عبور هذا المنعطف التاريخي الحاد والخطير الذي تمر به البشرية بما يفضي الى نظام عالمي جديد يقوم على المشاركة الجماعية والجمع ما امكن بين السلام والعدالة . وهو ما تم ابلاغه صراحة وبكل شفافية للامين العام للامم المتحدة الذي كان قد التقى القيادة الايرانية العليا على هامش مؤتمر طهران الآنف الذكر. الامر الذي دفع بالاخير ليطلب من رجل ايران الاول ان يتدخل شخصيا بما يملك من نفوذ ديني ابعد من حدود بلاده وزعامة سياسية اقليمية لحل الازمة حول سوريا ! وهنا ثمة من يتسائل بجد ان كان ثمة من يخاف الحرب مع ايران فعلا في امريكا ويبحث عن "محلل " للخروج من هذه المحنة واللحظة التاريخية الحادة التي جعلت من الادارة الامريكية وربما لاول مرة طوال تاريخها المعجون بالحروب على الآخرين , تبحث عن معادلة تقيها شر بعض المقامرين في الكيان الصهيوني ممن لا يدركون تماما خطورة ما يجري من تحول تاريخي سترسم على اساسه خريطة العالم من جديد ! واذا اضفنا الى ما سبق ما قاله الامين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله مؤخرا بانه وقواته على اتم الجهوزية للدخول الى الجليل في حال حدوث اي تطورات دراماتيكية , فهل يعني ذلك ان ثمة سباق حاد لكنه محسوب ودقيق ايضا بين اتباع دولة ولاية الفقيه وبين اتباع دولة "نهاية التاريخ " الامريكية حول من يدخل فلسطين برجاله اولا لكسب الرهان بين الشك واليقين ؟! 

المصدر : عربي برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة