دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بدأت سلطنة عمان السبت إحصاء ضحايا الإعصار " فيت"، الذي ضرب معظم محافظات ومناطق عُمان خلال اليومين الماضيين، قبل أن يغير اتجاهه نحو الساحل الشرقي لبحر العرب
وفيما أكد مصدر مسئول في اللجنة الوطنية للدفاع المدني أن عدد الضحايا حتى اللحظة، بلغ 12 قتيلاً على الأقل، بينهم تسعة مواطنين، وضابط صف قضى نحبه أثناء عملية إنقاذ، وثلاثة من جنسيات آسيوية، بالإضافة إلى أربعة مفقودين، أفادت تقارير بارتفاع عدد الضحايا إلى 16 قتيلاً وعشرات الجرحى
وقال متحدث من وزارة البلديات الإقليمية: "لا نستطيع الحديث الآن عن الإضرار المادية"، إلا أنه استدرك قائلاً: "الأضرار فادحة في كل من قريات، والمنطقة الشرقية الوسطى "
وكان الإعصار " فيت" قد غادر أراضي عُمان متوجهاً إلى الشواطئ الباكستانية، بعدما تحول إلى "عاصفة مدارية"، فور ملامسته اليابسة
واستأنف ميناء "الفحل" تصدير النفط بعد ظهر السبت، بعد أن توقف خلال اليومين الماضيين لأسباب احترازية، كما عاد ميناء "قلهات" إلى تصدير الغاز
وخلف الإعصار دماراً واسعاً طال الكثير من الولايات، حيث دمرت الأودية أكثر من 200 منزل في ولاية "قريات"، التابعة لمحافظة مسقط، في وقت مازالت الولاية معزولة تماماً، ولا تصلها إلا المروحيات
كما انقطعت الكثير من الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، وعاشت الكثير من المنطاق ليلة أمس وكأنها مدن أشباح، لا تشم فيها إلا رائحة الموت والخوف
وبدأ الإعصار "فيت" اجتياح الأراضي العُمانية من جهة الشرق الخميس الماضي، وتسبب في أمطار غزيرة بلغت في بعض المناطق أكثر من 400 ملليمتر، ورياح قوية وصلت سرعتها إلى 180 كيلومتر في الساعة
وأخلت السلطات العُمانية الكثير من المناطق، ونقلت السكان إلى المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، وتسببت الأمطار الغزيرة إلى جريان جميع الأودية في عُمان، كما فاضت السدود، وتسببت في دهم المنازل ومحاصرتها بالمياه
وعرضت الفضائية العُمانية صورا بالطائرة لولايات "صور"، و"جعلان"، و"الأشخرة" بدأت متدثرة بالخراب والدمار
وقال رئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني، الفريق مالك بن سليمان المعمري: "مازلنا نتلقى نداءات استغاثة من مختلف الولايات
ولجأ الكثير من المواطنين إلى سفوح الجبال، بعد أن داهمتهم الأودية الآتية من المنطقة الشرقية التي عبرها الإعصار، في وقت كانت التوقعات تؤكد أنهم في مأمن من التأثير المباشر للإعصار
وأعاد سلاح الجو السلطاني والطيران العٌماني النازحين من جزيرة "مصيرة" إلى مساكنهم صباح السبت، بعد أن سمحت حركة الرياح للطائرات بالتحليق، فيما لازالت حركة الملاحة البحرية متوقفة
وفي محافظة مسقط التي كانت بعيدة عن التأثير المباشر للإعصار، داهمت المنازل الكثير من الأودية التي نشرت الرعب في قلوب السكان، معيدة إلى أذهانهم الأيام العصيبة التي قضوها أثناء الإعصار "غونو" عام 2007
و أكد المعمري أن فرق الإنقاذ والمساعدة المختلفة تواصل عملها في سبيل إعادة الأمور إلى طبيعتها في مختلف محافظات ومناطق السلطنة، التي تأثرت بالإعصار المداري
وقال: "هدفنا الأول الآن، إعادة الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه وفتح الطرق"
واستبعدت لجنة الطوارئ، التابعة لوزارة الصحة، انتشار أي أمراض وبائية بسبب المياه الراكدة المنتشرة في مختلف المناطق، والتي يُرجح وجود جثث حيوانات نافقة بها
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة