دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الوضع في سورية دعت إليها فرنسا من باب المتاجرة بمعاناة السوريين التي يتسبب بها الإرهاب الممول والمدعوم من قبلها وحلفائها الغربيين وأدواتهم الإقليمية ويتسبب بها الحصار والعقوبات الاقتصادية الغربية الأحادية التي استهدفت معيشة الشعب السوري وحياته.
مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قال إن العقوبات الاقتصادية الغربية أحادية الجانب على سورية والتي تنتهك حقوق الإنسان هي التي تتسبب بمعاناة السوريين وتعقد حياتهم وتزيد الوضع الإنساني تعقيدا.
ودعا تشوركين الدول التي فرضت العقوبات على سورية إلى رفعها فورا معبرا عن إدانة بلاده لهذه الممارسات التي تخالف ميثاق الأمم المتحدة والجهود التي تساعد في حل الأزمة في سورية.
وقال تشوركين إن تطور الوضع الإنساني يوءدي إلى مخاوف حقيقية فيما يخص الضحايا المدنيين وزيادة عدد اللاجئين وعدد الذين هم بحاجة إلى المساعدة ونحن ندعو القيادة السورية والمعارضة بما فيها المسلحة إلى منع تدهور الوضع ونرحب بجهود الحكومة السورية الرامية إلى تقديم المساعدة للذين يعانون من ذلك.
وشدد تشوركين على ضرورة أن تكون خطة المساعدات الإنسانية مطبقة من قبل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالتعاون مع الحكومة السورية والهلال الأحمر السوري لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأضاف تشوركين إن معظم المساعدات الإنسانية تذهب إلى اللاجئين في الدول المجاورة وهم بحاجة إلى مساعدة لكن السكان الذين يعيشون في سورية يفتقرون إلى المساعدة الإنسانية التي ترسل عبر أقنية مختلفة وهناك حاجة ملحة إلى حجز المزيد من الموارد لمساعدة السوريين المتأثرين بما في ذلك النازحين داخليا.
وأوضح تشوركين أن روسيا تقدم مساعدات إنسانية لسورية سواء بشكل مشترك أو عبر منظمات إنسانية وتصل إلى ملايين الدولارات التي قدمت إلى برنامج الغذاء العالمي وإلى مكتب الشؤون الإنسانية وإلى الصليب الأحمر.
وأشار تشوركين إلى أن المنظمات الإنسانية يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى المواقع التي يوجد فيها اللاجئون في الدول المجاورة لتقويم الوضع بشكل واقعي وتقديم المساعدة مشددا على أهمية تنفيذ الخطة الإقليمية لمساعدة اللاجئين من المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.
وأدان تشوركين دعوات بعض الدول إلى تقديم المساعدة للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية داعيا إلى الالتزام بشكل كامل بمبادئ الحيادية والنزاهة وبأن المساعدة الإنسانية يجب أن تكون ضمن إطار القانون الدولي.
وقال تشوركين: من الواضح أن السبب الرئيسي للأزمة هو استمرار الحالة العدوانية ولذلك حان وقت التوصل إلى اتفاق وقف العنف ونحن بحاجة إلى أن يكون لدينا الشجاعة لوضع حد لهذا النزاع وأي مقاربات أخرى ستوءدي إلى تأزيم الوضع بما في ذلك الحالة الإنسانية.
وأضاف تشوركين إن مستوى العنف في سورية لم يتراجع بل أصبح أسوأ بسبب المواقف التي اتخذها عدد من أعضاء مجلس الأمن وبالتالي فإن المكتب الذي أسسته الأمم المتحدة في سورية يجب أن يبدا عمله فورا في الميدان ونأمل أن يساعد السوريين في إنهاء حلقة العنف المفرغة فمهام هذا المكتب كما نراها هي المساعدة والتحقيق بشكل نزيه وحيادي في جميع الأفعال الإجرامية التي جرت.
وقال تشوركين إننا لا يمكن أن نخضع لما يريده الإرهابيون الذين يرغبون في تحقيق المزيد من عدم الاستقرار في سورية وخاصة أعمال الاضطهاد ضد الأقليات ونأمل أن نتمكن اليوم من زيادة الضغط على جميع الأطراف من أجل إنهاء العنف وتحقيق إمكانية الوصول إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة ومن أجل ذلك يجب أن نلتزم بقرارات مجلس الأمن بما في ذلك خطة كوفي عنان واتفاق جنيف والعمل مع الحكومة السورية والمعارضة وممارسة الضغط على جميع الأطراف.
وجدد تشوركين ترحيب بلاده بتعيين الأخضر الإبراهيمي كمندوب إلى سورية واستعدادها لتقديم الدعم له بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
بدوره دعا محمد جواد نائب وزير الخارجية العراقي إلى إيقاف العنف وتهيئة الأجواء الضرورية للشروع في عملية سياسية يتفق عليها ممثلو الشعب السوري وتوءدي إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري وتحفظ الأمن والاستقرار في سورية وأمن وسلامة باقي دول المنطقة.
ولفت جواد إلى أن العراق عمل وبشكل دوءوب لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في سورية من خلال طرح المبادرة العراقية لحل الأزمة بطريقة سلمية عبر الحوار بين مختلف الأطياف كما أنه أسهم في التوصل إلى وثيقة جنيف ودعم مهمة كوفي عنان ويدعم اليوم الأخضر الإبراهيمي.
ودعا جواد إلى وقف التدخلات الخارجية في الشأن السوري أيا كان مصدرها لأنها تفاقم الأزمة وتداعياتها الإنسانية وتوفير المتطلبات لدعم مهمة الإبراهيمي بالتوصل إلى حل سلمي.
من جهته صاحب الدعوة وزير الخارجية الفرنسي افتتح كلمته بتجديد دعمه للإرهاب في سورية مستعرضا إنجازات بلاده فيما تقدمه للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقتل الشعب السوري وتتسبب بمعاناته.
وذرف فابيوس دموع التماسيح على معاناة السوريين وحاجتهم للمساعدة الإنسانية لكنه استعاض عن إعلان منح بلاده المساعدة لهم بالإعلان عن تقديم سلسة جديدة من الدعم للمجموعات الإرهابية تتضمن مختلف الأشكال المالية والعسكرية واللوجستية وغيرها.
ونصب فابيوس نفسه وكيلا عن الشعب السوري فقرر عنه ما يجب أن يفعله في المستقبل داعيا المعارضة التي يمولها إلى رفض الحوار وتأسيس ما أسماها حكومة تعمل على تنفيذ التعليمات الغربية التي تتلقاها.
بينما واصل وزير الخارجية التركي الذي حولت بلاده المخيمات التي أقامتها لللاجئين إلى معسكرات لتدريب الإرهابيين وتجميعهم من كل دول العالم سياسة المتاجرة الرخيصة بمعاناة السوريين التي تتحمل حكومته جزءا كبيرا من مسؤوليتها من خلال فتح حدودها أمام الإرهابيين لقتل الشعب السوري.
وأبدى أحمد داوود أوغلو أسفه لعدم قدرة مجلس الأمن الدولي على تلبية طموحاته العثمانية وما يسعى إليه منذ زمن باستهداف سورية عبر قرارات تتدخل في شؤءونها الداخلية وتنتهك سيادتها.
ولجأ أوغلو منظر سياسة (صفر مشاكل) مع دول الجوار والتي انتهت إلى (صفر علاقات جيدة) إلى التنظير في مهام الأمم المتحدة وما يجب عليها فعله معتبرا أنها ستخيب آمال الشعوب في حال لم تتصرف بما يلبي طموحاته ويتوافق مع مخططات حكومته التي تنشر الإرهاب وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وزير الخارجي البريطاني وليم هيغ كرر ما التزم بها نظيراه الفرنسي والتركي لجهة ضرورة الاستمرار بتقديم الدعم للمجموعات الإرهابية في سورية لتقوم بوظيفتها في تنفيذ الأجندة الغربية الهادفة إلى تدمير سورية.
وحذر هيغ من مخاطر الأزمة في سورية على السلام والأمن العالميين وتشجيع التطرف متجاهلا أن من يقدم لهم الدعم والأموال ويدعو مجلس الأمن إلى مساعدتهم ما هم إلا مرتزقة تكفيريون يستقدمون من شتى الدول لممارسة الإرهاب في سورية.
وصادر هيغ حق الشعب السوري بقيادة العملية السياسية التي تدعو إليها جميع الأطراف كسبيل لحل الأزمة في سورية عندما فرض عليهم النتائج المسبقة التي يجب ان يصل لها أي حوار بينهم.
فيما أكدت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس أن بالها لن يهدأ حتى تتحقق أهدافها وهو ما يعني أن بالها سيبقى مشغولا دائما لأن الشعب السوري قرر الصمود والانتصار على الإرهاب الذي تدعمه وتنتظر منه أن يهدئ بالها.
وعمدت رايس إلى قلب الحقائق رأسا على عقب متجاهلة أن الدعم الذي تقدمه بلادها للإرهابيين في سورية هو السبب الرئيسي في معاناة من زعمت كذبا أنها حريصة على حياتهم واحتياجاتهم.
وتناست رايس تأكيد مفوض الأمم المتحدة أمام المجلس على التعاون السوري الكامل مع هيئات المنظمة الدولية التي ترغب في تقديم المساعدة مجددة عزم بلادها على الاستمرار في تقديم الدعم للمعارضة عبر قنواتها الخاصة وليس عبر الأمم المتحدة بما يمكنها من إيصال ذلك الدعم على المجموعات الإرهابية التي تتلقى أوامر الإجرام منها.
بدوره تحدث يان الياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة عن المعاناة التي يعيشها السوريون نتيجة الأزمة الحالية واستهداف القطاع الصحي لكنه تجاهل أن المجموعات الإرهابية هي من يستهدف هذه القطاعات التي تقدم الخدمات للمواطنين بناء على أوامر خارجية من مشغليها بهدف إظهار أن سورية تعيش أزمة إنسانية.
وكشف الياسون عن مدى نفاق الدول التي تتحدث عن الحاجات الإنسانية للشعب السوري عندما دعاها إلى تمويل الأمم المتحدة بالأموال التي ادعت أنها خصصتها لهذه المهمة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة