دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يكن الحزب الجمهوري مقنعاً خلال مؤتمره أمس بالترويج لمرشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل ميت رومني، فبالإضافة إلى إعصار «اسحق» الذي خطف الأضواء في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا، كان حجم نفوذ المحافظين داخل الحزب طاغياً، فضلاً عن حركة التمرد الناعم التي قادها مناصرو المرشح الرئاسي رون بول، ومحاولة قيادات جمهورية استغلال المؤتمر تمهيداً لحملة رئاسية بعد أربع سنوات.
كانت الأفكار مشتتة في خطابات القيادات الجمهورية خلال اليوم الثاني من المؤتمر، حيث ركزت على انتقاد الرئيس باراك أوباما من دون طرح رؤية بديلة ملموسة لمعالجة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الولايات المتحدة. ودعا رئيس مجلس النواب جون بونر في كلمته إلى طرد أوباما من «الحانة» نظراً لما يقوله عن الاقتصاد.
وفي الخطاب الرئيسي في المؤتمر الذي ألقاه احد أبرز نجوم الحزب حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي، لم يتم ذكر اسم رومني سوى في الجزء الثاني، وسيطرت النبرة الغاضبة بدلاً من المتفائلة. وحصل هذا الخطاب على تقييم متناقض بين من تساءل إذا ما كان كريستي يروج لترشحيه الرئاسي مستقبلاً ونسي أن غاية المؤتمر هي الترويج للمرشح الجمهوري لهذا العام، مقابل من نوّه بالخطاب على اعتبار انه أرضى القاعدة المحافظة، وخاطب الناخبين المستقلين طارحاً عناوين التباين مع الديموقراطيين. وأكد فريق عمل رومني أن كريستي قام بما طلبت الحملة منه، لكن حتى المرشح الجمهوري السابق ريك سانتوروم تحدث عن نفسه أكثر، وذكر رومني مرور الكرام، واعتبر أن «حلم الحرية» الأميركي تحوّل في ظل إدارة أوباما إلى «كابوس التبعية».
أما سلاح رومني الأقوى فيبقى سيدة الجمهوريين الأولى آن رومني التي دافعت عن زوجها وحاولت أن تعوّض له شعبيته المتدنية بين الأميركيات. وقالت في كلمتها أمام المؤتمر «لا يمكنني أن أقول لكم ماذا سيحدث في السنوات الأربع المقبلة، لكن يمكنني أن أقف هنا الليلة كزوجة وأم وجدة وأميركية وأقوم بهذا الالتزام العلني: هذا الرجل لن يفشل. هذا الرجل لن يخيب أملنا. هذا الرجل سيرفع أميركا...انه يحب أميركا. أعطوه هذه الفرصة. أعطوا أميركا هذه الفرصة».
في الإخراج العلني أخطأ الجمهوريون في التعامل مع الخطابات الأبرز في المؤتمر، فبعدما قالت آن رومني «الليلة أود التحدث إليكم عن الحب»، خرج كريتسي من دون فارق زمني ليقول «الليلة نختار الاحترام على الحب»، وليهاجم السياسيين الأميركيين الذين يحاولون إرضاء الناخبين بدل تغيير استطلاعات الرأي، وهو انتقاد يوجه عادة إلى رومني.
وكانت القيادات الأحب على قلب حركة «حفل الشاي» نجوم المؤتمر حتى الساعة، لا سيما حاكم ويسكونسن سكوت والكر الذي لاقى ترحيباً حاراً من المندوبين على اعتباره تمكن من تجاوز ضغوط القيادات العمالية الليبرالية لتنحيته عن منصبه. والنجم الآخر للمحافظين سيكون طبعاً نائب المرشح الجمهوري البرلماني بول ريان. أما العائدة إلى المسرح الوطني فهي وزيرة الخارجية السابقة كوندليسا رايس التي ستلقي كلمة في المؤتمر، وهي تنشط بقوة في جمع التبرعات المالية لحملة رومني، بالرغم من أن اسم الرئيس السابق جورج بوش لم يذكر حتى مرة واحدة نظراً لشعبيته المتدنية.
واللافت للنظر أيضاً كان تمرد مناصري رون بول بعد منعه من الكلام خلال المؤتمر، وتطلب الأمر تدخلاً أكثر من مرة من مطرقة رئيس الحزب رينس بريبوس. وحصل رومني في النهاية على أصوات 2061 مندوباً ليصبح رسمياً مرشح الحزب مقابل حصول رون بول على 197 صوتاً.
كذلك، طرح الحزب الجمهوري برنامجه السياسي الذي أخذ طابعاً محافظاً، لا سيما في ظل وجود بول ريان كصوت بارز في الحملة. وكان لافتاً مدى تطابق الأفكار الجمهورية مع سياسات إدارة أوباما في الشرق الأوسط مع تفادي القضايا الخلافية مثل مصر. وبحسب البرنامج فإن «الربيع العربي قد أطلق العنان لحركات ديموقراطية ما أدى إلى الإطاحة بطغاة كانوا يهددون الأمن العالمي لعقود». ولفت إلى أن «الكثير من الحكومات في المنطقة ساعدت الولايات المتحدة كثيراً خلال العقد الماضي لأنها فهمت أن نضالنا ضد الإرهاب ليس قتالاً إثنياً أو دينياً».
ومن جهة ثانية، اعتبر البرنامج أنه « يجب عزل العناصر المتشددة مثل حماس وحزب الله لأنها لا تلبي معايير المجتمع الدولي للسلام والديبلوماسية»، مضيفاً «ندعو إلى استعادة سيادة لبنان التي دمرتها هذه المجموعات تقريباً. وندعم مرحلة انتقالية لحكومة سورية ما بعد الأسد تمثل كل الناس وتحمي حقوق كل الأقليات والديانات، وتحترم سلامة أراضي جيرانها وتساهم في السلام والاستقرار في المنطقة». وأكدت حملة رومني على هامش المؤتمر أنها لا تدعو إلى إقامة حظر جوي في سوريا.
واعتبر الحزب الجمهوري أن «سعي إيران للحصول على قدرة نووية عسكرية يهدد أميركا وإسرائيل والعالم، وقد أصبح هذا التهديد أسوأ خلال الإدارة الحالية»، في إشارة إلى «سياسة الانخراط الفاشلة» مع طهران. ولم يتطرق الحزب للحديث عن ضربة عسكرية بل اكتفى بالقول إنه «بالتضامن مع المجتمع الدولي، على أميركا أن تقود الجهد لمنع إيران من بناء أو امتلاك قدرة أسلحة نووية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة