قال وزير الخارجية النمسوي مايكل سبندليغر في حديث الى «الحياة» انه يأمل في استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل «في المستقبل القريب» قبل انتقالها الى مفاوضات مباشرة، مرحباً بتحسن العلاقة بين دمشق وواشنطن، واعتبر في اختتام جولة شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية ولبنان وسورية ان دمشق «كانت وتبقى شريكاً محورياً في الشرق الاوسط». كما اكد وجود «هدف» لتوقيع اتفاقية الشراكة السورية - الاوروبية تحت الرئاسة الاسبانية في النصف الاول من العام الحالي، مشيراً الى ان وفداً من المفوضية الاوروبية سيأتي قريباً الى دمشق لـ «انهاء نص الاتفاق ليكون جاهزاً لقرار وتوقيع» من الطرفين.

وعن الدور الاوروبي المتوقع في عملية السلام ودعم الدور التركي، قال سبندليغر: «أولاً، يجب ان نتحدث مع الاتراك لنعرف اذا كانوا جاهزين للعب دور الوسيط ثانية. بحسب اعتقادي، ان الاتراك جاهزون لذلك. ثانياً، يجب ان نقنع الاسرائيليين باستئناف العملية السياسية. وفهمت من زملائي السوريين انهم يريدون المضي في هذه الطريق، وسيقومون بما بوسعهم».

وزاد ان الوضع الراهن بوجود «مأزق» في عملية السلام في المنطقة «ليس مرضياً لأي طرف. السوريون، كما فهمت، جاهزون للمضي في مفاوضات جدية. ولدي انطباع من الاسرائيليين انهم جاهزون أيضاً». وقال رداً على سؤال: «ليس مفيداً الحديث عن شروط مسبقة أو من دون شروط مسبقة. أولاً، يجب ان تتحرك في اتجاه اننا جاهزون. اذا قلت ذلك، فستكون هذه بداية لشيء ما. لكن اذا قلت: اننا جاهزون وفق ظروف معينة، ستكون هذه مشكلة. ويجب ان نتجاوز هذه المشكلة». وتابع: «ان الاوروبيين والاميركيين يريدون المساعدة لاعادة اطلاق العملية السلمية. واذا كانت بداية العملية عبر تركيا كوسيط، فيجب ان تنتقل بأقرب وقت الى مفاوضات مباشرة»، مشيراً الى انه «الوقت المناسب للقول: نحن جاهزون من حيث المبدأ».

وبعدما قال وزير الخارجية النمسوي انه «يتفهم الكثير من خيبة الامل» لدى دمشق من الحكومات الاسرائيلية، دعا الى القيام بـ «محاولة ثانية لانه ليس هناك بديل من المفاوضات. وإلا سيكون مستحيلاً تحقيق اي شيء في المستقبل». وزاد: «يجب ان نبدأ بداية جديدة. اناشد الطرفين القيام بذلك لانه اذا لم تكن هناك جاهزية من حيث المبدأ من الطرفين لبداية جديدة، لن يتحقق السلام».

وقال سبندليغر انه ناقش موضوع الشراكة «في شكل مكثف» في دمشق، مضيفاً: «الهدف هو توقيع الاتفاقية تحت الرئاسة الاسبانية. وعلينا القيام ببعض الجهود. وفهمت ان الجانب السوري لا يزال يريد بحث بعض الامور الفنية. سيأتي وفد من المفوضية الى دمشق لانهاء الاتفاقية، ثم ستكون جاهزة لقرار وتوقيع». ودعا دمشق الى اتخاذ «قرار في اقرب وقت لاننا لا نعرف ما سيحصل اذا اعيد فتح الاتفاقية»، معتبراً ان الاتفاقية ستؤدي الى «توفير مزايا للطرفين وتقوية العلاقات السياسية وتوفير اطار لمناقشة جميع القضايا». وكان ناطق رئاسي افاد ان الرئيس بشار الاسد بحث مع الوزير النمسوي في موضوع الشراكة و«ضرورة العمل على إزالة العقبات التي تعترض توقيع الاتفاقية بما يضمن مصالح الطرفين».

وسئل سبندليغر اذا كان الاتحاد الاوروبي مستعداً لاعادة فتح التفاوض على الاتفاق، فأجاب: «يجب ان نناقش هذا الامر في بروكسيل. بالنسبة الى الامور الفنية، هناك مجال للتوصل الى ترتيبات معينة، لكن جوهر الاتفاقية، يجب الا يفتح للمناقشات»، مشيراً الى ان الاتحاد «سيبحث تفصيلاً» في موضوع زيادة المساعدات المالية لسورية. ودعا الى تسريع العملية لـ «انجاز» الاتفاقية قبل قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط» في برشلونة في 7 حزيران (يونيو) المقبل.

وعن العلاقات بين دمشق وواشنطن، قال الوزير النمسوي: «نرحب بتعيين سفير اميركي جديد في سورية. هذه اشارة ايجابية للمستقبل ولتطبيع العلاقات مع اميركا. هذا امر قيم بالنسبة الى الطرفين وللمنطقة عموماً. سورية كانت وما زالت وستبقى شريكاً مفتاحياً في الشرق الاوسط».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2010-02-22
  • 13137
  • من الأرشيف

وزير الخارجية النمسوي :نأمل بمفاوضات سورية قريباً

  قال وزير الخارجية النمسوي مايكل سبندليغر في حديث الى «الحياة» انه يأمل في استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل «في المستقبل القريب» قبل انتقالها الى مفاوضات مباشرة، مرحباً بتحسن العلاقة بين دمشق وواشنطن، واعتبر في اختتام جولة شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية ولبنان وسورية ان دمشق «كانت وتبقى شريكاً محورياً في الشرق الاوسط». كما اكد وجود «هدف» لتوقيع اتفاقية الشراكة السورية - الاوروبية تحت الرئاسة الاسبانية في النصف الاول من العام الحالي، مشيراً الى ان وفداً من المفوضية الاوروبية سيأتي قريباً الى دمشق لـ «انهاء نص الاتفاق ليكون جاهزاً لقرار وتوقيع» من الطرفين. وعن الدور الاوروبي المتوقع في عملية السلام ودعم الدور التركي، قال سبندليغر: «أولاً، يجب ان نتحدث مع الاتراك لنعرف اذا كانوا جاهزين للعب دور الوسيط ثانية. بحسب اعتقادي، ان الاتراك جاهزون لذلك. ثانياً، يجب ان نقنع الاسرائيليين باستئناف العملية السياسية. وفهمت من زملائي السوريين انهم يريدون المضي في هذه الطريق، وسيقومون بما بوسعهم». وزاد ان الوضع الراهن بوجود «مأزق» في عملية السلام في المنطقة «ليس مرضياً لأي طرف. السوريون، كما فهمت، جاهزون للمضي في مفاوضات جدية. ولدي انطباع من الاسرائيليين انهم جاهزون أيضاً». وقال رداً على سؤال: «ليس مفيداً الحديث عن شروط مسبقة أو من دون شروط مسبقة. أولاً، يجب ان تتحرك في اتجاه اننا جاهزون. اذا قلت ذلك، فستكون هذه بداية لشيء ما. لكن اذا قلت: اننا جاهزون وفق ظروف معينة، ستكون هذه مشكلة. ويجب ان نتجاوز هذه المشكلة». وتابع: «ان الاوروبيين والاميركيين يريدون المساعدة لاعادة اطلاق العملية السلمية. واذا كانت بداية العملية عبر تركيا كوسيط، فيجب ان تنتقل بأقرب وقت الى مفاوضات مباشرة»، مشيراً الى انه «الوقت المناسب للقول: نحن جاهزون من حيث المبدأ». وبعدما قال وزير الخارجية النمسوي انه «يتفهم الكثير من خيبة الامل» لدى دمشق من الحكومات الاسرائيلية، دعا الى القيام بـ «محاولة ثانية لانه ليس هناك بديل من المفاوضات. وإلا سيكون مستحيلاً تحقيق اي شيء في المستقبل». وزاد: «يجب ان نبدأ بداية جديدة. اناشد الطرفين القيام بذلك لانه اذا لم تكن هناك جاهزية من حيث المبدأ من الطرفين لبداية جديدة، لن يتحقق السلام». وقال سبندليغر انه ناقش موضوع الشراكة «في شكل مكثف» في دمشق، مضيفاً: «الهدف هو توقيع الاتفاقية تحت الرئاسة الاسبانية. وعلينا القيام ببعض الجهود. وفهمت ان الجانب السوري لا يزال يريد بحث بعض الامور الفنية. سيأتي وفد من المفوضية الى دمشق لانهاء الاتفاقية، ثم ستكون جاهزة لقرار وتوقيع». ودعا دمشق الى اتخاذ «قرار في اقرب وقت لاننا لا نعرف ما سيحصل اذا اعيد فتح الاتفاقية»، معتبراً ان الاتفاقية ستؤدي الى «توفير مزايا للطرفين وتقوية العلاقات السياسية وتوفير اطار لمناقشة جميع القضايا». وكان ناطق رئاسي افاد ان الرئيس بشار الاسد بحث مع الوزير النمسوي في موضوع الشراكة و«ضرورة العمل على إزالة العقبات التي تعترض توقيع الاتفاقية بما يضمن مصالح الطرفين». وسئل سبندليغر اذا كان الاتحاد الاوروبي مستعداً لاعادة فتح التفاوض على الاتفاق، فأجاب: «يجب ان نناقش هذا الامر في بروكسيل. بالنسبة الى الامور الفنية، هناك مجال للتوصل الى ترتيبات معينة، لكن جوهر الاتفاقية، يجب الا يفتح للمناقشات»، مشيراً الى ان الاتحاد «سيبحث تفصيلاً» في موضوع زيادة المساعدات المالية لسورية. ودعا الى تسريع العملية لـ «انجاز» الاتفاقية قبل قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط» في برشلونة في 7 حزيران (يونيو) المقبل. وعن العلاقات بين دمشق وواشنطن، قال الوزير النمسوي: «نرحب بتعيين سفير اميركي جديد في سورية. هذه اشارة ايجابية للمستقبل ولتطبيع العلاقات مع اميركا. هذا امر قيم بالنسبة الى الطرفين وللمنطقة عموماً. سورية كانت وما زالت وستبقى شريكاً مفتاحياً في الشرق الاوسط».    

المصدر : الحياة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة