لم يكن الشاب عادل الخالد ابن الـ41ربيعاً يتوقع أن خطراً يتربص به تحت تراب أحد حقول قريته خان أرنبة عندما كان يدرس لامتحانات الصف الثامن وانه سيفقد بصره وسيغير لغم إسرائيلي انفجر به مجرى حياته وطموحه وأحلامه المستقبلية التعليمية منها والاجتماعية والعيش كأي مواطن يبني أسرته ويزرع أرضه.

قصة الكفيف عادل وتعرضه لمخلفات ألغام الاحتلال التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء سنوياً في محافظة القنيطرة والجولان قد تكون عادية للكثيرين ولكنها تجربة كبيرة لأنه تحدى الاحتلال وألغام حقده وعاد بعد عشرين عاماً من إصابته البليغة وحرمانه للبصر ليتابع تحصيله العلمي والمعرفي بمساعدة أسرته ورفاقه المكفوفين وحصل على الشهادة الإعدادية عام 2007-2008 وفي عام 2008-2009 حصل على الشهادة الثانوية العامة وسجل في كلية الآداب بقسم اللغة العربية في جامعة دمشق وهو الآن يتابع دراسته في السنة الثالثة.

وقال الخالد //عندما كنت في الصف الثامن تعرضت للإصابة بانفجار لغم زرعه العدو الصهيوني على أطراف قريتنا القريبة من خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل وفقدت البصر وكنت في مقتبل العمر وعندي طموح شاب جولاني يتمنى ان يتخرج من الجامعة ويعمل في الاختصاص الذي يحبه من جهة ليؤكد أن الاحتلال لا يرعب أحداً من أبناء القنيطرة مهما بلغت غطرسته//.

وأشار إلى الظروف الصعبة التي مر فيها بعد حرمانه نعمة البصر وكيف حاول أهله في بداية إصابته منعه من الخروج وإصراره على المشي خطوة خطوة بواسطة العصا إلى أن أصبح يذهب إلى أي مكان ضمن البلدة والى الدائرة التي يعمل فيها دون مساعدة احد.

ولفت الكفيف الى تصميمه على مواصلة التعليم وتحقيق أحلامه بمساعدة رفاقه المكفوفين المجازين جامعيا وأسرته وتحديه للاحتلال الذي سلب منه أحلامه ومع عمله في مقسم هاتف مديرية الصحة بمحافظة القنيطرة والذي أثبت فيه وجوده مع تغيير رؤية المجتمع له والتأكيد أن كل كفيف قادر على العمل إذا وجدت عنده الثقة بالنفس والتحمل والصبر والإرادة.

وأشار إلى تفوقه على أقرانه عمال المقاسم وممارسته عمله بشكل طبيعي رغم صعوبته بحيث تمكن من حفظ أكثر من 4000 رقم هاتفي عن ظهر قلب بحيث يمكن أن يتصل بأي خط أرضي أو نقال مجرد أن يذكر اسم الشخص المطلوب.

وتطرق الخالد الى عمله التطوعي في جمعية المكفوفين بالمحافظة وجمعية الناجين من ألغام الاحتلال من عام 2000 حتى عام 2012 بهدف مساعدة زملائه المكفوفين وتقديم الدعم اللازم لهم وتعليمهم لافتا الى انه حصل على بطولة القنيطرة في الشطرنج مهرجان الجولان التي تعلمها في عام 2005 عن طريق الجمعية الخاصة بالمكفوفين وأصبح محترفاً لهذه اللعبة فضلاً عن عمله الآخر التطوعي كرئيس لجنة موسيقية في جمعية المكفوفين وهو يعزف ويدرب المكفوفين.

يشار إلى أن الكفيف عادل الخالد من مواليد 1973 متزوج ولديه 4 أولاد.

  • فريق ماسة
  • 2012-08-09
  • 11067
  • من الأرشيف

الكفيف عادل الخالد عامل مقسم يحفظ 4 آلاف رقم هاتفي غيباً ويتابع دراسته الجامعية

لم يكن الشاب عادل الخالد ابن الـ41ربيعاً يتوقع أن خطراً يتربص به تحت تراب أحد حقول قريته خان أرنبة عندما كان يدرس لامتحانات الصف الثامن وانه سيفقد بصره وسيغير لغم إسرائيلي انفجر به مجرى حياته وطموحه وأحلامه المستقبلية التعليمية منها والاجتماعية والعيش كأي مواطن يبني أسرته ويزرع أرضه. قصة الكفيف عادل وتعرضه لمخلفات ألغام الاحتلال التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء سنوياً في محافظة القنيطرة والجولان قد تكون عادية للكثيرين ولكنها تجربة كبيرة لأنه تحدى الاحتلال وألغام حقده وعاد بعد عشرين عاماً من إصابته البليغة وحرمانه للبصر ليتابع تحصيله العلمي والمعرفي بمساعدة أسرته ورفاقه المكفوفين وحصل على الشهادة الإعدادية عام 2007-2008 وفي عام 2008-2009 حصل على الشهادة الثانوية العامة وسجل في كلية الآداب بقسم اللغة العربية في جامعة دمشق وهو الآن يتابع دراسته في السنة الثالثة. وقال الخالد //عندما كنت في الصف الثامن تعرضت للإصابة بانفجار لغم زرعه العدو الصهيوني على أطراف قريتنا القريبة من خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل وفقدت البصر وكنت في مقتبل العمر وعندي طموح شاب جولاني يتمنى ان يتخرج من الجامعة ويعمل في الاختصاص الذي يحبه من جهة ليؤكد أن الاحتلال لا يرعب أحداً من أبناء القنيطرة مهما بلغت غطرسته//. وأشار إلى الظروف الصعبة التي مر فيها بعد حرمانه نعمة البصر وكيف حاول أهله في بداية إصابته منعه من الخروج وإصراره على المشي خطوة خطوة بواسطة العصا إلى أن أصبح يذهب إلى أي مكان ضمن البلدة والى الدائرة التي يعمل فيها دون مساعدة احد. ولفت الكفيف الى تصميمه على مواصلة التعليم وتحقيق أحلامه بمساعدة رفاقه المكفوفين المجازين جامعيا وأسرته وتحديه للاحتلال الذي سلب منه أحلامه ومع عمله في مقسم هاتف مديرية الصحة بمحافظة القنيطرة والذي أثبت فيه وجوده مع تغيير رؤية المجتمع له والتأكيد أن كل كفيف قادر على العمل إذا وجدت عنده الثقة بالنفس والتحمل والصبر والإرادة. وأشار إلى تفوقه على أقرانه عمال المقاسم وممارسته عمله بشكل طبيعي رغم صعوبته بحيث تمكن من حفظ أكثر من 4000 رقم هاتفي عن ظهر قلب بحيث يمكن أن يتصل بأي خط أرضي أو نقال مجرد أن يذكر اسم الشخص المطلوب. وتطرق الخالد الى عمله التطوعي في جمعية المكفوفين بالمحافظة وجمعية الناجين من ألغام الاحتلال من عام 2000 حتى عام 2012 بهدف مساعدة زملائه المكفوفين وتقديم الدعم اللازم لهم وتعليمهم لافتا الى انه حصل على بطولة القنيطرة في الشطرنج مهرجان الجولان التي تعلمها في عام 2005 عن طريق الجمعية الخاصة بالمكفوفين وأصبح محترفاً لهذه اللعبة فضلاً عن عمله الآخر التطوعي كرئيس لجنة موسيقية في جمعية المكفوفين وهو يعزف ويدرب المكفوفين. يشار إلى أن الكفيف عادل الخالد من مواليد 1973 متزوج ولديه 4 أولاد.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة