كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية في عددها الصادر أمس الثلاثاء، النقاب عن أن رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، الجنرال نيمرود شيفر، قام قبل أسبوعين، بزيارة سرية إلى مصر، لافتةً إلى أنه منذ انتخاب محمد مرسي، رئيسا لمصر، قام الجنرال المذكور بزيارة بلاد النيل مرتين، وأن القاهرة وتل أبيب، كما قالت المصادر السياسية في الدولة العبرية، تُحاولان المحافظة على العلاقات الثنائية بين البلدين بعيدًا عن وسائل الإعلام.

وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إن الجنرال شيفر اجتمع في مصر إلى عدد من القادة العسكريين، بهدف تجديد التعاون الأمني بين الجيشين المصري والإسرائيلي، هذا التعاون الذي لحقت به الأضرار الكثيرة منذ إسقاط الرئيس السابق، حسني مبارك. وشددت المصادر على أن هذه هي أول زيارة لشخصية رسمية إسرائيلية منذ أنْ تولت حركة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم في مصر.

على صلة، قال المحلل للشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، إن المصريين تجاهلوا رسائل التحذير الإسرائيلية التي وُجهت لهم رسميًا حول نية تنظيمات إسلامية متشددة، مرتبطة بتنظيم الجهاد العالمي، تنفيذ عملية في سيناء وإسرائيل بهدف تأجيج العلاقات بين الدولتين، والمس بالرئيس المصري، حسني مبارك، وأيضا بهدف زيادة الفوضى التي تسود مصر في هذه الأيام، على حد تعبيره، إلا أنه استدرك قائلاً إن المعلومات المخابراتية التي كانت بحوزة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت عامة، ولم تكن محددة، وزعم المحلل أن المعلومات الاستخبارتية المصرية عما يجري داخل شبه جزيرة سيناء تصل إلى الصفر، مشيرًا إلى أنه عندما تم تنفيذ العملية كانت قيادة الاستخبارات المصرية تتناول الإفطار مع رؤساء القبائل البدوية في سيناء، وبالتالي فإنهم شعروا بالإهانة البالغة نظرًا لقتل الجنود وتوقيت قتلهم من قبل من قام بتنفيذ العملية، ونقل عن محافل أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إن من يُعول على قيام الجيش المصري بعملية عسكرية واسعة النطاق في سيناء، فإنه يعيش في عالم الخيال، مشيرًا إلى أن الجيش المصري قد يقوم بعملية ولكنها ستكون عملية عسكرية صغيرة، على حد قوله. وفي محاولة مفضوحة لدق الأسافين بين مصر وحركة حماس، قال المحلل الإسرائيلي إن قادة حماس في غزة سارعوا إلى شجب الاعتداء، ولكن ذلك لم يمنع الجيش المصري من التأكيد على أن أعضاء الخلية الذين نفذوا العملية تلقوا المساعدة من قطاع غزة، زاعمًا أن قادة حماس يعيشون حالة من الهستيريا خوفًا من الرد العسكري المصري على هذه العملية.

في سياق ذي صلة، قال المراسل السياسي لموقع 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت إن قيادة الدولة العبرية لم تعد تعرف إلى من تتجه وعلى من تعلق أمالها بعد أن وجهت حركة الإخوان المسلمين أصابع الاتهام حول تدبير العملية الإرهابية التي أوقعت 15 قتيلا في صفوف القوات المصرية، إلى الموساد وإسرائيل، ودعت إلى إعادة النظر بفي اتفاق السلام الإسرائيلي- المصري، الموقع منذ العام 1979، وزاد الموقع قائلاً إن القيادة في تل أبيب لا تعرف إلى أين تتجه الأمور الآن، علاوة على ذلك، نقل الموقع عن محافل سياسية قولها، إن الرئيس المصري، محمد مرسي والبرلمان المصري يبحثون طيلة الوقت عن الطريق المناسب للعمل، فهم لا زالوا حديثي العهد في السلطة ويتلمسون طريقهم للحكم، على حد وصف المصادر. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنه من الممكن أنْ يكون هناك تعاون أكبر بين مصر والجيش الإسرائيلي، ولكن الاحتمال العكسي وارد أيضا، فقد تتدهور الأمور إلى الأسوأ. مضيفةً إنه قد يتبين أن الحكومة المصرية غير فعالة، وأن تقوم فصائل ومجموعات أخرى بالعمل على شل حركتها، ويبدو الآن أن الأمور تتجه حاليا نحو التعاون، فطنطاوي ومرسي معا في الميدان، وهذا يعني أنه سيكون هناك تعاون أكبر ولفت الموقع العبري، نقلاً عن المصادر السياسية الإسرائيلية، إلى أن تل أبيب لم تبدِ تفاؤلا بشأن مستقبل العلاقات مع القاهرة، ذلك، أنه وفقًا لها، فإنه لا يزال الوقت مبكرًا لتحديد ما ستكون عليه العلاقات، لن يكون هناك تغيير في العلاقات الدبلوماسية، فهم لن يحتضنوا إسرائيل. وأضافت المصادر نفسها أنه لا يوجد هناك خلاف في الرأي بين مرسي والجيش، وهذا جيد لإسرائيل، وإذا عززوا من الأمن في الجانب المصري فسيكون ذلك جيدا لإسرائيل أيضا، سواء ما سيفعلونه في غزة أم على الحدود. وألمح الموقع إلى أن الدولة العبرية تعلق أمالها في هذا السياق على المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، مؤكدًا على أن الرئيس المصري دعا إلى ضرورة تعزيز التعاون والعلاقة بين القوات المصرية وبين القبائل البدوية في شبه جزيرة سيناء لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، على حد قول المصادر الإسرائيلية. وفي السياق ذاته، قال المحلل للشؤون الشرق أوسطية في القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي، عوديد غرانوت، إن الرئيس المصري الجديد مرسي، وحتى إذا أراد بسط السيطرة الأمنية على شبه جزيرة سيناء، فإنه ليس قادرًا، ذلك أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، يحتاج الرئيس مرسي إلى أموال طائلة من أجل رفاهية السكان في شبه الجزيرة، وهذه الميزانيات غير متوفرة في الوقت الحالي، وبالتالي فإن على إسرائيل أنْ تعتمد على نفسها فقط في القضايا الأمنية على الحدود الجنوبية، على حد قوله.

  • فريق ماسة
  • 2012-08-07
  • 8966
  • من الأرشيف

إسرائيل تكشف عن أن رئيس قسم التخطيط في جيش الاحتلال زار القاهرة مرتين منذ انتخاب مرسي للتنسيق مع الجيش المصري وتكثيف التعاون الأمني

كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية في عددها الصادر أمس الثلاثاء، النقاب عن أن رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، الجنرال نيمرود شيفر، قام قبل أسبوعين، بزيارة سرية إلى مصر، لافتةً إلى أنه منذ انتخاب محمد مرسي، رئيسا لمصر، قام الجنرال المذكور بزيارة بلاد النيل مرتين، وأن القاهرة وتل أبيب، كما قالت المصادر السياسية في الدولة العبرية، تُحاولان المحافظة على العلاقات الثنائية بين البلدين بعيدًا عن وسائل الإعلام. وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إن الجنرال شيفر اجتمع في مصر إلى عدد من القادة العسكريين، بهدف تجديد التعاون الأمني بين الجيشين المصري والإسرائيلي، هذا التعاون الذي لحقت به الأضرار الكثيرة منذ إسقاط الرئيس السابق، حسني مبارك. وشددت المصادر على أن هذه هي أول زيارة لشخصية رسمية إسرائيلية منذ أنْ تولت حركة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم في مصر. على صلة، قال المحلل للشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، إن المصريين تجاهلوا رسائل التحذير الإسرائيلية التي وُجهت لهم رسميًا حول نية تنظيمات إسلامية متشددة، مرتبطة بتنظيم الجهاد العالمي، تنفيذ عملية في سيناء وإسرائيل بهدف تأجيج العلاقات بين الدولتين، والمس بالرئيس المصري، حسني مبارك، وأيضا بهدف زيادة الفوضى التي تسود مصر في هذه الأيام، على حد تعبيره، إلا أنه استدرك قائلاً إن المعلومات المخابراتية التي كانت بحوزة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت عامة، ولم تكن محددة، وزعم المحلل أن المعلومات الاستخبارتية المصرية عما يجري داخل شبه جزيرة سيناء تصل إلى الصفر، مشيرًا إلى أنه عندما تم تنفيذ العملية كانت قيادة الاستخبارات المصرية تتناول الإفطار مع رؤساء القبائل البدوية في سيناء، وبالتالي فإنهم شعروا بالإهانة البالغة نظرًا لقتل الجنود وتوقيت قتلهم من قبل من قام بتنفيذ العملية، ونقل عن محافل أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إن من يُعول على قيام الجيش المصري بعملية عسكرية واسعة النطاق في سيناء، فإنه يعيش في عالم الخيال، مشيرًا إلى أن الجيش المصري قد يقوم بعملية ولكنها ستكون عملية عسكرية صغيرة، على حد قوله. وفي محاولة مفضوحة لدق الأسافين بين مصر وحركة حماس، قال المحلل الإسرائيلي إن قادة حماس في غزة سارعوا إلى شجب الاعتداء، ولكن ذلك لم يمنع الجيش المصري من التأكيد على أن أعضاء الخلية الذين نفذوا العملية تلقوا المساعدة من قطاع غزة، زاعمًا أن قادة حماس يعيشون حالة من الهستيريا خوفًا من الرد العسكري المصري على هذه العملية. في سياق ذي صلة، قال المراسل السياسي لموقع 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت إن قيادة الدولة العبرية لم تعد تعرف إلى من تتجه وعلى من تعلق أمالها بعد أن وجهت حركة الإخوان المسلمين أصابع الاتهام حول تدبير العملية الإرهابية التي أوقعت 15 قتيلا في صفوف القوات المصرية، إلى الموساد وإسرائيل، ودعت إلى إعادة النظر بفي اتفاق السلام الإسرائيلي- المصري، الموقع منذ العام 1979، وزاد الموقع قائلاً إن القيادة في تل أبيب لا تعرف إلى أين تتجه الأمور الآن، علاوة على ذلك، نقل الموقع عن محافل سياسية قولها، إن الرئيس المصري، محمد مرسي والبرلمان المصري يبحثون طيلة الوقت عن الطريق المناسب للعمل، فهم لا زالوا حديثي العهد في السلطة ويتلمسون طريقهم للحكم، على حد وصف المصادر. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنه من الممكن أنْ يكون هناك تعاون أكبر بين مصر والجيش الإسرائيلي، ولكن الاحتمال العكسي وارد أيضا، فقد تتدهور الأمور إلى الأسوأ. مضيفةً إنه قد يتبين أن الحكومة المصرية غير فعالة، وأن تقوم فصائل ومجموعات أخرى بالعمل على شل حركتها، ويبدو الآن أن الأمور تتجه حاليا نحو التعاون، فطنطاوي ومرسي معا في الميدان، وهذا يعني أنه سيكون هناك تعاون أكبر ولفت الموقع العبري، نقلاً عن المصادر السياسية الإسرائيلية، إلى أن تل أبيب لم تبدِ تفاؤلا بشأن مستقبل العلاقات مع القاهرة، ذلك، أنه وفقًا لها، فإنه لا يزال الوقت مبكرًا لتحديد ما ستكون عليه العلاقات، لن يكون هناك تغيير في العلاقات الدبلوماسية، فهم لن يحتضنوا إسرائيل. وأضافت المصادر نفسها أنه لا يوجد هناك خلاف في الرأي بين مرسي والجيش، وهذا جيد لإسرائيل، وإذا عززوا من الأمن في الجانب المصري فسيكون ذلك جيدا لإسرائيل أيضا، سواء ما سيفعلونه في غزة أم على الحدود. وألمح الموقع إلى أن الدولة العبرية تعلق أمالها في هذا السياق على المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، مؤكدًا على أن الرئيس المصري دعا إلى ضرورة تعزيز التعاون والعلاقة بين القوات المصرية وبين القبائل البدوية في شبه جزيرة سيناء لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، على حد قول المصادر الإسرائيلية. وفي السياق ذاته، قال المحلل للشؤون الشرق أوسطية في القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي، عوديد غرانوت، إن الرئيس المصري الجديد مرسي، وحتى إذا أراد بسط السيطرة الأمنية على شبه جزيرة سيناء، فإنه ليس قادرًا، ذلك أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، يحتاج الرئيس مرسي إلى أموال طائلة من أجل رفاهية السكان في شبه الجزيرة، وهذه الميزانيات غير متوفرة في الوقت الحالي، وبالتالي فإن على إسرائيل أنْ تعتمد على نفسها فقط في القضايا الأمنية على الحدود الجنوبية، على حد قوله.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة