كرر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك التهديد بأن خيار التدخل العسكري التركي في سوريا مطروح على الطاولة، فيما أثارت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى اقليم كردستان كما مدينة كركوك علامات استفهام متعددة، خصوصا ان زيارة كركوك من دون إذن بغداد وانتهاكه للسيادة العراقية جاءت بعد يوم واحد فقط من انتهاك مسؤولين تركيين للسيادة السورية.

ففي حوار مع محطة «ان تي في» التركية قال تشيليك ان انقرة ضد أي واقع جديد للأكراد في سوريا. وترى ان تمركز حزب العمال الكردستاني هناك تهديد لتركيا. وقال «ان وجودا فعليا لحزب العمال الكردستاني هناك يضع على الطاولة خيار التدخل العسكري».

ويقول عثمان قوروتورك الممثل التركي الخاص السابق في العراق ان الأكراد يقولون دائما ان كركوك تابعة لكردستان العراق ويجب أن تكون مرتبطة بها. لكن تاريخيا وجغرافيا لم تكن كركوك عائدة للأكراد بل للعراق. ويجب ان تكون كركوك لكل العراق. «ولقد أقنعنا حتى الأمم المتحدة بذلك». ويقول قوروتورك انه «بعد محادثات داود اوغلو مع البرزاني ومن دون القيام باتصال مع الحكومة المركزية هل يعني الذهاب الى كركوك ان الإذن قد جاء من البرزاني؟». وأضاف «ان داود اوغلو ذهب للقيام باتصالات على أراضي دولة أجنبية فعلى أساس أي سلطة ذهب الى هناك؟ هل على أساس سلطة البرزاني؟».

لكن حسين بازارجي الخبير في العلاقات الدولية توقف عند شكل الزيارة التي قام بها داود اوغلو الى كركوك فقال ان اتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الديبلوماسية بين الدول تلحظ القيام بتواصل بين وزراء الخارجية. والعلاقات الديبلوماسية تدار من جانب وزراء الخارجية. وقال بازارجي ان لقاء داود اوغلو مع البرزاني ليس عاديا. وقال انه في الدول الفدرالية فإن الحكومة المركزية هي المخاطب. إلا اذا كان في الدستور ما ينص على ان للحكومة الفدرالية حق تأسيس علاقات ديبلوماسية مع الخارج. وذكّر بازارجي بتصريح للحكومة العراقية بحيث لها ان تعتقل الزائر الذي لا ينال إذنا. وقال ان داود اوغلو ذهب بعيدا في ذلك وقال انه «لا يمكن القيام بزيارة قرصنة كهذه».

في هذا الوقت واصلت المعارضة انتقادها للسياسة الخارجية لتركيا ولا سيما تجاه سوريا.

وقال دولت باهتشلي رئيس حزب الحركة القومية «ان هرع وزير الخارجية الى البرزاني هو خطأ ديبلوماسي صفّر هيبة تركيا». ودعا باهتشلي الى ان تشكل تركيا حزاما أمنيا داخل سوريا على امتداد الحدود مع تركيا لمنع تشكيل أي كيان كردي.

لكن الهجوم الأعنف كان من جانب رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو الذي وصف داود اوغلو بأنه وزير الخارجية التركي الأقل اتزانا في تاريخ تركيا. «لقد بدأ بصفر مشكلات وانتهى الى مشهد كله مشكلات مع الجميع».

وانتقد كيليتشدار اوغلو لقاءات داود اوغلو مع البرزاني قائلا انه ليس ضد هذه اللقاءات «لكن ما الذي قدمه البرزاني الى تركيا؟». وقال ان وزير الخارجية يغضب للنقد، «لكن فليقل لنا أين نجح؟ هل في سوريا ام العراق ام ايران ام الدرع الصاروخي في ملاطيا ام في حقول التنقيب عن النفط والغاز مع قبرص اليونانية؟ كلها فشل تلو فشل وتحتها توقيع احمد داود اوغلو. وآخر فشل هو زيارته الى كركوك من دون إذن الحكومة المركزية في بغداد».

وقال كيليتشدار اوغلو ان «السياسة الخارجية التركية خرجت من ان تكون سياسة وطنية وتحولت الى أداة بيد القوى الخارجية وصارت تركيا ملكية أكثر من الملك». وقال ان «سياسة تركيا تحولت الى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لقد عرفنا لماذا أسقطت الطائرة لكن لم نعرف بعد كيف أسقطت. لقد تعرضت تركيا لخسارة ثقة دول المنطقة بها وتراجعت صورتها». وكرر القول ان تركيا أصبحت «مثل فأر الحقول الذي يمر ويترك وراءه ممرا فارغا من الخراب».

وتطرق كيليتشدار اوغلو الى الصورة التي نشرها البيت الأبيض بالذات للرئيس الأميركي باراك اوباما وهو يرد على مكالمة هاتفية قبل أيام من رئيس الحكومة التركية رجب اردوغان وهو (أوباما) يحمل بيده اليسرى سماعة التلفون وباليمنى عصا لعبة البيسبول.

وقد أثارت الصورة تعليقات واسعة ومتهكمة في الصحف التركية وفسّرت على أنها تهديد لتركيا بألا تفعل أي شيء من دون موافقة أميركا تجاه سوريا. فتساءل كيليتشدار اوغلو عن موقف أردوغان من هذه الصورة. وقال انها إهانة لتركيا وانه كان يمكن لأوباما ان يضع بجانبه ليس عصا فقط بل ايضا أكياسا فارغة (في اشارة الى تلبيس جنود أميركيين في العام 2003 رؤوس جنود أتراك في السليمان في العراق أكياسا فارغة). وقال كيليتشدار اوغلو ان اوباما يقول لأردوغان «لا تذهب بعيدا وإلا فالعصا جاهزة».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-08-05
  • 11187
  • من الأرشيف

تركيا تنشغل بـ«قرصنة» داود أوغلو وعصا أوباما

كرر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك التهديد بأن خيار التدخل العسكري التركي في سوريا مطروح على الطاولة، فيما أثارت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى اقليم كردستان كما مدينة كركوك علامات استفهام متعددة، خصوصا ان زيارة كركوك من دون إذن بغداد وانتهاكه للسيادة العراقية جاءت بعد يوم واحد فقط من انتهاك مسؤولين تركيين للسيادة السورية. ففي حوار مع محطة «ان تي في» التركية قال تشيليك ان انقرة ضد أي واقع جديد للأكراد في سوريا. وترى ان تمركز حزب العمال الكردستاني هناك تهديد لتركيا. وقال «ان وجودا فعليا لحزب العمال الكردستاني هناك يضع على الطاولة خيار التدخل العسكري». ويقول عثمان قوروتورك الممثل التركي الخاص السابق في العراق ان الأكراد يقولون دائما ان كركوك تابعة لكردستان العراق ويجب أن تكون مرتبطة بها. لكن تاريخيا وجغرافيا لم تكن كركوك عائدة للأكراد بل للعراق. ويجب ان تكون كركوك لكل العراق. «ولقد أقنعنا حتى الأمم المتحدة بذلك». ويقول قوروتورك انه «بعد محادثات داود اوغلو مع البرزاني ومن دون القيام باتصال مع الحكومة المركزية هل يعني الذهاب الى كركوك ان الإذن قد جاء من البرزاني؟». وأضاف «ان داود اوغلو ذهب للقيام باتصالات على أراضي دولة أجنبية فعلى أساس أي سلطة ذهب الى هناك؟ هل على أساس سلطة البرزاني؟». لكن حسين بازارجي الخبير في العلاقات الدولية توقف عند شكل الزيارة التي قام بها داود اوغلو الى كركوك فقال ان اتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الديبلوماسية بين الدول تلحظ القيام بتواصل بين وزراء الخارجية. والعلاقات الديبلوماسية تدار من جانب وزراء الخارجية. وقال بازارجي ان لقاء داود اوغلو مع البرزاني ليس عاديا. وقال انه في الدول الفدرالية فإن الحكومة المركزية هي المخاطب. إلا اذا كان في الدستور ما ينص على ان للحكومة الفدرالية حق تأسيس علاقات ديبلوماسية مع الخارج. وذكّر بازارجي بتصريح للحكومة العراقية بحيث لها ان تعتقل الزائر الذي لا ينال إذنا. وقال ان داود اوغلو ذهب بعيدا في ذلك وقال انه «لا يمكن القيام بزيارة قرصنة كهذه». في هذا الوقت واصلت المعارضة انتقادها للسياسة الخارجية لتركيا ولا سيما تجاه سوريا. وقال دولت باهتشلي رئيس حزب الحركة القومية «ان هرع وزير الخارجية الى البرزاني هو خطأ ديبلوماسي صفّر هيبة تركيا». ودعا باهتشلي الى ان تشكل تركيا حزاما أمنيا داخل سوريا على امتداد الحدود مع تركيا لمنع تشكيل أي كيان كردي. لكن الهجوم الأعنف كان من جانب رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو الذي وصف داود اوغلو بأنه وزير الخارجية التركي الأقل اتزانا في تاريخ تركيا. «لقد بدأ بصفر مشكلات وانتهى الى مشهد كله مشكلات مع الجميع». وانتقد كيليتشدار اوغلو لقاءات داود اوغلو مع البرزاني قائلا انه ليس ضد هذه اللقاءات «لكن ما الذي قدمه البرزاني الى تركيا؟». وقال ان وزير الخارجية يغضب للنقد، «لكن فليقل لنا أين نجح؟ هل في سوريا ام العراق ام ايران ام الدرع الصاروخي في ملاطيا ام في حقول التنقيب عن النفط والغاز مع قبرص اليونانية؟ كلها فشل تلو فشل وتحتها توقيع احمد داود اوغلو. وآخر فشل هو زيارته الى كركوك من دون إذن الحكومة المركزية في بغداد». وقال كيليتشدار اوغلو ان «السياسة الخارجية التركية خرجت من ان تكون سياسة وطنية وتحولت الى أداة بيد القوى الخارجية وصارت تركيا ملكية أكثر من الملك». وقال ان «سياسة تركيا تحولت الى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لقد عرفنا لماذا أسقطت الطائرة لكن لم نعرف بعد كيف أسقطت. لقد تعرضت تركيا لخسارة ثقة دول المنطقة بها وتراجعت صورتها». وكرر القول ان تركيا أصبحت «مثل فأر الحقول الذي يمر ويترك وراءه ممرا فارغا من الخراب». وتطرق كيليتشدار اوغلو الى الصورة التي نشرها البيت الأبيض بالذات للرئيس الأميركي باراك اوباما وهو يرد على مكالمة هاتفية قبل أيام من رئيس الحكومة التركية رجب اردوغان وهو (أوباما) يحمل بيده اليسرى سماعة التلفون وباليمنى عصا لعبة البيسبول. وقد أثارت الصورة تعليقات واسعة ومتهكمة في الصحف التركية وفسّرت على أنها تهديد لتركيا بألا تفعل أي شيء من دون موافقة أميركا تجاه سوريا. فتساءل كيليتشدار اوغلو عن موقف أردوغان من هذه الصورة. وقال انها إهانة لتركيا وانه كان يمكن لأوباما ان يضع بجانبه ليس عصا فقط بل ايضا أكياسا فارغة (في اشارة الى تلبيس جنود أميركيين في العام 2003 رؤوس جنود أتراك في السليمان في العراق أكياسا فارغة). وقال كيليتشدار اوغلو ان اوباما يقول لأردوغان «لا تذهب بعيدا وإلا فالعصا جاهزة».  

المصدر : السفير /محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة