دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ميغيل أنخيل موراتينوس، مارتي اهتساري، كارلا دول بونتي، ستيفان دومسيتورا. السباق إلى خلافة كوفي انان في متاعبه السورية يدور بين الدبلوماسي الإسباني الأشهر عربياً، والفنلندي اهتساري الحائز على جائزة نوبل للسلام لدوره في إنهاء الصراع في كوسوفو والسويسرية كارلا دول بونتي المدّعية العامة السابقة التي تبحث لها بلادها عن اي منصب لإخراجها من تقاعد ممل، تصطدم برفض روسي قاطع بسبب دورها في محكمة يوغوسلافيا السابقة.
وستيفان دومسيتورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى افغانستان، الذي قال مقرب منه لـ«السفير» إنه لا يبحث عن اي منصب جديد، وإنه يبذل كل جهوده للنجاح في نيابة وزارة الخارجية الإيطالية حالياً. ويحدد اختيار الاسم المقبل، مقدار الاهتمام الذي سيوليه مجلس الأمن للديبلوماسية في النزاع السوري، ورهانه الحقيقي على إيلاء الديبلوماسية فرصة لتحقيق ما تدعو اليه خطة انان.
مورايتنوس، وزير الخارجية الإسباني السابق، أبرز الأسماء المتداولة للإبقاء على حضور للأمم المتحدة في سوريا، ووراثة خطة انان التي لا تستحق شهرتها لما انجز منها على الأرض، وإنما لحملها اسم الدبلوماسي الدولي، الذي لم يعصمها من الفشل.
ويتحلى الديبلوماسي الإسباني، في الثانية والستين من العمر، بخبرة واسعة في كواليس الصراع العربي الإسرائيلي بشكل خاص. وراكم موراتينوس شبكة علاقات مترامية، خلال ستة اعوام، من العام 1996 وحتى العام 2003، عندما تولى مبعوثية الاتحاد الأوروبي الخاصة إلى العملية السلمية بين اسرائيل وفلسطين، قبل ان يتولى حقيبة الخارجية في اسبانيا الاشتراكية ما بين العامين 2004 و 2010.
والحال إن خلافة دبلوماسي بوزن كوفي انان تتطلب اسماً كبيراً، ورغبة في الانتحار السياسي، ليس بسبب الإرث الثقيل والمعقد لخطة انان الفاشلة فحسب، بل لأنه لن يكون بوسعه ان يحصد أكثر مما حصد انان: التلاعب به من قبل روسيا و«اصدقاء سوريا» لكسب الوقت،...
وقال مصدر دبلوماسي غربي إن موراتنيوس، قد يكون الأقرب إلى حمل وصية انان، ليس بسسب دعم الاتحاد الأوروبي له لتولي المنصب وإنما بسبب علاقاته الوطيدة مع النظام السوري ايضاً، وتلك المستجدة مع قطر. ويسجل لموراتينوس حيازته لرقم قياسي لا ينافسه اي ديبلوماسي غربي آخر في عدد اللقاءات التي اجراها مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، والرئيس بشار الأسد من بعده.
وكان موراتينوس قد حصد إخفاقين متتاليين العام الماضي للعودة إلى المؤسسات الدولية. الوزير الإسباني، الذي جنده القطريون مستشاراً ديبلوماسيا لبرنامج قطر للأمن الغذائي، منذ ما يقرب العام، اضطر إلى التوجه إلى الدوحة بعدما اخفق في انتزاع رئاسة منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو» في انتخابات جرت في حزيران من العام الماضي. ويبدو انه حاول العودة مبعوثاً للأمم المتحدة في بيروت، منافساً ديريك بلامبلي على خلافة مايكل وليامز نهاية العام الماضي، لكن من دون كبير نجاح.
ومن غير المؤكد في أي حال ان يحمل وريث انان الصلاحيات التي كانت لسلفه في قيادة أي مفاوضات على الأرض. والأرجح أن «اصدقاء سوريا»، والولايات المتحدة بشكل خاص، ستكون في قيادة المهمة المقبلة لأي ديبلوماسي دولي جديد يحل في دمشق. فعندما ينتهي تكليف المراقبين رسمياً، بعد اسبوعين تقريباً، ستتحول مسؤولية العمليات في سوريا، من ادارة عمليات السلام، التي يديرها هيرفيه لادسوس، إلى جيفري فيلتمان مساعد الأمانة العامة للشؤون السياسية.
ومن المنتظر أن تتحول البعثة الدولية من بعثة عسكرية إلى بعثة سياسية صرفة تتبع لجيفري فيلتمان، وترفع تقاريرها اليه، وتتلقى تعليماتها منه مباشرة.
المصدر :
السفير / محمد بلوط
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة