عبّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، عن مخاوفه بشأن الوضع في سوريا .

وأصدر البيت الأبيض بياناً أعلن فيه عن اتصال أوباما برئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، في إطار المناقشات المستمرة مع القادة الأوروبيين حول التطورات الاقتصادية بمنطقة اليورو .

وقال إن الرئيس الأمريكي عبّر عن مخاوفه بشأن سوريا، وأكد ضرورة التعاون الوثيق بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الشعب السوري .

إلى ذلك صرح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن المهمة الأساسية بعد رحيل الرئيس الأسد تكمن في توفير الاستقرار للبلاد. وقد قال الوزير راداً على سؤال "س ن ن" بشأن حل الهياكل الأمنية أو الحفاظ عليها أنه لا يجب الوقوع في الخطأ الذي ارتكب في العراق, والحديث هنا يدور عن حل الهياكل الحكومية والأمنية, الأمر الذي ادى إلى نشوب الحرب الأهلية في العراق.

على ما يبدو أن قضية تنحي الرئيس الأسد أمر منتهي بالنسبة لواشنطن بالرغم من تمتع القائد السوري الحالي بدعم غالبية الشعب التي تساعده على الصمود كل هذا الوقت. وقد شرح العديد من الخبراء تصريحات بانيتا حول مصير الهياكل الأمنية على أنها اعتراف من قبل أمريكا على اعتزامها لوضع الأزمة السورية تحت سيطرتها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من توفير النظام في سورية في حال سقوط الحكم وهل سترغب في ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال يجب النظر إلى جميع الدول التي تدخل فيها الأمريكيون مثل أفغانستان ويوغسلافيا والعراق وليبيا. وفي الغالب ان المصير ذاته ينتظر سورية. وقد شاركنا رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" إيغور كوروتشينكو الرأي بهذا الشأن قائلاً:

ستغرق البلاد في الفوضى, الأمر الذي سينعكس على الدول المجاورة. ولن يتم الوصول إلى هذه النتيجة لمجرد سعي الولايات المتحدة إلى ذلك وإنما على مايبدو أن الأمريكيين أنفسهم لا يعون نتائج سياستهم. لا ينبغي الظن بأن وزارة الخارجية الأمريكية بعيدة النظر كما يحاولون تصويرها للآخرين. ولكن عندما تقوم السياسة الأمريكية بإعلان أحد الأنظمة عدواً للولايات المتحدة فينبغي القضاء عليه وهذا ما سيحصل بغض النظر عن النتائج.

والعديد من الأمريكيين يوقنون الآثار الماساوية التي ستؤدي إليها الإطاحة بالنظام عن طريق استخدام القوة. وقد ظهرت مقالة في مجلة "The National Interest " التي تمثل مصالح أوساط المحافظين الجدد حيث يشير الكاتب إلى أن تنحي الرئيس الأسد لن يعني انتهاء الأزمة. حيث أن الجانب الفائز لن يستطيع الوقوف أمام الرغبة في إجراء عملية تنظيف ضمن مؤيدي الرئيس الأسد. وعلى الأغلب سيؤدي ذلك إما إلى مرحلة جديدة من الحرب الأهلية التي ستحمل طابعاً دينياً وإما إلى تفتيت سورية. ولكن على ما يبدو أن هذه الاحتمالات لا تحظى باهتمام الأمريكيين.

  • فريق ماسة
  • 2012-08-01
  • 6096
  • من الأرشيف

أوباما متخوف بشأن الوضع في سورية .. واشنطن : الفوضى أفضل من الرئيس الأسد

عبّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، عن مخاوفه بشأن الوضع في سوريا . وأصدر البيت الأبيض بياناً أعلن فيه عن اتصال أوباما برئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، في إطار المناقشات المستمرة مع القادة الأوروبيين حول التطورات الاقتصادية بمنطقة اليورو . وقال إن الرئيس الأمريكي عبّر عن مخاوفه بشأن سوريا، وأكد ضرورة التعاون الوثيق بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الشعب السوري . إلى ذلك صرح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن المهمة الأساسية بعد رحيل الرئيس الأسد تكمن في توفير الاستقرار للبلاد. وقد قال الوزير راداً على سؤال "س ن ن" بشأن حل الهياكل الأمنية أو الحفاظ عليها أنه لا يجب الوقوع في الخطأ الذي ارتكب في العراق, والحديث هنا يدور عن حل الهياكل الحكومية والأمنية, الأمر الذي ادى إلى نشوب الحرب الأهلية في العراق. على ما يبدو أن قضية تنحي الرئيس الأسد أمر منتهي بالنسبة لواشنطن بالرغم من تمتع القائد السوري الحالي بدعم غالبية الشعب التي تساعده على الصمود كل هذا الوقت. وقد شرح العديد من الخبراء تصريحات بانيتا حول مصير الهياكل الأمنية على أنها اعتراف من قبل أمريكا على اعتزامها لوضع الأزمة السورية تحت سيطرتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من توفير النظام في سورية في حال سقوط الحكم وهل سترغب في ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال يجب النظر إلى جميع الدول التي تدخل فيها الأمريكيون مثل أفغانستان ويوغسلافيا والعراق وليبيا. وفي الغالب ان المصير ذاته ينتظر سورية. وقد شاركنا رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" إيغور كوروتشينكو الرأي بهذا الشأن قائلاً: ستغرق البلاد في الفوضى, الأمر الذي سينعكس على الدول المجاورة. ولن يتم الوصول إلى هذه النتيجة لمجرد سعي الولايات المتحدة إلى ذلك وإنما على مايبدو أن الأمريكيين أنفسهم لا يعون نتائج سياستهم. لا ينبغي الظن بأن وزارة الخارجية الأمريكية بعيدة النظر كما يحاولون تصويرها للآخرين. ولكن عندما تقوم السياسة الأمريكية بإعلان أحد الأنظمة عدواً للولايات المتحدة فينبغي القضاء عليه وهذا ما سيحصل بغض النظر عن النتائج. والعديد من الأمريكيين يوقنون الآثار الماساوية التي ستؤدي إليها الإطاحة بالنظام عن طريق استخدام القوة. وقد ظهرت مقالة في مجلة "The National Interest " التي تمثل مصالح أوساط المحافظين الجدد حيث يشير الكاتب إلى أن تنحي الرئيس الأسد لن يعني انتهاء الأزمة. حيث أن الجانب الفائز لن يستطيع الوقوف أمام الرغبة في إجراء عملية تنظيف ضمن مؤيدي الرئيس الأسد. وعلى الأغلب سيؤدي ذلك إما إلى مرحلة جديدة من الحرب الأهلية التي ستحمل طابعاً دينياً وإما إلى تفتيت سورية. ولكن على ما يبدو أن هذه الاحتمالات لا تحظى باهتمام الأمريكيين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة