دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حذر محللون من «عواقب وخيمة» في حال انجر الأردن الى النزاع الدائر في سورية مع ارتفاع وتيرة العنف في الجارة الشمالية.
ووفقا لمصادر مقربة من الحكومة الأردنية فإن «هناك اجتماعات يومية لبحث إمكان إرسال قوات أردنية خاصة في حال سقوط النظام السوري لتأمين الأسلحة الكيميائية والجرثومية».
وبالرغم من انه لم يتسنّ تأكيد ذلك من قبل المسؤولين، إلا انه من الواضح أن الأردن يراقب بقلق متصاعد التطورات في سوريا.
وأعلنت الحكومة الأردنية الأحد الماضي أنها ستتخذ كل الاجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل «الحفاظ على الأمن الوطني من أي اختراقات».
وتترافق تلك المخاوف مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى الأردن ما يشكل عبئا اقتصاديا ولوجستياً على المملكة.
وحذر الملك الأردني عبد الله الثاني في مقابلة مع قناة «سي ان ان» من احتمال اغتنام تنظيم «القاعدة» الفوضى في سوريا للاستيلاء على الترسانة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري.
وقال رئيس الوزراء فايز الطراونة، خلال زيارة للمنطقة الحدودية الشمالية برفقة قائد الجيش، «نراقب من كثب كل التطورات في سوريا لضمان ألا يكون لها انعكاسات أمنية أو إنسانية أو اجتماعية على الأردن». وأضاف إن «الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ أي إجراء من شأنه الحفاظ على متطلبات أمن الأردن ومواطنيه، مع مراعاة الظروف الإنسانية للأشقاء السوريين».
ووفقاً لمصادر مقربة من الحكومة الأردنية «هناك اجتماعات يومية لبحث إمكانية إرسال قوات أردنية خاصة في حال سقوط النظام السوري لتأمين الأسلحة الكيميائية والجرثومية».
من جانبه، رأى عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان تدخل الأردن لتأمين الأسلحة الكيميائية السورية «محتمل»، لكنه يحتاج الى «مظلة سياسية عربية ودولية وإلا فعواقب ذلك ستكون وخيمة».
ويقول الرنتاوي إن «الحديث اليوم لم يعد عن حقوق الإنسان والديموقراطية والتحول الديموقراطي والانتقال السياسي في سوريا، بل بات كله حول الترسانة الكيميائية والبيولوجية في سوريا».
ويتساءل إن كان موضوع تلك الأسلحة «مخاوف أردنية حقيقية أم أنها جزء من إستراتيجية إقليمية ودولية يراد جر الأردن إليها. وأية أجندة يراد فرضها على المنطقة وجرنا إليها؟».
وبالنسبة لمدير مركز القدس للدراسات السياسية، فإن السبب الأول وراء إثارة موضوع الأسلحة الكيميائية السورية هو «امن إسرائيل الذي يشغل الولايات المتحدة والعالم كله».
ويتفق المحلل السياسي لبيب قمحاوي مع الرنتاوي على ان موضوع تلك الأسلحة، «ليس أكثر من حجة يريد الغرب واسرائيل استعمالها للتدخل في سوريا». ويضيف ان «هذا يذكرنا بالعراق قبل عقد من الزمن حين استخدمت حجة وجود أسلحة دمار شامل لتدميره، وتأكد لاحقا عدم وجودها».
ويؤكد قمحاوي ان «الأردن ان تدخل تحت ذريعة مخاوف من أسلحة كيميائية فسيتدخل نيابة عن أميركا واسرائيل وهذا غير مقبول»، محذرا من «مؤشرات واضحة بان الأردن يسير باتجاه تسهيل تدخلات عسكرية في سوريا». ورأى ان «دور الأردن يجب ان يقتصر على دور مساعدة الشعب السوري إنسانيا فقط وليس دور عسكري على الإطلاق».
من جانبه، يعتبر محمد المصري، الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية ان «موقع الأردن الجغرافي المجاور لسوريا يجعله مرشحا قويا للقيام بعملية تأمين الأسلحة الكيميائية».
ويضيف ان «مسألة الأسلحة الكيميائية السورية بالنسبة للأردن ليست فقط معضلة دولية أو إقليمية، بل هي تشكل خطرا مباشرا على أمنه».
ويوضح ان الأردن هو الدولة العربية الوحيدة «المهيأة» لهذا الدور، مبررا ذلك بأن جيران سوريا العرب الآخرين «غير مهيئين»، فيما تركيا «حساسة تجاه الفكرة، أما تدخل إسرائيل أو أميركا فهو بمنتهى الخطورة لأنه سيخلق أبعادا أخرى للأزمة».
ووفقا لمؤسسة «مابلكروفت» الاستشارية لتقييم المخاطر فان الولايات المتحدة و18 دولة أخرى شاركت في تدريبات «الأسد المتأهب» العسكرية في أيار الماضي في الأردن «التي تضمنت تركيزا قويا على تأمين الأسلحة الكيميائية والبيولوجية». وتضيف المؤسسة «بما ان الصراع يتصاعد، فإنه لا يمكن إغفال ان النظام (السوري) قد ينظر في استخدام أسلحة كيميائية».
وفي آذار الماضي نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤوليين اميركيين وعرب قولهم ان «القوات الاميركية والاردنية تطوران خططا مشتركة لتأمين ما يعتقد انه مخزون سوري كبير من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية».
ويستضيف الاردن اكثر من 140 الف سوري لجأوا الى المملكة اثر اندلاع الاحداث في بلدهم، فيما تسعى عمان لتجهيز عدد من المخيمات لاستيعاب اعداد اللاجئين المتزايدة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة