سكب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس ماء بارداً يوم أمس على الرؤوس الساخنة في رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع والتي أطلقت في الأيام الأخيرة تهديدات بضرب مخازن الأسلحة غير التقليدية في سوريا.

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك قد حذّرا من أن إسرائيل لن تحتمل انتقال أسلحة غير تقليدية أو أسلحة استراتيجية إلى أيادٍ غير مضمونة في لبنان أو سواها وأنها ستعمد إلى منع ذلك بالقوة.

وأبلغ غانتس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنه ليس مؤكداً أن يبقى استخدام القوة محصوراً وقد يقود إلى «معركة واسعة». وأكثر القادة العسكريون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة من الحديث عن أن الجبهة الداخلية ستغدو جبهة المواجهة الرئيسية في أي حرب مقبلة وأن منطقة تل أبيب ليست جاهزة على هذا الصعيد.

وأشار غانتس إلى القتال الدائر في سوريا، خصوصاً إلى تشديد القوات السورية إجراءاتها لحماية مخازن السلاح الكيميائي هناك. وقال «حسب علمي، في هذه اللحظة هناك سيطرة تامة على هذه المنظومات... وهي لم تنتقل بعد إلى أيادٍ سلبية، ولكن هذا لا يعني أن ذلك لن يحصل أبداً. فمن الجائز أن يتغير هذا الوضع وفي النهاية تنشأ هنا معضلة».

وجاءت أقوال غانتس هذه بعد وقت قصير من تصريح

مسؤول إسرائيلي بأن الرئيس السوري بشار الأسد اتخذ التدابير لحماية الأسلحة الكيميائية في جيشه. وقال هذا المسؤول إنه «على الرغم من الضغط الذي يتعرض له الأسد، فإنه يتصرف بالسلاح الكيميائي بشكل مسؤول». وأضاف إن «قسماً من السلاح هذا تمّ إبعاده عن مناطق القتال، أو إلى مناطق أشد حماية».

وقال غانتس إن «احتمالات الحرب التقليدية والإقليمية تتراجع، ولكن الهزة في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار يمكنهما أن يقودا نحو تدهور غير مسيطر عليه ولا أحد يريده ولا أحد يبادر إليه». وبيّن في كلامه احتمالات العمل في حال انتقال السلاح الكيميائي، سواء إلى «حزب الله» أو إلى جهات إرهابية دولية.

وقال غانتس إن احتمال العمل الهجومي في حال انتقال سلاح كيميائي يمكن أيضاً أن يجر إسرائيل إلى «معركة واسعة»، إذا ما عمل الجيش الإسرائيلي بشكل واسع وهاجم أهدافاً متعددة. وأضاف «إذا أردت العمل بشكل مركز جداً، فهناك احتمال أن يتعذر علينا العثور على النقطة (شحنات السلاح الكيميائي)، وإذا عملت بشكل واسع فقد تجد نفسك بأسرع مما تعتقد في حرب أوسع مما خططت لها. ينبغي الأخذ بالحسبان أيضاً ما سوف يبقى بعد أن نعمل وإلى أي أياد سيصل، وأنا أقترح أن أعرض في الهيئة المناسبة تفصيلات حول ما نجيد فعله بشكل ملموس أكثر».

وعرض غانتس لنشاطات الجيش السوري في بؤر القتال، مشيراً إلى تركيزه على دمشق وحلب، وأنه يتلقى دعماً «غير قليل» من الإيرانيين و«حزب الله». وقال إن هذا الدعم يشمل تقديم استشارات ووسائل قتالية ورجال. واعتبر غانتس أن تصفية القيادات الأمنية في دمشق في الأسبوع الماضي وجهت ضربة للأسد. «فالأمر يتعلق بالناس الأقرب إليه. وهم أناس صلتهم بالأسد حميمة واستراتيجية».

وقال غانتس في إشارة إلى تساقط قذائف هاون في المنطقة العازلة في الجولان، إن «هذا الاحتكاك يقترب وقد تقع فيه أحداث. ونحن نراقب الأمر عن كثب». وقال إن لبنان يتأثر بالتوترات القائمة في سوريا.

وأشار غانتس إلى ظاهرة الفرار من الجيش السوري، فقال إنها لا تغذي فقط قوى المعارضة لكنها أيضا تضعف وحدات الجيش السوري، سواء بعدد القادة أو بأداء الجنود. وقال إن «سيطرة حكم الأسد وسلطته تقتربان من النهاية» وإن «التحدي لدى الأسد هو أساسا في المنطقة الشرقية لسوريا. ومنذ بدء الأحداث فر حوالي 17 ألف عسكري. والمعارضة السورية تشمل عددا كبيرا من الجهات غير الموحدة».

وأبدى تقديره بأن هذا الوضع «سيتفاقم مع مرور الوقت». وعبر أمام اللجنة عن تقديرات قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بأن المرحلة التالية في سوريا بعد استمرار العنف داخل دمشق، تتمثل في تفكك وحدات عسكرية كبيرة، وصولا إلى الانهيار التدريجي للنظام. ويذكر أن الجيش الإسرائيلي لاحظ حتى الآن فرار أفراد أو فصائل وسرايا وليس وحدات عسكرية أكبر.

وتناول غانتس عملية بورغاس وأبلغ لجنة الخارجية والأمن أن الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية سيجدان السبيل «للرد بشكل رادع على هذه العملية. هذا الرد لا ينبغي أن يتم في مسار منفصل وإنما كجزء من كل نشاطنا. فإسرائيل ستعرف كيف تفعل ذلك بشكل موزون وأن الرد سيأتي في نهاية المطاف».

وأضاف غانتس أن إسرائيل أحبطت 15 محاولة لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في ما وراء البحار، وأن تقديرات الجيش تشير إلى «حزب الله»، بدعم إيراني، خلف عملية بورغاس.

وأشار غانتس أيضاً إلى قضايا أخرى مثل الواقع القائم في مصر. وأوضح أن قيادة الجبهة الجنوبية تلحظ محاولات لتخريب السياج الأمني بسبب آثاره الاقتصادية على عمليات التهريب. وإلى جانب ذلك تتواصل محاولات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، لأغراض «تخريبية» أو لتهريب المخدرات أو المهاجرين غير الشرعيين. وكشف النقاب عن أن رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي الجنرال نمرود شيفر زار مصر مرات عدة مؤخراً. وأكد استمرار العلاقة العسكرية مع مصر على مستويات مختلفة «ابتداء بالمراتب العليا وصولا إلى المراتب الميدانية».

  • فريق ماسة
  • 2012-07-24
  • 10933
  • من الأرشيف

غانتس يكبح جماح التهديدات الإسرائيلية لسورية: ضـرب مخازن «الكيميائي» سـيفجّر معـركة واسعة

سكب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس ماء بارداً يوم أمس على الرؤوس الساخنة في رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع والتي أطلقت في الأيام الأخيرة تهديدات بضرب مخازن الأسلحة غير التقليدية في سوريا. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك قد حذّرا من أن إسرائيل لن تحتمل انتقال أسلحة غير تقليدية أو أسلحة استراتيجية إلى أيادٍ غير مضمونة في لبنان أو سواها وأنها ستعمد إلى منع ذلك بالقوة. وأبلغ غانتس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنه ليس مؤكداً أن يبقى استخدام القوة محصوراً وقد يقود إلى «معركة واسعة». وأكثر القادة العسكريون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة من الحديث عن أن الجبهة الداخلية ستغدو جبهة المواجهة الرئيسية في أي حرب مقبلة وأن منطقة تل أبيب ليست جاهزة على هذا الصعيد. وأشار غانتس إلى القتال الدائر في سوريا، خصوصاً إلى تشديد القوات السورية إجراءاتها لحماية مخازن السلاح الكيميائي هناك. وقال «حسب علمي، في هذه اللحظة هناك سيطرة تامة على هذه المنظومات... وهي لم تنتقل بعد إلى أيادٍ سلبية، ولكن هذا لا يعني أن ذلك لن يحصل أبداً. فمن الجائز أن يتغير هذا الوضع وفي النهاية تنشأ هنا معضلة». وجاءت أقوال غانتس هذه بعد وقت قصير من تصريح مسؤول إسرائيلي بأن الرئيس السوري بشار الأسد اتخذ التدابير لحماية الأسلحة الكيميائية في جيشه. وقال هذا المسؤول إنه «على الرغم من الضغط الذي يتعرض له الأسد، فإنه يتصرف بالسلاح الكيميائي بشكل مسؤول». وأضاف إن «قسماً من السلاح هذا تمّ إبعاده عن مناطق القتال، أو إلى مناطق أشد حماية». وقال غانتس إن «احتمالات الحرب التقليدية والإقليمية تتراجع، ولكن الهزة في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار يمكنهما أن يقودا نحو تدهور غير مسيطر عليه ولا أحد يريده ولا أحد يبادر إليه». وبيّن في كلامه احتمالات العمل في حال انتقال السلاح الكيميائي، سواء إلى «حزب الله» أو إلى جهات إرهابية دولية. وقال غانتس إن احتمال العمل الهجومي في حال انتقال سلاح كيميائي يمكن أيضاً أن يجر إسرائيل إلى «معركة واسعة»، إذا ما عمل الجيش الإسرائيلي بشكل واسع وهاجم أهدافاً متعددة. وأضاف «إذا أردت العمل بشكل مركز جداً، فهناك احتمال أن يتعذر علينا العثور على النقطة (شحنات السلاح الكيميائي)، وإذا عملت بشكل واسع فقد تجد نفسك بأسرع مما تعتقد في حرب أوسع مما خططت لها. ينبغي الأخذ بالحسبان أيضاً ما سوف يبقى بعد أن نعمل وإلى أي أياد سيصل، وأنا أقترح أن أعرض في الهيئة المناسبة تفصيلات حول ما نجيد فعله بشكل ملموس أكثر». وعرض غانتس لنشاطات الجيش السوري في بؤر القتال، مشيراً إلى تركيزه على دمشق وحلب، وأنه يتلقى دعماً «غير قليل» من الإيرانيين و«حزب الله». وقال إن هذا الدعم يشمل تقديم استشارات ووسائل قتالية ورجال. واعتبر غانتس أن تصفية القيادات الأمنية في دمشق في الأسبوع الماضي وجهت ضربة للأسد. «فالأمر يتعلق بالناس الأقرب إليه. وهم أناس صلتهم بالأسد حميمة واستراتيجية». وقال غانتس في إشارة إلى تساقط قذائف هاون في المنطقة العازلة في الجولان، إن «هذا الاحتكاك يقترب وقد تقع فيه أحداث. ونحن نراقب الأمر عن كثب». وقال إن لبنان يتأثر بالتوترات القائمة في سوريا. وأشار غانتس إلى ظاهرة الفرار من الجيش السوري، فقال إنها لا تغذي فقط قوى المعارضة لكنها أيضا تضعف وحدات الجيش السوري، سواء بعدد القادة أو بأداء الجنود. وقال إن «سيطرة حكم الأسد وسلطته تقتربان من النهاية» وإن «التحدي لدى الأسد هو أساسا في المنطقة الشرقية لسوريا. ومنذ بدء الأحداث فر حوالي 17 ألف عسكري. والمعارضة السورية تشمل عددا كبيرا من الجهات غير الموحدة». وأبدى تقديره بأن هذا الوضع «سيتفاقم مع مرور الوقت». وعبر أمام اللجنة عن تقديرات قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بأن المرحلة التالية في سوريا بعد استمرار العنف داخل دمشق، تتمثل في تفكك وحدات عسكرية كبيرة، وصولا إلى الانهيار التدريجي للنظام. ويذكر أن الجيش الإسرائيلي لاحظ حتى الآن فرار أفراد أو فصائل وسرايا وليس وحدات عسكرية أكبر. وتناول غانتس عملية بورغاس وأبلغ لجنة الخارجية والأمن أن الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية سيجدان السبيل «للرد بشكل رادع على هذه العملية. هذا الرد لا ينبغي أن يتم في مسار منفصل وإنما كجزء من كل نشاطنا. فإسرائيل ستعرف كيف تفعل ذلك بشكل موزون وأن الرد سيأتي في نهاية المطاف». وأضاف غانتس أن إسرائيل أحبطت 15 محاولة لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في ما وراء البحار، وأن تقديرات الجيش تشير إلى «حزب الله»، بدعم إيراني، خلف عملية بورغاس. وأشار غانتس أيضاً إلى قضايا أخرى مثل الواقع القائم في مصر. وأوضح أن قيادة الجبهة الجنوبية تلحظ محاولات لتخريب السياج الأمني بسبب آثاره الاقتصادية على عمليات التهريب. وإلى جانب ذلك تتواصل محاولات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، لأغراض «تخريبية» أو لتهريب المخدرات أو المهاجرين غير الشرعيين. وكشف النقاب عن أن رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي الجنرال نمرود شيفر زار مصر مرات عدة مؤخراً. وأكد استمرار العلاقة العسكرية مع مصر على مستويات مختلفة «ابتداء بالمراتب العليا وصولا إلى المراتب الميدانية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة