قال سفيان العلاو، وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا، إن أهم العقود التي تم توقيعها بين روسيا وسوريا مؤخراً هو العقد مع شركة «ستروي ترانس غاز» الروسية الذي يتضمن تنفيذ جزء من خط الغاز العربي ضمن الأراضي السورية بطول 320 كيلومتراً، ويمتد من الحدود السورية – الأردنية حتى منطقة الريان في حمص وبتكلفة 160 مليون دولار

وأشار العلاو إلى أن هذا المشروع تم تنفيذه بشكل جيد، وقد دخل هذا الخط في الخدمة، ويتم عبره استيراد الغاز من مصر إلى سوريا ولبنان، مؤكداً وجود مشروع آخر بين البلدين لمعالجة الغاز في جنوب المنطقة الوسطى بطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب في اليوم وبتكلفة 350 مليون دولار، مشدداً على أن هذا المشروع قد دخل العمل في منذ 18 نوفمبر من العام الماضي، وهو يعمل بكفاءة عالية حيث شهد منذ تاريخ بدء العمل حتى الآن إنتاج نحو مليارين و200 مليون متر مكعب من الغاز النظيف، و247 ألف برميل من المتكثفات، و6700 طن من الغاز المنزلي

وبين العلاو أن هناك مشروع معمل لمعالجة الغاز شمال المنطقة الوسطى، قيد التنفيذ، وبطاقة إنتاجية 4 ملايين متر مكعب من الغاز، وبتكلفة 175 مليون يورو، داعياً الشركة الروسية إلى تدارك التأخير الحاصل في تنفيذ هذا المشروع، والعمل على إنجازه في المواعيد المتفق عليها

ولفت إلى وجود تعاون مع عدد من الشركات الروسية لتوريد معدات وتجهيزات نفطية مختلفة، كاشفاً عن أن شركة «أورال ماش» تخطط لإقامة معمل لتصنيع الحفارات النفطية في المدينة الصناعية بحسياء، وشدد على التشجيع الذي تلقاه الشركات الروسية للمشاركة في العروض المعلنة للتنقيب والاستكشاف عن النفط في مناطق جديدة، إضافة إلى المشاركة في تطوير الحقول القديمة

نقل الغاز الروسي إلى البلدان العربية

وكشف الوزير السوري عن إجراء بحث أول بين البلدين لإمكانية التعاون في نقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى سوريا والبلدان العربية المجاورة، أملاً أن تبادر الشركات الروسية باختصاصاتها المختلفة إلى المشاركة في المشاريع كافة المعلن عنها في سوريا في مجال النفط والغاز واستثمار الثروات المعدنية حيث تتوافر أفاق واسعة للتعاون في هذه المجالات

وأكد أن العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة تعود إلى فترة الستينات من القرن الماضي، حيث كان الاتحاد السوفييتي أول من باشر بالقيام بالدراسات والاستكشاف والتنقيب في حقول شمال شرق سوريا، واستمر التعاون مع روسية، وريثة الاتحاد السوفييتي في مجالات عدة تتعلق بالنفط والغاز، موضحاً أن هناك عدداً من الخبراء الروس أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجموعة العاملة في حقول النفط في «رميلان» في شمال شرقي سوريا

وأشار إلى مشاركة بعض الشركات الروسية في السنوات الأخيرة بأعمال التنقيب والاستكشاف عن النفط، وقد حصلت شركة «تات نفط» على عقد للاستكشاف والتنقيب في منطقة البوكمال على الحدود السورية- العراقية، البلوك رقم 27، وقد حققت نتائج معقولة، حيث بدأت بإنتاج النفط، وإن كان بكميات محدودة، منوهاً بأنه تم إحداث الشركة المشتركة، «البوكمال للنفط»، وإلى قيام شركة «سيوز» للنفط أيضاً بأعمال التنقيب والاستكشاف في البلوك رقم 12، إلا أنها لم تحقق النتائج، وقد توقفت عن العمل

محطات توليد الكهرباء

ويرى المحللون الاقتصاديون أن عدد الخبراء الروس قد تقلص في سوريا مقارنة بالحقبة السوفياتية، ويقدرون عدد الخبراء العاملين في مجال الطاقة والنفط بنحو 140 خبيراً، مؤكدين أن شركات روسية تقدم مساعدة تقنية في أكثر من 20 منشأة في ميدان الطاقة والنفط والري والثروة المائية

وأكد الدكتور محمد حميد، الخبير في العلاقات السورية – الروسية على الكثير من الاتفاقات الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الطاقة والتي أسفرت عن بناء مجمع سد الفرات لتوليد الطاقة الكهربائية، ومحطة «تشرين» لتوليد الطاقة الكهربائية التي أنتجت منذ بدء العمل بها أكثر من 43.5 مليار كيلو واط من الكهرباء علاوة على المساهمة في إنجاز آلاف الكيلومترات من خطوط نقل الكهرباء

ومن جهتها، لا تخفي روسيا اهتمامها بتطوير العلاقات مع سوريا خصوصاً في مجال الطاقة، حيث أوضح وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو أن الشركات الروسية تمتلك خبرة كبيرة جداً في تنفيذ مشروعات طاقة لا نظير لها عالمياً، وأن هذه الخبرة قد تم الاستفادة منها في العلاقات مع سوريا، مبيناً أنه قد تم استغلالها في خط أنابيب الغاز من الحدود الأردنية إلى حمص بطول 320 كم، وهو مشروع فازت شركة «ستروي ترانس غاز» بمناقصته الدولية العام 2005، مشيراً إلى إجراء أعمال إضافية لوصل حقل أبو رباح بهذا الخط، وتصل القدرة الإنتاجية لهذا الخط في الوقت الحاضر إلى 2.5 مليون متر مكعب من الغاز يوميا

وتوقع الوزير الروسي أن تصبح شركة «ستروي ترانس غاز» واحدة من المرشحين الرئيسيين لتنفيذ مشروعات بناء خط النفط «زنوبيا» على الأراضي السورية، وبناء خط الغاز المركزي الأساسي، وبناء خط أنابيب جر المياه من نهر الفرات إلى مدينة حسياء الصناعية، ومشروع إعادة تأهيل خط النفط كركوك - بانياس. وأكد أن الشركات الروسية أثبتت وجودها الإيجابي في السوق السورية، حيث أظهرت مستوى عالياً ثابتاً في كفاءة معداتها وتنفيذا مهنيا رفيع المستوى لأعقد الأعمال الهندسية التقنية في المشروعات التي سلمتها، وتحديداً في مجال الوقود والطاقة على مدى سنوات عديدة

وحول التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية قال شماتكو، إن روسيا تحتل في الوقت الحاضر موقعا متقدما في مجال الطاقة النووية، بما في ذلك تشييد محطات نووية في العديد من دول العالم، بمفاعلات الماء المضغوط الأكثر أمانا، في العام 2007 أنهينا تشييد محطة (تيان فان) الكهروذرية في الصين، والتي تعتبر اليوم مشروعاً عصرياً مرجعياً للمحطات النووية من الجيل الجديد، وأضاف «إن خبرتنا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ربما تكون مطلوبة لبلدكم أيضاً

المتابعون لتطور العلاقات بين البلدين يجدون أن التعاون في مجال الطاقة هو واحد من مجالات التعاون بينهما، إذ تتضمن الاتفاقات الموقعة بين الطرفين قطاعات أخرى مثل السياحة،‏ والتجارة والري واستصلاح الأراضي والصناعة النفطية والغازية والمواصلات، وإنتاج إطارات السيارات والسكك الحديدية وإنتاج الأسمدة وصناعة المعادن وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها، ويورد هؤلاء توقعات المسؤولين في البلدين على وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى ملياري دولار بعد أن كان 166 مليون دولار في العام2000
  • فريق ماسة
  • 2010-05-28
  • 10829
  • من الأرشيف

مشاريع الطاقة السورية محط أنظار روسيا

قال سفيان العلاو، وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا، إن أهم العقود التي تم توقيعها بين روسيا وسوريا مؤخراً هو العقد مع شركة «ستروي ترانس غاز» الروسية الذي يتضمن تنفيذ جزء من خط الغاز العربي ضمن الأراضي السورية بطول 320 كيلومتراً، ويمتد من الحدود السورية – الأردنية حتى منطقة الريان في حمص وبتكلفة 160 مليون دولار وأشار العلاو إلى أن هذا المشروع تم تنفيذه بشكل جيد، وقد دخل هذا الخط في الخدمة، ويتم عبره استيراد الغاز من مصر إلى سوريا ولبنان، مؤكداً وجود مشروع آخر بين البلدين لمعالجة الغاز في جنوب المنطقة الوسطى بطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب في اليوم وبتكلفة 350 مليون دولار، مشدداً على أن هذا المشروع قد دخل العمل في منذ 18 نوفمبر من العام الماضي، وهو يعمل بكفاءة عالية حيث شهد منذ تاريخ بدء العمل حتى الآن إنتاج نحو مليارين و200 مليون متر مكعب من الغاز النظيف، و247 ألف برميل من المتكثفات، و6700 طن من الغاز المنزلي وبين العلاو أن هناك مشروع معمل لمعالجة الغاز شمال المنطقة الوسطى، قيد التنفيذ، وبطاقة إنتاجية 4 ملايين متر مكعب من الغاز، وبتكلفة 175 مليون يورو، داعياً الشركة الروسية إلى تدارك التأخير الحاصل في تنفيذ هذا المشروع، والعمل على إنجازه في المواعيد المتفق عليها ولفت إلى وجود تعاون مع عدد من الشركات الروسية لتوريد معدات وتجهيزات نفطية مختلفة، كاشفاً عن أن شركة «أورال ماش» تخطط لإقامة معمل لتصنيع الحفارات النفطية في المدينة الصناعية بحسياء، وشدد على التشجيع الذي تلقاه الشركات الروسية للمشاركة في العروض المعلنة للتنقيب والاستكشاف عن النفط في مناطق جديدة، إضافة إلى المشاركة في تطوير الحقول القديمة نقل الغاز الروسي إلى البلدان العربية وكشف الوزير السوري عن إجراء بحث أول بين البلدين لإمكانية التعاون في نقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى سوريا والبلدان العربية المجاورة، أملاً أن تبادر الشركات الروسية باختصاصاتها المختلفة إلى المشاركة في المشاريع كافة المعلن عنها في سوريا في مجال النفط والغاز واستثمار الثروات المعدنية حيث تتوافر أفاق واسعة للتعاون في هذه المجالات وأكد أن العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة تعود إلى فترة الستينات من القرن الماضي، حيث كان الاتحاد السوفييتي أول من باشر بالقيام بالدراسات والاستكشاف والتنقيب في حقول شمال شرق سوريا، واستمر التعاون مع روسية، وريثة الاتحاد السوفييتي في مجالات عدة تتعلق بالنفط والغاز، موضحاً أن هناك عدداً من الخبراء الروس أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجموعة العاملة في حقول النفط في «رميلان» في شمال شرقي سوريا وأشار إلى مشاركة بعض الشركات الروسية في السنوات الأخيرة بأعمال التنقيب والاستكشاف عن النفط، وقد حصلت شركة «تات نفط» على عقد للاستكشاف والتنقيب في منطقة البوكمال على الحدود السورية- العراقية، البلوك رقم 27، وقد حققت نتائج معقولة، حيث بدأت بإنتاج النفط، وإن كان بكميات محدودة، منوهاً بأنه تم إحداث الشركة المشتركة، «البوكمال للنفط»، وإلى قيام شركة «سيوز» للنفط أيضاً بأعمال التنقيب والاستكشاف في البلوك رقم 12، إلا أنها لم تحقق النتائج، وقد توقفت عن العمل محطات توليد الكهرباء ويرى المحللون الاقتصاديون أن عدد الخبراء الروس قد تقلص في سوريا مقارنة بالحقبة السوفياتية، ويقدرون عدد الخبراء العاملين في مجال الطاقة والنفط بنحو 140 خبيراً، مؤكدين أن شركات روسية تقدم مساعدة تقنية في أكثر من 20 منشأة في ميدان الطاقة والنفط والري والثروة المائية وأكد الدكتور محمد حميد، الخبير في العلاقات السورية – الروسية على الكثير من الاتفاقات الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الطاقة والتي أسفرت عن بناء مجمع سد الفرات لتوليد الطاقة الكهربائية، ومحطة «تشرين» لتوليد الطاقة الكهربائية التي أنتجت منذ بدء العمل بها أكثر من 43.5 مليار كيلو واط من الكهرباء علاوة على المساهمة في إنجاز آلاف الكيلومترات من خطوط نقل الكهرباء ومن جهتها، لا تخفي روسيا اهتمامها بتطوير العلاقات مع سوريا خصوصاً في مجال الطاقة، حيث أوضح وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو أن الشركات الروسية تمتلك خبرة كبيرة جداً في تنفيذ مشروعات طاقة لا نظير لها عالمياً، وأن هذه الخبرة قد تم الاستفادة منها في العلاقات مع سوريا، مبيناً أنه قد تم استغلالها في خط أنابيب الغاز من الحدود الأردنية إلى حمص بطول 320 كم، وهو مشروع فازت شركة «ستروي ترانس غاز» بمناقصته الدولية العام 2005، مشيراً إلى إجراء أعمال إضافية لوصل حقل أبو رباح بهذا الخط، وتصل القدرة الإنتاجية لهذا الخط في الوقت الحاضر إلى 2.5 مليون متر مكعب من الغاز يوميا وتوقع الوزير الروسي أن تصبح شركة «ستروي ترانس غاز» واحدة من المرشحين الرئيسيين لتنفيذ مشروعات بناء خط النفط «زنوبيا» على الأراضي السورية، وبناء خط الغاز المركزي الأساسي، وبناء خط أنابيب جر المياه من نهر الفرات إلى مدينة حسياء الصناعية، ومشروع إعادة تأهيل خط النفط كركوك - بانياس. وأكد أن الشركات الروسية أثبتت وجودها الإيجابي في السوق السورية، حيث أظهرت مستوى عالياً ثابتاً في كفاءة معداتها وتنفيذا مهنيا رفيع المستوى لأعقد الأعمال الهندسية التقنية في المشروعات التي سلمتها، وتحديداً في مجال الوقود والطاقة على مدى سنوات عديدة وحول التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية قال شماتكو، إن روسيا تحتل في الوقت الحاضر موقعا متقدما في مجال الطاقة النووية، بما في ذلك تشييد محطات نووية في العديد من دول العالم، بمفاعلات الماء المضغوط الأكثر أمانا، في العام 2007 أنهينا تشييد محطة (تيان فان) الكهروذرية في الصين، والتي تعتبر اليوم مشروعاً عصرياً مرجعياً للمحطات النووية من الجيل الجديد، وأضاف «إن خبرتنا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ربما تكون مطلوبة لبلدكم أيضاً المتابعون لتطور العلاقات بين البلدين يجدون أن التعاون في مجال الطاقة هو واحد من مجالات التعاون بينهما، إذ تتضمن الاتفاقات الموقعة بين الطرفين قطاعات أخرى مثل السياحة،‏ والتجارة والري واستصلاح الأراضي والصناعة النفطية والغازية والمواصلات، وإنتاج إطارات السيارات والسكك الحديدية وإنتاج الأسمدة وصناعة المعادن وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها، ويورد هؤلاء توقعات المسؤولين في البلدين على وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى ملياري دولار بعد أن كان 166 مليون دولار في العام2000


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة