حقق العرض المسرحي الممثل حضورا كبيرا وإعجابا واسعا خلال عرضه في قصر الأمم المتحدة في سويسرا أوائل الشهر الحالي حيث استطاع العمل الذي قدمته فرقة المسرح القومي في اللاذقية تلبية لدعوة نادي الكتاب العربي في جنيف أن يقدم صورة لائقة للمسرح السوري من خلال مشهدية مسرحية عكست في مفرداتها الفنية عمقا إبداعيا ثريا على مستوى النص والأداء والإخراج

ويتناول العرض الذي أعده وأخرجه لؤي شانا وشارك في تمثيله سهيل حداد ومجد أحمد وعبد الناصر مرقبي شخصية الممثل عموما بأبعادها الإنسانية العميقة بعيدا عن الخشبة والتي غالبا ما تكون غير مرئية بالنسبة للمتفرج الذي يستمتع بأداء الفنان في عروضه الفنية دون ملامسة ما يتفاعل حقيقة في داخله من هموم وهواجس حياتية بعد إسدال الستارة

كما يسلط العمل المأخوذ عن قصة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف الضوء على النظرة الاجتماعية القاصرة التي أحاطت بشخصية الممثل عبر التاريخ في احتفاء واسع بكل فنان انخرط إبداعيا في صياغة هذا الفن الشاق عبر مسيرته الطويلة من خلال نص مسرحي جاء على شكل توليفة درامية انتقت أفكارها العريضة من العديد من الأدبيات العالمية

وعبر مخرج العمل شانا في حديث لسانا عقب عودة الوفد من جنيف عن سعادته البالغة بهذه الاستضافة التي أتت استجابة لدعوة سابقة من قبل القائمين على قصر الأمم المتحدة في سويسرا بعد مشاهدته على قرص مدمج تم إرساله إليهم من إدارة المسرح القومي في اللاذقية مؤكدا أن العمل يمثل أول عرض مسرحي يتم عرضه على هذه الخشبة العالمية كمنبر عالمي عرف عنه تبنيه لقيم المحبة والسلام والفنون الأصيلة

وأضاف ان جمهورا متنوعا حضر العرض وضم بين صفوفه متفرجين من مختلف الجاليات العربية اضافة إلى حشد من الأوروبيين والدبلوماسيين السوريين والعرب والأجانب وعدد من وسائل الإعلام واستطاع العرض ان يوصل مقولته إلى الحاضرين رغم اختلاف اللغة بالنسبة للعديدين منهم والذين تفاعلوا معه بشكل كبير الأمر الذي تجلى في التصفيق الحاد لدى انتهاء العرض والذي تطلب خروج الممثلين ثلاث مرات متتالية من الكواليس لتحية الجمهور

وتحدث شانا عما تحفزه هذه التجربة لدى كل فنان من طاقات إبداعية كامنة خاصة بعد أن غدا جزءا من ذاكرة المكان وإرثه الثقافي مشيرا الى ان كلمته الافتتاحية قبل العرض أكدت الرسالة الحضارية لسورية التي انطوت منذ آلاف السنين على قيم المحبة والسلام كما جاءت في الأسطورة الأوغاريتية القائلة اسكب سلاما في جوف الأرض..ازرع محبة في قلب الحقول.. سلاما لبني البشر

بدوره أوضح الممثل مجد أحمد ان العرض جاء على مستوى عال من النضج الفني رغم عرضه سابقا عدة مرات على أكثر من خشبة عازيا الأمر لأسباب أهمها خصوصية المكان والمناسبة وهو ما فرض على كل من أفراد الطاقم المسرحي مسؤولية كبيرة في إبراز جانب مهم من الإرث الفني المحلي عامة بصورة تليق والعمق الحضاري العريق لسورية مضيفا ان الأمر كان أشبه بمهمة وطنية تستلزم بذل قصارى الجهد من كل أعضاء الوفد

وكانت الرؤية الإخراجية للعمل حسب أحمد اسهمت إلى حد بعيد في صياغة النجاح الكبير له حيث تم الاعتماد بشكل أساسي على أداء الممثلين البارع والموءثر ضمن سينوغرافيا بصرية اعتمدت البساطة فيما يتصل بديكور الخشبة والإضاءة على وجه التحديد اللذين وظفا في النسق الدرامي للعمل بما يخدم شخصيته الأساسية ويرفع من جرعة التركيز عليها

ولفت الى ان الحوار الفكري الذي أعقب العرض استطاع أن يمنحه آفاقا أكثر اتساعا حيث عبر الحاضرون عن دهشتهم بالمستوى الفني للعمل الذي رأوا أنه يأتي انعكاسا للتجربة السورية المهمة في الحقل المسرحي تحديدا ما يستوجب معه السعي المستمر لتصدير النتاج الإبداعي المتطور إلى الخارج لتعريف العالم بالمشهد الثقافي السوري بصورة أكثر وضوحا

من جانبها أشارت غادة إسماعيل مساعدة المخرج إلى ان زيارة الوفد تضمنت برنامجا سياحيا ثقافيا على هامش العرض نظمها النادي اضافة الى جولة على أبرز المعالم الأثرية والثقافية في عدد من المدن السويسرية حيث رافق الوفد مجموعة من أعضاء النادي الذين قدموا شروحات تفصيلية لتاريخ كل من المواقع الاثرية والثقافية التي تمت زيارتها

واوضحت ندى جيلان نائبة رئيس النادي المضيف خلال كلمة لها تلت العرض إلى الرسالة الفنية المهمة التي تم تقديمها من خلال العمل مؤكدة أن القيم الإنسانية في العمل تعكس عمق التفاعل الفني للمبدع السوري مع القضايا الإنسانية العامة وقدرته على التواصل الثقافي مع النتاج الأدبي العالمي على نحو يترجم سعة معرفته وتقديره لفنون الآخر وثقافته

كما عبرت عن الإعجاب الشديد بالمستوى الفني اللائق الذي قدمته المشاركة السورية من خلال هذه الاستضافة في السفر الثقافي الذي يوءطر نشاطات قصر الأمم المتحدة وهو مستوى يستحق أن يمثل سورية في المحافل الثقافية العالمية على الدوام ليترك بصمته المضيئة في الساحة العالمية
  • فريق ماسة
  • 2010-05-28
  • 10846
  • من الأرشيف

الممثل...عرض مسرحي لقومي اللاذقية أبهر الجمهور الأوروبي والجالية العربية في جنيف

حقق العرض المسرحي الممثل حضورا كبيرا وإعجابا واسعا خلال عرضه في قصر الأمم المتحدة في سويسرا أوائل الشهر الحالي حيث استطاع العمل الذي قدمته فرقة المسرح القومي في اللاذقية تلبية لدعوة نادي الكتاب العربي في جنيف أن يقدم صورة لائقة للمسرح السوري من خلال مشهدية مسرحية عكست في مفرداتها الفنية عمقا إبداعيا ثريا على مستوى النص والأداء والإخراج ويتناول العرض الذي أعده وأخرجه لؤي شانا وشارك في تمثيله سهيل حداد ومجد أحمد وعبد الناصر مرقبي شخصية الممثل عموما بأبعادها الإنسانية العميقة بعيدا عن الخشبة والتي غالبا ما تكون غير مرئية بالنسبة للمتفرج الذي يستمتع بأداء الفنان في عروضه الفنية دون ملامسة ما يتفاعل حقيقة في داخله من هموم وهواجس حياتية بعد إسدال الستارة كما يسلط العمل المأخوذ عن قصة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف الضوء على النظرة الاجتماعية القاصرة التي أحاطت بشخصية الممثل عبر التاريخ في احتفاء واسع بكل فنان انخرط إبداعيا في صياغة هذا الفن الشاق عبر مسيرته الطويلة من خلال نص مسرحي جاء على شكل توليفة درامية انتقت أفكارها العريضة من العديد من الأدبيات العالمية وعبر مخرج العمل شانا في حديث لسانا عقب عودة الوفد من جنيف عن سعادته البالغة بهذه الاستضافة التي أتت استجابة لدعوة سابقة من قبل القائمين على قصر الأمم المتحدة في سويسرا بعد مشاهدته على قرص مدمج تم إرساله إليهم من إدارة المسرح القومي في اللاذقية مؤكدا أن العمل يمثل أول عرض مسرحي يتم عرضه على هذه الخشبة العالمية كمنبر عالمي عرف عنه تبنيه لقيم المحبة والسلام والفنون الأصيلة وأضاف ان جمهورا متنوعا حضر العرض وضم بين صفوفه متفرجين من مختلف الجاليات العربية اضافة إلى حشد من الأوروبيين والدبلوماسيين السوريين والعرب والأجانب وعدد من وسائل الإعلام واستطاع العرض ان يوصل مقولته إلى الحاضرين رغم اختلاف اللغة بالنسبة للعديدين منهم والذين تفاعلوا معه بشكل كبير الأمر الذي تجلى في التصفيق الحاد لدى انتهاء العرض والذي تطلب خروج الممثلين ثلاث مرات متتالية من الكواليس لتحية الجمهور وتحدث شانا عما تحفزه هذه التجربة لدى كل فنان من طاقات إبداعية كامنة خاصة بعد أن غدا جزءا من ذاكرة المكان وإرثه الثقافي مشيرا الى ان كلمته الافتتاحية قبل العرض أكدت الرسالة الحضارية لسورية التي انطوت منذ آلاف السنين على قيم المحبة والسلام كما جاءت في الأسطورة الأوغاريتية القائلة اسكب سلاما في جوف الأرض..ازرع محبة في قلب الحقول.. سلاما لبني البشر بدوره أوضح الممثل مجد أحمد ان العرض جاء على مستوى عال من النضج الفني رغم عرضه سابقا عدة مرات على أكثر من خشبة عازيا الأمر لأسباب أهمها خصوصية المكان والمناسبة وهو ما فرض على كل من أفراد الطاقم المسرحي مسؤولية كبيرة في إبراز جانب مهم من الإرث الفني المحلي عامة بصورة تليق والعمق الحضاري العريق لسورية مضيفا ان الأمر كان أشبه بمهمة وطنية تستلزم بذل قصارى الجهد من كل أعضاء الوفد وكانت الرؤية الإخراجية للعمل حسب أحمد اسهمت إلى حد بعيد في صياغة النجاح الكبير له حيث تم الاعتماد بشكل أساسي على أداء الممثلين البارع والموءثر ضمن سينوغرافيا بصرية اعتمدت البساطة فيما يتصل بديكور الخشبة والإضاءة على وجه التحديد اللذين وظفا في النسق الدرامي للعمل بما يخدم شخصيته الأساسية ويرفع من جرعة التركيز عليها ولفت الى ان الحوار الفكري الذي أعقب العرض استطاع أن يمنحه آفاقا أكثر اتساعا حيث عبر الحاضرون عن دهشتهم بالمستوى الفني للعمل الذي رأوا أنه يأتي انعكاسا للتجربة السورية المهمة في الحقل المسرحي تحديدا ما يستوجب معه السعي المستمر لتصدير النتاج الإبداعي المتطور إلى الخارج لتعريف العالم بالمشهد الثقافي السوري بصورة أكثر وضوحا من جانبها أشارت غادة إسماعيل مساعدة المخرج إلى ان زيارة الوفد تضمنت برنامجا سياحيا ثقافيا على هامش العرض نظمها النادي اضافة الى جولة على أبرز المعالم الأثرية والثقافية في عدد من المدن السويسرية حيث رافق الوفد مجموعة من أعضاء النادي الذين قدموا شروحات تفصيلية لتاريخ كل من المواقع الاثرية والثقافية التي تمت زيارتها واوضحت ندى جيلان نائبة رئيس النادي المضيف خلال كلمة لها تلت العرض إلى الرسالة الفنية المهمة التي تم تقديمها من خلال العمل مؤكدة أن القيم الإنسانية في العمل تعكس عمق التفاعل الفني للمبدع السوري مع القضايا الإنسانية العامة وقدرته على التواصل الثقافي مع النتاج الأدبي العالمي على نحو يترجم سعة معرفته وتقديره لفنون الآخر وثقافته كما عبرت عن الإعجاب الشديد بالمستوى الفني اللائق الذي قدمته المشاركة السورية من خلال هذه الاستضافة في السفر الثقافي الذي يوءطر نشاطات قصر الأمم المتحدة وهو مستوى يستحق أن يمثل سورية في المحافل الثقافية العالمية على الدوام ليترك بصمته المضيئة في الساحة العالمية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة