بلغت الحملة الأميركية لتشديد العقوبات على سورية وايران ، حد التعرض للمصرف البريطاني العملاق «اتش اس بي سي»، الذي وقف مدراؤه امام لجنة تحقيق تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، اتهمتهم بحمل «ثقافة ملوثة»، شملت تعاملات مع ايران ورجل الاعمال السوري رامي مخلوف، وتجار مخدرات مكسيكيين، ومصرف خليجي متهم بتمويل «الإرهاب».

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني أن العقوبات مسؤولة عن 20 في المئة من المشاكل الاقتصادية التي تصيب ايران.

وبعد تحقيق طال عاماً، أصدر مجلس الشيوخ الأميركي تقريراً وصف المصرف بأنه يحمل ثقافة «ملوثة بشكل واسع»، وقال إن المصرف قد عمل بشكل روتيني كممول لزبائن «غير شرعيين» نقلوا أموالا من المكسيك، ايران، وسوريا، فيما توقع محللون ماليون أن تصل الغرامة في حق المصرف البريطاني إلى مليار دولار.

ويأتي التقرير في وقت عصيب للقطاع المصرفي الذي يترنح بسبب تحقيق تجريه بلدان عديدة بشأن التلاعب في أسعار الفائدة العالمية. وفي الشهر الماضي وافق مصرف «باركليز» البريطاني على دفع غرامة قدرها 453 مليون دولار لتسوية تحقيق أميركي بريطاني بشأن التلاعب بسعر الفائدة القياسي بين البنوك في لندن» ليبور».

وافتتح السيناتور الاميركي كارل ليفين جلسة الاستماع لمدراء «اتش اس بي سي»، بتقرير مفصل عن التهديد الذي تشكله ممارسات المصرف لأسواق المال العالمية.

وذكر التقرير تعامل المصرف مع رجل الاعمال السوري رامي مخلوف، بالرغم من تحذيرات من إدارة المراقبة في جزر الكايمان، حول شرعية التعامل الاستثماري.

وأشار التقرير إلى انتقال 7 مليارات دولار نقداً من الفرع المكسيكي للمصرف إلى فرعه الأميركي، فيما حذرت السلطات الأميركية والمكسيكية المصرف من أنه مرتبط بتجارة المخدرات المزدهرة جدا في المكسيك.

كما تفحص التقرير تعاملات المصرف مع «بنك الراجحي» السعودي، الذي وصفه التقرير بأنه مرتبط بتمويل «الإرهاب»، فيما أشارت عملية تدقيق خارجية قامت بها شركة «دولوات» إلى أن 25 ألف عملية مالية بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 20 مليار دولار، ارتبطت بايران، فيما مرّ 90 في المئة منها دون إشارة من المصرف إلى هذا الارتباط في ظل العقوبات المفروضة على طهران.

وقدم عدد من المسؤولين التنفيذيين في المصرف، «اعتذاراتهم» امس، على الممارسات العديدة التي وجدها التقرير غير شرعية وتنم عن «ثقافة» المصرف. وأكد المسؤولون أن آلاف الحسابات في جزر الكايمان سيتم إغلاقها قريبا.

وأكد مدير قسم الامتثال التنظيمي في المصرف ديفيد بايغلي أنه ينوي التنحي عن منصبه، كون قسمه مسؤولا عن مراقبة مدى امتثال العمليات المصرفية مع القوانين والنظم السائدة.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-17
  • 7150
  • من الأرشيف

"اتش اس بي سي" يواجه غرامة بمليار دولار: خرق عقوبات أميركية على إيران وسورية

بلغت الحملة الأميركية لتشديد العقوبات على سورية وايران ، حد التعرض للمصرف البريطاني العملاق «اتش اس بي سي»، الذي وقف مدراؤه امام لجنة تحقيق تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، اتهمتهم بحمل «ثقافة ملوثة»، شملت تعاملات مع ايران ورجل الاعمال السوري رامي مخلوف، وتجار مخدرات مكسيكيين، ومصرف خليجي متهم بتمويل «الإرهاب». ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني أن العقوبات مسؤولة عن 20 في المئة من المشاكل الاقتصادية التي تصيب ايران. وبعد تحقيق طال عاماً، أصدر مجلس الشيوخ الأميركي تقريراً وصف المصرف بأنه يحمل ثقافة «ملوثة بشكل واسع»، وقال إن المصرف قد عمل بشكل روتيني كممول لزبائن «غير شرعيين» نقلوا أموالا من المكسيك، ايران، وسوريا، فيما توقع محللون ماليون أن تصل الغرامة في حق المصرف البريطاني إلى مليار دولار. ويأتي التقرير في وقت عصيب للقطاع المصرفي الذي يترنح بسبب تحقيق تجريه بلدان عديدة بشأن التلاعب في أسعار الفائدة العالمية. وفي الشهر الماضي وافق مصرف «باركليز» البريطاني على دفع غرامة قدرها 453 مليون دولار لتسوية تحقيق أميركي بريطاني بشأن التلاعب بسعر الفائدة القياسي بين البنوك في لندن» ليبور». وافتتح السيناتور الاميركي كارل ليفين جلسة الاستماع لمدراء «اتش اس بي سي»، بتقرير مفصل عن التهديد الذي تشكله ممارسات المصرف لأسواق المال العالمية. وذكر التقرير تعامل المصرف مع رجل الاعمال السوري رامي مخلوف، بالرغم من تحذيرات من إدارة المراقبة في جزر الكايمان، حول شرعية التعامل الاستثماري. وأشار التقرير إلى انتقال 7 مليارات دولار نقداً من الفرع المكسيكي للمصرف إلى فرعه الأميركي، فيما حذرت السلطات الأميركية والمكسيكية المصرف من أنه مرتبط بتجارة المخدرات المزدهرة جدا في المكسيك. كما تفحص التقرير تعاملات المصرف مع «بنك الراجحي» السعودي، الذي وصفه التقرير بأنه مرتبط بتمويل «الإرهاب»، فيما أشارت عملية تدقيق خارجية قامت بها شركة «دولوات» إلى أن 25 ألف عملية مالية بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 20 مليار دولار، ارتبطت بايران، فيما مرّ 90 في المئة منها دون إشارة من المصرف إلى هذا الارتباط في ظل العقوبات المفروضة على طهران. وقدم عدد من المسؤولين التنفيذيين في المصرف، «اعتذاراتهم» امس، على الممارسات العديدة التي وجدها التقرير غير شرعية وتنم عن «ثقافة» المصرف. وأكد المسؤولون أن آلاف الحسابات في جزر الكايمان سيتم إغلاقها قريبا. وأكد مدير قسم الامتثال التنظيمي في المصرف ديفيد بايغلي أنه ينوي التنحي عن منصبه، كون قسمه مسؤولا عن مراقبة مدى امتثال العمليات المصرفية مع القوانين والنظم السائدة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة