وجّهت إسرائيل، تهديداً جديداً للبنان، على خلفية «الخطط اللبنانية لجر مياه الحاصباني»، مؤكدة أن مسألة كهذه «من شأنها أن تؤدي إلى إشعال الحرب مع لبنان»، فيما شددت مصادر عسكرية إسرائيلية لمراسل صحيفة «جيروزاليم بوست» على أن «الجيش الإسرائيلي يناقش حالياً الردود الواجب عليه اتخاذها، في حال أقدم لبنان على جر مياه الحاصباني».

ولفتت الصحيفة إلى أن قلق إسرائيل ينبع أساساً من إقدام لبنان على بناء موقع سياحي على الجانب اللبناني من النهر، على مسافة قريبة جداً من مستوطنة المطلة، ونقلت عن ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية أنه يجب مراقبة ما يجري عن كثب، إذ إن الموقع السياحي اللبناني قد يستخدم لجر مياه الحاصباني الذي يؤمن لنهر الأردن 25 في المئة من مياهه، بينما أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية أخرى إلى أن «المخاوف تتراوح بين إمكان جر مياه النهر، وإمكان أن يستخدم الموقع كغطاء لشن هجمات على إسرائيل».

الخشية الإسرائيلية، بحسب الصحيفة، مرتبطة أيضاً بقرب الموقع من نقاط حدودية شهدت في الماضي اشتباكات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وذكّرت مصادر عسكرية إسرائيلية بحادثة حصلت قبل أسبوعين، وكادت أن تسبّب مواجهة بين الجانبين، إذ إن قوة من لواء المظليين كانت تقوم بدورية عند الحدود بالقرب من النهر، شاهدت جنوداً لبنانيين يقفون على بعد عشرين متراً منهم، ويصوّبون أسلحتهم باتجاههم، فاستدعى الجنود الإسرائيليون قوة مساندة، وما إن وصلت إلى المكان، حتى اندفع الجنود اللبنانيون لمغادرة الموقع.

وعلمت «جيروزاليم بوست» أن الجيش الإسرائيلي أبلغ قيادة اليونيفيل مخاوفه، وسيثير الوفد الإسرائيلي المسألة في أحد الاجتماعات المقبلة التي تعقد دورياً بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني واليونيفيل في الناقورة، ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن «المسألة قد تتحول إلى معضلة استراتيجية».

وذكّرت الصحيفة بأن مسألة المياه كادت في عام 2001 تسبب مواجهة عسكرية، في أعقاب قرار لبناني بتركيب مضخة لجر خمسة آلاف متر مكعب من مياه الشفة إلى خمس قرى لبنانية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، آرييل شارون، حذر من أن «جر مياه النهر سينظر إليه كمبرر للحرب».

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية لمراسل موقع «واللا» الإخباري العبري أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة محتملة في الشمال مع حزب الله، لكنها أكدت، في المقابل، أن الجيش يخشى تهديد الترسانة الصاروخية للحزب. وبحسب ضابط في البحرية الإسرائيلية، فإن حزب الله سيعمد في المواجهة المقبلة إلى فرض حصار بحري على إسرائيل بواسطة ما يملكه من صواريخ، الأمر الذي سيترك تبعات خطيرة على الدولة العبرية، مضيفاً أن «التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن حزب الله سيستخدم صواريخ يصل مداها إلى ثلاثين ميلاً، وسيمنع السفن التجارية من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية، وهي خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية واستراتيجية خطيرة جداً».

وقالت مصادر عسكرية للموقع نفسه إن المؤسسة الأمنية قلقة من امتلاك حزب الله وسائل قتالية متطورة وصلت إليه من سوريا، من شأنها أن تكسر التفوق الإسرائيلي. وبحسب المصادر نفسها، فإن حزب الله قادر على توجيه ترسانته الصاروخية إلى خليج حيفا، المليء بالمصانع الكيميائية، وأيضاً باتجاه المنشآت النفطية في عرض البحر.

وفي السياق نفسه، تحدث ضابط إسرائيلي عن ضرورة حماية مواقع التنقيب عن الغاز والنفط في عرض البحر، بعد التهديدات التي أطلقها (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، مشيراً إلى أن البحرية الإسرائيلية بحاجة إلى تحديث سفنها وزوارقها الحربية التي باتت قديمة، ومن ضمنها السفن الحربية من طراز ساعر (5) التي «قضت أكثر من نصف عمرها في عرض البحر، وهناك حدّ لما يمكنها ويمكن معداتها أن تتحمله».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-07-09
  • 12179
  • من الأرشيف

إسرائيل تهدّد: مياه الحاصباني قد تشعل حرباً

وجّهت إسرائيل، تهديداً جديداً للبنان، على خلفية «الخطط اللبنانية لجر مياه الحاصباني»، مؤكدة أن مسألة كهذه «من شأنها أن تؤدي إلى إشعال الحرب مع لبنان»، فيما شددت مصادر عسكرية إسرائيلية لمراسل صحيفة «جيروزاليم بوست» على أن «الجيش الإسرائيلي يناقش حالياً الردود الواجب عليه اتخاذها، في حال أقدم لبنان على جر مياه الحاصباني». ولفتت الصحيفة إلى أن قلق إسرائيل ينبع أساساً من إقدام لبنان على بناء موقع سياحي على الجانب اللبناني من النهر، على مسافة قريبة جداً من مستوطنة المطلة، ونقلت عن ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية أنه يجب مراقبة ما يجري عن كثب، إذ إن الموقع السياحي اللبناني قد يستخدم لجر مياه الحاصباني الذي يؤمن لنهر الأردن 25 في المئة من مياهه، بينما أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية أخرى إلى أن «المخاوف تتراوح بين إمكان جر مياه النهر، وإمكان أن يستخدم الموقع كغطاء لشن هجمات على إسرائيل». الخشية الإسرائيلية، بحسب الصحيفة، مرتبطة أيضاً بقرب الموقع من نقاط حدودية شهدت في الماضي اشتباكات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وذكّرت مصادر عسكرية إسرائيلية بحادثة حصلت قبل أسبوعين، وكادت أن تسبّب مواجهة بين الجانبين، إذ إن قوة من لواء المظليين كانت تقوم بدورية عند الحدود بالقرب من النهر، شاهدت جنوداً لبنانيين يقفون على بعد عشرين متراً منهم، ويصوّبون أسلحتهم باتجاههم، فاستدعى الجنود الإسرائيليون قوة مساندة، وما إن وصلت إلى المكان، حتى اندفع الجنود اللبنانيون لمغادرة الموقع. وعلمت «جيروزاليم بوست» أن الجيش الإسرائيلي أبلغ قيادة اليونيفيل مخاوفه، وسيثير الوفد الإسرائيلي المسألة في أحد الاجتماعات المقبلة التي تعقد دورياً بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني واليونيفيل في الناقورة، ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن «المسألة قد تتحول إلى معضلة استراتيجية». وذكّرت الصحيفة بأن مسألة المياه كادت في عام 2001 تسبب مواجهة عسكرية، في أعقاب قرار لبناني بتركيب مضخة لجر خمسة آلاف متر مكعب من مياه الشفة إلى خمس قرى لبنانية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، آرييل شارون، حذر من أن «جر مياه النهر سينظر إليه كمبرر للحرب». إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية لمراسل موقع «واللا» الإخباري العبري أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة محتملة في الشمال مع حزب الله، لكنها أكدت، في المقابل، أن الجيش يخشى تهديد الترسانة الصاروخية للحزب. وبحسب ضابط في البحرية الإسرائيلية، فإن حزب الله سيعمد في المواجهة المقبلة إلى فرض حصار بحري على إسرائيل بواسطة ما يملكه من صواريخ، الأمر الذي سيترك تبعات خطيرة على الدولة العبرية، مضيفاً أن «التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن حزب الله سيستخدم صواريخ يصل مداها إلى ثلاثين ميلاً، وسيمنع السفن التجارية من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية، وهي خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية واستراتيجية خطيرة جداً». وقالت مصادر عسكرية للموقع نفسه إن المؤسسة الأمنية قلقة من امتلاك حزب الله وسائل قتالية متطورة وصلت إليه من سوريا، من شأنها أن تكسر التفوق الإسرائيلي. وبحسب المصادر نفسها، فإن حزب الله قادر على توجيه ترسانته الصاروخية إلى خليج حيفا، المليء بالمصانع الكيميائية، وأيضاً باتجاه المنشآت النفطية في عرض البحر. وفي السياق نفسه، تحدث ضابط إسرائيلي عن ضرورة حماية مواقع التنقيب عن الغاز والنفط في عرض البحر، بعد التهديدات التي أطلقها (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، مشيراً إلى أن البحرية الإسرائيلية بحاجة إلى تحديث سفنها وزوارقها الحربية التي باتت قديمة، ومن ضمنها السفن الحربية من طراز ساعر (5) التي «قضت أكثر من نصف عمرها في عرض البحر، وهناك حدّ لما يمكنها ويمكن معداتها أن تتحمله».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة