دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
منذ اشهر شكلت قضية ما يسمى "حماية النازحين السوريين" شمّاعة علّق عليها اكثر من مسؤول اميركي من ضمنهم هيلاري كلينتون نواياهم الخفية.. سياسيون لبنانيون عديدون مناوئون لدمشق كانوا على الموجة نفسها وكرروا تصريحاتهم بضرورة إقامة مخيم للنازحين وحمايتهم من "بطش" النظام السوري "والنظام اللبناني الحليف" لأنه يريد برأيهم التنكيل بهؤلاء النازحين..
لكن من هم هؤلاء النازحون؟ وهل نكل احد بهم؟ يتبين شيئا فشيئا مخطط المناطق الحدودية وتحويلها الى منطلق للاعتداء على سورية وان هذه المخيمات المراد انشاؤها ليست سوى عنوان يغطي اقامة مناطق عسكرية بكل معنى الكلمة..
مع مرور الوقت كان يظهر فشل المسلحين المعارضين بوجه الجيش السوري وفشل السياسات الغربية الضاغطة في ليّ ذراع الرئيس السوري فكان لا بد من تكتيكات عسكرية طويلة الأمد تعتمد الحصار وعمليات الكر والفر من المناطق الحدودية الخارجية واقامة مناطق امنة للمسلحين.
لم يعد الحديث عن حماية نازحين بل جاء السناتور الاميركي ماكين الى لبنان ليصرح علنا وعكس السياسة الرسمية خارقا السيادة الوطنية مؤكدا بعد لقائه سمير جعجع على السعي لاقامة مناطق امنة للمسلحين السوريين.
لم يأبه ماكين للسياسة الرسمية القائمة على عدم التدخل في الازمة السورية بل صرح من ارض لبنان ضد الارادة الرسمية فيما كان حديثه عن اقامة منطقة امنة للمسلحين السوريين في ظل تكرر التوترات والاحداث في الشمال وبعد زيارة اكثر من وفد اميركي الى الشمال.. نفى ماكين في تصريح اخر ان يكون قصد لبنان في حديثه عن المنطقة الامنة لكن الوقائع والاحداث والتصريحات والزيارات كافية لتكذيب نفيه.
مخطط حدود الطوق
يؤكد الكاتب والمحلل اللبناني سركيس ابو زيد ان "نهج الادارة الاميركية ايجاد مناطق وقواعد عسكرية وانشاؤها على الحدود المختلفة لسورية حيث تتوفر الظروف، وتصريح ماكين من لبنان هو نوع من توفير الغطاء والتشجيع والدعم لبناء قاعدة عسكرية في المنطقة الشمالية اللبنانية".
يضيف ابو زيد "هناك خطة اميركية لايجاد منطقة عازلة قريبة من الحدود يمكن ان تشكل شريطا خلفيا يستفيد منه المقاتلون للتسلل الى الداخل السوري وهذه الخطة كنهج موجودة ويسعون الى تنفيذها سواء على الحدود اللبنانية او الاردنية او العراقية او التركية، لكن في الاردن تعذر هذا الامر حتى الان جراء نوع من الرفض السياسي وفي العراق كان الموقف حاسما بسبب العلاقة الايجابية مع سورية ورفض الحكومة تحويل العراق الى منطلق للاعتداء على سوريا اما في تركيا فتأجل هذا الامر بسبب وضع تركيا السياسي والأمني المعقد والتمايز بين الجيش والسلطة..
لهذا كان الشمال أقرب..
لهذا السبب –يضيف ابو زيد- المنطقة الممكنة اكثر هي في لبنان حيث طبيعة الحكم هشة والحكومة بسبب تركيبتها غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة والجيش لا يتخذ قرارات دون توفر غطاء سياسي وطبيعة الاجهزة الامنية متشعبة ومتناقضة وهناك الانقسام العامودي المذهبي والمناطقي... كلها عوامل تجعل من بناء واقامة هكذا "كانتون" في المنطقة الشمالية الرخوة ممكنا".
الهدف
الهدف برأي ابو زيد "الاعتماد على وجود هكذا منطقة من من اجل تهريب السلاح والمسلحين والارتكاز عليها كخلفية للتدريب وهذا ما يحصل ويتجلى بشكل تدريجي ويتظهر مع الوقت".. يضيف "لم يكن تصريح ماكين الاشارة الاولى فقبل ذلك قام مسؤولون اميركيون بزيارة الشمال واخر زيارة كانت لوفد عسكري منذ حوالي شهر، وقبل ذلك زيارة وفد اميركي الى المنطقة الحدودية وعكار وبدا كأن هناك "حلفاً" بين وادي خالد واميركا"!
ويلفت ابو زيد الى "المعلومات عن امكانية استخدام مطار القليعات والمرافئ في هذا المجال ولنفس الهدف وكل ذلك في اطار تهيئة ارضية تسمح بتحويل المنطقة الى كانتون او امارة تسيطر عليها المعارضة السورية وحلفاؤها اللبنانيون".
... بعد لقاء جعجع
"واضح ان جعجع في هذا الاتجاه ويؤيده وقد كان تاريخيا مع بناء كانتونات في لبنان لذلك فهذه الفكرة تشجعه بحيث اذا تم تطبيقها تبرر له اقامة امارة في المناطق المسيحية من الشمال الى جزين كما كان حلمه"، يقول ابو زيد، الذي يلفت الى انه "عندما يتحدث ماكين بذلك من عند جعجع فهو يصرح من عند حليف يعرف انه مؤيد لهذا التوجه وهناك تقاطع مصالح في ذلك بين جعجع وهذه القوى المتطرفة، والآن يسعى جعجع لتحقيق احلامه من باب اغراء بعض الفئات المتظرفة باقامة مناطق خاصة في الشمال وهو يدعم هذه الفئات انطلاقا من مقولة عدو عدوك هو صديقك".
يشير ابو زيد هنا الى "معلومات عن توفير السلاح والتدريب لهذه المجموعات وأن "القوات" ارسلوا خبراء الى المخيمات السورية في الاردن لتدريبها"..
ويضيف "هناك ارادة بدعم هذه الفئات من اجل تطويق سلاح المقاومة واقامة امارات طائفية لحصار المقاومة، وما يحصل على الارض من الهجوم على الجيش من قبل تيار المستقبل والتحركات على الارض كلها تلتقي مع التوجه لاقامة امارة "اسلامية" في تلك المنطقة".
التطورات اليومية والاشتباكات على الحدود والتوترات الشمالية والهجوم على الجيش اللبناني ميدانيا واعلاميا وسياسيا باتت تحقق المخاوف واقعيا من تحويل الحدود خاصة في الشمال الى منطلق للهجوم على سورية، ثم تأمين مناطق الحماية لما يسمى "الجيش الحر"، بما يشكل خطرا على الأمن والاستقرار اللبناني والوحدة وانتهاكا للسيادة الوطنية عبر تجمعات عسكرية تنطلق للاعتداء على بلد شقيق.. مدعومة من اطراف سياسية تتغاضى عن معاني كل ذلك ومخاطره المتشعبة على لبنان..
المنار
المصدر :
احمد شعيتو\ المنار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة