يبدو أن الحدود اللبنانية السورية الشمالية باتت خارج نطاق الدولة، وأن الأمن فيها أصبح رهينة بيد المجموعات المسلحة التي تسرح وتمرح بكامل أسلحتها الحربية ومن دون أي رادع . ما يحصل من خرقات أمنية واستهداف لمواقع الجيش السوري المنتشرة على الحدود الشمالية امتدادا من نقطة العبور في العريضة غرباً حتى عمق وادي خالد وجبال أكروم شرقاً، يوحي وكأن هذه المنطقة باتت خارج سيطرة الدولة وأجهزتها الأمنية التي يقتصر وجودها على بعض المراكز الأمنية والقوى المشتركة المنزوعة الصلاحيات والتي لا تستطيع أن تطلب من مسلح واحد الابتعاد عن مواقعها خوفاً من ردة الفعل تجاهها ؟؟.

ما حدث ليل امس ، وقبله بعدة ايام يوحي وكأن قرار السلم والحرب مع سورية بات فعلاً لا قولاً يبد هذه المجموعات التي تستهدف مواقع الجيش السوري المنتشرة داخل الأراضي السورية ما يضطر هذا الجيش الى الرد بالمثل على مصادر النيران أو مطاردة الجماعات المسلحة إلى الأراضي اللبنانية في ظل التراخي الأمني الداخلي وغض النظر عما يجري .

قبل عدة أيام استهدفت هذه المجموعات من خلف مركز الأمن العام اللبناني مركز الهجرة والجوازات السوري على معبر جسر قمار في منطقة وادي خالد وأجبرت الجيش السوري على الرد وتعقب المسلحين في عمق الأراضي اللبنانية وكاد هذا الأمر أن يشعل اشتباكاً مسلحا بين القوى الأمنية اللبنانية والجيش السوري.

وعادت هذه المجموعات ليلاً لتستهدف من جديد مواقع الجيش السوري انطلاقاً من المرتفعات الجبلية التابعة لبلدة المقيبلة في وادي خالد ليتبين لاحقاً أنها كانت تحاول جذب انتباه الجيش السوري نحوها وإشغاله عن عملية تهريب كميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية عبر معبر عطية الموسى الغير شرعي والواقع بين بلدتي الهيشة والمقيبلة حيث وقع اشتباك عنيف بين هذه المجموعات والجيش السوري الذي تمكن من احباط محاولة تهريب السلاح والمقاتلين عبر هذا المعبر.

في وقت كانت فيه الحدود وعلى الجانبين من بلدة العريضة الساحلية تشتعل بعدما أقدم مسلحون في هذه المنطقة الواقعة بين بلدتي السماقية والعريضة على إطلاق النار على مواقع الهجانة والجيش السوري الذي رد بدروه وبكثافة على مصادر النيران لإسكاتها ما أدى الى إصابة ابن مختار بلدة العريضة سامر خالد (مواليد 1995) في رقبته ونقل على أثرها للمعالجة في مستشفى "اليوسف" الطبي بحلبا.

وقد تعددت الروايات داخل البلدة حول كيفية حصول الاصابة منها روياتان تقول الاولى انه أصيب في فراشه على سطح المنزل والثانية تؤكد اصابته على مقربة من النهر في منطقة تعرف بـ"جسر السبعات" حيث أحبط هناك الجيش السوري محاولة تهريب السلاح الى داخل أراضيه وصادر كميات كبيرة من الذخائر وقواذف" الاربي جي".

مصادر من داخل البلدة أكدت لـ"الانتقاد" أن إصابة الشاب جاءت في الرقبة وبشكل طفيف خلال وجوده بالقرب من المجموعات المسلحة التي كانت تقوم بعمليات تهريب السلاح الى داخل الأراضي السورية انطلاقاً من منطقة جغرافية متداخلة مع الأراضي السورية في بلدة العريضة، وأن بداية الاشتباك مع الجانب السوري وقعت في أحد البساتين التي يملكها متمول قطري وكان قد اشتراه في الفترة الأخيرة.

وأكد المصدر اياه أن عدداً كبيراً من السيارات تقل شبان غرباء كل ليلة الى هذه المنطقة ويغادرون صباحاً باتجاه "العبدة"، وان ما حدث ليلاً حتى ساعة الفجر الأولى لم يكن يحدث للمرة الاولى، إذ شهدت المنطقة ليل الأحد ـ الاثنين الفائت اشتباكات عنيفة بين الطرفين" واستغرب المصدر قيام تقاعس الأجهزة الأمنية اللبنانية عن اداء دورها الطبيعي وصد هذه المجموعات التي تهدد أمن وسكان القرى الحدودية مع سورية من خلال استدراج الجيش السوري للرد عليها بالمثل، كاشفاً عن لقاءين مع كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد منطقة الشمال عامر الحسن قبل نحو 20 يوماً ورؤوساء وفعاليات القرى والمناطق الحدودية الذين طالبوا خلال اللقاء بنشر الجيش والقوى الأمنية وتسيير دوريات وإقامة الحواجز الثابتة في المنطقة لفرض الأمن والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن، وهذا ما لم يحدث رغم وعود القيادة بذلك، وأعرب المصدر عن امله بان تسارع الأجهزة الأمنية وتثبت حضورها قبل أن تتحول المنطقة لجزر أمنية ويلجأ كل شخص لتأمين حمايته الشخصية.

الانتقاد

  • فريق ماسة
  • 2012-07-04
  • 9613
  • من الأرشيف

الحدود اللبنانية ـ السورية الشمالية خارج نطاق الدولة والأمن رهينة المجموعات المسلحة

يبدو أن الحدود اللبنانية السورية الشمالية باتت خارج نطاق الدولة، وأن الأمن فيها أصبح رهينة بيد المجموعات المسلحة التي تسرح وتمرح بكامل أسلحتها الحربية ومن دون أي رادع . ما يحصل من خرقات أمنية واستهداف لمواقع الجيش السوري المنتشرة على الحدود الشمالية امتدادا من نقطة العبور في العريضة غرباً حتى عمق وادي خالد وجبال أكروم شرقاً، يوحي وكأن هذه المنطقة باتت خارج سيطرة الدولة وأجهزتها الأمنية التي يقتصر وجودها على بعض المراكز الأمنية والقوى المشتركة المنزوعة الصلاحيات والتي لا تستطيع أن تطلب من مسلح واحد الابتعاد عن مواقعها خوفاً من ردة الفعل تجاهها ؟؟. ما حدث ليل امس ، وقبله بعدة ايام يوحي وكأن قرار السلم والحرب مع سورية بات فعلاً لا قولاً يبد هذه المجموعات التي تستهدف مواقع الجيش السوري المنتشرة داخل الأراضي السورية ما يضطر هذا الجيش الى الرد بالمثل على مصادر النيران أو مطاردة الجماعات المسلحة إلى الأراضي اللبنانية في ظل التراخي الأمني الداخلي وغض النظر عما يجري . قبل عدة أيام استهدفت هذه المجموعات من خلف مركز الأمن العام اللبناني مركز الهجرة والجوازات السوري على معبر جسر قمار في منطقة وادي خالد وأجبرت الجيش السوري على الرد وتعقب المسلحين في عمق الأراضي اللبنانية وكاد هذا الأمر أن يشعل اشتباكاً مسلحا بين القوى الأمنية اللبنانية والجيش السوري. وعادت هذه المجموعات ليلاً لتستهدف من جديد مواقع الجيش السوري انطلاقاً من المرتفعات الجبلية التابعة لبلدة المقيبلة في وادي خالد ليتبين لاحقاً أنها كانت تحاول جذب انتباه الجيش السوري نحوها وإشغاله عن عملية تهريب كميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية عبر معبر عطية الموسى الغير شرعي والواقع بين بلدتي الهيشة والمقيبلة حيث وقع اشتباك عنيف بين هذه المجموعات والجيش السوري الذي تمكن من احباط محاولة تهريب السلاح والمقاتلين عبر هذا المعبر. في وقت كانت فيه الحدود وعلى الجانبين من بلدة العريضة الساحلية تشتعل بعدما أقدم مسلحون في هذه المنطقة الواقعة بين بلدتي السماقية والعريضة على إطلاق النار على مواقع الهجانة والجيش السوري الذي رد بدروه وبكثافة على مصادر النيران لإسكاتها ما أدى الى إصابة ابن مختار بلدة العريضة سامر خالد (مواليد 1995) في رقبته ونقل على أثرها للمعالجة في مستشفى "اليوسف" الطبي بحلبا. وقد تعددت الروايات داخل البلدة حول كيفية حصول الاصابة منها روياتان تقول الاولى انه أصيب في فراشه على سطح المنزل والثانية تؤكد اصابته على مقربة من النهر في منطقة تعرف بـ"جسر السبعات" حيث أحبط هناك الجيش السوري محاولة تهريب السلاح الى داخل أراضيه وصادر كميات كبيرة من الذخائر وقواذف" الاربي جي". مصادر من داخل البلدة أكدت لـ"الانتقاد" أن إصابة الشاب جاءت في الرقبة وبشكل طفيف خلال وجوده بالقرب من المجموعات المسلحة التي كانت تقوم بعمليات تهريب السلاح الى داخل الأراضي السورية انطلاقاً من منطقة جغرافية متداخلة مع الأراضي السورية في بلدة العريضة، وأن بداية الاشتباك مع الجانب السوري وقعت في أحد البساتين التي يملكها متمول قطري وكان قد اشتراه في الفترة الأخيرة. وأكد المصدر اياه أن عدداً كبيراً من السيارات تقل شبان غرباء كل ليلة الى هذه المنطقة ويغادرون صباحاً باتجاه "العبدة"، وان ما حدث ليلاً حتى ساعة الفجر الأولى لم يكن يحدث للمرة الاولى، إذ شهدت المنطقة ليل الأحد ـ الاثنين الفائت اشتباكات عنيفة بين الطرفين" واستغرب المصدر قيام تقاعس الأجهزة الأمنية اللبنانية عن اداء دورها الطبيعي وصد هذه المجموعات التي تهدد أمن وسكان القرى الحدودية مع سورية من خلال استدراج الجيش السوري للرد عليها بالمثل، كاشفاً عن لقاءين مع كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد منطقة الشمال عامر الحسن قبل نحو 20 يوماً ورؤوساء وفعاليات القرى والمناطق الحدودية الذين طالبوا خلال اللقاء بنشر الجيش والقوى الأمنية وتسيير دوريات وإقامة الحواجز الثابتة في المنطقة لفرض الأمن والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن، وهذا ما لم يحدث رغم وعود القيادة بذلك، وأعرب المصدر عن امله بان تسارع الأجهزة الأمنية وتثبت حضورها قبل أن تتحول المنطقة لجزر أمنية ويلجأ كل شخص لتأمين حمايته الشخصية. الانتقاد

المصدر : الانتقاد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة