ما زالت قضية التحرش الجنسي في مدرسة عينطورة، والتي كُشف عنها قبل أيام، تثير بلبلة واسعة في لبنان وهي استدعت عقد مؤتمر صحافي مشترك لكل من وزراء الشؤون الاجتماعية والتربية والعدل اعلنوا خلاله عن بدء القضاء بالتحقيق في القضية ومحاكمة مرتكبها .وتعتبر مدرسة عينطورة من كبرى المدارس الكاثوليكية في لبنان وأكثرها رقيّاً وسبق أن تعلّم فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الراحل كمال جنبلاط.

الاستاذ ويدعى بيار شلش 23 عاماً حاول الانتحار من خلال حادث سير مفتعل لكنه نجا من الحادث ، ولديه صور غريبة عجيبة على صفحته للتواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، اوضح وكيل الاهالي المحامي مارون ابو شرف انه "تم نقل المتّهم من مستشفى سيدة لبنان الى مكتب الآداب، ويتم التحقيق معه الآن في النيابة العامة في جبل لبنان"، واشار الى ان "بعض اهالي الفتيات اللواتي تعرضن للتحرش لم يتقدموا بشكوى خوفاً من الفضيحة". ولفت الى ان "حالات التحرش تراوحت بين حالة واخرى وتجاوزت 20 حالة"، ورأى انه "لو اتّخذ الاجراء المناسب منذ البداية لما وصلنا الى هذه النتيجة". وختم ابو شرف "آمل اتّخاذ الاجراءات المناسبة، وان تصل الدعوى الى مداها القانوني كي تهدأ خواطر الاهالي التي تعرّضت بناتهن للتحرش".

واعلن الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار عن "تنسيق مع وزارة التربية في هذا الخصوص، لوضع دليل او كتيّب يساعد على التوعية والارشاد في هذا الموضوع"، آملاً "صدوره قريباً، خصوصاً انه تم تشكيل لجنة في وزارة التربية مهمتها وضع هذا الكتيّب". واعتبر ان "خطأ استاذ لا يبرر إثارة الهلع في قلوب الناس، وتشكيكهم في إدارة كل المدارس والاساتذة"، وقال "التحرش ممكن ان يحصل في اي مكان، لكن ما حصل في مدرسة عينطورة غير مقبول لان ضحيته اطفال"، نافياً "حصول اغتصاب"، مشيراً الى "تضخيم ما حصل من قبل وسائل الاعلام"، داعياً الى ان "تكون هذه الحادثة عبرةً من اجل الإنتقاء السليم للأساتذة". وتمنّى الاب عازار على وسائل الاعلام ان "لا تقدّم للاطفال مشاهد عنفية واخرى لا تليق بالإنسان، فهذا عنف من نوع آخر". وابدى تفهمه "لرغبة بعض الاهالي عدم تقديم شكوى ضدّ المتحرش خوفاً من الفضيحة"، مقدراً "موقفهم هذا لانهم يريدون حلّ المشكلة بطريقة تربوية".

وختم "عندما وضعت المدرسة يدها على هذا الموضوع، كانت تريد معالجته بطريقة تربوية من دون انتشاره بين الناس، لان هناك نوعاً من الحرمة يجب احترامها"، مؤكداً انه "على تواصل دائم مع ادارة المدرسة"، ومشدداً على ضرورة "استكمال المسيرة معاً ومع الاهالي والاساتذة بوعي وخطة جديدة لعدم تكرار ما حصل".

 

ومُتابعة لموضوع التحرش، استقبل وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور امس مدير مدرسة عينطورة الاب انطوان نكد يرافقه رئيس لجنة الاهل انطوان الشدياق ومحامي المدرسة، وتم البحث في حادثة التحرش الجنسي. وأشار الوزير ابو فاعور الى ان "اللقاء تناول القضية التي شغلت الرأي العام اللبناني وخلقت قلقاً كبيراً لدى اهالي الطلاب في المدارس اللبنانية جراء ما قد يحدث لابنائهم في المدارس، خصوصاً ان هذه الكائنات الصغيرة والطرية لا تمتلك حيلة في مواجهة من يريد التعرض لها او الاعتداء عليها". واوضح انه "استمع من الوفد الى الاجراءات التي اتخذتها المدرسة"، مشددا على ان "مدرسة عينطورة من المدارس العريقة والمرموقة وخرّجت اجيالاً من اللبنانيين وكباراً من المفكرين والسياسيين والمثقفين في البلد، وادارة المدرسة كانت قد طردت الشخص الذي قام بالاعتداء قبل ان تنتشر القضية عبر وسائل الاعلام، كذلك اخذت اجراءات طرد في حق من توجد حوله شبهة في أنه تستر في شكل مقصود او غير مقصود على الموضوع".

وذكّر ابو فاعور بقول الشهيد كمال جنبلاط "المؤسسات تقوى بتطهير نفسها"، معتبراً ان "هذا الامر تقوم به المدرسة"، ومؤكداً ان "الاجراءات القضائية ستستمر الى الحد الاقصى كي يكون ما حصل فيه عبرة لكل من تسوّل له نفسه ممارسة اعمال مشابهة، او لكل من يمارس حالياً اعمالاً مشابهة ويعتقد انه في مأمن، سواء في مدرسة اخرى او مؤسسة او قرية او مدينة، وان كل من يقوم بأفعال كهذه عليه ان يعلم انه من الان فصاعداً عيون الاهالي والدولة والقضاء مفتوحة، ويدهم ستكون يداً طولى لا تتسامح في هذا الامر". كما دعا أبو فاعور المدارس كافة إلى "عدم التستر على اي حالة من حالات التعدي على الأطفال تحت اي حجة"، مؤكداً ان "المجلس الأعلى للطفولة لن يكتفي بالادعاء على مرتكبي التعدي بل على اي مدرسة يثبت تسترها على مثل هذه الحالات".

  • فريق ماسة
  • 2012-06-15
  • 9318
  • من الأرشيف

20 فتاة تعرّضن للتحرش الجنسي بمدرسة بلبنان والاستاذ حاول الانتحار وعائلات امتنعت عن مقاضاته خوفاً من الفضيحة

ما زالت قضية التحرش الجنسي في مدرسة عينطورة، والتي كُشف عنها قبل أيام، تثير بلبلة واسعة في لبنان وهي استدعت عقد مؤتمر صحافي مشترك لكل من وزراء الشؤون الاجتماعية والتربية والعدل اعلنوا خلاله عن بدء القضاء بالتحقيق في القضية ومحاكمة مرتكبها .وتعتبر مدرسة عينطورة من كبرى المدارس الكاثوليكية في لبنان وأكثرها رقيّاً وسبق أن تعلّم فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الراحل كمال جنبلاط. الاستاذ ويدعى بيار شلش 23 عاماً حاول الانتحار من خلال حادث سير مفتعل لكنه نجا من الحادث ، ولديه صور غريبة عجيبة على صفحته للتواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، اوضح وكيل الاهالي المحامي مارون ابو شرف انه "تم نقل المتّهم من مستشفى سيدة لبنان الى مكتب الآداب، ويتم التحقيق معه الآن في النيابة العامة في جبل لبنان"، واشار الى ان "بعض اهالي الفتيات اللواتي تعرضن للتحرش لم يتقدموا بشكوى خوفاً من الفضيحة". ولفت الى ان "حالات التحرش تراوحت بين حالة واخرى وتجاوزت 20 حالة"، ورأى انه "لو اتّخذ الاجراء المناسب منذ البداية لما وصلنا الى هذه النتيجة". وختم ابو شرف "آمل اتّخاذ الاجراءات المناسبة، وان تصل الدعوى الى مداها القانوني كي تهدأ خواطر الاهالي التي تعرّضت بناتهن للتحرش". واعلن الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار عن "تنسيق مع وزارة التربية في هذا الخصوص، لوضع دليل او كتيّب يساعد على التوعية والارشاد في هذا الموضوع"، آملاً "صدوره قريباً، خصوصاً انه تم تشكيل لجنة في وزارة التربية مهمتها وضع هذا الكتيّب". واعتبر ان "خطأ استاذ لا يبرر إثارة الهلع في قلوب الناس، وتشكيكهم في إدارة كل المدارس والاساتذة"، وقال "التحرش ممكن ان يحصل في اي مكان، لكن ما حصل في مدرسة عينطورة غير مقبول لان ضحيته اطفال"، نافياً "حصول اغتصاب"، مشيراً الى "تضخيم ما حصل من قبل وسائل الاعلام"، داعياً الى ان "تكون هذه الحادثة عبرةً من اجل الإنتقاء السليم للأساتذة". وتمنّى الاب عازار على وسائل الاعلام ان "لا تقدّم للاطفال مشاهد عنفية واخرى لا تليق بالإنسان، فهذا عنف من نوع آخر". وابدى تفهمه "لرغبة بعض الاهالي عدم تقديم شكوى ضدّ المتحرش خوفاً من الفضيحة"، مقدراً "موقفهم هذا لانهم يريدون حلّ المشكلة بطريقة تربوية". وختم "عندما وضعت المدرسة يدها على هذا الموضوع، كانت تريد معالجته بطريقة تربوية من دون انتشاره بين الناس، لان هناك نوعاً من الحرمة يجب احترامها"، مؤكداً انه "على تواصل دائم مع ادارة المدرسة"، ومشدداً على ضرورة "استكمال المسيرة معاً ومع الاهالي والاساتذة بوعي وخطة جديدة لعدم تكرار ما حصل".   ومُتابعة لموضوع التحرش، استقبل وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور امس مدير مدرسة عينطورة الاب انطوان نكد يرافقه رئيس لجنة الاهل انطوان الشدياق ومحامي المدرسة، وتم البحث في حادثة التحرش الجنسي. وأشار الوزير ابو فاعور الى ان "اللقاء تناول القضية التي شغلت الرأي العام اللبناني وخلقت قلقاً كبيراً لدى اهالي الطلاب في المدارس اللبنانية جراء ما قد يحدث لابنائهم في المدارس، خصوصاً ان هذه الكائنات الصغيرة والطرية لا تمتلك حيلة في مواجهة من يريد التعرض لها او الاعتداء عليها". واوضح انه "استمع من الوفد الى الاجراءات التي اتخذتها المدرسة"، مشددا على ان "مدرسة عينطورة من المدارس العريقة والمرموقة وخرّجت اجيالاً من اللبنانيين وكباراً من المفكرين والسياسيين والمثقفين في البلد، وادارة المدرسة كانت قد طردت الشخص الذي قام بالاعتداء قبل ان تنتشر القضية عبر وسائل الاعلام، كذلك اخذت اجراءات طرد في حق من توجد حوله شبهة في أنه تستر في شكل مقصود او غير مقصود على الموضوع". وذكّر ابو فاعور بقول الشهيد كمال جنبلاط "المؤسسات تقوى بتطهير نفسها"، معتبراً ان "هذا الامر تقوم به المدرسة"، ومؤكداً ان "الاجراءات القضائية ستستمر الى الحد الاقصى كي يكون ما حصل فيه عبرة لكل من تسوّل له نفسه ممارسة اعمال مشابهة، او لكل من يمارس حالياً اعمالاً مشابهة ويعتقد انه في مأمن، سواء في مدرسة اخرى او مؤسسة او قرية او مدينة، وان كل من يقوم بأفعال كهذه عليه ان يعلم انه من الان فصاعداً عيون الاهالي والدولة والقضاء مفتوحة، ويدهم ستكون يداً طولى لا تتسامح في هذا الامر". كما دعا أبو فاعور المدارس كافة إلى "عدم التستر على اي حالة من حالات التعدي على الأطفال تحت اي حجة"، مؤكداً ان "المجلس الأعلى للطفولة لن يكتفي بالادعاء على مرتكبي التعدي بل على اي مدرسة يثبت تسترها على مثل هذه الحالات".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة