تشهد مدينة حمص معارك عنيفة بين ما تبقى من مجموعات إرهابية داخل المدينة، لاسيما في حي الخالدية، ووحدات الجيش العربي السوري, ذكرت معلومات بأن قرابة مئتي مسلح أو يزيد قليلاً فروا من المدينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم إلى عدد من القرى والبلدات المجاورة، لاسيما منطقة سهل الحولة("تل دو"، الرستن، تلبيسة، الدارة الكبيرة)؛ حيث تدور مواجهات عنيفة بينهم وبين وحدات من الجيش السوري والأجهزة الامنية. ليرتفع بذلك عدد المسلحين الإرهابيين الذين فروا من أحياء حمص منذ أمس إلى حوالي ألفي مسلح معظمهم مما تسمى "كتيبة الفاروق". ووصف شهود عيان ما يجري بأنه عملية "طحن حقيقية بلا رحمة" يُنفّذها الجيش السوري للأحياء التي يتمركز فيها المسلحون، لاسيما ما تبقى في قبضتهم من "حي الخالدية", وأظهر شريط الفيديو المسرب ضراوة الضربات التي يوجهها الجيش العربي السوري على تلك المناطق يوم أول أمس السبت، رغم أن القذائف المستخدمة، وكما يبدو، مركزة وجراحية بحيث أنها تستهدف أماكن محددة يجري التصويب عليها عبر نظام "جي بي إس" بالأقمار الصناعية الذي يوفره القمر الصناعي العسكري الروسي الذي يُحدد إحداثيات الأماكن التي تطلق منها النيران وبرمجتها في الآن نفسه وبثها إلى بطاريات الصواريخ الأرضية, وبحسب المعلومات المتوفرة هذا الصباح، فإن حيّ القصور ومحيطه أصبح  خالياً من المسلحين، فيما جرى تحرير حوالي 50 إلى 60 % من حي الخالدية, وطبقاً للتقديرات العسكرية الميدانية، فإن تحرير الحي بكامله يحتاج ما بين أربعة إلى ستة أيام، آخذاً بعين الاعتبار عملية تطهير المباني، بيتاً بيتاً وشقةً شقةً، من العبوات المفخخة. وأكدت هذه المصادر أنه لم يبقَ مما يسمى "كتيبة الفاروق" التي يتزعمها "عبد الرزاق طلاس" سوى "السرية الرابعة"؛ حيث قُتل كثير من مسلحي "الكتيبة"، بينما فرّ الباقون، ومعهم طلاس، إلى المنطقة الواقعة ما بين "جسر الرستن", ومنطقة "جسر الصوامع" التي تضم كلاً من تلبيسة، غنطو، مزارع الرستن، فرجانية شرقية وفرجانية غربية, وجاء في آخر المعلومات الواردة صباح اليوم، أن المجموعات المسلحة الفارّة من وطأة المواجهات في حمص قامت صباح اليوم بقطع الطريق الدولي ما بين حمص والرستن؛ إذ وُضعت إطارات مطاطية ونُشرت "حواجز طيارة".

على صعيد متصل، أكدت مصادر عائلية في الرستن أن أهالي المدينة كانوا طردوا الإرهابي المجرم "عبد الرزاق طلاس" من البلدة، ورفضوا السماح له بالعودة إليها, وقالت هذه المصادر إن الأمر يعود إلى أنه جرى استخدامه طيلة الفترة الماضية كـ"واجهة عائلية"، باعتباره من عائلة طلاس، وبأمل أن يستقطب المزيد من الضباط والعسكريين من عائلته. إلا أنه، وبعد سنة من "انشقاقه"، فشل في استقطاب أي ضابط أو عسكري من العائلة باستثناء ثلاثة هم الملازم محمد عبد العزيز طلاس، والملازم أول عمر طلاس، اللذين قتلا في وقت سابق، والنقيب ناصر طلاس, وذلك من أصل مئات الضباط الكبار والصغار من آل طلاس، الذين يتوزعون على مختلف صنوف الأسلحة (هناك تقديرات تقول بأنه يوجد حوالي 1700 إل 1800 ضابطاً من الرستن أكثر من نصفهم من آل طلاس). هذا بالإضافة إلى الصراعات العائلية على تقاسم النفوذ والهيمنة فيما بين المسلحين, وترى هذه المصادر أن إقدام مسلحين من الرستن على اغتيال الطالب الجامعي مناف طلاس، نجل (العماد طلال طلاس) حسب المصدر، في منطقة "الحجر الأسود" بدمشق في شباط / فبراير الماضي، ساهم إلى حد كبير في تعزيز الافتراق بين آل طلاس والعائلات الأخرى المتورطة في الجريمة.

على هذا الصعيد، أكدت المصادر الميدانية أن الرستن وما حولها تضم الآن حوالي 20 ألف مسلح أكثر من 90 % منهم مدنيون في الأصل كانوا يعملون في التهريب والتشبيح، أما المجموعات المسلحة والاصطفافات العائلية والعشائرية فهي:

ـ آل سعد الدين الدين:  تضم 8 "أفخاذ"، اثنان مسلحان والباقيان "على الحياد.

ـ آل طلاس: 3 "أفخاذ"، واحد منها مسلح، والثاني محايد والثالث مؤيد. علماً بأن جميع المسلحين من آل طلاس، باستثناء الأربعة المذكورين أعلاه، هم مدنيون في الأصل.

ـ آل الشيخ علي: ويعتبر هؤلاء أكبر المجموعات المسلحة, فمن أصل 12 "فخذا" هناك ثمانية منها يحمل السلاح، والباقي يؤمن السلاح والدعم اللوجستي؛ ما يعني أن جميع أفراد العائلة تحت السلاح بشكل أو بآخر.

ـ آل فرزات: 3 "أفخاذ"، واحد مسلح والثاني ممول والثالث معارض على طريقة علي فرزات (تشبيح إعلامي وتلفيق أخبار), هذا وأضاف المصدر أن لافروف سيتطرق أيضاً خلال زيارته إلى طهران إلى عملية التسوية الشرق أوسطية والمصالحة الفلسطينية, وأشار إلى أن تسوية القضية الشرق أوسطية على أساس القانون الدولي ومبدأ الدولتين، ستساهم في تطبيع الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-11
  • 8103
  • من الأرشيف

عائلات الرستن تطرد عبد الرزاق طلاس خارج البلدة..و فرار أكثر من ألفي مسلح من حمص

تشهد مدينة حمص معارك عنيفة بين ما تبقى من مجموعات إرهابية داخل المدينة، لاسيما في حي الخالدية، ووحدات الجيش العربي السوري, ذكرت معلومات بأن قرابة مئتي مسلح أو يزيد قليلاً فروا من المدينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم إلى عدد من القرى والبلدات المجاورة، لاسيما منطقة سهل الحولة("تل دو"، الرستن، تلبيسة، الدارة الكبيرة)؛ حيث تدور مواجهات عنيفة بينهم وبين وحدات من الجيش السوري والأجهزة الامنية. ليرتفع بذلك عدد المسلحين الإرهابيين الذين فروا من أحياء حمص منذ أمس إلى حوالي ألفي مسلح معظمهم مما تسمى "كتيبة الفاروق". ووصف شهود عيان ما يجري بأنه عملية "طحن حقيقية بلا رحمة" يُنفّذها الجيش السوري للأحياء التي يتمركز فيها المسلحون، لاسيما ما تبقى في قبضتهم من "حي الخالدية", وأظهر شريط الفيديو المسرب ضراوة الضربات التي يوجهها الجيش العربي السوري على تلك المناطق يوم أول أمس السبت، رغم أن القذائف المستخدمة، وكما يبدو، مركزة وجراحية بحيث أنها تستهدف أماكن محددة يجري التصويب عليها عبر نظام "جي بي إس" بالأقمار الصناعية الذي يوفره القمر الصناعي العسكري الروسي الذي يُحدد إحداثيات الأماكن التي تطلق منها النيران وبرمجتها في الآن نفسه وبثها إلى بطاريات الصواريخ الأرضية, وبحسب المعلومات المتوفرة هذا الصباح، فإن حيّ القصور ومحيطه أصبح  خالياً من المسلحين، فيما جرى تحرير حوالي 50 إلى 60 % من حي الخالدية, وطبقاً للتقديرات العسكرية الميدانية، فإن تحرير الحي بكامله يحتاج ما بين أربعة إلى ستة أيام، آخذاً بعين الاعتبار عملية تطهير المباني، بيتاً بيتاً وشقةً شقةً، من العبوات المفخخة. وأكدت هذه المصادر أنه لم يبقَ مما يسمى "كتيبة الفاروق" التي يتزعمها "عبد الرزاق طلاس" سوى "السرية الرابعة"؛ حيث قُتل كثير من مسلحي "الكتيبة"، بينما فرّ الباقون، ومعهم طلاس، إلى المنطقة الواقعة ما بين "جسر الرستن", ومنطقة "جسر الصوامع" التي تضم كلاً من تلبيسة، غنطو، مزارع الرستن، فرجانية شرقية وفرجانية غربية, وجاء في آخر المعلومات الواردة صباح اليوم، أن المجموعات المسلحة الفارّة من وطأة المواجهات في حمص قامت صباح اليوم بقطع الطريق الدولي ما بين حمص والرستن؛ إذ وُضعت إطارات مطاطية ونُشرت "حواجز طيارة". على صعيد متصل، أكدت مصادر عائلية في الرستن أن أهالي المدينة كانوا طردوا الإرهابي المجرم "عبد الرزاق طلاس" من البلدة، ورفضوا السماح له بالعودة إليها, وقالت هذه المصادر إن الأمر يعود إلى أنه جرى استخدامه طيلة الفترة الماضية كـ"واجهة عائلية"، باعتباره من عائلة طلاس، وبأمل أن يستقطب المزيد من الضباط والعسكريين من عائلته. إلا أنه، وبعد سنة من "انشقاقه"، فشل في استقطاب أي ضابط أو عسكري من العائلة باستثناء ثلاثة هم الملازم محمد عبد العزيز طلاس، والملازم أول عمر طلاس، اللذين قتلا في وقت سابق، والنقيب ناصر طلاس, وذلك من أصل مئات الضباط الكبار والصغار من آل طلاس، الذين يتوزعون على مختلف صنوف الأسلحة (هناك تقديرات تقول بأنه يوجد حوالي 1700 إل 1800 ضابطاً من الرستن أكثر من نصفهم من آل طلاس). هذا بالإضافة إلى الصراعات العائلية على تقاسم النفوذ والهيمنة فيما بين المسلحين, وترى هذه المصادر أن إقدام مسلحين من الرستن على اغتيال الطالب الجامعي مناف طلاس، نجل (العماد طلال طلاس) حسب المصدر، في منطقة "الحجر الأسود" بدمشق في شباط / فبراير الماضي، ساهم إلى حد كبير في تعزيز الافتراق بين آل طلاس والعائلات الأخرى المتورطة في الجريمة. على هذا الصعيد، أكدت المصادر الميدانية أن الرستن وما حولها تضم الآن حوالي 20 ألف مسلح أكثر من 90 % منهم مدنيون في الأصل كانوا يعملون في التهريب والتشبيح، أما المجموعات المسلحة والاصطفافات العائلية والعشائرية فهي: ـ آل سعد الدين الدين:  تضم 8 "أفخاذ"، اثنان مسلحان والباقيان "على الحياد. ـ آل طلاس: 3 "أفخاذ"، واحد منها مسلح، والثاني محايد والثالث مؤيد. علماً بأن جميع المسلحين من آل طلاس، باستثناء الأربعة المذكورين أعلاه، هم مدنيون في الأصل. ـ آل الشيخ علي: ويعتبر هؤلاء أكبر المجموعات المسلحة, فمن أصل 12 "فخذا" هناك ثمانية منها يحمل السلاح، والباقي يؤمن السلاح والدعم اللوجستي؛ ما يعني أن جميع أفراد العائلة تحت السلاح بشكل أو بآخر. ـ آل فرزات: 3 "أفخاذ"، واحد مسلح والثاني ممول والثالث معارض على طريقة علي فرزات (تشبيح إعلامي وتلفيق أخبار), هذا وأضاف المصدر أن لافروف سيتطرق أيضاً خلال زيارته إلى طهران إلى عملية التسوية الشرق أوسطية والمصالحة الفلسطينية, وأشار إلى أن تسوية القضية الشرق أوسطية على أساس القانون الدولي ومبدأ الدولتين، ستساهم في تطبيع الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة