مجددا يظهر السيد حسن نصرالله قائد المقاومة اللبنانية بوصفه صاحب البوصلة الوطنية الأمينة على السلم الأهلي و على استقرار البلاد بقدر ما يمثل من قيمة كبرى من موقعه على رأس المقاومة التي ألحقت الهزيمة بالعدو الصهيوني كضمانة دفاع و حماية عرض علاماتها منذ التحرير الكبير في العام 2000 و قد أكدت حصانتها حرب العام 2006 التي انتهت إلى نصر جديد للبنان و شعبه رغم التكالب الاستعماري و التواطؤ العربي و المحلي.

 

أولا شكلت الأحداث الأخيرة في الشمال و بيروت و عملية خطف الزوار اللبنانيين على يد جماعة من العصابات المسلحة في سورية ، امتحانا دقيقا و خطرا للسلم الأهلي و كان مدبرو هذه الأحداث و منفذوها يخططون لاستدراج ردود فعل مذهبية تشعل الفتنة في لبنان و تذهب به نحو حرب أهلية يسعى المخططون الأميركيون لإغراق لبنان بها تحت عنوان مد الأزمة السورية إلى الساحة اللبنانية ، و قد تخطت مشاريعهم وهم القدرة على إسقاط سورية فبات بالنسبة لهم ولشركائهم في الخليج السعي إلى تعويض معنوي في لبنان هو الهدف الراهن .

 

لقد أثبت السيد نصرالله و الرئيس نبيه بري قدرة عالية على منع الانفلات مرتين : أثناء معارك الطريق الجديدة التي أشعلتها ميليشيا المستقبل و شركاه و بعد الإعلان عن خطف الزوار الذين بدا أن لعبة مخابراتية تركية ، تتحكم بقضيتهم ، التي شكر السيد كل من يساهم في معالجتها بما في ذلك الحكومة التركية  بدءا من المسؤولين اللبنانيين و الرئيس سعد الحريري مع إشارته اللافتة لسورية و رئيسها و لتأكيده على صلابة موقف المقاومة من الأحداث السورية لأنه مبني على حقائق و مبادئ لا يهزها الابتزاز و الضغط .

 

ثانيا : تأكيد نصرالله للتمسك بخيار منع الفتنة اقترن بالدعوة إلى الحوار دون قيد أو شرط تجاوبا مع نداء رئيس الجمهورية الذي سبق أن تلقى اتصالا من الملك السعودي بهذا الشأن في إشارة على انكسار رهانات تفجير الوضع اللبناني ، و هي علامة فارقة تعززت بتحرك سعد الحريري على هامش قضية الزوار المخطوفين ، و قد تخطى السيد نصرالله كل جدل في السلوكيات و الممارسات و المواقف الاستفزازية ، ليؤكد على الحوار و السلم الأهلي و اغتنام أي فرصة لتثبيت الاستقرار الوطني و قد اعتبر أن الجيش اللبناني هو القوة الضامنة للسلم الأهلي و للوحدة الوطنية داعيا لتقويته و الالتفاف حوله ، رافضا ما يتعرض له من هجمات    و حملات بشتى الدوافع مذكرا بالمحطات التي استهدف فيها جمهور الضاحية غير مرة و قدم الشهداء و الجرحى بنيران الجيش اللبناني و حيث كان الموقف ترك القضايا في عهدة التحقيق و منع التطاول على المؤسسة العسكرية أو النيل من هيبتها .

 

ثالثا : على الرغم من الموافقة على الحوار دون قيد أو شرط فإن النقاش الذي أجراه السيد نصرالله مع بعض طروحات قوى 14 آذار التي ظهرت بعد أحداث الشمال بشان المقايضة التي اخترعها فيلتمان بين سلاح المقاومة و سلاح الداخل ، استند إلى البراهين و الحجج المنطقية خصوصا بسؤاله عن إنجاز سلاح الداخل المنتشر مع جميع القوى من 14 آذار و 8 آذار على السواء ، و عن القضية التي يمثلها سلاح لا وظيفة له سوى هز الاستقرار و الأمن عند أي سبب و بأي دافع كان و هو ما ينشر حالة من الفلتان الخطير التي يشكو منها المواطنون و سأل السيد في هذا المجال عن المانع من توحيد كل السلاح في منظومة الشعب و الجيش و المقاومة التي كان لها فضل الصمود و الانتصار في الدفاع عن الوطن و هي منظومة حققت إنجازات وطنية كبرى و تمثل قضية نبيلة و عزيزة على أي لبناني سيادي.

 

رابعا :  عمل السيد نصرالله في خطابه على  إعادة تثبيت وعي الجمهور لعناصر قوة المقاومة التي حققت التحرير بدعم سوري إيراني  و التأكيد على سقوط إسرائيل الكبرى        و الصغرى بانتصار لبنان و استحالة احتفاظ العدو بأرض محتلة بعدما اكره على الهروب دون قيد أو شرط و هو بذلك قدم العبرة الإستراتيجية و التاريخية للانتصار عام 2000 الذي شهد أيضا اقتران تضحيات المقاومة بثقافة الوحدة الوطنية و السلم الأهلي و تمسكها بفكرة الدولة الوطنية و سلوكها الحضاري و الراقي المترفع و المسؤول ، كما برهنت في تعاملها مع الشريط الحدودي المحرر ، و حيث جمع السيد نصرالله في خطاب بنت جبيل الأول بعد التحرير مباشرة بين عبرة " إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت " و حقيقة أن المقاومة ليست مشروع سلطة بديلة عن الدولة التي اعتبرتها المقاومة منذ لحظة التحرير الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمن في المناطق المحررة و كان السيد نصرالله يؤكد حقيقة الالتزام بمرجعية الدولة الوطنية بجميع مؤسساتها و ليس فحسب الشراكة مع جيشها الوطني في عهود الشهادة و النصر .

  • فريق ماسة
  • 2012-05-26
  • 11215
  • من الأرشيف

الحوار و الجيش و السلاح في خطاب السيد

  مجددا يظهر السيد حسن نصرالله قائد المقاومة اللبنانية بوصفه صاحب البوصلة الوطنية الأمينة على السلم الأهلي و على استقرار البلاد بقدر ما يمثل من قيمة كبرى من موقعه على رأس المقاومة التي ألحقت الهزيمة بالعدو الصهيوني كضمانة دفاع و حماية عرض علاماتها منذ التحرير الكبير في العام 2000 و قد أكدت حصانتها حرب العام 2006 التي انتهت إلى نصر جديد للبنان و شعبه رغم التكالب الاستعماري و التواطؤ العربي و المحلي.   أولا شكلت الأحداث الأخيرة في الشمال و بيروت و عملية خطف الزوار اللبنانيين على يد جماعة من العصابات المسلحة في سورية ، امتحانا دقيقا و خطرا للسلم الأهلي و كان مدبرو هذه الأحداث و منفذوها يخططون لاستدراج ردود فعل مذهبية تشعل الفتنة في لبنان و تذهب به نحو حرب أهلية يسعى المخططون الأميركيون لإغراق لبنان بها تحت عنوان مد الأزمة السورية إلى الساحة اللبنانية ، و قد تخطت مشاريعهم وهم القدرة على إسقاط سورية فبات بالنسبة لهم ولشركائهم في الخليج السعي إلى تعويض معنوي في لبنان هو الهدف الراهن .   لقد أثبت السيد نصرالله و الرئيس نبيه بري قدرة عالية على منع الانفلات مرتين : أثناء معارك الطريق الجديدة التي أشعلتها ميليشيا المستقبل و شركاه و بعد الإعلان عن خطف الزوار الذين بدا أن لعبة مخابراتية تركية ، تتحكم بقضيتهم ، التي شكر السيد كل من يساهم في معالجتها بما في ذلك الحكومة التركية  بدءا من المسؤولين اللبنانيين و الرئيس سعد الحريري مع إشارته اللافتة لسورية و رئيسها و لتأكيده على صلابة موقف المقاومة من الأحداث السورية لأنه مبني على حقائق و مبادئ لا يهزها الابتزاز و الضغط .   ثانيا : تأكيد نصرالله للتمسك بخيار منع الفتنة اقترن بالدعوة إلى الحوار دون قيد أو شرط تجاوبا مع نداء رئيس الجمهورية الذي سبق أن تلقى اتصالا من الملك السعودي بهذا الشأن في إشارة على انكسار رهانات تفجير الوضع اللبناني ، و هي علامة فارقة تعززت بتحرك سعد الحريري على هامش قضية الزوار المخطوفين ، و قد تخطى السيد نصرالله كل جدل في السلوكيات و الممارسات و المواقف الاستفزازية ، ليؤكد على الحوار و السلم الأهلي و اغتنام أي فرصة لتثبيت الاستقرار الوطني و قد اعتبر أن الجيش اللبناني هو القوة الضامنة للسلم الأهلي و للوحدة الوطنية داعيا لتقويته و الالتفاف حوله ، رافضا ما يتعرض له من هجمات    و حملات بشتى الدوافع مذكرا بالمحطات التي استهدف فيها جمهور الضاحية غير مرة و قدم الشهداء و الجرحى بنيران الجيش اللبناني و حيث كان الموقف ترك القضايا في عهدة التحقيق و منع التطاول على المؤسسة العسكرية أو النيل من هيبتها .   ثالثا : على الرغم من الموافقة على الحوار دون قيد أو شرط فإن النقاش الذي أجراه السيد نصرالله مع بعض طروحات قوى 14 آذار التي ظهرت بعد أحداث الشمال بشان المقايضة التي اخترعها فيلتمان بين سلاح المقاومة و سلاح الداخل ، استند إلى البراهين و الحجج المنطقية خصوصا بسؤاله عن إنجاز سلاح الداخل المنتشر مع جميع القوى من 14 آذار و 8 آذار على السواء ، و عن القضية التي يمثلها سلاح لا وظيفة له سوى هز الاستقرار و الأمن عند أي سبب و بأي دافع كان و هو ما ينشر حالة من الفلتان الخطير التي يشكو منها المواطنون و سأل السيد في هذا المجال عن المانع من توحيد كل السلاح في منظومة الشعب و الجيش و المقاومة التي كان لها فضل الصمود و الانتصار في الدفاع عن الوطن و هي منظومة حققت إنجازات وطنية كبرى و تمثل قضية نبيلة و عزيزة على أي لبناني سيادي.   رابعا :  عمل السيد نصرالله في خطابه على  إعادة تثبيت وعي الجمهور لعناصر قوة المقاومة التي حققت التحرير بدعم سوري إيراني  و التأكيد على سقوط إسرائيل الكبرى        و الصغرى بانتصار لبنان و استحالة احتفاظ العدو بأرض محتلة بعدما اكره على الهروب دون قيد أو شرط و هو بذلك قدم العبرة الإستراتيجية و التاريخية للانتصار عام 2000 الذي شهد أيضا اقتران تضحيات المقاومة بثقافة الوحدة الوطنية و السلم الأهلي و تمسكها بفكرة الدولة الوطنية و سلوكها الحضاري و الراقي المترفع و المسؤول ، كما برهنت في تعاملها مع الشريط الحدودي المحرر ، و حيث جمع السيد نصرالله في خطاب بنت جبيل الأول بعد التحرير مباشرة بين عبرة " إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت " و حقيقة أن المقاومة ليست مشروع سلطة بديلة عن الدولة التي اعتبرتها المقاومة منذ لحظة التحرير الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمن في المناطق المحررة و كان السيد نصرالله يؤكد حقيقة الالتزام بمرجعية الدولة الوطنية بجميع مؤسساتها و ليس فحسب الشراكة مع جيشها الوطني في عهود الشهادة و النصر .

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة