أمل السفير الاسباني في لبنان خوان كارلوس غافو ان لا تنتقل الاحداث التي تحصل في سورية الى لبنان، مشيرا إلى أنه " لغاية اليوم تبدو سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضرورية برّغم تعقيداتها"، فهذه السياسة أبعدت كل ما من شأنه أن يعزز الانقسامات بين اللبنانيين، والتي قد تخلق توترات ليس وقتها حاليا. توجد آراء متناقضة ولكنني أعتقد أن الأمور يجب أن تمرّ على خير من أجل مصلحة لبنان.

ولفت غافو في حديث لصحيفة "السفير" الى انه "ينبغي الحفاظ على فاعلية سياسة النأي بالنفس المتبعة حاليا من قبل الحكومة اللبنانية، لأنني أعتقد بأنها الحل الوحيد من أجل تفادي امتداد الوضع السوري الى لبنان، و بالطبع يترتب على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها خصوصا لجهة اهتمامها بالوضع الإنساني للنازحين السوريين الذين يتزايد عددهم ومراقبة الحدود وتبديد الاحتقان في الساحة السياسية الداخلية المنقسمة، والعمل على ألا تؤدي هذه الاختلافات في وجهات النظر الى زعزعة الاستقرار والأمن والتسبب بالصراعات في لبنان.

وعن اسقاط الحكومة، رأى غافو إنه الوقت المناسب لكي يُبقي اللبنانيون على وحدتهم بهدف المحافظة على الاستقرار والهدوء في البلد، مشددا على أنه "من الواجب دعم القوى الأمنية اللبنانية، أي الجيش وقوى الأمن الداخلي لأنها تحتاج لأن يرى فيها الشعب عنصرا فعالا من أجل الحفاظ على الاستقرار في البلد".

وأشار غافو الى ان " من الواضح وجود خطر في لبنان من تواجد عناصر غير مرغوب فيها من تيارات متشدّدة، لذا يجب اتباع الحيطة دوما من هذا الموضوع"، لافتا الى ان "الخطر والقلق عاملان موجودان دوما، لكن لدينا الثقة بالمجتمع اللبناني وبالمؤسسات اللبنانية وبالمسؤولين السياسيين وبالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وهي عناصر ينبغي أن تتضافر لجبه أي عنصر خطر يواجه هذا البلد الذي تعافى من الحروب والذي يمر بمرحلة من النمو والذي يشكل مثالا يحتذى به على الصعيد الديموقراطي والتسامح وفهم الآخر".

وسأل: "هل اللبنانيون مستعدون للتخلي عن ذلك والدخول في مواجهات ومشاكل جديدة ويخسرون ما جنوه من تقدّم في الأعوام الفائتة؟ لا اظن بأن أحدا منهم يرغب بذلك".

وعن خفض عدد الجنود في الكتيبة الاسبانية، اشار غافو الى ان "التقرير الصادر عن الأمم المتّحدة خلص الى إمكان أن يتولى الجيش اللبناني بعض المهمات المنوطة حاليا بالقوات الدولية، لكن ثمة مهمات ذات مساهمة نوعية ينبغي أن تبقى في يد "اليونيفيل" تتعلق بالمهام على طول "الخط الأزرق" وترسيم الحدود ونزع الألغام وسواها".

ولفت الى انه "بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها ستقوم إسبانيا بتخفيض عدد جنودها في "اليونيفيل" من 1100 الى 950 جنديا تقريبا حتى نهاية العام الحالي، على أن يشمل التقليص 150 وحدة بين جنود ومهندسين وحرس".

وأضاف: "هذا الخفض مدروس بدقة في إطار المراجعة الإستراتيجية التي صدرت عن الأمم المتحدة وتم تنسيقه بين الدول المشاركة كافّة، وأكرر أن هذا التقليص لن ينعكس سلبا على فاعلية مهمة "اليونيفيل، وستبقى هذه القوات فعالة ومؤهلة لتنفيذ التفويض المولجة به من قبل الأمم المتحدة بموجب القرار 1701 والهدف الرئيسي أن يبدأ الجيش اللبناني تولي بعض المهام في منطقة العمليات، وتدرك الدول الموجودة في "اليونيفيل" أنه يترتب عليها القيام بجهود إضافية لدعم الجيش اللبناني سواء لناحية التدريب أو المعدّات".

واضاف ايضا: " لست مخولا الحديث عن أي قرار قد تتخذه دول أخرى في هذا الشأن لكن قد يحدث تخفيض من بعض الدول يعبقه دخول دول أخرى للمشاركة في "اليونيفيل".

  • فريق ماسة
  • 2012-05-24
  • 13903
  • من الأرشيف

السفير الاسباني: سياسة النأي بالنفس ضرورية للبنان رغم تعقيداتها

أمل السفير الاسباني في لبنان خوان كارلوس غافو ان لا تنتقل الاحداث التي تحصل في سورية الى لبنان، مشيرا إلى أنه " لغاية اليوم تبدو سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضرورية برّغم تعقيداتها"، فهذه السياسة أبعدت كل ما من شأنه أن يعزز الانقسامات بين اللبنانيين، والتي قد تخلق توترات ليس وقتها حاليا. توجد آراء متناقضة ولكنني أعتقد أن الأمور يجب أن تمرّ على خير من أجل مصلحة لبنان. ولفت غافو في حديث لصحيفة "السفير" الى انه "ينبغي الحفاظ على فاعلية سياسة النأي بالنفس المتبعة حاليا من قبل الحكومة اللبنانية، لأنني أعتقد بأنها الحل الوحيد من أجل تفادي امتداد الوضع السوري الى لبنان، و بالطبع يترتب على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها خصوصا لجهة اهتمامها بالوضع الإنساني للنازحين السوريين الذين يتزايد عددهم ومراقبة الحدود وتبديد الاحتقان في الساحة السياسية الداخلية المنقسمة، والعمل على ألا تؤدي هذه الاختلافات في وجهات النظر الى زعزعة الاستقرار والأمن والتسبب بالصراعات في لبنان. وعن اسقاط الحكومة، رأى غافو إنه الوقت المناسب لكي يُبقي اللبنانيون على وحدتهم بهدف المحافظة على الاستقرار والهدوء في البلد، مشددا على أنه "من الواجب دعم القوى الأمنية اللبنانية، أي الجيش وقوى الأمن الداخلي لأنها تحتاج لأن يرى فيها الشعب عنصرا فعالا من أجل الحفاظ على الاستقرار في البلد". وأشار غافو الى ان " من الواضح وجود خطر في لبنان من تواجد عناصر غير مرغوب فيها من تيارات متشدّدة، لذا يجب اتباع الحيطة دوما من هذا الموضوع"، لافتا الى ان "الخطر والقلق عاملان موجودان دوما، لكن لدينا الثقة بالمجتمع اللبناني وبالمؤسسات اللبنانية وبالمسؤولين السياسيين وبالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وهي عناصر ينبغي أن تتضافر لجبه أي عنصر خطر يواجه هذا البلد الذي تعافى من الحروب والذي يمر بمرحلة من النمو والذي يشكل مثالا يحتذى به على الصعيد الديموقراطي والتسامح وفهم الآخر". وسأل: "هل اللبنانيون مستعدون للتخلي عن ذلك والدخول في مواجهات ومشاكل جديدة ويخسرون ما جنوه من تقدّم في الأعوام الفائتة؟ لا اظن بأن أحدا منهم يرغب بذلك". وعن خفض عدد الجنود في الكتيبة الاسبانية، اشار غافو الى ان "التقرير الصادر عن الأمم المتّحدة خلص الى إمكان أن يتولى الجيش اللبناني بعض المهمات المنوطة حاليا بالقوات الدولية، لكن ثمة مهمات ذات مساهمة نوعية ينبغي أن تبقى في يد "اليونيفيل" تتعلق بالمهام على طول "الخط الأزرق" وترسيم الحدود ونزع الألغام وسواها". ولفت الى انه "بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها ستقوم إسبانيا بتخفيض عدد جنودها في "اليونيفيل" من 1100 الى 950 جنديا تقريبا حتى نهاية العام الحالي، على أن يشمل التقليص 150 وحدة بين جنود ومهندسين وحرس". وأضاف: "هذا الخفض مدروس بدقة في إطار المراجعة الإستراتيجية التي صدرت عن الأمم المتحدة وتم تنسيقه بين الدول المشاركة كافّة، وأكرر أن هذا التقليص لن ينعكس سلبا على فاعلية مهمة "اليونيفيل، وستبقى هذه القوات فعالة ومؤهلة لتنفيذ التفويض المولجة به من قبل الأمم المتحدة بموجب القرار 1701 والهدف الرئيسي أن يبدأ الجيش اللبناني تولي بعض المهام في منطقة العمليات، وتدرك الدول الموجودة في "اليونيفيل" أنه يترتب عليها القيام بجهود إضافية لدعم الجيش اللبناني سواء لناحية التدريب أو المعدّات". واضاف ايضا: " لست مخولا الحديث عن أي قرار قد تتخذه دول أخرى في هذا الشأن لكن قد يحدث تخفيض من بعض الدول يعبقه دخول دول أخرى للمشاركة في "اليونيفيل".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة