تظاهرت عشرات آلاف البحرينيين قرب المنامة أمس، ضد مشروع «الاتحاد» السعودي ـ البحريني، بدعوة من الجمعيات السياسية المعارضة التي أكدت حق الشعب في تقرير مصيره.

وافاد شهود بأن عشرات الآلاف من انصار المعارضة البحرينية تظاهروا في شارع البديع القريب من المنامة رفضاً لمشروع قيام اتحاد بين البحرين والسعودية، دون تسجيل اي احتكاكات مع قوات الامن. وكانت المعارضة وعلى رأسها جمعية «الوفاق» التي تمثل التيار المعارض الرئيسي، دعت الى تظاهرة في هذا الشارع الذي يربط بين قرى عديدة على تخوم المنامة، تحت عنوان «لبيك يا وطني». وقالت «الوفاق» إن أكثر من 300 ألف بحريني شاركوا في التظاهرة.

وذكر الشهود ان شبانا وشابات ارتدوا اعلام البحرين الحمراء والبيضاء شاركوا في التظاهرة، فيما ردد المتظاهرون شعارات «لن نقبل الاتحاد» و«البحرين ليست للبيع» و«الارض ليست مزاداً»، كما ردد آخرون شعارات مناهضة للحكومة.

وقالت المعارضة في اعلان وزع في نهاية التظاهرة إن «البحرين تعيش ازمة سياسية دستورية طاحنة بسبب السياسات غير الرشيدة للحكم، عبر عمليات الهروب من الاستحقاقات الحقوقية والسياسية مرة تلو أخرى». واكدت المعارضة «حق الشعب البحريني في تقرير مصيره»، واشارت الى «ان أي قرار يتعلق بسيادة البحرين أو مساس باستقلالها أو مصيرها من دون العودة لشعب البحرين واستفتائه بطريقة تمثيلية سليمة هو قرار باطل وغير نافذ ولن يكون له أي اعتبار».

كما شددت المعارضة على ضرورة «الافراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي»، خصوصا الناشط الحقوقي نبيل رجب والناشط المضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة. ونبه البيان من ان «بقاءهم في السجن على خلفية تعبيرهم عن رأيهم السياسي يؤكد أن النظام مستمر في محاكمة الآراء والتوجهات السياسية وينسف كل ادعاءات الاصلاح والسعي إليه».

من جانبه، قال رجل الدين البحريني البارز عيسى قاسم في خطبة الجمعة، إن «الشعوب ليست قطعان ماشية ولا مجموعات من الخراف والنعاج»، مشدداً على حق البحرينيين في رفض الاتحاد. واضاف «اذا كان عدد من الحكومات المعنية بالاتحاد قد أبدى توجساته واعتراضه على الموضوع فلماذا لا يجوز لأي شعب أن يظهر توجسه واعتراضه ومقاومته السلمية المشروعة لما يراد أن يفرض عليه كرهاً وقهراً؟». وتابع قائلا «هذا أمر لا يعني شعب البحرين، شعب البحرين وشعب كل دولة خليجية له رأيه المستقل وحريته في الاعتراض على هذا الاتحاد أو الموافقة عليه.. فبغض النظر عن رأي أي دولة في هذا الشأن موافقاً كان أو مخالفاً فإنه لا يسلب حق الشعوب في إعطاء رأيها الذي تتخذه بكل حرية واستقلالية بعيدا عن كل التأثيرات والتأثرات».

ودعا ائتلاف الجمعيات البحرينية الموالية للنظام إلى تجمع اليوم في مركز «الفاتح» الإسلامي، «تأكيداً لموقف ائتلاف الجمعيات المطالبة بالإسراع في إعلان الاتحاد الخليجي والذي يعتبر أحد مطالب الشعب».

وفي طهران، تظاهر آلاف الايرانيين للاحتجاج على مشروع الاتحاد بين البحرين والسعودية. وتجمع المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام البحرينية بعد صلاة الجمعة امام جامعة طهران، وهم يهتفون «الموت للخائن آل سعود» و«الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل». وجرت تظاهرات مشابهة في الكثير من مدن البلاد بحسب وسائل الاعلام المحلية.

وكانت السلطات الايرانية دعت الى تظاهرات شعبية في البلاد لإدانة «الخطة الاميركية لضم البحرين من قبل السعودية» و«التعبير عن غضبهم على نظامي آل خليفة وآل سعود». وصرح آية الله كاظم صديقي في خطبة الجمعة أنها «مؤامرة لضم البحرين الى السعودية». واضاف ان القادة السعوديين والبحرينيين «يسمونه اتحاداً لكنهم يريدون ان تفقد البحرين هويتها بدلاً من تلبية سكان شعبها». وتابع قائلا «إنها مؤامرة اميركية صهيونية ويجب ان يعرفوا ان البحرينيين والايرانيين والشعوب المسلمة في العالم لن يسمحوا بهذه المؤامرة»، معتبراً ان «السعودية لم تتفوق بوجودها العسكري هناك ولن تربح شيئاً من هذه المؤامرة سوى الغضب».

وافاد مراسل وكالة «مهر» الايرانية للانباء بان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست قال في كلمة في مدينة شيراز إن «الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤيد اي اتحاد وتنسيق وهدوء منطقي، ولكن الاتحاد بين السعودية والبحرين ليس فيه اي تجانس». واضاف «عندما يريد بلدان الاتحاد بينهما، يجب ان يمتلكا خصائص متشابهة عديدة، وفي هذا السياق فإن كلاً من البحرين والسعودية ليس بينهما اي تنسيق من ناحية المساحة والسكان والاقتصاد». واعتبر أن «اتخاذ الدول العربية نموذج الاتحاد الأوروبي خطأ فاحش».

واشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الى «ان المطلب الوحيد للشعب البحريني هو اجراء انتخابات حرة»، مضيفاً «إن المطلب الكبير للشعب البحريني هو حق الانتخاب والمشاركة في تقرير مصيره، حيث يواجَه مطلبه بقمع عسكري من قبل الحكومة». واردف مهمانبرست «ان بعض الدول تعتبر تبعيتها لأميركا نوعاً من الاقتدار، في حين ان الاعتماد على الشعب سيجلب الاقتدار لأي دولة».

  • فريق ماسة
  • 2012-05-18
  • 4508
  • من الأرشيف

البحرينيون في الشارع ضد «الاتحاد» مع السعودية

تظاهرت عشرات آلاف البحرينيين قرب المنامة أمس، ضد مشروع «الاتحاد» السعودي ـ البحريني، بدعوة من الجمعيات السياسية المعارضة التي أكدت حق الشعب في تقرير مصيره. وافاد شهود بأن عشرات الآلاف من انصار المعارضة البحرينية تظاهروا في شارع البديع القريب من المنامة رفضاً لمشروع قيام اتحاد بين البحرين والسعودية، دون تسجيل اي احتكاكات مع قوات الامن. وكانت المعارضة وعلى رأسها جمعية «الوفاق» التي تمثل التيار المعارض الرئيسي، دعت الى تظاهرة في هذا الشارع الذي يربط بين قرى عديدة على تخوم المنامة، تحت عنوان «لبيك يا وطني». وقالت «الوفاق» إن أكثر من 300 ألف بحريني شاركوا في التظاهرة. وذكر الشهود ان شبانا وشابات ارتدوا اعلام البحرين الحمراء والبيضاء شاركوا في التظاهرة، فيما ردد المتظاهرون شعارات «لن نقبل الاتحاد» و«البحرين ليست للبيع» و«الارض ليست مزاداً»، كما ردد آخرون شعارات مناهضة للحكومة. وقالت المعارضة في اعلان وزع في نهاية التظاهرة إن «البحرين تعيش ازمة سياسية دستورية طاحنة بسبب السياسات غير الرشيدة للحكم، عبر عمليات الهروب من الاستحقاقات الحقوقية والسياسية مرة تلو أخرى». واكدت المعارضة «حق الشعب البحريني في تقرير مصيره»، واشارت الى «ان أي قرار يتعلق بسيادة البحرين أو مساس باستقلالها أو مصيرها من دون العودة لشعب البحرين واستفتائه بطريقة تمثيلية سليمة هو قرار باطل وغير نافذ ولن يكون له أي اعتبار». كما شددت المعارضة على ضرورة «الافراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي»، خصوصا الناشط الحقوقي نبيل رجب والناشط المضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة. ونبه البيان من ان «بقاءهم في السجن على خلفية تعبيرهم عن رأيهم السياسي يؤكد أن النظام مستمر في محاكمة الآراء والتوجهات السياسية وينسف كل ادعاءات الاصلاح والسعي إليه». من جانبه، قال رجل الدين البحريني البارز عيسى قاسم في خطبة الجمعة، إن «الشعوب ليست قطعان ماشية ولا مجموعات من الخراف والنعاج»، مشدداً على حق البحرينيين في رفض الاتحاد. واضاف «اذا كان عدد من الحكومات المعنية بالاتحاد قد أبدى توجساته واعتراضه على الموضوع فلماذا لا يجوز لأي شعب أن يظهر توجسه واعتراضه ومقاومته السلمية المشروعة لما يراد أن يفرض عليه كرهاً وقهراً؟». وتابع قائلا «هذا أمر لا يعني شعب البحرين، شعب البحرين وشعب كل دولة خليجية له رأيه المستقل وحريته في الاعتراض على هذا الاتحاد أو الموافقة عليه.. فبغض النظر عن رأي أي دولة في هذا الشأن موافقاً كان أو مخالفاً فإنه لا يسلب حق الشعوب في إعطاء رأيها الذي تتخذه بكل حرية واستقلالية بعيدا عن كل التأثيرات والتأثرات». ودعا ائتلاف الجمعيات البحرينية الموالية للنظام إلى تجمع اليوم في مركز «الفاتح» الإسلامي، «تأكيداً لموقف ائتلاف الجمعيات المطالبة بالإسراع في إعلان الاتحاد الخليجي والذي يعتبر أحد مطالب الشعب». وفي طهران، تظاهر آلاف الايرانيين للاحتجاج على مشروع الاتحاد بين البحرين والسعودية. وتجمع المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام البحرينية بعد صلاة الجمعة امام جامعة طهران، وهم يهتفون «الموت للخائن آل سعود» و«الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل». وجرت تظاهرات مشابهة في الكثير من مدن البلاد بحسب وسائل الاعلام المحلية. وكانت السلطات الايرانية دعت الى تظاهرات شعبية في البلاد لإدانة «الخطة الاميركية لضم البحرين من قبل السعودية» و«التعبير عن غضبهم على نظامي آل خليفة وآل سعود». وصرح آية الله كاظم صديقي في خطبة الجمعة أنها «مؤامرة لضم البحرين الى السعودية». واضاف ان القادة السعوديين والبحرينيين «يسمونه اتحاداً لكنهم يريدون ان تفقد البحرين هويتها بدلاً من تلبية سكان شعبها». وتابع قائلا «إنها مؤامرة اميركية صهيونية ويجب ان يعرفوا ان البحرينيين والايرانيين والشعوب المسلمة في العالم لن يسمحوا بهذه المؤامرة»، معتبراً ان «السعودية لم تتفوق بوجودها العسكري هناك ولن تربح شيئاً من هذه المؤامرة سوى الغضب». وافاد مراسل وكالة «مهر» الايرانية للانباء بان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست قال في كلمة في مدينة شيراز إن «الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤيد اي اتحاد وتنسيق وهدوء منطقي، ولكن الاتحاد بين السعودية والبحرين ليس فيه اي تجانس». واضاف «عندما يريد بلدان الاتحاد بينهما، يجب ان يمتلكا خصائص متشابهة عديدة، وفي هذا السياق فإن كلاً من البحرين والسعودية ليس بينهما اي تنسيق من ناحية المساحة والسكان والاقتصاد». واعتبر أن «اتخاذ الدول العربية نموذج الاتحاد الأوروبي خطأ فاحش». واشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الى «ان المطلب الوحيد للشعب البحريني هو اجراء انتخابات حرة»، مضيفاً «إن المطلب الكبير للشعب البحريني هو حق الانتخاب والمشاركة في تقرير مصيره، حيث يواجَه مطلبه بقمع عسكري من قبل الحكومة». واردف مهمانبرست «ان بعض الدول تعتبر تبعيتها لأميركا نوعاً من الاقتدار، في حين ان الاعتماد على الشعب سيجلب الاقتدار لأي دولة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة