قالت صحيفة 'واشنطن بوست' الامريكية ان جماعة الاخوان المسلمين السوريين اعادت خلق نفسها من جديد بعد اعوام من القمع والملاحقة التي هددت بمحوها لتصبح عنصرا مهما في حركة المعارضة السورية المشرذمة.

فالاخوان المسلمون يحتلون اكبر عدد من المقاعد في المجلس الوطني السوري المعارض لنظام بشار الاسد، كما ويتمتعون بالسيطرة على لجان مهمة ومؤثرة فيه فهم يسيطرون على لجنة الاغاثة التي توزع المال والمساعدات الانسانية على السوريين الذين يشاركون في مواجهة النظام عسكريا.

واضافت ان الاخوان المسلمين يقومون منفردين بتوفير السلاح للمقاتلين الذين يواصلون مناوشاتهم مع جيش النظام. وترى الصحيفة في ظاهرة الاحياء التي تعيشها الحركة مثالا مثيرا للدهشة لحركة كادت ان تمحى من الوجود في المواجهة مع النظام التي انتهت بمجزرة حماة وادت لمقتل اكثر من 20 الف مدني عام 1982.

واثار صعود الاخوان السياسي قلق الدول القريبة من سورية والمجتمع الدولي بشكل عام. وتنبع الخشية من زيادة تأثير الاسلاميين المتزايد في دول الربيع العربي، اضافة الى مخاوف الاقليات داخل سورية من صعود الغالبية السنة للحكم.

ويرد مسؤولو الجماعة على هذه المخاوف بقولهم انهم اتصلوا مع دول الجوار مثل العراق والاردن ولبنان لتبديد مظاهر القلق هذه كما التقوا عددا من المسؤولين الاوروبيين والدبلوماسيين الامريكيين، حيث اكدوا لهم انهم لا يطمحون للسيطرة على المشهد السياسي السوري في المستقبل او اقامة اي نوع من انواع الحكم الاسلامي.

ويقول ملهم الدروبي العضو في قيادة جماعة الاخوان المسلمين ان المخاوف من جماعته لا اساس لها لان جماعته معتدلة ومنفتحة، ولان الاخوان لن يكونوا قادرين على تسيد المشهد السياسي حتى لو ارادوا ذلك، خاصة انهم يفتقدون الوسائل والقدرة على تحقيق هذا.

وفي ضوء الحديث عن البعد الجهادي الذي بدأ يتزايد الحديث عنه وادعاء جماعة متشددة اسمها 'جبهة النصرة' مسؤوليتها عن التفجيرات في دمشق، فقد ابعد الاخوان انفسهم عنه. ويؤكد قادة الاخوان ان الاموال التي يحصلون عليها من متبرعين في دول الخليج خاصة قطر والسعودية ويشترون بها السلاح يتأكدون من عدم وقوعها في يد الجهاديين، حيث يقول الدروبي ان لدى الحركة شبكة على الارض يقوم افرادها بالتأكد من عدم وصول الاسلحة لمن هم خارج التيار الرئيسي في المقاومة المسلحة.

ويذهب قادة الاخوان السوريين ابعد من هذا في تصوير ملمح الاعتدال لحركتهم فقد نفى عدد منهم في تصريحات لصحيفة امريكية اخرى الاسبوع الماضي سمة الاسلامية عنها واكتفوا بوصفها بالحركة المحافظة، حيث قال احدهم انهم يعارضون استخدام الدين في السياسة، كما اصدرت الحركة ميثاقا قالت فيه انها لا تطمح لانشاء حكم ديني في سورية ما بعد الاسد، كما عبرت عن تأييدها لتدخل الناتو العسكري للاطاحة بنظام الاسد.

ومن اجل تطمين الاحزاب الاخرى يقول بعضهم ان الانظمة في مصر وتونس لم تسحق الاخوان مثل ما حدث في سورية، وفي ضوء هذا فلا تتوقع الحركة تحقيق ما حققته الحركات الاسلامية في البلدان الاخرى. ويضيف محمد فاروق طيفور نائب المراقب العام للاخوان السوريين ان سنوات من الحكم العلماني وحكم الطائفة سيجعل من الصعوبة بمكان ان يحقق الاخوان نسبة كبيرة، ويضع الدروبي نسبة الدعم بـ 25 بالمئة. ويعتقد باحثون ان ما ادى الى زيادة تأثير الاخوان المسلمين على المجلس الوطني هو ضعف بقية حركات المعارضة التي تفتقد الى التنظيم حسب يزيد صايغ الباحث في وقفية كارنيجي في بيروت. وتشير الصحيفة الى مظاهر القلق من القوى العلمانية التي تخشى من قوة الاخوان وتأثيرهم على المجال العسكري، وتنقل عن عمار العظم استاذ التاريح في جامعة اوهايو قوله ان الاخوان لعبوها بشكل صحيح فمن ناحية ابعدوا انفسهم عن المتطرفين ومن ناحية اخرى وضعوا اصابعهم في كل اطراف الكعكة ولديهم تأثير في كل المجالات.

على الرغم من معارضة من هم في الداخل لسيادة اسلامية كما في مصر وتونس، ورفضهم سيطرة جماعة الخارج على الداخل فان هناك امكانية لتوسع تأثير الاخوان على الارض خاصة ان الاخوان منظمون كما انهم يحظون بمساعدة من السعودية ولديهم تاريخ في القدرة على التنظيم مقارنة مع الجماعات الجديدة كما يقول ناشط من حماة.

ولا يستبعد الناشط تحول الاخوان المسلمين الى اكبر قوة سياسية في مرحلة ما بعد الاسد، بسبب الغالبية المسلمة، والتدين العالي بين افراد الشعب السوري.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-13
  • 5196
  • من الأرشيف

واشنطن بوست .. صعود الاخوان المسلمين السوريين بالمعارضة يقلق دول الجوار

 قالت صحيفة 'واشنطن بوست' الامريكية ان جماعة الاخوان المسلمين السوريين اعادت خلق نفسها من جديد بعد اعوام من القمع والملاحقة التي هددت بمحوها لتصبح عنصرا مهما في حركة المعارضة السورية المشرذمة. فالاخوان المسلمون يحتلون اكبر عدد من المقاعد في المجلس الوطني السوري المعارض لنظام بشار الاسد، كما ويتمتعون بالسيطرة على لجان مهمة ومؤثرة فيه فهم يسيطرون على لجنة الاغاثة التي توزع المال والمساعدات الانسانية على السوريين الذين يشاركون في مواجهة النظام عسكريا. واضافت ان الاخوان المسلمين يقومون منفردين بتوفير السلاح للمقاتلين الذين يواصلون مناوشاتهم مع جيش النظام. وترى الصحيفة في ظاهرة الاحياء التي تعيشها الحركة مثالا مثيرا للدهشة لحركة كادت ان تمحى من الوجود في المواجهة مع النظام التي انتهت بمجزرة حماة وادت لمقتل اكثر من 20 الف مدني عام 1982. واثار صعود الاخوان السياسي قلق الدول القريبة من سورية والمجتمع الدولي بشكل عام. وتنبع الخشية من زيادة تأثير الاسلاميين المتزايد في دول الربيع العربي، اضافة الى مخاوف الاقليات داخل سورية من صعود الغالبية السنة للحكم. ويرد مسؤولو الجماعة على هذه المخاوف بقولهم انهم اتصلوا مع دول الجوار مثل العراق والاردن ولبنان لتبديد مظاهر القلق هذه كما التقوا عددا من المسؤولين الاوروبيين والدبلوماسيين الامريكيين، حيث اكدوا لهم انهم لا يطمحون للسيطرة على المشهد السياسي السوري في المستقبل او اقامة اي نوع من انواع الحكم الاسلامي. ويقول ملهم الدروبي العضو في قيادة جماعة الاخوان المسلمين ان المخاوف من جماعته لا اساس لها لان جماعته معتدلة ومنفتحة، ولان الاخوان لن يكونوا قادرين على تسيد المشهد السياسي حتى لو ارادوا ذلك، خاصة انهم يفتقدون الوسائل والقدرة على تحقيق هذا. وفي ضوء الحديث عن البعد الجهادي الذي بدأ يتزايد الحديث عنه وادعاء جماعة متشددة اسمها 'جبهة النصرة' مسؤوليتها عن التفجيرات في دمشق، فقد ابعد الاخوان انفسهم عنه. ويؤكد قادة الاخوان ان الاموال التي يحصلون عليها من متبرعين في دول الخليج خاصة قطر والسعودية ويشترون بها السلاح يتأكدون من عدم وقوعها في يد الجهاديين، حيث يقول الدروبي ان لدى الحركة شبكة على الارض يقوم افرادها بالتأكد من عدم وصول الاسلحة لمن هم خارج التيار الرئيسي في المقاومة المسلحة. ويذهب قادة الاخوان السوريين ابعد من هذا في تصوير ملمح الاعتدال لحركتهم فقد نفى عدد منهم في تصريحات لصحيفة امريكية اخرى الاسبوع الماضي سمة الاسلامية عنها واكتفوا بوصفها بالحركة المحافظة، حيث قال احدهم انهم يعارضون استخدام الدين في السياسة، كما اصدرت الحركة ميثاقا قالت فيه انها لا تطمح لانشاء حكم ديني في سورية ما بعد الاسد، كما عبرت عن تأييدها لتدخل الناتو العسكري للاطاحة بنظام الاسد. ومن اجل تطمين الاحزاب الاخرى يقول بعضهم ان الانظمة في مصر وتونس لم تسحق الاخوان مثل ما حدث في سورية، وفي ضوء هذا فلا تتوقع الحركة تحقيق ما حققته الحركات الاسلامية في البلدان الاخرى. ويضيف محمد فاروق طيفور نائب المراقب العام للاخوان السوريين ان سنوات من الحكم العلماني وحكم الطائفة سيجعل من الصعوبة بمكان ان يحقق الاخوان نسبة كبيرة، ويضع الدروبي نسبة الدعم بـ 25 بالمئة. ويعتقد باحثون ان ما ادى الى زيادة تأثير الاخوان المسلمين على المجلس الوطني هو ضعف بقية حركات المعارضة التي تفتقد الى التنظيم حسب يزيد صايغ الباحث في وقفية كارنيجي في بيروت. وتشير الصحيفة الى مظاهر القلق من القوى العلمانية التي تخشى من قوة الاخوان وتأثيرهم على المجال العسكري، وتنقل عن عمار العظم استاذ التاريح في جامعة اوهايو قوله ان الاخوان لعبوها بشكل صحيح فمن ناحية ابعدوا انفسهم عن المتطرفين ومن ناحية اخرى وضعوا اصابعهم في كل اطراف الكعكة ولديهم تأثير في كل المجالات. على الرغم من معارضة من هم في الداخل لسيادة اسلامية كما في مصر وتونس، ورفضهم سيطرة جماعة الخارج على الداخل فان هناك امكانية لتوسع تأثير الاخوان على الارض خاصة ان الاخوان منظمون كما انهم يحظون بمساعدة من السعودية ولديهم تاريخ في القدرة على التنظيم مقارنة مع الجماعات الجديدة كما يقول ناشط من حماة. ولا يستبعد الناشط تحول الاخوان المسلمين الى اكبر قوة سياسية في مرحلة ما بعد الاسد، بسبب الغالبية المسلمة، والتدين العالي بين افراد الشعب السوري.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة