دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يجتمع قادة دول الخليج العربي في الرياض اليوم لمناقشة صيغة الانتقال من «التعاون» إلى «الاتحاد». مشروع الاتحاد الثنائي بين السعودية والبحرين يحتل صدارة البنود المطروحة للنقاش، فيما تراهن الرياض، بحسب مراقبين، على أن تحقيقه سيسهم في كرّ سبحة انضمام الدول الخليجية الأخرى وصولاً إلى الاتحاد الكامل.
وفي وقت تبدو المنامة مرحبة بهذا الطرح، يتخوف كثيرون في الشارع البحريني من تداعيات مشروع مماثل على سيادة البحرين واستقلالها، كما ينتقده كثيرون من الخارج باعتباره «ابتلاعاً سعوديا للبحرين»، وفق الكاتب في «أوبن ديموكراسي» مايل ستيفنز.
ومن الجانب الرسمي، اعتبر رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن التحديات الناجمة عن الظروف «الاستثنائية» تجعل الاتحاد الخليجي أمرا «ملحاً»، داعيا إلى إقامة منظومة أمنية موحدة لحماية دول الخليج.
ونقلت صحيفة «الرياض» السعودية عن رئيس الوزراء، عشية القمة التشاورية الخليجية، تأكيده أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن «تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الأمن بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الامنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة أمنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس».
كما قال إن»علينا التقاط الخيوط المضيئة وترك ما تعثر في الوراء، والسير نحو استكمال ما بدأناه»، في إشارة إلى مشاريع لا تزال تواجه التعثر مثل الاتحاد الجمركي والوحدة النقدية.
من جهتها، أعربت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في البحرين سميرة رجب عن اعتقادها أن الفرصة حانت الآن لتطوير مجلس التعاون الخليجي.
وتوقعت رجب، في تصريح خاص لراديو «سوا» الأميركي أمس، أن يكون «هناك إعلان بين اثنتين أو ثلاث دول حول العلاقات الخارجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية»، وأضافت «السيادة تبقى مع كل دولة وتبقى دولة عضوا في الأمم المتحدة لكن الدول ستحدد في القرار بمجال العلاقات الخارجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية».
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء عقدوا اجتماعا في الرياض أمس اطلعوا فيه على تقرير اللجنة التي شكلت منذ العام الماضي لدراسة صيغة الانتقال إلى الاتحاد.
ويأتي هذا الطرح في وقت تشهد شوارع البحرين توترا متزايداً، حيث قام متظاهرون بالاشتباك مع الشرطة، أمس الأول، أثناء اعتصام للمطالبة بالإفراج عن زعماء معارضين وناشطين سابقين.
وارتفعت أصوات عدة محذرة من مغبة «التفريط باستقلال البحرين»، بحسب جمعية الوفاق الإسلامي، كبرى أحزاب المعارضة الشيعية.
وذكر الأمين العام الشيخ علي سلمان أن «ما حقق الاستقلال في البحرين ليس أسرة آل خليفة إنما الشعب وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال وعدمه»، لافتاً إلى «أننا نرفض الفكرة للأسباب نفسها التي يرفضها أمير قطر وأمير الكويت وسلطان عمان وشيخ الإمارات».
من جانبه، طالب نائب الأمين العام لجمعية «وعد» المعارضة في البحرين راضي الموسوي بأن يكون القرار نتيجة استفتاء شعبي كامل، وهو العرف الجاري في كل دول العالم، مشدداً «نحن نريد توحيد الدول الخليجية لا الهروب من الاستحقاقات السياسية والحقوقية التي تتعلق بالمسألة الديموقراطية والحرية».
من جهته، يسأل مايكل ستيفنز حول ما إذا كان قرار الاتحاد مجرد اعتراف بتبعية البحرين للسعودية، بحيث تتآكل سيادتها بشكل أساسي مع الجهد للحفاظ على استقلال صوري كالتمسك بالعلم وبعض المؤسسات التي يسمح لها قصدا بالتمايز عن الإطار العام.
ويعتبر ستيفنز أن «فزاعة» الهيمنة الإيرانية لا معنى لها، إذ ان «الرغبة بتدمير السيادة البحرينية ليست عامة في إيران، وسكان البحرين متنوعون بحيث لا يمكن تجاوزهم من الداخل من قبل الحركات الشيعية الإيرانية».
ويعتبر ستيفنز أن اندفاع البحرين للاتحاد «ناجم عن ضعف وليس استعراضاً للقوة.. حتى أن السعودية التي تسعى لدمج دول الخليج الأخرى عسكرياً تتصرف من موقع الخائف». ثم يطرح «السؤال المهم»: ما الذي يدفع دولة استثمرت المليارات من الدولارات في أمنها الدفاعي إلى الخوف من إيران، ليقول «إن هناك ما هو أبعد من الخوف العسكري.. إنه الحراك الشيعي الذي باتت السعودية تشعر به يهددها».
ويضاف إلى ما سبق من أسباب، بحسب الكاتب، إمكان توجه أميركا نحو عقد صفقة أو تهدئة مع إيران لا سيما أن جولة المفاوضات الثانية المزمع عقدها في بغداد تقترب، ومعها تاريخ واشنطن في التخلي عن الحلفاء مع تغير دفة مصالحها.
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة