قلب الإنسان يعمل في حالة متواصلة من تعاقب الانقباض والانبساط، وفي كل انقباضة للقلب يتم ضخ الدم إلى شرايين الجسم، وهذا الضخ الساري بقوة في الشرايين يشعر به أحدنا كنبضة القلب إذا ما وضع أصبعه على الشريان الموجود في باطن معصم اليد. وفي كل ارتخاء وانبساط للقلب يسكن القلب ويهدأ كي يتم استيعاب الدم الوارد إليه، ونشعر بسكون ارتخاء وانبساط القلب عند السكون في شريان المعصم في اللحظات القصيرة ما بين كل نبضة والتي تليها.

إن شرايين الجسم عبارة عن شبكة لأنابيب تمديدات توصيل الدم من القلب إلى أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، ولكي يتم ضمان توصيل الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة يجب على الشرايين أن تهتم بأمرين، الأول: ضمان استمرارية وصول الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة. والثاني: ضمان أن لا تتلف هذه الأعضاء والأنسجة ولا تتأثر سلبيا بالقوة الهيدروليكية الهائلة نسبيا التي يتدفق الدم بها حال ضخ القلب له. والحل الذي تقوم به الشرايين للاهتمام بهذين الأمرين هو تكوين مقدار معين من الضغط للدم Blood Pressure داخل مجاري الشرايين. وإذا ما كان ضغط الدم مرتفعا Hypertension فإن أعضاء الجسم وأنسجته ستستقبل قوة هيدروليكية عالية طوال الوقت، ما يعني ارتفاع احتمالات حصول التلف واختلال الوظيفة مع مرور الوقت. وإذا ما كان ضغط الدم منخفضا Hypotension فإن أعضاء الجسم وأنسجته لن تستقبل الكميات اللازمة لها من الدم، ما يعني انخفاض مستوى تغذيتها وانخفاض مستوى تزويدها بالأكسجين، وبالتالي تلفها وضعفها عن أداء وظائفها.

 

من هذا ندرك أهمية أن يكون هناك مقدار معتدل من ضغط الدم داخل الشرايين، وندرك أضرار ارتفاعه أو انخفاضه، كما ندرك معنى الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي.

 

ويتم عادة تسجيل قراءة قياس ضغط الدم كرقمين، يتم كتابة أحدهما فوق الآخر مثل البسط والمقام للكسر، وذلك بالهيئة التالية: 117/ 76. وتُقرأ 117 على 76 ملليمتر زئبق. ويمثل الرقم الأعلى 117، مقدار قراءة قياس ضغط الدم الانقباضي Systolic، أي مقدار ضغط الدم داخل شرايين الجسم في لحظات حالة انقباض عضلة القلب لضخ الدم إلى جميع شرايين الجسم. أما الرقم الأسفل 76، فهو مقدار قراءة ضغط الدم الانبساطي Diastolic، أي مقدار ضغط الدم داخل الشرايين في لحظات حالة انبساط وارتخاء عضلة القلب لاستيعاب الدم المقبل إليه من أوردة الجسم الكبيرة.

 

وما يحرص الطبيب عليه هو الحصول على «التقييم الدقيق» لوضع مقدار ضغط الدم داخل الشرايين لدى الإنسان، ويُعد جدولا بيانيا لمقدار قراءات قياس ضغط الدم لديه عبر مرور الزمن. وتتضمن إرشادات رابطة القلب الأميركية ضرورة قياس الضغط في الشرايين بدءا من بلوغ المرء 20 سنة، ثم تكرار قياسه مرة كل سنتين على أقل تقدير في حال ما تكون نتائج قراءة ضغط الدم أقل من 120/ 80 ملليمتر زئبق.

 

تغير المقادير ومقدار ضغط الدم شيء متغير بشكل ديناميكي متحرك، وكما أن مقدار الضغط الانقباضي يرتفع عن مقدار ضغط الدم الانبساطي، أي يتغير أثناء مراحل النبضة الواحدة للقلب، فإن ضغط الدم الانقباضي والانبساطي كذلك يتغيران بين كل نبضة والتي تليها، وكذلك يتغير بين دقيقة وأخرى، وأيضا يتغير بين أوقات النهار وأوقات الليل، وكذا حال الراحة وحال القيام بأنواع شتى من المجهود البدني، وكذلك يختلف بين حالة استلقاء الجسم أو الجلوس أو القيام، ويتغير كذلك بعد تناول الطعام أو شرب القهوة أو الشاي أو التدخين عن الحالات الأخرى. ولكن مع كل هذه التغيرات والاختلافات في مقدار ضغط الدم، يجب أن يكون ضغط الدم أقل من 120 على أقل من 80 بالنسبة للإنسان البالغ الذي تجاوز عمر 20 سنة كي يقال عنه «ضغط دم طبيعي». وتذكر الإحصائيات الطبية في الولايات المتحدة، وفق ما تشير إليه رابطة القلب الأميركية، أن واحدا من بين كل ثلاثة بالغين لديه ارتفاع في ضغط الدم، وتحديدا 33 في المائة من البالغين هم كذلك.

 

وإذا ما كانت قراءة قياس ضغط الدم أعلى من المقدار الطبيعي، سواء في الانقباض أو الانبساط، فإن الطبيب سيقوم بإجراء قياس متكرر لمقدار ضغط الدم خلال فترة زمنية تمتد لبضعة أسابيع، أو يطلب من المرء أن يُجري قياس ضغط الدم بشكل متكرر في المنزل، وذلك قبل الإعلان عن إصابة الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم. وهذا أمر تؤكد عليه رابطة القلب الأميركية لعموم الأطباء ولعموم الناس كي يتم تشخيص الإصابة المرضية لارتفاع ضغط الدم على يقين. وتحديدا تنص الرابطة بالقول: «إن قراءة واحدة مرتفعة لمقدار ضغط الدم ليس معناها بالضرورة أن الشخص لديه مرض ارتفاع ضغط الدم، ولكن إذا ما تكررت ملاحظة أن نتائج قراءات قياس ضغط الدم هي 140/ 90 أو أعلى من ذلك عبر فترة زمنية، أي إما أن الضغط الانقباضي هو 140 أو أعلى من ذلك، أو أن الضغط الانبساطي هو 90 أو أعلى من ذلك، فإن الطبيب سيذكر للمريض إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم وسيباشر البدء ببرنامج علاجي للعمل على خفض ضغط الدم لعودة قراءات قياسه إلى المقدار الطبيعي».

 

* والجدول البياني المرفق بعنوان «فئات ارتفاع ضغط الدم» هو من وضع رابطة القلب الأميركية American Heart Association في إصداراتها الحالية لتصنيف ارتفاع ضغط الدم. ولمن تجاوزوا سن الثامنة عشر عاما، تصنف الهيئات الطبية في الولايات المتحدة قراءات قياس ضغط الدم إلى أربعة فئات، وهي:

 

* الفئة الأولى: ضغط الدم الطبيعي، وهو حينما يشير القياس إلى أقل من 120/ 80 ملم زئبق.

 

* الفئة الثانية: ضغط دم في مرحلة ما قبل الارتفاع المرضي، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 120 إلى 139 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما بين 80 إلى 89 بالنسبة للضغط الانبساطي.

 

* الفئة الثالثة: ضغط دم في المرحلة الأولى من مرض ارتفاع ضغط الدم، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 140 إلى 159 للضغط الانقباضي، أو ما بين 90 إلى 99 بالنسبة للضغط الانبساطي.

 

* الفئة الرابعة: ضغط دم في المرحلة الثانية من مرض ارتفاع ضغط الدم، وهي المرحلة الأكثر شدة، أي حينما يشير القياس إلى ما فوق 160 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما فوق 100 بالنسبة للضغط الانبساطي. ومن المهم ملاحظة أن أي ارتفاع في مقدار الضغط الانبساطي أو الانقباضي عن المعدل الطبيعي، هو شيء مهم لتشخيص الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ولذا، فإن هناك من هم مصابون بمرض ارتفاع الضغط الانقباضي، وآخرون بمرض ارتفاع الضغط الانبساطي، أو بكليهما.

 

* أما مرحلة «أزمة ارتفاع ضغط الدم» hypertensive crisis، فيكون فيها مقدار الضغط الانقباضي 180 وما فوق، أو يكون فيها مقدار الضغط الانبساطي 110 وما فوق. وهنا ترشد رابطة القلب الأميركية إلى ضرورة الانتظار بضع دقائق وإعادة القياس، وإذا ما كان مرتفعا بالمقدار المتقدم ذكره، فإن الواجب النظر إلى الحالة بأنها حالة إسعافية تتطلب تدخلا طبيا طارئا للعمل على خفض هذا الارتفاع في ضغط الدم بطريقة متدرجة، وليس بطريقة متسرعة لخفض الضغط إلى مستويات متدنية, وهذا أمر مهم، أي العمل على الخفض المتدرج لارتفاع ضغط الدم.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-12
  • 10233
  • من الأرشيف

نتائج قياسات ضغط الدم.. ومدلولاتها معدلاتها الطبيعية تؤمن حياة صحية

قلب الإنسان يعمل في حالة متواصلة من تعاقب الانقباض والانبساط، وفي كل انقباضة للقلب يتم ضخ الدم إلى شرايين الجسم، وهذا الضخ الساري بقوة في الشرايين يشعر به أحدنا كنبضة القلب إذا ما وضع أصبعه على الشريان الموجود في باطن معصم اليد. وفي كل ارتخاء وانبساط للقلب يسكن القلب ويهدأ كي يتم استيعاب الدم الوارد إليه، ونشعر بسكون ارتخاء وانبساط القلب عند السكون في شريان المعصم في اللحظات القصيرة ما بين كل نبضة والتي تليها. إن شرايين الجسم عبارة عن شبكة لأنابيب تمديدات توصيل الدم من القلب إلى أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، ولكي يتم ضمان توصيل الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة يجب على الشرايين أن تهتم بأمرين، الأول: ضمان استمرارية وصول الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة. والثاني: ضمان أن لا تتلف هذه الأعضاء والأنسجة ولا تتأثر سلبيا بالقوة الهيدروليكية الهائلة نسبيا التي يتدفق الدم بها حال ضخ القلب له. والحل الذي تقوم به الشرايين للاهتمام بهذين الأمرين هو تكوين مقدار معين من الضغط للدم Blood Pressure داخل مجاري الشرايين. وإذا ما كان ضغط الدم مرتفعا Hypertension فإن أعضاء الجسم وأنسجته ستستقبل قوة هيدروليكية عالية طوال الوقت، ما يعني ارتفاع احتمالات حصول التلف واختلال الوظيفة مع مرور الوقت. وإذا ما كان ضغط الدم منخفضا Hypotension فإن أعضاء الجسم وأنسجته لن تستقبل الكميات اللازمة لها من الدم، ما يعني انخفاض مستوى تغذيتها وانخفاض مستوى تزويدها بالأكسجين، وبالتالي تلفها وضعفها عن أداء وظائفها.   من هذا ندرك أهمية أن يكون هناك مقدار معتدل من ضغط الدم داخل الشرايين، وندرك أضرار ارتفاعه أو انخفاضه، كما ندرك معنى الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي.   ويتم عادة تسجيل قراءة قياس ضغط الدم كرقمين، يتم كتابة أحدهما فوق الآخر مثل البسط والمقام للكسر، وذلك بالهيئة التالية: 117/ 76. وتُقرأ 117 على 76 ملليمتر زئبق. ويمثل الرقم الأعلى 117، مقدار قراءة قياس ضغط الدم الانقباضي Systolic، أي مقدار ضغط الدم داخل شرايين الجسم في لحظات حالة انقباض عضلة القلب لضخ الدم إلى جميع شرايين الجسم. أما الرقم الأسفل 76، فهو مقدار قراءة ضغط الدم الانبساطي Diastolic، أي مقدار ضغط الدم داخل الشرايين في لحظات حالة انبساط وارتخاء عضلة القلب لاستيعاب الدم المقبل إليه من أوردة الجسم الكبيرة.   وما يحرص الطبيب عليه هو الحصول على «التقييم الدقيق» لوضع مقدار ضغط الدم داخل الشرايين لدى الإنسان، ويُعد جدولا بيانيا لمقدار قراءات قياس ضغط الدم لديه عبر مرور الزمن. وتتضمن إرشادات رابطة القلب الأميركية ضرورة قياس الضغط في الشرايين بدءا من بلوغ المرء 20 سنة، ثم تكرار قياسه مرة كل سنتين على أقل تقدير في حال ما تكون نتائج قراءة ضغط الدم أقل من 120/ 80 ملليمتر زئبق.   تغير المقادير ومقدار ضغط الدم شيء متغير بشكل ديناميكي متحرك، وكما أن مقدار الضغط الانقباضي يرتفع عن مقدار ضغط الدم الانبساطي، أي يتغير أثناء مراحل النبضة الواحدة للقلب، فإن ضغط الدم الانقباضي والانبساطي كذلك يتغيران بين كل نبضة والتي تليها، وكذلك يتغير بين دقيقة وأخرى، وأيضا يتغير بين أوقات النهار وأوقات الليل، وكذا حال الراحة وحال القيام بأنواع شتى من المجهود البدني، وكذلك يختلف بين حالة استلقاء الجسم أو الجلوس أو القيام، ويتغير كذلك بعد تناول الطعام أو شرب القهوة أو الشاي أو التدخين عن الحالات الأخرى. ولكن مع كل هذه التغيرات والاختلافات في مقدار ضغط الدم، يجب أن يكون ضغط الدم أقل من 120 على أقل من 80 بالنسبة للإنسان البالغ الذي تجاوز عمر 20 سنة كي يقال عنه «ضغط دم طبيعي». وتذكر الإحصائيات الطبية في الولايات المتحدة، وفق ما تشير إليه رابطة القلب الأميركية، أن واحدا من بين كل ثلاثة بالغين لديه ارتفاع في ضغط الدم، وتحديدا 33 في المائة من البالغين هم كذلك.   وإذا ما كانت قراءة قياس ضغط الدم أعلى من المقدار الطبيعي، سواء في الانقباض أو الانبساط، فإن الطبيب سيقوم بإجراء قياس متكرر لمقدار ضغط الدم خلال فترة زمنية تمتد لبضعة أسابيع، أو يطلب من المرء أن يُجري قياس ضغط الدم بشكل متكرر في المنزل، وذلك قبل الإعلان عن إصابة الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم. وهذا أمر تؤكد عليه رابطة القلب الأميركية لعموم الأطباء ولعموم الناس كي يتم تشخيص الإصابة المرضية لارتفاع ضغط الدم على يقين. وتحديدا تنص الرابطة بالقول: «إن قراءة واحدة مرتفعة لمقدار ضغط الدم ليس معناها بالضرورة أن الشخص لديه مرض ارتفاع ضغط الدم، ولكن إذا ما تكررت ملاحظة أن نتائج قراءات قياس ضغط الدم هي 140/ 90 أو أعلى من ذلك عبر فترة زمنية، أي إما أن الضغط الانقباضي هو 140 أو أعلى من ذلك، أو أن الضغط الانبساطي هو 90 أو أعلى من ذلك، فإن الطبيب سيذكر للمريض إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم وسيباشر البدء ببرنامج علاجي للعمل على خفض ضغط الدم لعودة قراءات قياسه إلى المقدار الطبيعي».   * والجدول البياني المرفق بعنوان «فئات ارتفاع ضغط الدم» هو من وضع رابطة القلب الأميركية American Heart Association في إصداراتها الحالية لتصنيف ارتفاع ضغط الدم. ولمن تجاوزوا سن الثامنة عشر عاما، تصنف الهيئات الطبية في الولايات المتحدة قراءات قياس ضغط الدم إلى أربعة فئات، وهي:   * الفئة الأولى: ضغط الدم الطبيعي، وهو حينما يشير القياس إلى أقل من 120/ 80 ملم زئبق.   * الفئة الثانية: ضغط دم في مرحلة ما قبل الارتفاع المرضي، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 120 إلى 139 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما بين 80 إلى 89 بالنسبة للضغط الانبساطي.   * الفئة الثالثة: ضغط دم في المرحلة الأولى من مرض ارتفاع ضغط الدم، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 140 إلى 159 للضغط الانقباضي، أو ما بين 90 إلى 99 بالنسبة للضغط الانبساطي.   * الفئة الرابعة: ضغط دم في المرحلة الثانية من مرض ارتفاع ضغط الدم، وهي المرحلة الأكثر شدة، أي حينما يشير القياس إلى ما فوق 160 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما فوق 100 بالنسبة للضغط الانبساطي. ومن المهم ملاحظة أن أي ارتفاع في مقدار الضغط الانبساطي أو الانقباضي عن المعدل الطبيعي، هو شيء مهم لتشخيص الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ولذا، فإن هناك من هم مصابون بمرض ارتفاع الضغط الانقباضي، وآخرون بمرض ارتفاع الضغط الانبساطي، أو بكليهما.   * أما مرحلة «أزمة ارتفاع ضغط الدم» hypertensive crisis، فيكون فيها مقدار الضغط الانقباضي 180 وما فوق، أو يكون فيها مقدار الضغط الانبساطي 110 وما فوق. وهنا ترشد رابطة القلب الأميركية إلى ضرورة الانتظار بضع دقائق وإعادة القياس، وإذا ما كان مرتفعا بالمقدار المتقدم ذكره، فإن الواجب النظر إلى الحالة بأنها حالة إسعافية تتطلب تدخلا طبيا طارئا للعمل على خفض هذا الارتفاع في ضغط الدم بطريقة متدرجة، وليس بطريقة متسرعة لخفض الضغط إلى مستويات متدنية, وهذا أمر مهم، أي العمل على الخفض المتدرج لارتفاع ضغط الدم.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة