دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تحت عنوان 'الربيع العربي غطى على الاخبار المروعة عن عنصرية المنطقة'، كتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك مقالا بصحيفة 'الاندبندنت' البريطانية انتقد فيه وضع الخادمات في المجتمع العربي على ضوء ما حدث للخادمة الاثيوبية عالم ديتشاسا، التي صورت وهي تضرب وتجر الى السيارة من قبل الوكيل الذي احضرها من اثيوبيا، حيث تم نقل الخادمة، وهي ام لولدين، الى مستشفى للامراض العقلية، وهناك شنقت نفسها لخوفها من اعادتها الى عائلتها المحتاجة لعملها.واثار شريط الفيديو الذي نشر على موقع 'يوتيوب' مشاعر القرف لدى المشاهدين لفظاعة العمل الذي مارسته ربة البيت والوكيل على الخادمة المسكينة، وكتب البعض معلقا انه 'يخجل من كونه عربيا'، فيما كتب اخر قائلا ان هذا دليل على تخلف المجتمع العربي. ويقول فيسك في مقالته ان الكثير من المقالات والدراسات ورسائل الدكتوراة تم اعدادها عن الاسلاموفوبيا، وكم هي المقالات التي شجبت سياسات الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي وموقفه من المهاجرين؟ والتي تعني المسلمين لان غالبية المهاجرين في فرنسا عرب ومسلمون. ولكن هذا الكلام لا يخفي ان هناك عنصرية في المجتمعات المسلمة او قل المجتمعات في الشرق الاوسط وهي تلك المتعلقة بالعمال والخادمات، فقصة ديتشاسا ما هي الا صورة عن المعاملة التي تلقاها الخادمات ليس في لبنان وحده، لكن في السعودية والاردن ودول الخليج، وبلد المليارات الكويت كما يصفها.
واضاف فيسك في مقاله ان عدد الخادمات في لبنان وحده 200 الف خادمة او 'العاملات في البيوت'، ومع ان مظاهرات نظمت في بيروت، وشجبت الامم المتحدة فيما وجهت تهمة لعلي محفوظ الوكيل الذي احضرها من اثيوبيا ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئا وان اختفى ولم يعد خبرا بسبب الثورات العربية في سورية والبحرين والربيع في مصر وتونس.
ويقول فيسك كم منا يعرف عن الخادمة البنغالية التي اغتصبها حارسها الشرطي في غرفة الاحتجاز في النبطية بعد القاء القبض عليها وهي تحاول الهروب من سوء معاملة ربة البيت الذي تعمل فيه.
وينقل فيسك ما كتبته ان ماري الحاج التي قالت ان ديتشاسا تنتمي الى طائفة من اللواتي يعانين بصمت وهن ضحايا النظام اللبناني الظالم الذي يتجاهل حقوقهن الانسانية والذي يغمض عينيه لظروف استئجار الخادمات اللاتي يعملن في ظروف تشبه العبودية.
ويتذكر في اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 كيف خرجت خادمة سريلانكية للشارع تطلب الحماية، حيث صادر رب عملها جواز سفرها مثلها مثل الاف السريلانكيات العاملات في لبنان، وفي فوضى الحرب الاهلية سافر رب عملها مع اولاده وعائلته بحثا عن الامن واخذ معه جواز سفرها.
ولهذا علقت في جحيم القصف متشردة كان اصحاب سيارات الاجرة يمنحونها الملجأ كي تنام مقابل اغتصابها حتى اكتشفها صاحب فندق.
ويشير فيسك الى ان كل واحد في المنطقة يعرف عن هذه المعاملة لكن هناك صمتا حولها. ويشير الى تجربته الخاصة في القاهرة عندما دعي الى عشاء ولاحظ وجود كدمات على وجه الخادمة التي تقدم الطعام لهم، وعندما علق على الامر تضايق منه صاحب المنزل وتجاهله طوال الحفل ولم يدعه مرة ثانية الى بيته.
وينقل عن باحث لبناني قوله ان المجتمعات العربية باتت تعتمد على الخادمات الاجنبيات ففي لبنان تبلغ نسبة البيوت التي تعتمد عليهن 25 بالمئة.
ومع ذلك فان حالة العمالة الاجنبية في دول الخليج، ذكورا واناثا- سيئة بقدر تجعل العمال ينامون في غرف مكتظة، ثمانية في كل غرفة، وحتى في الكويت فهم يتعرضون للضرب وانتهاك حقوقهم، ويعاملون كبشر من الدرجة الثالثة ويعتقلون بناء على اسباب تافهة.
ويشير الى ان السعودية لديها قانون قطع رؤوس الذين يتهمون بالقتل. ويشير الى حالات قتل لخادمة فلبينية اتهمت بالقتل، والسريلانكية سيتي فاروق التي اتهمت بالقتل واعدمت مثل الفلبينية.
وتظل حالة الخادمات والعمال الاجانب من القضايا التي تتهم فيها منظمات حقوق الانسان الدول العربية بانتهاك حقوقهم، وترى في نظام مصادرة الجوازات نوعا من العبودية. ويعاني العمال الاجانب خاصة من دول شبه القارة الهندية من اوضاع سيئة واجور متدنية تدفع احيانا بعضهم للانتحار برمي انفسهم من العمارات العالية وسجلت في دبي عدة حالات من هذا النوع. كما ان ظروف العمل قاسية حيث يعملون تحت حر الشمس القاسية وفي غرف تخلو من التكييف والتهوية الصحية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة