تحتفل مجموعة من الليبراليين السعوديين بـ«يوم الليبرالية السعودية» في السابع من أيار، الذي يصادف بعد غد الاثنين، في تحدّ صارخ للتيار الديني المتشدّد. وما إن أُعلنت هذه الخطوة، أول من أمس، حتى تعرّض الناشطون لحملة تكفير شاملة، إضافة الى قرصنة مواقعهم وبريدهم الإلكتروني.

وبما أنه غير مسموح في السعودية بتنظيم مسيرات أو تجمعات، فإن فعالية «الاحتفال» ستقتصر على ندوة إلكترونية يقيمها الناشطون، ويجري العمل على أن تكون هذه الندوة فعلية لا إلكترونية فقط، بحسب ما أكدت الأمينة العامة لتجمع «الليبرالية السعودية»، سعاد الشمري لـ «الأخبار». وأوضحت الشمري أن الهدف هو انتزاع الاعتراف بالليبرالية السعودية، مشيرةً الى أنه لم يصدر بيان موقع بهذا الشأن، بل كانت دعوة من قبل مجموعة من الليبراليين من أجل الاحتفال بيوم الليبرالية السعودية في السابع من أيار.

وقالت إنها تعرضت لهجمة شرسة من قبل المتدينين فور صدور الإعلان، وجرت قرصنة بريدها الإلكتروني، إضافة الى حملة شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم جماعة «السابع من أيار» بأنهم خونة.

وقالت الناشطة السعودية إن غالبية النشطاء والإصلاحيين لا يتجرأون على إعلان توجهاتهم خوفاً من التيار الديني، الذي يتهمهم بالإلحاد والكفر. وتساءلت لماذا كل هذا الهجوم من قبل «مجاهدي تويتر»؟ مشيرة إلى أن ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي هو قمة الغباوة، محملة السلطات السعودية مسؤولية قرصنة المواقع والهجمة الإلكترونية الحاصلة، لأنها تملك القدرة إن هي أرادت على إيقاف هؤلاء المهاجمين الإلكترونيين.

وأكدت الشمري أنهم لا يتلقون الدعم من الدولة أو من أي جهة كانت، بل على العكس، فهم يعدّون بالنسبة إلى الكثيرين «أسماءً مشبوهة» لأنهم ينادون بالليبرالية، لذلك يُخشى التعاون معهم، متساءلة «هل نحن إرهابيون كي يخشونا؟».

وعن خلفيات المبادرة، قالت الشمّري إن الفكرة بدأت قبل عامين مع تأسيس الشبكة الليبرالية الحرة. وأضافت إنه في أيار الماضي عُقد في القاهرة مؤتمر الليبراليين، وحضرته جهات من أوروبا والعالم العربي «ولم يحضر من الخليج العربي سوى نحن، وكان اللافت أننا عبّرنا عن تجربة ليبرالية في الداخل لا في لندن (حيث تنشط المعارضة). وتحدثت عن تفاصيل الليبرالية السعودية، وكيف تهاجَم عبر المنابر الدينية كل جمعة. وطلبنا في نهاية الكلمة الاعتراف بنا وإعطاءنا عضوية دولية». وأوضحت أن تحركهم لقي دعم حزب الوطنيين الأحرار اللبناني لكميل شمعون وحزب الليبرالية السوداني.

وقالت الشمري إن فعالية السابع من أيار ستكون عبارة عن ندورة إلكترونية ستجمع أشهر رموز التيار الليبرالي الخليجي، وهناك مسعى الى إقامة ندوة فعلية لا إلكترونية فقط. أما رسالة السابع من أيار، فهي نبذ الطائفية والفتنة وإعلان مبادئ العدالة والمساواة، على أمل التحول إلى تنظيم سياسي.

ويشارك في الندوة شخصيات كالأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني، انور الرشيد، الذي رأى أن «هذه الخطوة حجر يلقى في المياه المتحركة على مستوى الخليج. وسيجري الاحتفال به كيوم لليبرالية الخليجية»، إضافة الى رائف بدوي. وكتب الرشيد يقول إنه ما إن أعلنت الشمري وبدوي أن السابع من أيار هو يوم الليبرالية السعودية الأول حتى «دارت نقاشات ومعارك إعلامية محتدمة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً في الساحة السعودية بين الحداثيين والتقليديين». وأضاف إن «التيار الإسلامي خلال العقود الأربعة الماضية كان هو المبادر دائماً بطرح وجهة النظر في كل دول الخليج، حتى التيار القومي اليساري سابقاً والديموقراطي حالياً عجز عن مجاراة التيار الديني في المعارك التي يشنها».

ورأى الرشيد أن التيار الديني لا يقف وحده في معركته ضد الحداثيين واليساريين والديموقراطيين، بل تسانده الحكومات الخليجية، إضافة الى أن «التيار الديني السلفي والإخواني والوهابي والشيعي يمتلكون قوة مالية عظيمة، يمكن أن يحققوا بها ما يشاؤون». وقال إن «إلقاء القنبلة الصوتية هذه من قبل سعاد الشمري في هذا الوقت هو قمة التحدي الذي يمكن أن تواجهه امرأة في مجتمع عرف عن نفسه بأنه مجتمع محافظ»، متسائلاً «هل تقود الناشطة الحقوقية السعودية المجتمع الذكوري الخليجي؟».

  • فريق ماسة
  • 2012-05-04
  • 7690
  • من الأرشيف

ليبراليون سعوديون يتحدّون التيار الديني الاثنين

تحتفل مجموعة من الليبراليين السعوديين بـ«يوم الليبرالية السعودية» في السابع من أيار، الذي يصادف بعد غد الاثنين، في تحدّ صارخ للتيار الديني المتشدّد. وما إن أُعلنت هذه الخطوة، أول من أمس، حتى تعرّض الناشطون لحملة تكفير شاملة، إضافة الى قرصنة مواقعهم وبريدهم الإلكتروني. وبما أنه غير مسموح في السعودية بتنظيم مسيرات أو تجمعات، فإن فعالية «الاحتفال» ستقتصر على ندوة إلكترونية يقيمها الناشطون، ويجري العمل على أن تكون هذه الندوة فعلية لا إلكترونية فقط، بحسب ما أكدت الأمينة العامة لتجمع «الليبرالية السعودية»، سعاد الشمري لـ «الأخبار». وأوضحت الشمري أن الهدف هو انتزاع الاعتراف بالليبرالية السعودية، مشيرةً الى أنه لم يصدر بيان موقع بهذا الشأن، بل كانت دعوة من قبل مجموعة من الليبراليين من أجل الاحتفال بيوم الليبرالية السعودية في السابع من أيار. وقالت إنها تعرضت لهجمة شرسة من قبل المتدينين فور صدور الإعلان، وجرت قرصنة بريدها الإلكتروني، إضافة الى حملة شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم جماعة «السابع من أيار» بأنهم خونة. وقالت الناشطة السعودية إن غالبية النشطاء والإصلاحيين لا يتجرأون على إعلان توجهاتهم خوفاً من التيار الديني، الذي يتهمهم بالإلحاد والكفر. وتساءلت لماذا كل هذا الهجوم من قبل «مجاهدي تويتر»؟ مشيرة إلى أن ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي هو قمة الغباوة، محملة السلطات السعودية مسؤولية قرصنة المواقع والهجمة الإلكترونية الحاصلة، لأنها تملك القدرة إن هي أرادت على إيقاف هؤلاء المهاجمين الإلكترونيين. وأكدت الشمري أنهم لا يتلقون الدعم من الدولة أو من أي جهة كانت، بل على العكس، فهم يعدّون بالنسبة إلى الكثيرين «أسماءً مشبوهة» لأنهم ينادون بالليبرالية، لذلك يُخشى التعاون معهم، متساءلة «هل نحن إرهابيون كي يخشونا؟». وعن خلفيات المبادرة، قالت الشمّري إن الفكرة بدأت قبل عامين مع تأسيس الشبكة الليبرالية الحرة. وأضافت إنه في أيار الماضي عُقد في القاهرة مؤتمر الليبراليين، وحضرته جهات من أوروبا والعالم العربي «ولم يحضر من الخليج العربي سوى نحن، وكان اللافت أننا عبّرنا عن تجربة ليبرالية في الداخل لا في لندن (حيث تنشط المعارضة). وتحدثت عن تفاصيل الليبرالية السعودية، وكيف تهاجَم عبر المنابر الدينية كل جمعة. وطلبنا في نهاية الكلمة الاعتراف بنا وإعطاءنا عضوية دولية». وأوضحت أن تحركهم لقي دعم حزب الوطنيين الأحرار اللبناني لكميل شمعون وحزب الليبرالية السوداني. وقالت الشمري إن فعالية السابع من أيار ستكون عبارة عن ندورة إلكترونية ستجمع أشهر رموز التيار الليبرالي الخليجي، وهناك مسعى الى إقامة ندوة فعلية لا إلكترونية فقط. أما رسالة السابع من أيار، فهي نبذ الطائفية والفتنة وإعلان مبادئ العدالة والمساواة، على أمل التحول إلى تنظيم سياسي. ويشارك في الندوة شخصيات كالأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني، انور الرشيد، الذي رأى أن «هذه الخطوة حجر يلقى في المياه المتحركة على مستوى الخليج. وسيجري الاحتفال به كيوم لليبرالية الخليجية»، إضافة الى رائف بدوي. وكتب الرشيد يقول إنه ما إن أعلنت الشمري وبدوي أن السابع من أيار هو يوم الليبرالية السعودية الأول حتى «دارت نقاشات ومعارك إعلامية محتدمة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً في الساحة السعودية بين الحداثيين والتقليديين». وأضاف إن «التيار الإسلامي خلال العقود الأربعة الماضية كان هو المبادر دائماً بطرح وجهة النظر في كل دول الخليج، حتى التيار القومي اليساري سابقاً والديموقراطي حالياً عجز عن مجاراة التيار الديني في المعارك التي يشنها». ورأى الرشيد أن التيار الديني لا يقف وحده في معركته ضد الحداثيين واليساريين والديموقراطيين، بل تسانده الحكومات الخليجية، إضافة الى أن «التيار الديني السلفي والإخواني والوهابي والشيعي يمتلكون قوة مالية عظيمة، يمكن أن يحققوا بها ما يشاؤون». وقال إن «إلقاء القنبلة الصوتية هذه من قبل سعاد الشمري في هذا الوقت هو قمة التحدي الذي يمكن أن تواجهه امرأة في مجتمع عرف عن نفسه بأنه مجتمع محافظ»، متسائلاً «هل تقود الناشطة الحقوقية السعودية المجتمع الذكوري الخليجي؟».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة