دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بدأت «الأخبار» منذ أسابيع بنشر عدد من الرسائل الإلكترونية الواردة إلى البريد الإلكتروني لرئيس «المجلس الوطني السوري»، برهان غليون. وهذه الرسائل، التي حصلت عليها «الأخبار» من قراصنة استولوا عليها في النصف الأول من شهر نيسان الماضي، تكشف الكثير من تفاصيل عمل المجلس، وعلاقات مكوناته بعضها ببعض، كما صلاته بأطراف خارجية، وبأطياف أخرى من المعارضة السورية.
في عدد اليوم، تنشر «الأخبار» مضمون ثلاث رسائل، منها واحدة وردت إلى أعضاء في «المجلس الوطني السوري» في آذار الماضي، بعد «الانسحاب التكتيكي» لـ«الجيش السوري الحر» من منطقة بابا عمرو، تتحدّث عن تفاصيل الوضع الميداني الذي تعيشه المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية في مدينة حمص. وفيها شكوى من انقسام هذه المجموعات، ومن تجاوزات تلك المسماة «كتيبة الفاروق» بحق غيرها من المعارضين. وفي الرسالة الثانية، عرض من وزارة الخارجية الأميركية للمجلس بشأن ما سيناقشه أعضاء من الأخير مع الجامعة العربية، لناحية إمكان عرض اللجوء إلى مكان آمن على الرئيس السوري، بشار الأسد، والصعوبات التي يمكن أن تواجه عرضاً كهذا. أما الرسالة الثالثة، فقد تلقاها غليون من المعارض السوري البارز ميشال كيلو
كيلو لغليون: مواقف تركيا وقطر لم تكن إيجابية
لا تكاد ترد عبارة «المعارضة السورية» على لسان مسؤول غربي أو عربي معادٍ لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إلا ترد معها عبارة «توحيد المعارضة». حتى اليوم، بُذِلّت جهود كبيرة لذلك. وفي آذار الماضي، وصلت المفاوضات العربية والدولية مع أطياف المعارضة السورية إلى حد التوصل إلى توحيد عدد من هذه الأطياف في مكون واحد، أو ضم معارضين إضافيين إلى «المجلس الوطني السوري». في ما يلي، رسالة بعث بها المعارض السوري البارز ميشال كيلو إلى رئيس المجلس برهان غليون، في آذار الماضي، يعتذر فيها الأول عن عدم مجيئه إلى العاصمة التركية، للتوقيع على وثيقة مشتركة للمعارضين للنظام السوري، يشرح فيها أسباب معارضته التوقيع.
From: Michel Kilo [mailto:kilo
michel@gmail.com]
Sent: Friday, March 23, 2012 7:51 PM
Subject: Re: العهد الوطني لسورية الجديدة
عزيزي برهان، تحية ومودّة وبعد
أنت تعلم كم تعزّ علي ويعزّ عليّ رفض أي طلب منك،
لكنني علمت من حازم أن الدعوة إلى اللقاء جاءت من الأتراك والقطريين، وأن الجامعة العربية لا علاقة لها بها، ولم تستشر بشأنها، وأنت تعرف أنني أفضّل القاهرة على إسطنبول ومصر على تركيا، وأن مواقف العاصمتين القطرية والتركية لم تكن إيجابية بالنسبة لنا ولنضالنا
لذلك أودّ الاعتذار عن (عدم) القدوم إلى إسطنبول لتوقيع الوثيقة التي أخشى أن القصد منها هو قطع الطريق على تدخل روسي فاعل في أزمة نحن نعلم أن دور روسيا فيها يمكن أن يكون لصالحنا،
مع خالص الودّ
ميشيل
كتيبة الفاروق تقتلنا
تقرير عن اجتماع مع كل من الحاج خضر الحلواني (قائد كتيبة أحفاد الوليد، حمص القديمة والحميدية وبستان الديوان) وأبو قيس (بابا عمرو) وعدد من قادة المجموعات في حمص.
إن الوضع الحالي في مدينة حمص شديد الحساسية، فثمة ضغط هائل من قبل النظام وجيشه وشبيحته كما يعلم الجميع، والصفصافة اليوم هي الجبهة الأولى، وهي رهان الشباب هناك، يتركز دعم الجميع عليها في حالة من التنسيق الممتاز بينهم، لا ينفصل عنهم في هذا التنسيق إلا كتيبة الفاروق، وخاصة الخالدية.
الضغط الحالي الشديد، إضافة إلى الموقف النقدي لسلوكيات كتيبة الفاروق، جعلا عدداً كبيراً (24) من الكتائب الحرة في المدينة تعمل معاً، وهي فرصة جديدة للمساهمة في توحيد جهودهم وربطهم بالمجلس بصيغة أو بأخرى. اجتمع قادة الكتائب المشار إليها مراراً خلال الأيام الماضية، وتوصلوا في ما بينهم الى ورقة من تسع نقاط ينتقدون فيها آلية عمل كتيبة الفاروق وسلوكياتها؛ من النقاط تفرّد الفاروق بالقرار في مناطقها، وعملها على إخضاع من هم خارج إمرتها لها بالعنف، وممارسة ما سمّوه «سياسة العصا الغليظة» في التعامل مع الإخوة من المسلحين الآخرين، إضافة إلى اتهامهم للفاروق بالعنف غير المبرّر تجاه الخصم وتجاه المجموعات الأخرى، من خلال رفع الغطاء عمّن لا ينضوي في إطار الفاروق من مجموعات، برغم الكلفة البشرية العالية لذلك (5 شهداء في باب السباع في «قرصة أذن» من الفاروق لمسلحي الحي مثلاً).
كان التركيز الأساسي في الحوار بالتالي على مساحة توحيد العمل، فالشباب مصرّون على أنهم قادرون على إخراج حمص من الخلافات الداخلية التي تشوب العمل الثوري فيها، ومصرّون على أن أصابع معارضة سورية وأصابع أخرى خارجية إقليمية هي ما أوصلت الحماصنة إلى هذه الحال من التشرذم، وعلى أن الواقع الحالي مواتٍ لتجاوز الأزمة هذه في حال توافر الدعم السياسي والمالي.
رغم اقتناع الشباب الجليّ بأن النظام هو من أطلق التسلح المدني باستخدامه للشبيحة العلويين، يوضحون أنهم مدركون للفارق بين الموالي المدني وبين المسلح القاتل، وأنهم يدينون القلة من الشباب المسلحين في حمص التي قامت بأفعال عنيفة متنوعة ضد مدنيين من الأحياء الموالية، وهم يؤكدون أن مثل تلك الأفعال نتجت من تفرّد بعض الشباب الأصغر سناً بقرارهم، من خلال دعم مالي خارجي سخيّ، وبالتوافق مع لغة العنف التي عمّمتها كتيبة الفاروق.
لقد فاجأني القادة الميدانيون في الاجتماع، عكس الصورة التي وصلتني من آخرين في المدينة من قبل. فهم منفتحون على جميع الأطراف ومستعدون للتعاون، ويعترفون بما حدث ويحدث من أخطاء أو من نواقص، وإذ يلومون القوى الدولية على التأخر في التدخل، وبالتالي يحمّلونها مسؤولية حملهم لسلاح لا يريدون حمله بالأساس، ويعتبون على المعارضة السياسية (المجلس) من حيث تأخّرها في أداء دور نشيط في مساعدتهم، ويشيرون إلى ما يرونه سوءاً في تمثيلهم في المجلس من خلال الأعضاء الممثلين للحراك الثوري، بل يتبرّؤون كلياً من عضو الهيئة العامة الذي يعرفونه (من آل شمالي على الأرجح)، والذي يقولون إنه يدّعي أنه من بابا عمرو وهو من قرية مجاورة، وأنه ممثل للفاروق وليس ممثّلاً لحمص... لكنهم بنحو لا لبس فيه يقدّرون عمل المجلس بالعموم، ويحتاجون منه إلى الدعم، ويفضّلون الدعم منه على الدعم من غيره، ويدركون أن المصيبة في حمص تكمن في عدم التنسيق بينهم جميعاً، ويرغبون في تجاوز هذا ويرون المشكلة اليوم في أفراد قلة في حمص وليست حتى في شباب كتيبة الفاروق الذين يتعاونون مع بعضهم.
بدأت الكتائب الـ24 المعنية بالعمل على تأليف لجنة مشتركة، وهم بالمبدأ بحاجة إلى المشورة والدعم، وإلى بعض التوسط في ما بينهم، وبالنتيجة إلى من يقوم بدور وسيط بينهم وبين قادة حي الخالدية لحل الشقاق الكبير الحاصل، الذي تزيده اليوم فردية قرار الفاروق في الخالدية التي سبّبت على الخالدية نفسها ضربات مدفعية شديدة العنف بما رآه الآخرون طيشاً في الهجوم على حاجز المطاحن (المستمر منذ أيام بالتوازي مع قصف الخالدية) والذي سبّب القصف وسبّب ترحيل مئات من أهل الخالدية، في قرار منفرد لا يتّسم بتقدير المسؤولية.
مع معرفة جيدة ولصيقة بالمجموعات العاملة في ميدان حمص وبالخلافات التي بينها على مرّ الأشهر الماضية، أؤكد هنا أن اللحظة الحالية فرصة تاريخية قد لا تتكرر لحل مشكلة العمل في المدينة، ولعل في حل مشكلة العمل في المدينة، وخاصة حين يكون للمجلس دور في هذا الحل، بداية لنقلة نوعية في الثورة برمتها، وفرصة لاستعادة التفوّق الأخلاقي والعمل الجماعي الذي يتطور في كل سوريا خلال الأيام الماضية، ويترك حمص مثالاً سلبياً بتشرذم مجموعاتها، وإن كانت أسبابه مفهومة.
إن المساعدة في تأليف هيئة جامعة لـ24 كتيبة في حمص ومحيطها، مع دعم قيادات حقيقية لها، وتحفيز تعيينهم لضابط منشق قائداً ميدانياً، مع النجاح في ربطهم بالمجلس سياسياً وبأقرانهم المسلحين في غير مناطق، ستكون انتصاراً هائل الأثر.
وبالتأكيد، لا يمكن المجلس أن يتهرّب من دوره في دعم هذه المجموعات وفي مساعدتها على تقوية مراكزها وعلى الصمود، وهم جميعاً مصرّون على الصمود، لكنهم بأمس الحاجة إلى الذخائر أو إلى ثمنها، فأساس الأزمة في المدينة اليوم كامن في حصول الجماعات مباشرة على أموال متفاوتة الكميات من مصادر مباشرة في العربية السعودية، بعضها يحرّض مباشرة على استهداف الأحياء الموالية، وعلى التصعيد الطائفي، وبعضها الآخر يحرّض ضد المجلس الوطني، وهي جميعاً ليست مصادر وطنية جامعة، بل هي مصادر يشعر الناضجون من القادة الميدانيين بأن تلقّي المساعدة منها يتضمن شروطاً ضمنية غير العمل في الاتجاهات المطلوبة.
دور المجلس اليوم مطلوب، والفرصة سانحة للمساهمة في الانتقال إلى الأمام، ولمساعدة حمص على الصمود، وللتأكد من تمكين موقف وسلطة أكثر حكمة في المدينة، بدل ما يراه العالم كله اليوم.
أبو المجد
25 آذار 2012
للتواصل مع منسّق المجموعات المعنية
أبو قيس Skype baba.aamr
وسيكون أبو قيس في الانتظار طيلة اليوم والليلة على أمل تلقّي اتصال من حضراتكم
المصدر :
الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة