ولئن كانت سفينة «لطف الله ـ 2» قد ضبطت بالجرم المشهود، فإن ما حصل يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت سفن أخرى قد تمكنت في السابق من «التسلل» عبر المياه اللبنانية، واختراق سياسة النأي بالنفس، وبالتالي الوصول الى مكان تفريغ حمولتها.

وفي حين تتواصل التحقيقات مع طاقم السفينة، لمعرفة خلفيات شحنة الأسلحة والجهة المرسلة إليها، كشف مصدر قضائي لـ«السفير» عن المعلومات التي توافرت حتى الآن، والتي يسمح بالإفصاح عنها، قائلاً «إن الممولين لهذه الباخرة ولشحنة الأسلحة على متنها هما اثنان من رجال الأعمال السوريين المقيمين في إحدى الدول الخليجية (السعودية)، كما أن صاحب الباخرة من الجنسية السورية وقبطانها سوري أيضا، والجميع يدور في فلك المعارضة السورية».

وأضاف المصدر: من كان سيستلم شحنة الأسلحة في مرفأ طرابلس هو سوري الجنسية وتم توقيفه، وهو الذي أجرى اتفاقاً مع المخلص الجمركي اللبناني مقابل مبلغ كبير من المال.

وأفاد المصدر أن خط سير الباخرة بدأ من ليبيا، فتركيا، مروراً بمصر وصولاً إلى لبنان، مشيرا الى أن حمولة الباخرة هي مستوعبات الأسلحة والذخائر والعتاد، ولم تكن تحمل سوى هذه الشحنة، ولا بضاعة أخرى، كما تجري عادة عملية التهريب، ما يدفع الى التساؤل حول كيفية عبور الباخرة المرافئ الثلاثة، وماذا فعلت الباخرة في تركيا، ولماذا لم يكشف عليها في مرفأ الإسكندرية، وكيف عبرت كل هذه المسافة البحرية من دون أن يعترضها أحد؟

وأكد المصدر «أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، كانت على علم مسبق بأن هناك شحنة أسلحة آتية إلى لبنان، واتخذت الإجراءات اللازمة، وكانت في انتظار دخولها المياه الإقليمية».

وأشار المصدر القضائي إلى أن «التحقيقات تجري مع أحد عشر شخصاً كانوا على متنها وهم القبطان السوري والعمال من جنسيات مختلفة، أما نوعية الأسلحة فتتألف من:

ـ سلاح خفيف: رشاشات حربية.

ـ سلاح متوسط: رشاشات 12,7 وقاذفات آر بي جي.

ـ سلاح ثقيل: مدافع هاون عيار 120 ملمتراً.

- نوعان من الصواريخ: نوع مضاد للدروع وتحديداً الدبابات والمجنزرات. ونوع مضاد للطائرات يطلق عن الكتف.

وكل هذه الأسلحة مع ذخيرتها الكاملة».

وأوضح المصدر ان سبب اقتياد السفينة إلى مرفأ سلعاتا، يعود الى كونه فارغا، ولا يستخدم إلا نادراً، وهناك سهولة كبيرة للتحرك فيه، بينما مرفأ طرابلس في حالة اكتظاظ دائمة، لذلك جرى اقتياد الباخرة إلى سلعاتا، وتم نقل حمولة الباخرة إلى مخازن الجيش اللبناني، فيما سُحبت الباخرة من سلعاتا إلى قاعدة بيروت البحرية».

وخلص المصدر الى تكوين انطباع مفاده، أن القرار العربي بتسليح المعارضة السورية بدأت ترجمته بقوة، لأن المسألة لا تتعلق بتهريب عدد من الرشاشات الخفيفة من الشمال اللبناني، او مناطق أخرى، بل تتصل بشحنة أسلحة كاملة، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول الجرأة في إرسالها إلى لبنان، وعلى ماذا كان يتكل من أرسلها؟».

بري... والسفينة والملائكة

وفي سياق متصل، نقل زوّار الرئيس نبيه بري عنه قوله ان محاولة تهريب السلاح عن طريق السفينة التي ضبطت هي أمر خطير للغاية، لافتا الانتباه الى ان الأكيد هو أن هذه السفينة لم تكن تنقل الأسلحة الى ملائكة.

ودعا بري الى انتظار نتائج التحقيقات قبل إطلاق الأحكام، معربا عن اعتقاده بأن التحقيق يفترض ألا يستغرق أكثر من اسبوع، ولكنه تساءل عن طبيعة الجهة التي كانت ستستلم حمولة السفينة، ما دام الجميع أكدوا في مجلس النواب انهم يرفضون تهريب السلاح عبر لبنان الى سورية          
  • فريق ماسة
  • 2012-04-29
  • 9532
  • من الأرشيف

باخرة الأسلحة: هكذا مُوِّلت .. ومرّت في تركيا .. وضُبطت

  ولئن كانت سفينة «لطف الله ـ 2» قد ضبطت بالجرم المشهود، فإن ما حصل يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت سفن أخرى قد تمكنت في السابق من «التسلل» عبر المياه اللبنانية، واختراق سياسة النأي بالنفس، وبالتالي الوصول الى مكان تفريغ حمولتها. وفي حين تتواصل التحقيقات مع طاقم السفينة، لمعرفة خلفيات شحنة الأسلحة والجهة المرسلة إليها، كشف مصدر قضائي لـ«السفير» عن المعلومات التي توافرت حتى الآن، والتي يسمح بالإفصاح عنها، قائلاً «إن الممولين لهذه الباخرة ولشحنة الأسلحة على متنها هما اثنان من رجال الأعمال السوريين المقيمين في إحدى الدول الخليجية (السعودية)، كما أن صاحب الباخرة من الجنسية السورية وقبطانها سوري أيضا، والجميع يدور في فلك المعارضة السورية». وأضاف المصدر: من كان سيستلم شحنة الأسلحة في مرفأ طرابلس هو سوري الجنسية وتم توقيفه، وهو الذي أجرى اتفاقاً مع المخلص الجمركي اللبناني مقابل مبلغ كبير من المال. وأفاد المصدر أن خط سير الباخرة بدأ من ليبيا، فتركيا، مروراً بمصر وصولاً إلى لبنان، مشيرا الى أن حمولة الباخرة هي مستوعبات الأسلحة والذخائر والعتاد، ولم تكن تحمل سوى هذه الشحنة، ولا بضاعة أخرى، كما تجري عادة عملية التهريب، ما يدفع الى التساؤل حول كيفية عبور الباخرة المرافئ الثلاثة، وماذا فعلت الباخرة في تركيا، ولماذا لم يكشف عليها في مرفأ الإسكندرية، وكيف عبرت كل هذه المسافة البحرية من دون أن يعترضها أحد؟ وأكد المصدر «أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، كانت على علم مسبق بأن هناك شحنة أسلحة آتية إلى لبنان، واتخذت الإجراءات اللازمة، وكانت في انتظار دخولها المياه الإقليمية». وأشار المصدر القضائي إلى أن «التحقيقات تجري مع أحد عشر شخصاً كانوا على متنها وهم القبطان السوري والعمال من جنسيات مختلفة، أما نوعية الأسلحة فتتألف من: ـ سلاح خفيف: رشاشات حربية. ـ سلاح متوسط: رشاشات 12,7 وقاذفات آر بي جي. ـ سلاح ثقيل: مدافع هاون عيار 120 ملمتراً. - نوعان من الصواريخ: نوع مضاد للدروع وتحديداً الدبابات والمجنزرات. ونوع مضاد للطائرات يطلق عن الكتف. وكل هذه الأسلحة مع ذخيرتها الكاملة». وأوضح المصدر ان سبب اقتياد السفينة إلى مرفأ سلعاتا، يعود الى كونه فارغا، ولا يستخدم إلا نادراً، وهناك سهولة كبيرة للتحرك فيه، بينما مرفأ طرابلس في حالة اكتظاظ دائمة، لذلك جرى اقتياد الباخرة إلى سلعاتا، وتم نقل حمولة الباخرة إلى مخازن الجيش اللبناني، فيما سُحبت الباخرة من سلعاتا إلى قاعدة بيروت البحرية». وخلص المصدر الى تكوين انطباع مفاده، أن القرار العربي بتسليح المعارضة السورية بدأت ترجمته بقوة، لأن المسألة لا تتعلق بتهريب عدد من الرشاشات الخفيفة من الشمال اللبناني، او مناطق أخرى، بل تتصل بشحنة أسلحة كاملة، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول الجرأة في إرسالها إلى لبنان، وعلى ماذا كان يتكل من أرسلها؟». بري... والسفينة والملائكة وفي سياق متصل، نقل زوّار الرئيس نبيه بري عنه قوله ان محاولة تهريب السلاح عن طريق السفينة التي ضبطت هي أمر خطير للغاية، لافتا الانتباه الى ان الأكيد هو أن هذه السفينة لم تكن تنقل الأسلحة الى ملائكة. ودعا بري الى انتظار نتائج التحقيقات قبل إطلاق الأحكام، معربا عن اعتقاده بأن التحقيق يفترض ألا يستغرق أكثر من اسبوع، ولكنه تساءل عن طبيعة الجهة التي كانت ستستلم حمولة السفينة، ما دام الجميع أكدوا في مجلس النواب انهم يرفضون تهريب السلاح عبر لبنان الى سورية          

المصدر : السفير /داود رمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة