مع أن الأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة منذ تأسيسه عام 1988- 1989 وحتى اليوم لم تعد بحاجة لكثير من الحديث عنها، لأن جرائم القاعدة ملأت الدنيا وأنهكت الشعوب، ولم يبق شبر واحد من المغرب إلى باكستان إلا ودنسته تلك الجماعات

و لم يترك إرهابيو التنظيم المذكور باباًً في العالم إلا ودخلوا منه إما متسللين، أو عن طريق الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والعربية العميلة وذلك تحت حجج ومسميات أشهرها «الجهاد في سبيل الله»، وآخر ما شهدناه التفجيرات الإرهابية التي أدمت قلوب السوريين وأزهقت أرواح الأبرياء في كل مكان واخرها التفجير الذى اودى بحياة الابرياء في حي الميدان من قوات حفظ النظام والمدنيين نتيجة السعار الذي بلغه أولئك القتلة الإرهابيون، فضلاً عن عمليات تهريب المرتزقة والخارجين عن القانون والأسلحة لمحاربة الشعب السوري وتقويض أمنه وأمانه، وجر سورية الحرة والمستقرة إلى الفوضى والمجهول، والسفينة التي ضبطها الجيش اللبناني في المياه الإقليمية الشمالية للبنان وفي مخازنها أسلحة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية أكبر دليل على ذلك.‏

وهكذا حتى بدأنا نكتوي بنيران إرهابهم وكفرهم وظلمهم، وأضحى بنظرهم ارتكاب الآثام والجرائم فضائل، والإمعان في ارتكاب المجازر والتخريب دفاع عن حقوق الإنسان، وتبيّن للقاصي والداني حسب المتابعين أن سورية تواجه إرهاباً يحمل في طياته الأساليب التي تستخدمها القاعدة.‏

هذا الإرهاب الذي تدعمه وتموله دول غربية وإقليمية وبعض العرب لإفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، وإكمال الدور المرسوم لها في الأزمة المفتعلة في سورية، وأوجزت لهؤلاء الإرهابيين تنظيمات وهابية تكفيرية عدة شعارات صاغها جورج بوش الابن «من ليس معنا فهو ضدنا».‏

إذاً تلك الدول أوجدت تنظيم القاعدة كما تؤكد الوثائق الدولية لاستنزاف الشعوب، وللاستمرار في ذلك جعلوا صبيهم عدواً يريدون استمرار سيطرتهم على العالم عبر فروعه في المغرب العربي ومصر وشبه الجزيرة العربية وما سمي بجبهة النصرة في بلاد الشام، وفرع العراق الذي تبنى تفجير حلب شباط الماضي حسب رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الأميركي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي, ليأتي أيمن الظواهري المسؤول الأول في القاعدة ويدعو أنصاره للتمرد واستمرار الجرائم في سورية.‏

ويؤكد الكاتب والصحفي أدم كوريتس ان فكرة القاعدة اختراع أميركي ويسانده في ذلك روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الأسبق الذي قال إن القاعدة والتي جاء اسمها من قاعدة البيانات كانت في الأصل ملف كمبيوتر يحتوي على معلومات عن آلاف المجاهدين الذي تم تجنيدهم وتدريبهم بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لهزيمة الروس.‏

ففي البداية كان الهدف من تأسيس «القاعدة» محاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، بدعم من الولايات المتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين القوات السوفييتية والأفغان المتحالفين معها على أنه يمثل حالة صارخة من «التوسع» السوفييتي في المنطقة، ولذا قامت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية بتمويل عناصر القاعدة الأفغان في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي «عملية الإعصار».‏

في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المنضمين للقاعدة الذين أطلق عليهم «الأفغان العرب» للجهاد ضد النظام الأفغاني، بمساعدة بعض المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب ما يسمى خدمات المجاهدين العرب، الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.‏

بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، عاد أسامة بن لادن إلى المملكة العربية السعودية. موهماً الحكام السعوديين بأن الغزو العراقي للكويت عام 1990 سيضع آل سعود في خطر، ومبرراً أن في السعودية أهم حقول النفط، وهي على مقربة من القوات العراقية في الكويت..‏

وهكذا عرض بن لادن خدمات إرهابييه على الملك فهد بن عبد العزيز لحماية المملكة العربية السعودية من الجيش العراقي، ولكن العاهل السعودي رفض عرض بن لادن، واختار بدلا منه السماح للقوات الأميركية والقوات الحليفة بالانتشار على الأراضي السعودية، وهو ما أزعج بن لادن لأن ذلك يتناقض مع ما خططه له الأميركان.‏

ومع أن مسؤولين أميركيين بشعبة الاستخبارات قالوا إن النواة المركزية للقاعدة «زالت تقريباً» والتنظيم لم يعد قادراً على ما يبدو على تنفيذ هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر 2011 بعد عام على مقتل أسامة بن لادن، أوضحوا في الوقت ذاته أنَّ تنظيم القاعدة أصبح له فروع أيضاً في اليمن والمنطقة العربية والعراق والصومال، واليوم يضرب ويرتكب جرائم مروعة في سورية.‏

إذاً يجهد الغرب الذي أوجد سياسة ازدواجية المعايير وخاصة أميركا وبعض العرب وتركيا في تمويل وإمداد ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية سواء في التصريحات العلنية أو الترجمة على الأرض فيما ينكرون على الدولة السورية حق مكافحة الإرهاب ولاسيما القاعدة التي أوجدوها ودعموها ولا يزالون، ومن ثم يدعون محاربتها في العراق وأفغانستان وشنوا حروباً عالمية بذريعة ذلك.‏

هذا ويدحض الكثير من المعلومات والوقائع أي شك بوجود حالة من التفاهم غير المنظور بين تنظيم القاعدة صاحب امتياز الاعمال الارهابية الشنيعة في العالم وفي سورية وبين تلك الدول التي تعلن بشكل صريح دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة بالسلاح والمال ووسائل الاتصال فالمجموعات الارهابية هي بمثابة قطع متناثرة من تنظيم القاعدة الارهابي وكل دولة تدعم هذه المجموعات بأي شكل من الاشكال تشارك في دعم الارهاب والاعتراف الامريكي الاخير بتقديم وسائل اتصال للارهابيين في سورية دليل واضح على حالة التماهي بين التنظيمات الارهابية وعلى رأسها القاعدة والولايات المتحدة الامريكية وتوابعها الاوروبية وأدواتها الاقليمية والعربية وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر.‏

  • فريق ماسة
  • 2012-04-28
  • 11533
  • من الأرشيف

الإرهاب والقاعــدة وأميـركا ...

مع أن الأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة منذ تأسيسه عام 1988- 1989 وحتى اليوم لم تعد بحاجة لكثير من الحديث عنها، لأن جرائم القاعدة ملأت الدنيا وأنهكت الشعوب، ولم يبق شبر واحد من المغرب إلى باكستان إلا ودنسته تلك الجماعات و لم يترك إرهابيو التنظيم المذكور باباًً في العالم إلا ودخلوا منه إما متسللين، أو عن طريق الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والعربية العميلة وذلك تحت حجج ومسميات أشهرها «الجهاد في سبيل الله»، وآخر ما شهدناه التفجيرات الإرهابية التي أدمت قلوب السوريين وأزهقت أرواح الأبرياء في كل مكان واخرها التفجير الذى اودى بحياة الابرياء في حي الميدان من قوات حفظ النظام والمدنيين نتيجة السعار الذي بلغه أولئك القتلة الإرهابيون، فضلاً عن عمليات تهريب المرتزقة والخارجين عن القانون والأسلحة لمحاربة الشعب السوري وتقويض أمنه وأمانه، وجر سورية الحرة والمستقرة إلى الفوضى والمجهول، والسفينة التي ضبطها الجيش اللبناني في المياه الإقليمية الشمالية للبنان وفي مخازنها أسلحة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية أكبر دليل على ذلك.‏ وهكذا حتى بدأنا نكتوي بنيران إرهابهم وكفرهم وظلمهم، وأضحى بنظرهم ارتكاب الآثام والجرائم فضائل، والإمعان في ارتكاب المجازر والتخريب دفاع عن حقوق الإنسان، وتبيّن للقاصي والداني حسب المتابعين أن سورية تواجه إرهاباً يحمل في طياته الأساليب التي تستخدمها القاعدة.‏ هذا الإرهاب الذي تدعمه وتموله دول غربية وإقليمية وبعض العرب لإفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، وإكمال الدور المرسوم لها في الأزمة المفتعلة في سورية، وأوجزت لهؤلاء الإرهابيين تنظيمات وهابية تكفيرية عدة شعارات صاغها جورج بوش الابن «من ليس معنا فهو ضدنا».‏ إذاً تلك الدول أوجدت تنظيم القاعدة كما تؤكد الوثائق الدولية لاستنزاف الشعوب، وللاستمرار في ذلك جعلوا صبيهم عدواً يريدون استمرار سيطرتهم على العالم عبر فروعه في المغرب العربي ومصر وشبه الجزيرة العربية وما سمي بجبهة النصرة في بلاد الشام، وفرع العراق الذي تبنى تفجير حلب شباط الماضي حسب رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الأميركي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي, ليأتي أيمن الظواهري المسؤول الأول في القاعدة ويدعو أنصاره للتمرد واستمرار الجرائم في سورية.‏ ويؤكد الكاتب والصحفي أدم كوريتس ان فكرة القاعدة اختراع أميركي ويسانده في ذلك روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الأسبق الذي قال إن القاعدة والتي جاء اسمها من قاعدة البيانات كانت في الأصل ملف كمبيوتر يحتوي على معلومات عن آلاف المجاهدين الذي تم تجنيدهم وتدريبهم بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لهزيمة الروس.‏ ففي البداية كان الهدف من تأسيس «القاعدة» محاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، بدعم من الولايات المتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين القوات السوفييتية والأفغان المتحالفين معها على أنه يمثل حالة صارخة من «التوسع» السوفييتي في المنطقة، ولذا قامت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية بتمويل عناصر القاعدة الأفغان في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي «عملية الإعصار».‏ في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المنضمين للقاعدة الذين أطلق عليهم «الأفغان العرب» للجهاد ضد النظام الأفغاني، بمساعدة بعض المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب ما يسمى خدمات المجاهدين العرب، الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.‏ بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، عاد أسامة بن لادن إلى المملكة العربية السعودية. موهماً الحكام السعوديين بأن الغزو العراقي للكويت عام 1990 سيضع آل سعود في خطر، ومبرراً أن في السعودية أهم حقول النفط، وهي على مقربة من القوات العراقية في الكويت..‏ وهكذا عرض بن لادن خدمات إرهابييه على الملك فهد بن عبد العزيز لحماية المملكة العربية السعودية من الجيش العراقي، ولكن العاهل السعودي رفض عرض بن لادن، واختار بدلا منه السماح للقوات الأميركية والقوات الحليفة بالانتشار على الأراضي السعودية، وهو ما أزعج بن لادن لأن ذلك يتناقض مع ما خططه له الأميركان.‏ ومع أن مسؤولين أميركيين بشعبة الاستخبارات قالوا إن النواة المركزية للقاعدة «زالت تقريباً» والتنظيم لم يعد قادراً على ما يبدو على تنفيذ هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر 2011 بعد عام على مقتل أسامة بن لادن، أوضحوا في الوقت ذاته أنَّ تنظيم القاعدة أصبح له فروع أيضاً في اليمن والمنطقة العربية والعراق والصومال، واليوم يضرب ويرتكب جرائم مروعة في سورية.‏ إذاً يجهد الغرب الذي أوجد سياسة ازدواجية المعايير وخاصة أميركا وبعض العرب وتركيا في تمويل وإمداد ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية سواء في التصريحات العلنية أو الترجمة على الأرض فيما ينكرون على الدولة السورية حق مكافحة الإرهاب ولاسيما القاعدة التي أوجدوها ودعموها ولا يزالون، ومن ثم يدعون محاربتها في العراق وأفغانستان وشنوا حروباً عالمية بذريعة ذلك.‏ هذا ويدحض الكثير من المعلومات والوقائع أي شك بوجود حالة من التفاهم غير المنظور بين تنظيم القاعدة صاحب امتياز الاعمال الارهابية الشنيعة في العالم وفي سورية وبين تلك الدول التي تعلن بشكل صريح دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة بالسلاح والمال ووسائل الاتصال فالمجموعات الارهابية هي بمثابة قطع متناثرة من تنظيم القاعدة الارهابي وكل دولة تدعم هذه المجموعات بأي شكل من الاشكال تشارك في دعم الارهاب والاعتراف الامريكي الاخير بتقديم وسائل اتصال للارهابيين في سورية دليل واضح على حالة التماهي بين التنظيمات الارهابية وعلى رأسها القاعدة والولايات المتحدة الامريكية وتوابعها الاوروبية وأدواتها الاقليمية والعربية وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر.‏

المصدر : الثورة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة