القوى الاقليمية والدولية المعارضة للأكثرية اخذت قرارها باسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حتى ولو تطلب الامر من قوى 14 آذار تنفيذ اعتصامات وعصيان مدني، وتعطيل الحياة، لكن هذه القوى لن تسمح لهذه الحكومة بالاشراف على الانتخابات، وهي تريد حكومة تكنوقراط تشرف على الانتخابات ولو بالتوافق مع الاكثرية وبرئاسة نجيب ميقاتي على «شاكلة» حكومة ميقاتي الاولى الانتخابية عام 2005، وربما تهدف قوى 14 اذار الوصول الى حلف رباعي جديد دون الاخذ بعين الاعتبار ان مقومات هذا التحالف غير متوافرة الآن في ظل التوتر الاقليمي وخاصة السعودي - الايراني حول كل الملفات، وتحديداً في البحرين والجزر الثلاث المتنازع عليها بين ايران والامارات في ظل الحشود العسكرية الايرانية الخليجية. لكن القوى الاقليمية والمحلية تدرك جيداً ان الانقلاب على الحكومة الحالية وتطييرها بيد النائب جنبلاط وليس سواه، وبالتالي فان زيارته الاخيرة للسعودية ولقاءه وزير الخارجية سعود الفيصل هي «مبرمجة» بشكل دقيق وسبقها زيارة لجنبلاط الى تركيا، حيث عمل وزير الخارجية التركي محمد داوود اوغلو على ترتيب الزيارة للرياض ولقاء الفيصل. والزيارة تمت وفق البرنامج والمخرج المرسوم.

والثابت والاكيد ان جنبلاط فهم في السعودية مباشرة وبشكل واضح ان تصحيح الانقلاب الذي جاء بالاكثرية واطاح بالرئيس سعد الحريري وقلب الموازين والمعادلات لا يتم تصحيحه ومن قبله شخصياً الا بانقلاب جديد يعيد رسم التوازنات في البلاد كما كانت ايام حكومة الرئيس سعد الحريري، ويطيح بالاكثرية الحالية وبحكومتها.

وتقول المعلومات ان المسؤول السعودي ترك حرية الاختيار والتوقيت لجنبلاط لتنفيذ انقلابه «اذا كان قدّ الحمل» لكن الامور لا تحتمل ويجب انجازها سريعاً، عبر تطيير حكومة ميقاتي لرسم معادلات جديدة في البلاد تعيد الرياض لاعباً اساسياً في تركيبة الحكومة وربما بالشراكة مع ايران وليس على حسابها.

وتضيف المعلومات «ان المسؤول السعودي رسم خارطة طريق لجنبلاط اولى خطواتها ترك الحكومة وثانيها الاعتذار من كل مكونات 14 اذار بدءاً من سعد الحريري وصولا الى محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر وبشكل مشابه لما قام به من اعتذارات وزيارات لرموز الحقبة السورية، بعد انقلابه على حكومة الحريري.

وتضيف المعلومات «ان السعودية امهلت جنبلاط فترة للحصول على جواب، واذا كان ايجابياً وقرر المنازلة الى جانب 14 اذار فان ابواب الرياض والملك وقريطم والدوحة وانقرة ستفتح امامه وسينال «الجنة» بكل تشعباتها، وحتى وصول الجواب الجنبلاطي فان اللقاء في السعودية اقتصر على رسم خارطة طريق لجنبلاط مع وزير الخارجية للسير بها، ويبقى السؤال هل يفعلها جنبلاط ويطيّر الحكومة ومتى ؟

وفي موازاة الرسالة السعودية فان جنبلاط الذي طلب اللقاء مع سعد الحريري قد جاءه الجواب عبر احد النواب الذين يعملون ليل نهار على ترتيب الاجواء بين المختارة وقريطم بأن حصول اللقاء مرهون بالرد الجنبلاطي على المطلب السعودي بالانقلاب على الانقلاب الذي جاء بالاكثرية الحالية والعودة الى ديار 14 اذار سليما معافى، حتى ان الحريري كان واضحا مع جنبلاط لجهة القول له «يا وليد بك، حزب الله لم يخطئ معي، مارس حقوقه السياسية كخصم سياسي ضدي، وهو ليس بمقدوره ان يفعل شيئاً لولا انقلابك ضدي، لقد فتحت جرحاً من الصعوبة ان يندمل بسرعة وكل ما اصاب فريق 14 اذار كان من جراء انقلابك... هذا بالاضافة الى ان الطريق الى بيت الوسط تمر بالرياض وعندما يستقبلك الملك فأهلا وسهلا بك».

وتضيف المعلومات «ان الحريري ابلغ جنبلاط ايضاً «انه اذا ليس باستطاعتك تنفيذ ما هو مطلوب منك ... فاللقاء بيني وبينك سيتم في المشاورات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة بعد حصول الانتخابات النيابية عام 2013، هذا مع العلم ان اللقاء بين جنبلاط والفيصل لم يتم تصويره ولم يوزع على الوكالة السعودية الرسمية، حتى ان جنبلاط مضى ايام الزيارة في منزل طعمة دون اي دعوة للاقامة بضيافة اي امير سعودي.

هذا غيض من فيض، ما سمعه جنبلاط في السعودية وهذا ما نقله الذين تابعوا زيارة جنبلاط في بيروت والذين راقبوها من السعودية والدول الاقليمية.

وتقول المعلومات ان النائب نعمة طعمة هو سيتولى «صلة الوصل» بين جنبلاط والرياض في المرحلة القادمة وان الرياض تنتظر اجوبة جنبلاط الذي يدرك صعوبة موقفه الذي وضع نفسه فيه وتحديداً في قلب لعبة الامم وفي لحظة تبدو الاقسى والاصعب في تاريخ المنطقة منذ الفتح الاسلامي ولا تمر على الشعوب إلا كل 400 أو 500 سنة، خصوصاً ان جنبلاط يعرف ان تلبية الشروط السعودية بالاطاحة بالحكومة سيفتح ابواب جهنم عليه داخليا، كما يعلم ايضاً انه اذا طارت هذه الحكومة ونفذ الانقلاب فانه من المستحيل تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي دخول البلاد في الفراغ والفوضى والصراع الاقليمي الحاد وكلفته العالية على البلاد والافرقاء السياسيين لان حزب الله وايران وسوريا لن يسمحوا بأي هزيمة في لبنان توضع في خانة خسارة محورهم وتقدم المحور السعودي التركي مهما كلف الامر في حين يعرف جنبلاط ان موازين القوى في البلاد محسومة لفريق الاكثرية الذي باستطاعته قلب الطاولة ساعة يشاء، هذا بالاضافة الى ان جنبلاط يعرف مدى التوتر الايراني الخليجي حالياً حيث يستحيل اقامة اي صفقة بين الدول الكبرى واي خلل بالتوازنات الداخلية.

هذا ما بحثه جنبلاط في السعودية بعيداً عن تحليلات البعض في بيروت وكيف تمت الزيارة، وهل بدعوة رسمية ام شخصية، فهذه تفاصيل، والمهم النتائج التي ستظهر بعد 15 يوماً تقريباً، عبر مواقف جنبلاطية جديدة سيبدأها بجولة في 6 ايار في منطقة الجرد في عاليه، والسؤال يبقى : هل يفعلها جنبلاط ويطيّر الحكومة ومتى ؟ لكن الامور تبقى في خواتيمها.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-04-26
  • 9388
  • من الأرشيف

ماذا قالت السعودية لجنبلاط ؟

القوى الاقليمية والدولية المعارضة للأكثرية اخذت قرارها باسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حتى ولو تطلب الامر من قوى 14 آذار تنفيذ اعتصامات وعصيان مدني، وتعطيل الحياة، لكن هذه القوى لن تسمح لهذه الحكومة بالاشراف على الانتخابات، وهي تريد حكومة تكنوقراط تشرف على الانتخابات ولو بالتوافق مع الاكثرية وبرئاسة نجيب ميقاتي على «شاكلة» حكومة ميقاتي الاولى الانتخابية عام 2005، وربما تهدف قوى 14 اذار الوصول الى حلف رباعي جديد دون الاخذ بعين الاعتبار ان مقومات هذا التحالف غير متوافرة الآن في ظل التوتر الاقليمي وخاصة السعودي - الايراني حول كل الملفات، وتحديداً في البحرين والجزر الثلاث المتنازع عليها بين ايران والامارات في ظل الحشود العسكرية الايرانية الخليجية. لكن القوى الاقليمية والمحلية تدرك جيداً ان الانقلاب على الحكومة الحالية وتطييرها بيد النائب جنبلاط وليس سواه، وبالتالي فان زيارته الاخيرة للسعودية ولقاءه وزير الخارجية سعود الفيصل هي «مبرمجة» بشكل دقيق وسبقها زيارة لجنبلاط الى تركيا، حيث عمل وزير الخارجية التركي محمد داوود اوغلو على ترتيب الزيارة للرياض ولقاء الفيصل. والزيارة تمت وفق البرنامج والمخرج المرسوم. والثابت والاكيد ان جنبلاط فهم في السعودية مباشرة وبشكل واضح ان تصحيح الانقلاب الذي جاء بالاكثرية واطاح بالرئيس سعد الحريري وقلب الموازين والمعادلات لا يتم تصحيحه ومن قبله شخصياً الا بانقلاب جديد يعيد رسم التوازنات في البلاد كما كانت ايام حكومة الرئيس سعد الحريري، ويطيح بالاكثرية الحالية وبحكومتها. وتقول المعلومات ان المسؤول السعودي ترك حرية الاختيار والتوقيت لجنبلاط لتنفيذ انقلابه «اذا كان قدّ الحمل» لكن الامور لا تحتمل ويجب انجازها سريعاً، عبر تطيير حكومة ميقاتي لرسم معادلات جديدة في البلاد تعيد الرياض لاعباً اساسياً في تركيبة الحكومة وربما بالشراكة مع ايران وليس على حسابها. وتضيف المعلومات «ان المسؤول السعودي رسم خارطة طريق لجنبلاط اولى خطواتها ترك الحكومة وثانيها الاعتذار من كل مكونات 14 اذار بدءاً من سعد الحريري وصولا الى محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر وبشكل مشابه لما قام به من اعتذارات وزيارات لرموز الحقبة السورية، بعد انقلابه على حكومة الحريري. وتضيف المعلومات «ان السعودية امهلت جنبلاط فترة للحصول على جواب، واذا كان ايجابياً وقرر المنازلة الى جانب 14 اذار فان ابواب الرياض والملك وقريطم والدوحة وانقرة ستفتح امامه وسينال «الجنة» بكل تشعباتها، وحتى وصول الجواب الجنبلاطي فان اللقاء في السعودية اقتصر على رسم خارطة طريق لجنبلاط مع وزير الخارجية للسير بها، ويبقى السؤال هل يفعلها جنبلاط ويطيّر الحكومة ومتى ؟ وفي موازاة الرسالة السعودية فان جنبلاط الذي طلب اللقاء مع سعد الحريري قد جاءه الجواب عبر احد النواب الذين يعملون ليل نهار على ترتيب الاجواء بين المختارة وقريطم بأن حصول اللقاء مرهون بالرد الجنبلاطي على المطلب السعودي بالانقلاب على الانقلاب الذي جاء بالاكثرية الحالية والعودة الى ديار 14 اذار سليما معافى، حتى ان الحريري كان واضحا مع جنبلاط لجهة القول له «يا وليد بك، حزب الله لم يخطئ معي، مارس حقوقه السياسية كخصم سياسي ضدي، وهو ليس بمقدوره ان يفعل شيئاً لولا انقلابك ضدي، لقد فتحت جرحاً من الصعوبة ان يندمل بسرعة وكل ما اصاب فريق 14 اذار كان من جراء انقلابك... هذا بالاضافة الى ان الطريق الى بيت الوسط تمر بالرياض وعندما يستقبلك الملك فأهلا وسهلا بك». وتضيف المعلومات «ان الحريري ابلغ جنبلاط ايضاً «انه اذا ليس باستطاعتك تنفيذ ما هو مطلوب منك ... فاللقاء بيني وبينك سيتم في المشاورات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة بعد حصول الانتخابات النيابية عام 2013، هذا مع العلم ان اللقاء بين جنبلاط والفيصل لم يتم تصويره ولم يوزع على الوكالة السعودية الرسمية، حتى ان جنبلاط مضى ايام الزيارة في منزل طعمة دون اي دعوة للاقامة بضيافة اي امير سعودي. هذا غيض من فيض، ما سمعه جنبلاط في السعودية وهذا ما نقله الذين تابعوا زيارة جنبلاط في بيروت والذين راقبوها من السعودية والدول الاقليمية. وتقول المعلومات ان النائب نعمة طعمة هو سيتولى «صلة الوصل» بين جنبلاط والرياض في المرحلة القادمة وان الرياض تنتظر اجوبة جنبلاط الذي يدرك صعوبة موقفه الذي وضع نفسه فيه وتحديداً في قلب لعبة الامم وفي لحظة تبدو الاقسى والاصعب في تاريخ المنطقة منذ الفتح الاسلامي ولا تمر على الشعوب إلا كل 400 أو 500 سنة، خصوصاً ان جنبلاط يعرف ان تلبية الشروط السعودية بالاطاحة بالحكومة سيفتح ابواب جهنم عليه داخليا، كما يعلم ايضاً انه اذا طارت هذه الحكومة ونفذ الانقلاب فانه من المستحيل تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي دخول البلاد في الفراغ والفوضى والصراع الاقليمي الحاد وكلفته العالية على البلاد والافرقاء السياسيين لان حزب الله وايران وسوريا لن يسمحوا بأي هزيمة في لبنان توضع في خانة خسارة محورهم وتقدم المحور السعودي التركي مهما كلف الامر في حين يعرف جنبلاط ان موازين القوى في البلاد محسومة لفريق الاكثرية الذي باستطاعته قلب الطاولة ساعة يشاء، هذا بالاضافة الى ان جنبلاط يعرف مدى التوتر الايراني الخليجي حالياً حيث يستحيل اقامة اي صفقة بين الدول الكبرى واي خلل بالتوازنات الداخلية. هذا ما بحثه جنبلاط في السعودية بعيداً عن تحليلات البعض في بيروت وكيف تمت الزيارة، وهل بدعوة رسمية ام شخصية، فهذه تفاصيل، والمهم النتائج التي ستظهر بعد 15 يوماً تقريباً، عبر مواقف جنبلاطية جديدة سيبدأها بجولة في 6 ايار في منطقة الجرد في عاليه، والسؤال يبقى : هل يفعلها جنبلاط ويطيّر الحكومة ومتى ؟ لكن الامور تبقى في خواتيمها.  

المصدر : الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة