أعربت السعودية امس عن أملها سقوط رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي «ديموقراطياً». واعلنت أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، المطلوب في بغداد بتهمة الإرهاب، قد يبقى في الرياض، لكن مكتب الهاشمي سارع إلى نفي هذا الأمر، مشدداً على أنه سيعود إلى العراق عند انتهاء جولته العربية.

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك اوباما عقد اجتماعاً قصيراً مع «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني الذي التقى أيضاً نائب الرئيس جو بايدن. وذكر موقع «رئاسة» إقليم كردستان إن اوباما والبرزاني بحثا «الأوضاع على الساحة العراقية والمنطقة، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والولايات المتحدة».

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن البرزاني التقى وزير الدفاع ليون بانيتا. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن «الولايات المتحدة ملتزمة علاقتنا التاريخية وقربنا من الشعب الكردي في إطار شركتنا الاستراتيجية مع عراق فدرالي وديموقراطي وموحد».

وقال مصدر سعودي رسمي، لوكالة «فرانس برس»، إن الهاشمي، الذي كان التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الأول، «سيمكث في السعودية في الوقت الراهن»، مضيفاً قد يبقى «حتى سقوط المالكي ديموقراطياً».

واعتبر المصدر السعودي الرسمي أن «المالكي يمثل امتداداً لإيران وسقوط المالكي ديموقراطياً سينهي التدخل الإيراني في المنطقة». ويرئس المالكي حكومة منبثقة عن انتخابات عامة أجريت في العام 2010، وليس من المتوقع تنظيم انتخابات جديدة قبل العام 2014.

لكن مدير المكتب الإعلامي لنائب الرئيس العراقي مدحت أبو عبد الله سارع إلى نفي بقاء الهاشمي في السعودية. وقال إن «نائب رئيس الجمهورية يؤكد عودته إلى الوطن بمجرد إكمال جولته العربية». وأضاف إن مكتب الهاشمي «ينفي ذلك الخبر نفياً قاطعاً»، في إشارة إلى نبأ بقائه موقتاً في السعودية. وأشار إلى أن الهاشمي «أكد ذلك أكثر من مرة ويعتبر أن خصومي السياسيين هم من يتمنون أن أترك وطني». وترددت انباء عن ان الهاشمي سيلتقي الملك السعودي عبد الله في الرياض غداً، قبل ان يعود الى الدوحة.

وكان الهاشمي اتهم، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، المالكي باستهداف سنة العراق. وقال إن قضيته «تحمل بعداً طائفياً باعتبار أنه خامس شخصية سنية يتم استهدافها». وأكد أن «90 في المئة من المعتقلين في العراق من العرب السنة، وأن ما لا يقل عن 80 تهمة وجهت» الى أفراد حماية الهاشمي «فضلاً عن تعرّضهم للتعذيب، فيما هناك اعتقالات لم تفصح عنها الاجهزة الامنية».

وانتقد الهاشمي رئيس الوزراء العراقي، مؤكداً أن «الفساد يستشري في البلاد ويدمر التوزيع العادل للثروات»، محذراً من ان «وحدة العراق أصبحت على المحك في الوقت الراهن، وكل الخيارات ستكون مفتوحة».

وألمح الهاشمي الى دعم تقدّمه بغداد للنظام السوري. وقال إن «المالكي كان يتهم نظام (الرئيس) بشار الاسد بدعم الإرهاب، لكنه غير موقفه بعد الثورة، وأصبح يدافع عنه». واضاف إن «هناك مؤشرات حول أشكال الدعم الذي يقدمه المالكي لنظام الأسد، منها معلومات حول ميليشيات عراقية تقاتل إلى جانب النظام السوري، وهناك معلومات غير مؤكدة حول استخدام ممر جوي عراقي لمساعدة النظام السوري». ورأى أن ذلك «يتعارض مع الدستور العراقي ومع موقف العراق الملتزم بقرارات الجامعة العربية».

وانتقد الرئيس العراقي جلال الطالباني، في بيان صدر من مكتبه مغادرة الهاشمي إقليم كردستان قبل أن تصدر موافقته الرسمية على ذلك.

وأضاف البيان «في ما يخصّ المقابلات الصحافية المنسوبة إليه (الهاشمي) فإن ما ورد فيها من مواقف حيال السلطات والقيادات العراقية لا تتطابق مع رؤية رئيس الجمهورية ومواقفه الداعية إلى تعزيز التفاهم الوطني وتفادي الشحن الطائفي. علاوة على أن صدورها خارج البلاد يمكن أن ينال من المكاسب المهمة التي حققتها جمهورية العراق بانعقاد مؤتمر القمة الذي كان إقراراً بأن العراق استعاد عافيته وعاد لتبؤّ الموقع اللائق به في الأسرة العربية والأجنبية والدولية».

إلى ذلك، وقعت السلطات العراقية اتفاقاً مع شركة طيران «الجزيرة» الكويتية لتسيير رحلات بين العراق والكويت بعد انقطاع دام أكثر من عقدين. وقال مدير سلطة الطيران المدني في العراق ناصر حسين بندر «وافقنا أمس (الأول) على طلب شركة طيران الجزيرة الكويتية لبدء تسيير رحلات من الكويت إلى العراق»، موضحاً أن «الشركة طلبت تسيير أربع رحلات أسبوعية إلى بغداد وأربع رحلات أخرى إلى النجف».

من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد استئناف ضخ النفط عبر تركيا بعد توقف التصدير لساعات إثر تعرض انابيب النقل الى عمل تخريبي داخل الاراضي التركية.

وأعلنت السلطات التركية، في بيان، ان ثلاثة انفجارات سببت أضراراً في انبوب ينقل نفط العراق «كركوك - جيهان» الى تركيا، محملة حزب العمال الكردستاني مسؤولية هذا «التخريب». وأعلن «الكردستاني» في بيان مسؤوليته عن الهجوم.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-05
  • 9826
  • من الأرشيف

السعودية تأمل سقوط المالكي ديموقراطياً الريـاض تعلـن والهاشمي ينفـي البقـاء في المملكـة

                    أعربت السعودية امس عن أملها سقوط رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي «ديموقراطياً». واعلنت أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، المطلوب في بغداد بتهمة الإرهاب، قد يبقى في الرياض، لكن مكتب الهاشمي سارع إلى نفي هذا الأمر، مشدداً على أنه سيعود إلى العراق عند انتهاء جولته العربية. إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك اوباما عقد اجتماعاً قصيراً مع «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني الذي التقى أيضاً نائب الرئيس جو بايدن. وذكر موقع «رئاسة» إقليم كردستان إن اوباما والبرزاني بحثا «الأوضاع على الساحة العراقية والمنطقة، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والولايات المتحدة». وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن البرزاني التقى وزير الدفاع ليون بانيتا. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن «الولايات المتحدة ملتزمة علاقتنا التاريخية وقربنا من الشعب الكردي في إطار شركتنا الاستراتيجية مع عراق فدرالي وديموقراطي وموحد». وقال مصدر سعودي رسمي، لوكالة «فرانس برس»، إن الهاشمي، الذي كان التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الأول، «سيمكث في السعودية في الوقت الراهن»، مضيفاً قد يبقى «حتى سقوط المالكي ديموقراطياً». واعتبر المصدر السعودي الرسمي أن «المالكي يمثل امتداداً لإيران وسقوط المالكي ديموقراطياً سينهي التدخل الإيراني في المنطقة». ويرئس المالكي حكومة منبثقة عن انتخابات عامة أجريت في العام 2010، وليس من المتوقع تنظيم انتخابات جديدة قبل العام 2014. لكن مدير المكتب الإعلامي لنائب الرئيس العراقي مدحت أبو عبد الله سارع إلى نفي بقاء الهاشمي في السعودية. وقال إن «نائب رئيس الجمهورية يؤكد عودته إلى الوطن بمجرد إكمال جولته العربية». وأضاف إن مكتب الهاشمي «ينفي ذلك الخبر نفياً قاطعاً»، في إشارة إلى نبأ بقائه موقتاً في السعودية. وأشار إلى أن الهاشمي «أكد ذلك أكثر من مرة ويعتبر أن خصومي السياسيين هم من يتمنون أن أترك وطني». وترددت انباء عن ان الهاشمي سيلتقي الملك السعودي عبد الله في الرياض غداً، قبل ان يعود الى الدوحة. وكان الهاشمي اتهم، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، المالكي باستهداف سنة العراق. وقال إن قضيته «تحمل بعداً طائفياً باعتبار أنه خامس شخصية سنية يتم استهدافها». وأكد أن «90 في المئة من المعتقلين في العراق من العرب السنة، وأن ما لا يقل عن 80 تهمة وجهت» الى أفراد حماية الهاشمي «فضلاً عن تعرّضهم للتعذيب، فيما هناك اعتقالات لم تفصح عنها الاجهزة الامنية». وانتقد الهاشمي رئيس الوزراء العراقي، مؤكداً أن «الفساد يستشري في البلاد ويدمر التوزيع العادل للثروات»، محذراً من ان «وحدة العراق أصبحت على المحك في الوقت الراهن، وكل الخيارات ستكون مفتوحة». وألمح الهاشمي الى دعم تقدّمه بغداد للنظام السوري. وقال إن «المالكي كان يتهم نظام (الرئيس) بشار الاسد بدعم الإرهاب، لكنه غير موقفه بعد الثورة، وأصبح يدافع عنه». واضاف إن «هناك مؤشرات حول أشكال الدعم الذي يقدمه المالكي لنظام الأسد، منها معلومات حول ميليشيات عراقية تقاتل إلى جانب النظام السوري، وهناك معلومات غير مؤكدة حول استخدام ممر جوي عراقي لمساعدة النظام السوري». ورأى أن ذلك «يتعارض مع الدستور العراقي ومع موقف العراق الملتزم بقرارات الجامعة العربية». وانتقد الرئيس العراقي جلال الطالباني، في بيان صدر من مكتبه مغادرة الهاشمي إقليم كردستان قبل أن تصدر موافقته الرسمية على ذلك. وأضاف البيان «في ما يخصّ المقابلات الصحافية المنسوبة إليه (الهاشمي) فإن ما ورد فيها من مواقف حيال السلطات والقيادات العراقية لا تتطابق مع رؤية رئيس الجمهورية ومواقفه الداعية إلى تعزيز التفاهم الوطني وتفادي الشحن الطائفي. علاوة على أن صدورها خارج البلاد يمكن أن ينال من المكاسب المهمة التي حققتها جمهورية العراق بانعقاد مؤتمر القمة الذي كان إقراراً بأن العراق استعاد عافيته وعاد لتبؤّ الموقع اللائق به في الأسرة العربية والأجنبية والدولية». إلى ذلك، وقعت السلطات العراقية اتفاقاً مع شركة طيران «الجزيرة» الكويتية لتسيير رحلات بين العراق والكويت بعد انقطاع دام أكثر من عقدين. وقال مدير سلطة الطيران المدني في العراق ناصر حسين بندر «وافقنا أمس (الأول) على طلب شركة طيران الجزيرة الكويتية لبدء تسيير رحلات من الكويت إلى العراق»، موضحاً أن «الشركة طلبت تسيير أربع رحلات أسبوعية إلى بغداد وأربع رحلات أخرى إلى النجف». من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد استئناف ضخ النفط عبر تركيا بعد توقف التصدير لساعات إثر تعرض انابيب النقل الى عمل تخريبي داخل الاراضي التركية. وأعلنت السلطات التركية، في بيان، ان ثلاثة انفجارات سببت أضراراً في انبوب ينقل نفط العراق «كركوك - جيهان» الى تركيا، محملة حزب العمال الكردستاني مسؤولية هذا «التخريب». وأعلن «الكردستاني» في بيان مسؤوليته عن الهجوم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة