حشد «يوم الأرض» أصحاب الارض نبضا واحداً أمس، فانطلقت المسيرات البشرية من الضفة الغربية والقدس المحتلة كما من أراضي الـ48 وقطاع غزة، لتواجه حواجز الاحتلال وآلته العسكرية التي أسقطت شهيدا عند حاجز بيت حانون وأكثر من 400 جريح في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. أما في لبنان وسوريا والأردن، وعدد من الدول العربية فخرجت أيضا مسيرات ضخمة، أحيت في هذا اليوم مركزية القضية الفلسطينية، والتمسك بالأرض والحقّ العربيين.

وبالتزامن مع هذه المناسبة الوطنية، كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن خرائط سرية للدولة العبرية تم عليها تخصيص مئات آلاف الدونمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتوسيع البؤر الاستيطانية المتواجدة وتعزيز انتشارها في الضفة الغربية المحتلة. (تفاصيل ص11)

وفي لبنان، توافد اللاجئون الفلسطينيون ومتضامنون أجانب في مقدمهم حاخامات من منظمة

«ناطوري كارتا» إلى باحة محــاذية لقلعة الشقيف في النبطية، ضمن «مسيرة القدس العالميّة». وأحيوا ذكرى «يوم الأرض» بالنــظر إلى فلسطين المحتلة، وسط الأناشيد الوطنية والزغــاريد. وخلافاً لمسيرة «العودة»، التي نظمت في الخامس عشر من أيار في العام الماضي، جامعة آلاف الفلسطينيين في مارون الراس، كانت الوفود المشاركة أمس محدودة، بعدما أدرك اللاجئون أن مكان الحفل لن يكون عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية

ويحيي الفلسطينيون كل سنة يوم الارض في ذكرى استشهاد ستة من فلسطينيي الـ48 برصاص القوات الاسرائيلية في 30 آذار العام 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة اراض من قبل الاحتلال.

أراضي الـ48

وغداة القمة العربية التي كانت شاحبة في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، أحيا الآلاف من فلسطينيي أراضي الـ48 في بلدة دير حنا في الجليل الاعلى، الذكرى الـ36 ليوم الأرض، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها «عاش يوم الأرض الخالد». وانطلقت مسيرة يوم الارض من مدينة سخنين بعد ان وضع اهالي المدينة اكاليل الزهور على «النصب التذكاري لشهداء يوم الارض»، وبعدها ساروا من مدينة سخنين وعرابة حتى دير حنا. وهتف المتظاهرون ليوم الارض وللشعب الفلسطيني، وانشدوا اغاني «بلادي بلادي» و«اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر». وحلّقت مروحية لشرطة الاحتلال في سماء دير حنا، ونصبت الشرطة حاجزا في الشارع الرئيسي للبلدة.

ولفّ اطفال الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الابيض والاسود المذيّلة بالاعلام الفلسطينية على رؤوسهم، وامتطى بعض الشبان الخيول رافعين العلم الفلسطيني. وقالت فاطمة دغمش (70 عاما) من بلدة دير حنا «لقد سطّرنا يوم الارض بدمائنا، ضحّينا بدمنا حتى نثبت في هذه الارض، لقد منعتنا السلطات الاسرائيلية من دخول اراضينا واعلنوها مصادرة». وتابعت قائلة «اعلنا الاضراب الا انهم استخدموا العنف والقوة واطلاق النار وسقط من دير حنا وحدها 22 جريحا، في حين سقط ستة شهداء من عرابة وسخنين».

واضافت فاطمة «كان اول هجوم على بيتي وعلى الشباب، دافعنا بكل ما نستطيع. ونحن نحتفل بهذا اليوم باعتزاز وفخر، وأتأمل ان نستمر بهذه الوقفة حتى نستيطع الحصول على حقوقنا». وانتهت المسيرة بمهرجان خطابي. وقال رئيس مجلس دير حنا رجا الخطيب «اننا نحني هامتنا لشهدائنا الذين رفعوا الراية». وكانت لجنة المتابعة العربية في اسرائيل اعلنت انها ستحيي الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الارض تحت شعار «المسيرة العالمية لمناهضة تهويد القدس». وتم احياء الذكرى بمسيرتين مركزيتين اختتمتا بمهرجانين احداهما في منطقة دير حنا في الجليل والثانية في النقب. كما تقرر أن يتم تنظيم مسيرة غداة يوم الأرض في الثالثة من بعد ظهر اليوم في مدينة يافا.

وقالت اللجنة «تأتي ذكرى يوم الارض هذا العام في ظل تصعيد اكبر من قبل المؤسسة الاسرائيلية لسياسة هدم البيوت العربية ومصادرة الاراضي، خاصة في منطقة النقب ومحاصرة البلدات العربية ومنع توسيع مناطق نفوذها». واضاف البيان «وفي ظل استمرار محاولات اقتلاع الجماهير العربية من ارضها وفي ظل القوانين العنصرية والفاشية التي تأخذ طابعا تصعيديا تجاهنا لتضييق الخناق علينا في مختلف مناحي الحياة».

وقال رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان «إن ما يميز هذا اليوم هو المسيرة الدولية المليونية التي تدعم يوم الارض» مضيفا «لقد حســنا علاقاتنا بالارض بإلهام من يوم الارض للتحــدي والتصدي، وهذه الفعاليات والحركات السياسية رسالة قوية للحكومة الاسرائيلية إما أن نكون جزءا من هذه الارض ويكون لنا حق ونعيش سعداء فيها واما ان نكون شهداء».

من جهته قال عضو الكنيست محمد بركة «اجواء يوم الارض في هذه السنة اشبه ما يكون باجواء العام 1976 وخاصة الهجوم على النقب، اذا اضفنا تقلص مساحة البناء وبرنامج الترانسفير حول اهلنا في النقب فهناك اكثر من 600 الف دونم معرّضة للمصادرة وترحيل سكان قرى من بيوتهم، ومحاولة ترحيل السكان العرب من مدن يافا والرملة واللد و عكا». وتابع «إن اسرائيل لا تستطيع التعامل مع ارضنا وبيوتنا كموضوع أمني، هذه حياتنا وسنواصل الدفاع عنها وعن ارضنا واذا لم تستدرك الحكومة بأننا شركاء على ارض الدولة التي صودرت منا فإن الوضع سيؤدي الى الانفجار». واعتبر ان يوم الارض «هو موضوع صياغة البقاء للاقلية العربية».

غزة والضفة

واستشهد مواطن واصيب 37 مواطنا اخرين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق مختلفة بقطاع غزة. واكد المتحدث الاعلامي باسم الاسعاف والطوارئ ادهم ابو سلمية استشهاد محمود زقوت (20 عاما) جراء تلقي عيار ناري في رقبته من قوات الاحتلال التي أطلقت النار على المتظاهرين في محيط معبر بيت حانون. واعلن ابو سلمية عن ارتفاع عدد الاصابات الى 37 مواطنا في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وانطلقت حشود بعد صلاة الجمعة في مسيرات جماهيرية من مختلف محافظات قطاع غزة في يوم الأرض، كما شاركت وفود عربية ودولية في التظاهرات مع اهالي قطاع غزة.

وأكد المستشار الاعلامــي لرئيس جمعية الهلال الاحمر محمد عيــاد ان طواقم الهــلال الاحمر قدمت علاجا لما لا يقل عن 339 جريحا بينهم على الاقل 5 اصابات خطيرة، كما قدمت العلاج لـ6 اصابات في قطاع غزة.

وقال رئيس حكومة «حماس» المقالة اسماعيل هنية إنه «حين تتحرك حشود من 80 دولة باتجاه القدس فإنها تبعث برسالة قوية الى الاحتلال الإسرائيلي بأنه لا أحد يقبل ما يفعله في القدس».

واطلقت شرطة الحدود الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على حشود من الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا شق طريقهم عبر نقاط تفتيش شمال وجنوب القدس في احتجاجات منسّقة احياء لذكرى احتجاجات على مصادرة اراض في السبعينيات. وفي بلدة العيسوية شمال شرق القدس، اقتحمت القوات الإسرائيلية عددا من المنازل واعتدت على قاطنيها بالضرب وأخرجتهم من منازلهم.

واقتربت حشود من حاجز قلنديا برام الله ورشق بعضهم قوات الأمن بالحجارة لكــنهم اضطــروا للتقهقر حين رشتهم شرطة الحدود بسائل كريه الرائحة من مدفع للمياه. ووقعت مواجهات ايضا في بيت لحم حيث رشق فلسطينيون برج مراقبة اسرائيليا بقنابل بنزين. وقال نشطاء إن رجلا أصيب بجروح خطيرة عندما ضربته عبوة غاز مسيل للدموع في الرأس.

وأغلق الاحتلال معابر الضفة الغربية المحتلة وشددت الدوريات على الحدود مع سوريا ولبنان قبيل مسيرات فلسطينية في ذكرى «يوم الأرض». وقال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي اسحق أهارونوفيتش «القوات منتشرة بكثافة في أنحاء البلاد وهي في حالة تأهب». وأعلن الجيش الاسرائيلي استمرار غلق معابر الضفة الغربية حتى منتصف الليل.

سوريا

وشاركت حشود من المواطنين وقيادات وقوى فلسطينية وسورية وعربية ودولية في ساحة السبع بحرات في دمشق ضمن فعاليات «مسيرة القدس العالمية»، حسبما ذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء.

وأكد رئيس أساقفة سبسطية الروم الارثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا «أن يوم الارض شكّل مفصلا وفصلا مهما في تاريخ أبناء وطننا الصامدين الباقين فوق ارضهم في الجليل والمثلث والنقب والساحل رغم سياسات التشريد والتنكيل»، لافتا إلى ان «هذا المناسبة تحولت إلى يوم نضالي فلسطيني يجمع ابناء الشعب الفلسطيني في جميع اماكنهم».

وأكد المطران حنا أن «ذكرى يوم الارض هذا العام لا تركز فقط على معاناة القدس والشعب العربي الفلسطيني والظلم والاضطهاد اللاحق به في وطنه والتآمر عليه وعلى صموده ومستقبله من قبل الاحتلال الاسرائيلي بل تركز على معاناة سوريا من كيد الكائدين وغدر المتآمرين»، مشيرا إلى ان «سوريا تطرح اليوم مرة اخرى معركة صمودها وعزها ووحدتها وانتصارها امام الرأي العام الاطلسي والاميركي والاسرائيلي والرجعي العربي».

وبحسب «سانا»، «جدد أبناء الجولان السوري المحتل تمسكهم بالثوابت الوطنية والقومية مع أشقائهم الفلسطينيين ورفضهم لجميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين أن يوم الأرض والدفاع عنها لم يعد يوما تقليديا لأن كل يوم في نضالهم ضد الاحتلال هو يوم للأرض والحفاظ عليها وصولا إلى تحريرها من الاحتلال الصهيوني».

الأردن وتونس

وشارك ما يزيد على 15 الف شخص في مسيرات احياء ذكرى «يوم الارض» قرب الحدود الاردنية مع الضفة الغربية والاراضي المحتلة، متضامنين مع الفلسطينيين ومطالبين بـ«الحرية للقدس وكل فلسطين». وتجمع المشاركون في منطقة الكفرين قرب موقع عماد السيد المسيح شرق نهر الاردن حيث ادوا صلاة الجمعة حاملين اعلاما اردنية وفلسطينية ولافتات كتب عليها «يا قدس إننا قادمون» و«الحرية للقدس وكل فلسطين».

وهتف هؤلاء وبينهم نشطاء من الحركة الإسلامية والنقابات المهنية الاردنية الى جانب متضامنين عرب واجانب من 80 دولة «لن ننساك يا قدس» و«تسقط (اتفاقية) وادي عربة تسقط».

وفي تونس، تظاهر المئات من المواطنين التونسيين للمطالبة بتجريم التطبيع مع إسرائيل. وذكر راديو «سوا» الأميركي أن مئات المنتمين إلى أكثر من 20 حزبا تجمهروا أمام مبنى المجلس التأسيسي رافعين العلم التونسي والفلسطيني، ومرددين شعارات مناوئة لإسرائيل . وطالب المتظاهرون التونسيون بإدراج فصل في الدستور التونسي الجديد والذي يتم إعداده حاليا، يقضي بتجريم التطبيع مع إسرائيل . وكان «الاتحاد العام التونسي للشغل» قد اكد «ان ذكرى يوم الارض تكتسب هذه السنة طابعا متميزا في ظل الانتفاضات الشعبية العربية التي اسقطت عددا من رموز الانظمة العربية المعروفة بخضوعها للاملاءات الامبريالية ومهادنتها للكيان الصهيوني وفتحت افاقا ارحب للنضال من اجل الكرامة والحرية والديموقراطية والعدالة
  • فريق ماسة
  • 2012-03-30
  • 7190
  • من الأرشيف

دماء فلسطينية تحيي «يوم الأرض» شهيد ومئات الجرحى من البحر إلى النهر

حشد «يوم الأرض» أصحاب الارض نبضا واحداً أمس، فانطلقت المسيرات البشرية من الضفة الغربية والقدس المحتلة كما من أراضي الـ48 وقطاع غزة، لتواجه حواجز الاحتلال وآلته العسكرية التي أسقطت شهيدا عند حاجز بيت حانون وأكثر من 400 جريح في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. أما في لبنان وسوريا والأردن، وعدد من الدول العربية فخرجت أيضا مسيرات ضخمة، أحيت في هذا اليوم مركزية القضية الفلسطينية، والتمسك بالأرض والحقّ العربيين. وبالتزامن مع هذه المناسبة الوطنية، كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن خرائط سرية للدولة العبرية تم عليها تخصيص مئات آلاف الدونمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتوسيع البؤر الاستيطانية المتواجدة وتعزيز انتشارها في الضفة الغربية المحتلة. (تفاصيل ص11) وفي لبنان، توافد اللاجئون الفلسطينيون ومتضامنون أجانب في مقدمهم حاخامات من منظمة «ناطوري كارتا» إلى باحة محــاذية لقلعة الشقيف في النبطية، ضمن «مسيرة القدس العالميّة». وأحيوا ذكرى «يوم الأرض» بالنــظر إلى فلسطين المحتلة، وسط الأناشيد الوطنية والزغــاريد. وخلافاً لمسيرة «العودة»، التي نظمت في الخامس عشر من أيار في العام الماضي، جامعة آلاف الفلسطينيين في مارون الراس، كانت الوفود المشاركة أمس محدودة، بعدما أدرك اللاجئون أن مكان الحفل لن يكون عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية ويحيي الفلسطينيون كل سنة يوم الارض في ذكرى استشهاد ستة من فلسطينيي الـ48 برصاص القوات الاسرائيلية في 30 آذار العام 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة اراض من قبل الاحتلال. أراضي الـ48 وغداة القمة العربية التي كانت شاحبة في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، أحيا الآلاف من فلسطينيي أراضي الـ48 في بلدة دير حنا في الجليل الاعلى، الذكرى الـ36 ليوم الأرض، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها «عاش يوم الأرض الخالد». وانطلقت مسيرة يوم الارض من مدينة سخنين بعد ان وضع اهالي المدينة اكاليل الزهور على «النصب التذكاري لشهداء يوم الارض»، وبعدها ساروا من مدينة سخنين وعرابة حتى دير حنا. وهتف المتظاهرون ليوم الارض وللشعب الفلسطيني، وانشدوا اغاني «بلادي بلادي» و«اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر». وحلّقت مروحية لشرطة الاحتلال في سماء دير حنا، ونصبت الشرطة حاجزا في الشارع الرئيسي للبلدة. ولفّ اطفال الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الابيض والاسود المذيّلة بالاعلام الفلسطينية على رؤوسهم، وامتطى بعض الشبان الخيول رافعين العلم الفلسطيني. وقالت فاطمة دغمش (70 عاما) من بلدة دير حنا «لقد سطّرنا يوم الارض بدمائنا، ضحّينا بدمنا حتى نثبت في هذه الارض، لقد منعتنا السلطات الاسرائيلية من دخول اراضينا واعلنوها مصادرة». وتابعت قائلة «اعلنا الاضراب الا انهم استخدموا العنف والقوة واطلاق النار وسقط من دير حنا وحدها 22 جريحا، في حين سقط ستة شهداء من عرابة وسخنين». واضافت فاطمة «كان اول هجوم على بيتي وعلى الشباب، دافعنا بكل ما نستطيع. ونحن نحتفل بهذا اليوم باعتزاز وفخر، وأتأمل ان نستمر بهذه الوقفة حتى نستيطع الحصول على حقوقنا». وانتهت المسيرة بمهرجان خطابي. وقال رئيس مجلس دير حنا رجا الخطيب «اننا نحني هامتنا لشهدائنا الذين رفعوا الراية». وكانت لجنة المتابعة العربية في اسرائيل اعلنت انها ستحيي الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الارض تحت شعار «المسيرة العالمية لمناهضة تهويد القدس». وتم احياء الذكرى بمسيرتين مركزيتين اختتمتا بمهرجانين احداهما في منطقة دير حنا في الجليل والثانية في النقب. كما تقرر أن يتم تنظيم مسيرة غداة يوم الأرض في الثالثة من بعد ظهر اليوم في مدينة يافا. وقالت اللجنة «تأتي ذكرى يوم الارض هذا العام في ظل تصعيد اكبر من قبل المؤسسة الاسرائيلية لسياسة هدم البيوت العربية ومصادرة الاراضي، خاصة في منطقة النقب ومحاصرة البلدات العربية ومنع توسيع مناطق نفوذها». واضاف البيان «وفي ظل استمرار محاولات اقتلاع الجماهير العربية من ارضها وفي ظل القوانين العنصرية والفاشية التي تأخذ طابعا تصعيديا تجاهنا لتضييق الخناق علينا في مختلف مناحي الحياة». وقال رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان «إن ما يميز هذا اليوم هو المسيرة الدولية المليونية التي تدعم يوم الارض» مضيفا «لقد حســنا علاقاتنا بالارض بإلهام من يوم الارض للتحــدي والتصدي، وهذه الفعاليات والحركات السياسية رسالة قوية للحكومة الاسرائيلية إما أن نكون جزءا من هذه الارض ويكون لنا حق ونعيش سعداء فيها واما ان نكون شهداء». من جهته قال عضو الكنيست محمد بركة «اجواء يوم الارض في هذه السنة اشبه ما يكون باجواء العام 1976 وخاصة الهجوم على النقب، اذا اضفنا تقلص مساحة البناء وبرنامج الترانسفير حول اهلنا في النقب فهناك اكثر من 600 الف دونم معرّضة للمصادرة وترحيل سكان قرى من بيوتهم، ومحاولة ترحيل السكان العرب من مدن يافا والرملة واللد و عكا». وتابع «إن اسرائيل لا تستطيع التعامل مع ارضنا وبيوتنا كموضوع أمني، هذه حياتنا وسنواصل الدفاع عنها وعن ارضنا واذا لم تستدرك الحكومة بأننا شركاء على ارض الدولة التي صودرت منا فإن الوضع سيؤدي الى الانفجار». واعتبر ان يوم الارض «هو موضوع صياغة البقاء للاقلية العربية». غزة والضفة واستشهد مواطن واصيب 37 مواطنا اخرين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق مختلفة بقطاع غزة. واكد المتحدث الاعلامي باسم الاسعاف والطوارئ ادهم ابو سلمية استشهاد محمود زقوت (20 عاما) جراء تلقي عيار ناري في رقبته من قوات الاحتلال التي أطلقت النار على المتظاهرين في محيط معبر بيت حانون. واعلن ابو سلمية عن ارتفاع عدد الاصابات الى 37 مواطنا في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وانطلقت حشود بعد صلاة الجمعة في مسيرات جماهيرية من مختلف محافظات قطاع غزة في يوم الأرض، كما شاركت وفود عربية ودولية في التظاهرات مع اهالي قطاع غزة. وأكد المستشار الاعلامــي لرئيس جمعية الهلال الاحمر محمد عيــاد ان طواقم الهــلال الاحمر قدمت علاجا لما لا يقل عن 339 جريحا بينهم على الاقل 5 اصابات خطيرة، كما قدمت العلاج لـ6 اصابات في قطاع غزة. وقال رئيس حكومة «حماس» المقالة اسماعيل هنية إنه «حين تتحرك حشود من 80 دولة باتجاه القدس فإنها تبعث برسالة قوية الى الاحتلال الإسرائيلي بأنه لا أحد يقبل ما يفعله في القدس». واطلقت شرطة الحدود الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على حشود من الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا شق طريقهم عبر نقاط تفتيش شمال وجنوب القدس في احتجاجات منسّقة احياء لذكرى احتجاجات على مصادرة اراض في السبعينيات. وفي بلدة العيسوية شمال شرق القدس، اقتحمت القوات الإسرائيلية عددا من المنازل واعتدت على قاطنيها بالضرب وأخرجتهم من منازلهم. واقتربت حشود من حاجز قلنديا برام الله ورشق بعضهم قوات الأمن بالحجارة لكــنهم اضطــروا للتقهقر حين رشتهم شرطة الحدود بسائل كريه الرائحة من مدفع للمياه. ووقعت مواجهات ايضا في بيت لحم حيث رشق فلسطينيون برج مراقبة اسرائيليا بقنابل بنزين. وقال نشطاء إن رجلا أصيب بجروح خطيرة عندما ضربته عبوة غاز مسيل للدموع في الرأس. وأغلق الاحتلال معابر الضفة الغربية المحتلة وشددت الدوريات على الحدود مع سوريا ولبنان قبيل مسيرات فلسطينية في ذكرى «يوم الأرض». وقال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي اسحق أهارونوفيتش «القوات منتشرة بكثافة في أنحاء البلاد وهي في حالة تأهب». وأعلن الجيش الاسرائيلي استمرار غلق معابر الضفة الغربية حتى منتصف الليل. سوريا وشاركت حشود من المواطنين وقيادات وقوى فلسطينية وسورية وعربية ودولية في ساحة السبع بحرات في دمشق ضمن فعاليات «مسيرة القدس العالمية»، حسبما ذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء. وأكد رئيس أساقفة سبسطية الروم الارثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا «أن يوم الارض شكّل مفصلا وفصلا مهما في تاريخ أبناء وطننا الصامدين الباقين فوق ارضهم في الجليل والمثلث والنقب والساحل رغم سياسات التشريد والتنكيل»، لافتا إلى ان «هذا المناسبة تحولت إلى يوم نضالي فلسطيني يجمع ابناء الشعب الفلسطيني في جميع اماكنهم». وأكد المطران حنا أن «ذكرى يوم الارض هذا العام لا تركز فقط على معاناة القدس والشعب العربي الفلسطيني والظلم والاضطهاد اللاحق به في وطنه والتآمر عليه وعلى صموده ومستقبله من قبل الاحتلال الاسرائيلي بل تركز على معاناة سوريا من كيد الكائدين وغدر المتآمرين»، مشيرا إلى ان «سوريا تطرح اليوم مرة اخرى معركة صمودها وعزها ووحدتها وانتصارها امام الرأي العام الاطلسي والاميركي والاسرائيلي والرجعي العربي». وبحسب «سانا»، «جدد أبناء الجولان السوري المحتل تمسكهم بالثوابت الوطنية والقومية مع أشقائهم الفلسطينيين ورفضهم لجميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين أن يوم الأرض والدفاع عنها لم يعد يوما تقليديا لأن كل يوم في نضالهم ضد الاحتلال هو يوم للأرض والحفاظ عليها وصولا إلى تحريرها من الاحتلال الصهيوني». الأردن وتونس وشارك ما يزيد على 15 الف شخص في مسيرات احياء ذكرى «يوم الارض» قرب الحدود الاردنية مع الضفة الغربية والاراضي المحتلة، متضامنين مع الفلسطينيين ومطالبين بـ«الحرية للقدس وكل فلسطين». وتجمع المشاركون في منطقة الكفرين قرب موقع عماد السيد المسيح شرق نهر الاردن حيث ادوا صلاة الجمعة حاملين اعلاما اردنية وفلسطينية ولافتات كتب عليها «يا قدس إننا قادمون» و«الحرية للقدس وكل فلسطين». وهتف هؤلاء وبينهم نشطاء من الحركة الإسلامية والنقابات المهنية الاردنية الى جانب متضامنين عرب واجانب من 80 دولة «لن ننساك يا قدس» و«تسقط (اتفاقية) وادي عربة تسقط». وفي تونس، تظاهر المئات من المواطنين التونسيين للمطالبة بتجريم التطبيع مع إسرائيل. وذكر راديو «سوا» الأميركي أن مئات المنتمين إلى أكثر من 20 حزبا تجمهروا أمام مبنى المجلس التأسيسي رافعين العلم التونسي والفلسطيني، ومرددين شعارات مناوئة لإسرائيل . وطالب المتظاهرون التونسيون بإدراج فصل في الدستور التونسي الجديد والذي يتم إعداده حاليا، يقضي بتجريم التطبيع مع إسرائيل . وكان «الاتحاد العام التونسي للشغل» قد اكد «ان ذكرى يوم الارض تكتسب هذه السنة طابعا متميزا في ظل الانتفاضات الشعبية العربية التي اسقطت عددا من رموز الانظمة العربية المعروفة بخضوعها للاملاءات الامبريالية ومهادنتها للكيان الصهيوني وفتحت افاقا ارحب للنضال من اجل الكرامة والحرية والديموقراطية والعدالة

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة