دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بقيت وزارة الخارجية الفرنسية متحفظة على تفاصيل زيارة وزير الخارجية برنار كوشنير إلى سورية ولبنان، بينما أعلن الوزير نفسه مساء الجمعة بأنه سيزور المنطقة خلال الأيام المقبلة
وعلى حين أكدت مصادر دبلوماسية غربية في دمشق لـ«الوطن» أن زيارة كوشنير تأجلت نتيجة ازدحام جدول أعمال الرئيس بشار الأسد في الأيام التي اقترحها كوشنير للزيارة، ما أدى الى اتفاق سوري فرنسي إلى تحديد موعد لاحق، ذكرت مصادر رسمية فرنسية في باريس لـ«الوطن»: إنه حسب المشروع الأساسي للزيارة فإن كوشنير كان من المفترض له أن يصـل إلى دمشق يوم السبت المقبل ويغادر الأحد، إلا أن الموعد قد يخضع للتعديل نظراً للتطورات في الدول الأوروبية التي تتعرض لأزمة غير مسبوقة من جراء العدوى اليونانية، إذ يجب أن يكون الوزير مستعداً لأي طارئ ولاسيما أنه يتولى حقيبة الخارجية والشؤون الأوروبية
وقالت المصادر: إنه من المقرر أن يلتقي كوشنير الرئيس بشار الأسد ونظيره وليد المعلم ويتناول «التطور الإيجابي» للعلاقات الثنائية بين باريس ودمشق، ويستمع إلى وجهة نظر سورية إزاء التطورات الأخيرة في المنطقة والتوترات الحاصلة ولاسيما بسبب التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على سورية ولبنان، ويطلع المسؤوليين السوريين واللبنانيين على موقف فرنسا بهذا الصدد، وهي تدعو إلى التهدئة
ونوهت المصادر بأن باريس تأخذ على محمل الجد التوترات ولكنها في الوقت نفسه تستبعد حرباً وشيكة بين حزب اللـه وإسرائيل. وقد اعتبر كوشنير للمرة الثانية في أسبوع أن «الوضع خطر» في المنطقة، مشيراً إلى «تكديس صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وربما طويلة المدى»، وقال: «هذا يقلقنا»، بعد أن كان طالب سورية بضمان أمن الحدود مع لبنان، موضحاً في الوقت نفسه أن هناك «أشياء لم تتأكد» بشأن الاتهامات بنقل الأسلحة
ويبدو أن السلطات الفرنسية تعتمد في قراءتها على تقارير ميدانية تخالف الاتهامات الإسرائيلية والتهديدات. وتستند باريس في تحليلها على ما يقوله الخبراء العسكريون وقادة قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)، في الجنوب اللبناني. فتقارير يونيفيل تخلو من أي إشارة لصواريخ سكود وتصف الوضع على الأرض بأنه هادئ جنوب الليطاني، حسب مصادر عسكرية مقربة من وزارة الدفاع. ورأت هذه المصادر في التهديدات «ضجة إعلامية» لا تجد صدى لها في تقارير الخبراء، وتقارير يونيفيل. وأعلنت وزارة الدفاع أن الوزير هيرفيه موران سيطّلع على الوضع الميداني بنفسه خلال زيارة إلى لبنان يومي الجمعة والسبت يتخللها لقاء مع قيادة يونيفيل، بعد أن يزور الأردن يومي الأربعاء والخميس
وفي السياق اعتبرت باريس أن حوارها السياسي مع دمشق «ضروري أكثر من أي وقت آخر» في ظل التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة في المنطقة، وقال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو: «انخرطنا في حوار سياسي على أعلى مستوى مع السلطات السورية منذ عام 2008 من أجل تشجيع سورية على تبني سياسة بناءة في المنطقة ونواصل هذا الحوار الضروري أكثر من أي وقت آخر في الظروف الحالية
وقد يتطرق رئيس الدبلوماسية الفرنسية في دمشق أيضاً إلى الملف الإيراني النووي، وسبق لباريس أن طلبت من دمشق لعب دور في إقناع إيران بالامتثال إلى قرارات مجلس الأمن. كما لعبت سورية دوراً بين فرنسا وإيران في قضية الفرنسية كلوتيد رايس التي مازالت تحت الإقامة الجبرية في السفارة الفرنسية في طهران، وعاد الحديث عن إمكانية الإفراج عنها بعد أن قرر القضاء الفرنسي الأربعاء الماضي رفض طلب أميركي بتسليم المهندس الإيراني مجيد كاكاوند الذي تقول واشنطن إنه متهم بشراء معدات إلكترونية بشكل غير مشروع لاستخدام مزدوج (مدني وعسكري) واعتقل في مطار رواسي الباريسي في آذار 2009 إذ تم الربط في الإعلام بين مصيره ومصير رايس. إلا أن باريس نفت ذلك، وفصلت بين الملفين على حين رأت بعض الأوساط المراقبة أنه قد يكون هناك صفقة تبادل غير معلنة بحيث يتم الإفراج عن رايس مقابل عودة كاكاوند إلى طهران والإفراج عن علي وكيلي المتهم بقتل رئيس الوزراء السابق شهبور بختيار، إذ يفترض أن يتخذ القضاء الفرنسي في 18 من الشهر الحالي قراراً بشأن الإفراج عن وكيلي المحكوم بالمؤبد في فرنسا منذ عام 1994
ومن جهة ثانية أكدت مصادر وزارة الاقتصاد الفرنسية لـ«الوطن» أن وزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية أن ماري إيدراك تزور دمشق يومي الجمعة والسبت وتشارك في مؤتمر «القيادات النسائية العربية» الذي تقيمه لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة دمشق بالتعاون مع المنتدى العربي الدولي. وكانت إيدراك شاركت في إطلاق «مجلس الأعمال السوري الفرنسي» في باريس، وأعربت آنذاك عن رغبتها في زيارة سورية كوزيرة بعد أن زارتها كسائحة في السابق
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة