عندما تعقد الخارجية الفرنسية مؤتمراً صحافياً مغلقاً، فهذا يعني أنها تريد إعطاء مواقفها أهمية إعلامية بغض النظر عن مضمون المؤتمر ومضمون المعلومات وتطابقها مع السياسة الفرنسية المتعثرة هذه الأيام في سوريا. وهذا بالفعل ما حدث البارحة في ندوة دعت إليها مصادر فرنسية مسؤولة اقتصرت على صحافيين محسوبين ومقربين بينما تولت مصادر قريبة منها تسريب مضمون المؤتمر إلى الجسم الصحافي في باريس. ولا يمكن للمتابع إلا ملاحظة تطابق ظروف هذا المؤتمر المغلق مع مؤتمر مغلق مماثل عقد في 9 أيار/ مايو عام 2007 بعد هزيمة حلفاء الغرب في بيروت.

وقال المصدر الفرنسي: الرئيس الأسد كسب المعركة العسكرية في حمص وإدلب ولكنه لم يكسب السياسة. إيران تساعد النظام السوري، ولكن لا أدلة على وجودهم على الأرض، ولاحظنا طائرات من دون طيار تحلق في سماء الغوطة وحمص وإدلب، تمتلك إيران وحزب الله تكنولوجيتها. لقد أدهشنا الاستقرار اللبناني بعيداً عن الأزمة السورية ونعتبر أن الخطر ما زال موجوداً .

وأشار المصدر إلى أن الإيرانيين يملكون تقنية الطيران من دون طيار، كما إن حزب الله قد أعلن أكثر من مرة عن استخدامه هذا النوع من الطائرات في عمليات فوق "إسرائيل". كل التوقعات السابقة بسقوط النظام منذ نيسان/ أبريل الى شهر رمضان الى كانون الأول الماضي لم تصدق. الأردن لم يوافق على تطبيق الحصار على سوريا، وقال الأردنيون إن 60 بالمئة من تجارتهم تمرُّ عبر سوريا. العمل على المدى البعيد لتشديد العزلة الدبلوماسية والدولية والاقتصادية لإسقاط النظام السوري رغم الخرق الإيراني، لكن إيران عليها عقوبات دولية هي الأخرى. مدن دمشق وحلب بدأت تشهد تغيراً طفيفاً، لكن الأجهزة الأمنية ما زالت بعيدة عن الاختراق. فرنسا ترفض عملية التسلح لأن ميزان القوى مختل بشكل كبير ولا يمكن سدّه بسهولة وبسرعة، وقطر في هذا الأمر لا تتكلم باسم الجامعة العربية. لا تغير في الموقف الروسي ولا جديد في المحادثات في نيويورك والروس يرفضون المبادرة العربية، ويريدون وقف إطلاق النار من جميع الأطراف. النظام لم يستخدم ألوية النخبة لديه، وهو يستخدم القطاعات الأخرى، لكنه سوف يضطر لاستخدام النخبة لاحقا بسبب إنهاك القطاعات الأخرى... ما أشبه اليوم بالتاسع من أيار/ مايو.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-03-14
  • 10202
  • من الأرشيف

مصدر فرنسي مسؤول : الرئيس الأسد لن يسقط ..

عندما تعقد الخارجية الفرنسية مؤتمراً صحافياً مغلقاً، فهذا يعني أنها تريد إعطاء مواقفها أهمية إعلامية بغض النظر عن مضمون المؤتمر ومضمون المعلومات وتطابقها مع السياسة الفرنسية المتعثرة هذه الأيام في سوريا. وهذا بالفعل ما حدث البارحة في ندوة دعت إليها مصادر فرنسية مسؤولة اقتصرت على صحافيين محسوبين ومقربين بينما تولت مصادر قريبة منها تسريب مضمون المؤتمر إلى الجسم الصحافي في باريس. ولا يمكن للمتابع إلا ملاحظة تطابق ظروف هذا المؤتمر المغلق مع مؤتمر مغلق مماثل عقد في 9 أيار/ مايو عام 2007 بعد هزيمة حلفاء الغرب في بيروت. وقال المصدر الفرنسي: الرئيس الأسد كسب المعركة العسكرية في حمص وإدلب ولكنه لم يكسب السياسة. إيران تساعد النظام السوري، ولكن لا أدلة على وجودهم على الأرض، ولاحظنا طائرات من دون طيار تحلق في سماء الغوطة وحمص وإدلب، تمتلك إيران وحزب الله تكنولوجيتها. لقد أدهشنا الاستقرار اللبناني بعيداً عن الأزمة السورية ونعتبر أن الخطر ما زال موجوداً . وأشار المصدر إلى أن الإيرانيين يملكون تقنية الطيران من دون طيار، كما إن حزب الله قد أعلن أكثر من مرة عن استخدامه هذا النوع من الطائرات في عمليات فوق "إسرائيل". كل التوقعات السابقة بسقوط النظام منذ نيسان/ أبريل الى شهر رمضان الى كانون الأول الماضي لم تصدق. الأردن لم يوافق على تطبيق الحصار على سوريا، وقال الأردنيون إن 60 بالمئة من تجارتهم تمرُّ عبر سوريا. العمل على المدى البعيد لتشديد العزلة الدبلوماسية والدولية والاقتصادية لإسقاط النظام السوري رغم الخرق الإيراني، لكن إيران عليها عقوبات دولية هي الأخرى. مدن دمشق وحلب بدأت تشهد تغيراً طفيفاً، لكن الأجهزة الأمنية ما زالت بعيدة عن الاختراق. فرنسا ترفض عملية التسلح لأن ميزان القوى مختل بشكل كبير ولا يمكن سدّه بسهولة وبسرعة، وقطر في هذا الأمر لا تتكلم باسم الجامعة العربية. لا تغير في الموقف الروسي ولا جديد في المحادثات في نيويورك والروس يرفضون المبادرة العربية، ويريدون وقف إطلاق النار من جميع الأطراف. النظام لم يستخدم ألوية النخبة لديه، وهو يستخدم القطاعات الأخرى، لكنه سوف يضطر لاستخدام النخبة لاحقا بسبب إنهاك القطاعات الأخرى... ما أشبه اليوم بالتاسع من أيار/ مايو.  

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة