الدولار ارتفع سعر صرفه مقابل الليرة السورية الى مستويات قياسية لم نعهدها من قبل ليحطم حاجز المائة ليرة سورية ويصل الى ما ينوف على 105 ليرات للدولار الواحد،والاغرب في الامر ليس هذا الارتفاع بل حدوثه في فترة لا تتجاوز اليوم ونصف اليوم، ليعاود بعدها النزول بشكل حاد ليلامس حائط ال90 ليرة ويواصل انخفاضه الى 85 ليرة هو سعره اليوم (امس السبت).‏

 

سياسة الصدمات‏

 

وبحسب بعض المراقبين فان مصرف سورية المركزي بات في تدخله باسواق سعر صرف العملات الاجنبية مقابل الليرة يعتمد سياسة الصدمات وليس التدخل الايجابي، ليعاود تحركه السريع المفاجئ في حال وصول الامور الى مستويات قياسية.‏

 

ويضيف المراقبون بان ما وصل اليه الدولار انما هو نتيجة مضاربات ومغامرات من قبل بعض من وصفوا ب(الحيتان) في السوق السوداء لسعر الصرف، لجهة امتصاص اية كميات من الدولار تطرح في الاسواق بل وباسعار اكثر ارتفاعا من سعر السوق السوداء نفسها، ما يحقق ارتفاعا على ارتفاع، من خلال الية احتيالية تقوم على اعتماد احد كبار رجال الاعمال في السوق المحلية على واجهة رئيسية لاعماله تعتمد على واجهتين فرعيتين، يتم من خلال ثلاثتهم اعتماد عشرات الصرافة الصغار، وحين تقوم الرغبة على تحقيق مكاسب جديدة يكلف كل من الرئيسيين مجموعة من الفرعيين بشراء الدولار من السوق وبكميات وبرفع السعر بضع او عشر ليرات اضافية، وعند ارتفاع السعر فعلا، يبادر هؤلاء الى بيع جزء قد يصل الى النصف مما لديهم من الدولار فتتحقق مكاسب وبعشرات الملايين، لتضطر الجهات المعنية والحال كذلك الى التدخل وضخ كتلة من الدولارات في السوق حتى يتهاود السعر، وحتى يتحقق نوع من التوازن بين العرض والطلب (باعتبار الطلب اكبر من العرض نتيجة قناعة شريحة من الناس بان الفترة فترة ازمة والادخار بالدولار اكثر امنا) فتعاود الواجهات لشراء الدولار وبسعر اخفض من قبل، وبسداد قيمة ما دفع ثمنا للدولار بعد ارتفاعه وقبل فلتانه، وما تحقق من ربح بعد بيعه فترة الفلتان السعري، تكون الواجهات قد حققت ارباحا بالملايين تصب في جيب رجل الاعمال هذا.‏

 

رأي المركزي‏

 

حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور اديب ميالة وفي تصريح للثورة قال:‏

 

ان التعامل والمضاربة في السوق السوداء مخالف للقوانين وهي مخالفة تستوجب العقوبة، مع الاخذ بالحسبان ان هناك جهات مختصة تقوم بمعالجة هذه المخالفات ومتابعتها بالتنسيق مع مصرف سورية المركزي، مبينا بان الإجراءات اللازمة قد اتخذت لاستقرار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وعودتها إلى الوضع الطبيعي ولحد الشائعات التي تروج لانخفاض سعر صرفها، مبينا بان مصرف سورية المركزي سيكون صاحب القرار الرئيسي في سعر الصرف من خلال تدخله في الوقت الذي يتلاءم مع الظروف المحيطة لتحقيق افضل النتائج الممكنة.‏

 

الدكتور ميالة شدد على ان تقلب سعر الصرف خلال اليومين الماضيين يعتبر حلقة تندرج ضمن مسلسل الحرب الاقتصادية على سورية مع التركيز من قبل اعداء الوطن على العملة الوطنية لزيادة الحصار الاقتصادي بعد أن فشلت دول ومنظمات وتجمعات دولية كبيرة في النيل من صمود سورية، مضيفا بان شركات الصرافة والمصارف والصرافين في السوق ابلغوا بالإجراءات التي سيتخذها المركزي والتي افرزت انخفاضا بلغ 20 ليرة سورية من عتبة 105 ليرات ليستقر سعر الصرف حاليا على 80 ليرة للدولارالواحد.‏

 

ميالة طمأن المواطن الى ان المركزي سيتدخل باستمرار في السوق لكي يصد الشائعات كلما ازدادت ولإعادة سعر الصرف إلى مستواه التوازني.‏

 

حديث السوق‏

 

السوق ايضا كان لها حديثها بالنسبة للدولار، وباتصالات هاتفية عديدة للثورة مع عديد من تجار الجملة، كان رفع السعر هو سيد الموقف وعصر المواطن اكثر فاكثر هو اللغة الوحيدة المعتمدة، حيث اصر الكثير منهم ومن باعة المفرق على رفع اسعار المنتجات حتى المحلية تبعا لارتفاع اسعار الدولار، بالرغم من ان المستودعات مليئة ولم يشتر التاجر شيئا من الخارج بل لم يتمكن من تثبيت طلبية باعتبار الاسعار ارتفعت بالنسبة للدولار ليوم ونصف اليوم، وحتى ان ثبت الطلبية لم يسدد ثمنها باعتبار الدولار عاود الانخفاض، الا ان هذه الحجج المنطقية والنقاشات العقلانية لم تجد شيئا في الاسواق، حيث ارتفعت الاسعار نتيجة ارتفاع الدولار ما لا يقل عن 35% من الاسعار المرتفعة اصلا، وصولا الى مرحلة لم يعد من المجدي فيها النقاش اصلا بل الابتعاد عن الشراء نفسه حتى يجبر التاجر على خفض الاسعار، مع الاخذ بعين الاعتبار ما قاله احد المسنين في تعليقه على ارتفاع اسعار الخبز (السمون) من 45 ليرة الى 65 ليرة دون اي صلة للارض الزراعية والبقرة الحلوب بالدولار، حيث قال: لقد بدات الحرب الاقتصادية بمعونة بعض التجار...!!!‏

 

للذهب لغته‏

 

الذهب ارتفع ايضا في غيرة واضحة من الدولار ووصل كذلك الى مستويات قياسية، وفي هذا الاطار قال الياس عطون (صائغ وبائع ذهب في دمشق القديمة) ان سعر الذهب من عيار 21 قيراطاً وصل اليوم (امس السبت) الى 4200 ليرة للغرام الواحد، في حين كان قبلها يوم الجمعة بسعر 4250 ليرة اما الذهب من عيار 18 فقد وصل سعره يوم السبت الى 3600 ليرة للغرام الواحد مقابل 3643 ليرة يوم الجمعة، مبينا بان حركة البيع والشراء تاثرت انخفاضا شديدا بارتفاع اسعار الذهب، في حين بقيت فئة قليلة مصرة على الشراء خوفا من هبوط اسعار الليرة اكثر بعد الارتفاع الخيالي لاسعار الدولار، اما بعد هبوط سعر الدولار وتدني سعر صرفه امام الليرة فقد انعدمت حركة الشراء للذهب بشكل شبه تام.‏

 

انتظار وتريث‏

 

ويعزو عطون سبب انطفاء حركة الشراء الى ان من كان يشتري الذهب للزينة تريث الى حين انخفاض سعر الغرام، اما من يريد الشراء للادخار على شكل اونصات وليرات ذهبية، فقد فضلوا الانتظار الى حين هبوط سعر الذهب اكثر باعتبار اسعاره هبطت بعض الشيء بالتوازي مع انخفاض سعر صرف الدولار، وتحسن وضع الليرة .‏

  • فريق ماسة
  • 2012-03-10
  • 11094
  • من الأرشيف

ارتفاع الأسعار بمعدل35% بعد ارتفاع الدولار .. وزبائن الذهب ينتظرون على أمل انخفاضه

الدولار ارتفع سعر صرفه مقابل الليرة السورية الى مستويات قياسية لم نعهدها من قبل ليحطم حاجز المائة ليرة سورية ويصل الى ما ينوف على 105 ليرات للدولار الواحد،والاغرب في الامر ليس هذا الارتفاع بل حدوثه في فترة لا تتجاوز اليوم ونصف اليوم، ليعاود بعدها النزول بشكل حاد ليلامس حائط ال90 ليرة ويواصل انخفاضه الى 85 ليرة هو سعره اليوم (امس السبت).‏   سياسة الصدمات‏   وبحسب بعض المراقبين فان مصرف سورية المركزي بات في تدخله باسواق سعر صرف العملات الاجنبية مقابل الليرة يعتمد سياسة الصدمات وليس التدخل الايجابي، ليعاود تحركه السريع المفاجئ في حال وصول الامور الى مستويات قياسية.‏   ويضيف المراقبون بان ما وصل اليه الدولار انما هو نتيجة مضاربات ومغامرات من قبل بعض من وصفوا ب(الحيتان) في السوق السوداء لسعر الصرف، لجهة امتصاص اية كميات من الدولار تطرح في الاسواق بل وباسعار اكثر ارتفاعا من سعر السوق السوداء نفسها، ما يحقق ارتفاعا على ارتفاع، من خلال الية احتيالية تقوم على اعتماد احد كبار رجال الاعمال في السوق المحلية على واجهة رئيسية لاعماله تعتمد على واجهتين فرعيتين، يتم من خلال ثلاثتهم اعتماد عشرات الصرافة الصغار، وحين تقوم الرغبة على تحقيق مكاسب جديدة يكلف كل من الرئيسيين مجموعة من الفرعيين بشراء الدولار من السوق وبكميات وبرفع السعر بضع او عشر ليرات اضافية، وعند ارتفاع السعر فعلا، يبادر هؤلاء الى بيع جزء قد يصل الى النصف مما لديهم من الدولار فتتحقق مكاسب وبعشرات الملايين، لتضطر الجهات المعنية والحال كذلك الى التدخل وضخ كتلة من الدولارات في السوق حتى يتهاود السعر، وحتى يتحقق نوع من التوازن بين العرض والطلب (باعتبار الطلب اكبر من العرض نتيجة قناعة شريحة من الناس بان الفترة فترة ازمة والادخار بالدولار اكثر امنا) فتعاود الواجهات لشراء الدولار وبسعر اخفض من قبل، وبسداد قيمة ما دفع ثمنا للدولار بعد ارتفاعه وقبل فلتانه، وما تحقق من ربح بعد بيعه فترة الفلتان السعري، تكون الواجهات قد حققت ارباحا بالملايين تصب في جيب رجل الاعمال هذا.‏   رأي المركزي‏   حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور اديب ميالة وفي تصريح للثورة قال:‏   ان التعامل والمضاربة في السوق السوداء مخالف للقوانين وهي مخالفة تستوجب العقوبة، مع الاخذ بالحسبان ان هناك جهات مختصة تقوم بمعالجة هذه المخالفات ومتابعتها بالتنسيق مع مصرف سورية المركزي، مبينا بان الإجراءات اللازمة قد اتخذت لاستقرار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وعودتها إلى الوضع الطبيعي ولحد الشائعات التي تروج لانخفاض سعر صرفها، مبينا بان مصرف سورية المركزي سيكون صاحب القرار الرئيسي في سعر الصرف من خلال تدخله في الوقت الذي يتلاءم مع الظروف المحيطة لتحقيق افضل النتائج الممكنة.‏   الدكتور ميالة شدد على ان تقلب سعر الصرف خلال اليومين الماضيين يعتبر حلقة تندرج ضمن مسلسل الحرب الاقتصادية على سورية مع التركيز من قبل اعداء الوطن على العملة الوطنية لزيادة الحصار الاقتصادي بعد أن فشلت دول ومنظمات وتجمعات دولية كبيرة في النيل من صمود سورية، مضيفا بان شركات الصرافة والمصارف والصرافين في السوق ابلغوا بالإجراءات التي سيتخذها المركزي والتي افرزت انخفاضا بلغ 20 ليرة سورية من عتبة 105 ليرات ليستقر سعر الصرف حاليا على 80 ليرة للدولارالواحد.‏   ميالة طمأن المواطن الى ان المركزي سيتدخل باستمرار في السوق لكي يصد الشائعات كلما ازدادت ولإعادة سعر الصرف إلى مستواه التوازني.‏   حديث السوق‏   السوق ايضا كان لها حديثها بالنسبة للدولار، وباتصالات هاتفية عديدة للثورة مع عديد من تجار الجملة، كان رفع السعر هو سيد الموقف وعصر المواطن اكثر فاكثر هو اللغة الوحيدة المعتمدة، حيث اصر الكثير منهم ومن باعة المفرق على رفع اسعار المنتجات حتى المحلية تبعا لارتفاع اسعار الدولار، بالرغم من ان المستودعات مليئة ولم يشتر التاجر شيئا من الخارج بل لم يتمكن من تثبيت طلبية باعتبار الاسعار ارتفعت بالنسبة للدولار ليوم ونصف اليوم، وحتى ان ثبت الطلبية لم يسدد ثمنها باعتبار الدولار عاود الانخفاض، الا ان هذه الحجج المنطقية والنقاشات العقلانية لم تجد شيئا في الاسواق، حيث ارتفعت الاسعار نتيجة ارتفاع الدولار ما لا يقل عن 35% من الاسعار المرتفعة اصلا، وصولا الى مرحلة لم يعد من المجدي فيها النقاش اصلا بل الابتعاد عن الشراء نفسه حتى يجبر التاجر على خفض الاسعار، مع الاخذ بعين الاعتبار ما قاله احد المسنين في تعليقه على ارتفاع اسعار الخبز (السمون) من 45 ليرة الى 65 ليرة دون اي صلة للارض الزراعية والبقرة الحلوب بالدولار، حيث قال: لقد بدات الحرب الاقتصادية بمعونة بعض التجار...!!!‏   للذهب لغته‏   الذهب ارتفع ايضا في غيرة واضحة من الدولار ووصل كذلك الى مستويات قياسية، وفي هذا الاطار قال الياس عطون (صائغ وبائع ذهب في دمشق القديمة) ان سعر الذهب من عيار 21 قيراطاً وصل اليوم (امس السبت) الى 4200 ليرة للغرام الواحد، في حين كان قبلها يوم الجمعة بسعر 4250 ليرة اما الذهب من عيار 18 فقد وصل سعره يوم السبت الى 3600 ليرة للغرام الواحد مقابل 3643 ليرة يوم الجمعة، مبينا بان حركة البيع والشراء تاثرت انخفاضا شديدا بارتفاع اسعار الذهب، في حين بقيت فئة قليلة مصرة على الشراء خوفا من هبوط اسعار الليرة اكثر بعد الارتفاع الخيالي لاسعار الدولار، اما بعد هبوط سعر الدولار وتدني سعر صرفه امام الليرة فقد انعدمت حركة الشراء للذهب بشكل شبه تام.‏   انتظار وتريث‏   ويعزو عطون سبب انطفاء حركة الشراء الى ان من كان يشتري الذهب للزينة تريث الى حين انخفاض سعر الغرام، اما من يريد الشراء للادخار على شكل اونصات وليرات ذهبية، فقد فضلوا الانتظار الى حين هبوط سعر الذهب اكثر باعتبار اسعاره هبطت بعض الشيء بالتوازي مع انخفاض سعر صرف الدولار، وتحسن وضع الليرة .‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة