طالب وزير الخارجية وليد المعلم الولايات المتحدة بتنفيذ الإجراءات التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين، معتبرا أن العلاقات بين البلدين تجاوزت الحوار السياسي، وباتت في مرحلة تنفيذ الالتزامات، مشيرا إلى أن دمشق وفت بالتزاماتها لواشنطن

واعتبر المعلم، في مقابلة مع إذاعة «مونتي كارلو» أمس، أنه من الصعب التكهن بنوايا إسرائيل الحقيقية تجاه شن حرب جديدة في المنطقة، لكنه تساءل إن كانت إسرائيل تستطيع شن حرب من دون التنسيق مع واشنطن؟

وقال المعلم إن سوريا تشارك في مؤتمر الحد من انتشار الأسلحة النووية في نيويورك على مستوى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، مشيرا إلى أن دمشق تطالب بعدة قضايا من المؤتمر، بينها تحقيق عالمية منع انتشار الأسلحة النووية، وضمان حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تنفيذ الاتفاقيات وعدم إدخال عوامل سياسية بشأنها

وأكد المعلم في حوار مع الإذاعة في اليوم المخصص لسوريا، أن دمشق تعتبر أنها تجاوزت مرحلة الحوار مع واشنطن، موضحا أن «الحوار استمر أكثر من عام، والآن إذا أريد لهذه العلاقات أن تحقق هدف تطبيع العلاقات السورية الأميركية فيجب البدء بالإجراءات التي اتفق عليها بين سيادة الرئيس (بشار الأسد) و(وكيل وزارة الخارجية الأميركية) وليام بيرنز وقبله مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي (جورج) ميتشل

وأضاف المعلم «من وجهة نظر سوريا قمنا بما علينا، ولكن الولايات المتحدة بسبب أوضاعها الداخلية لم تف بما عليها للانتقال إلى مرحلة أخرى من الإجراءات العملية. فنحن الآن لم نعد نتحدث عن حوار، بل عن إجراءات وإذا لم يقم كل طرف بما عليه في المرحلة الأولى فمن الصعب الانتقال للمرحلة الثانية ومن ثم الثالثة

وعن التهديدات الإسرائيلية لكل من سوريا ولبنان استنادا لمزاعم تهريب صواريخ إلى «حزب الله» وعما إذا كان الهدف منها «حرف المنطقة عن مسار السلام»، قال المعلم «هذا أحد الأهداف، والهدف الثاني والواقعي أيضا صرف الرأي العام عما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني سواء في القدس، أو التوسع بالاستيطان، واستمرار الحصار الجائر على غزة، ووضع العقبات أمام انطلاق عملية السلام الشامل». وأضاف «وبالفعل انضمام الولايات المتحدة لهذه الحملة جعل هذا الموضوع يحظى باهتمام الصحافة ووسائل الإعلام، ولم يعد هنالك حديث عن إجراءات إسرائيل والتي كان آخرها حرق المساجد

وعما إذا كان ثمة تخوف من حصول حرب على خلفية هذه التهديدات، قال المعلم «هذا يحتاج لتحليل حقيقة النوايا الإسرائيلية. يجب طرح السؤال هل تستطيع إسرائيل شن حرب من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، وهل في مصلحة الولايات المتحدة حاليا المزيد من التوتر في المنطقة؟». وأضاف «أرى انه من الصعب التكهن بنوايا إسرائيل، لكن في التحليل الشخصي

لا توجد معطيات حقيقية ملموسة لهذه الحرب، خاصة أن الجانب العربي يمارس سياسات مسؤولة تحرص على الأمن في المنطقة

وحول مشاركة سوريا في مؤتمر الحد من انتشار الأسلحة النووية في نيويورك، قال المعلم «أولا نحن نسعى لتحقيق عالمية منع الانتشار، وثانيا نرغب في تحقيق حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في تنفيذ هذه المعاهدة، وعدم إدخال عوامل سياسية بشأنها. أما الشيء الثالث الذي يهمنا هو أن تنضم الدول التي لم تنضم، وأن تلتزم بالانضمام، وأقصد هنا إسرائيل التي ثبت بمعلومات البنتاغون أن برنامجها النووي عسكري ولديها ما بين 200 و400 رأس نووي، وأنها تمثل التهديد الحقيقي لأمن المنطقة. من هنا يجب انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ووضع منشآتها النووية تحت رقابة وكالة الطاقة. من دون ذلك يبقى تنفيذ المعاهدة وعمل الوكالة قاصرا

وعلق المعلم على ما نشر عن ورقة أميركية روسية سلمت إلى جامعة الدول العربية تشترط ربط الحديث عن نزع أسلحة الدمار الشامل من إسرائيل بتحقيق السلام الشامل في المنطقة، موضحا أن دمشق لم تتسلم نسخة من هذه الورقة كما لم يقدمها احد إلى سوريا، مضيفا أن «الموقف الروسي لا زال يدعو لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط

وأشاد بالعلاقات الفرنسية السورية، موضحا أن «الاتصالات بين سوريا وفرنسا مستمرة، وعلى مختلف المستويات، وهي اتصالات مثمرة تهدف لاستقرار المنطقة وبناء علاقات فرنسية سورية متطورة في مختلف المجالات، ونحن لا ننسى أن فرنسا والرئيس (نيكولا) ساركوزي شخصيا هو من بادر للانفتاح على سوريا

من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لصحيفة «الوطن»السورية، إن تمديد واشنطن لعقوباتها على سوريا، يظهر أنها «خسرت مصداقيتها»، متهما الولايات المتحدة بالفشل في تنفيذ وعودها لسوريا. كما أكد المقداد أن «ما يسمع علنا من الأميركيين مبالغ فيه، أما ما يجري وراء الأبواب المغلقة، فهو النقيض تماما»، فيما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أسفه لتمديد العقوبات وقال من القاهرة إن «تجديد فرض العقوبات الأميركية على سوريا شيء مؤسف
  • فريق ماسة
  • 2010-05-05
  • 9776
  • من الأرشيف

المعلم : هل تشن إسرائيل حرباً من دون التنسيق مع واشنطن؟

طالب وزير الخارجية وليد المعلم الولايات المتحدة بتنفيذ الإجراءات التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين، معتبرا أن العلاقات بين البلدين تجاوزت الحوار السياسي، وباتت في مرحلة تنفيذ الالتزامات، مشيرا إلى أن دمشق وفت بالتزاماتها لواشنطن واعتبر المعلم، في مقابلة مع إذاعة «مونتي كارلو» أمس، أنه من الصعب التكهن بنوايا إسرائيل الحقيقية تجاه شن حرب جديدة في المنطقة، لكنه تساءل إن كانت إسرائيل تستطيع شن حرب من دون التنسيق مع واشنطن؟ وقال المعلم إن سوريا تشارك في مؤتمر الحد من انتشار الأسلحة النووية في نيويورك على مستوى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، مشيرا إلى أن دمشق تطالب بعدة قضايا من المؤتمر، بينها تحقيق عالمية منع انتشار الأسلحة النووية، وضمان حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تنفيذ الاتفاقيات وعدم إدخال عوامل سياسية بشأنها وأكد المعلم في حوار مع الإذاعة في اليوم المخصص لسوريا، أن دمشق تعتبر أنها تجاوزت مرحلة الحوار مع واشنطن، موضحا أن «الحوار استمر أكثر من عام، والآن إذا أريد لهذه العلاقات أن تحقق هدف تطبيع العلاقات السورية الأميركية فيجب البدء بالإجراءات التي اتفق عليها بين سيادة الرئيس (بشار الأسد) و(وكيل وزارة الخارجية الأميركية) وليام بيرنز وقبله مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي (جورج) ميتشل وأضاف المعلم «من وجهة نظر سوريا قمنا بما علينا، ولكن الولايات المتحدة بسبب أوضاعها الداخلية لم تف بما عليها للانتقال إلى مرحلة أخرى من الإجراءات العملية. فنحن الآن لم نعد نتحدث عن حوار، بل عن إجراءات وإذا لم يقم كل طرف بما عليه في المرحلة الأولى فمن الصعب الانتقال للمرحلة الثانية ومن ثم الثالثة وعن التهديدات الإسرائيلية لكل من سوريا ولبنان استنادا لمزاعم تهريب صواريخ إلى «حزب الله» وعما إذا كان الهدف منها «حرف المنطقة عن مسار السلام»، قال المعلم «هذا أحد الأهداف، والهدف الثاني والواقعي أيضا صرف الرأي العام عما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني سواء في القدس، أو التوسع بالاستيطان، واستمرار الحصار الجائر على غزة، ووضع العقبات أمام انطلاق عملية السلام الشامل». وأضاف «وبالفعل انضمام الولايات المتحدة لهذه الحملة جعل هذا الموضوع يحظى باهتمام الصحافة ووسائل الإعلام، ولم يعد هنالك حديث عن إجراءات إسرائيل والتي كان آخرها حرق المساجد وعما إذا كان ثمة تخوف من حصول حرب على خلفية هذه التهديدات، قال المعلم «هذا يحتاج لتحليل حقيقة النوايا الإسرائيلية. يجب طرح السؤال هل تستطيع إسرائيل شن حرب من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، وهل في مصلحة الولايات المتحدة حاليا المزيد من التوتر في المنطقة؟». وأضاف «أرى انه من الصعب التكهن بنوايا إسرائيل، لكن في التحليل الشخصي لا توجد معطيات حقيقية ملموسة لهذه الحرب، خاصة أن الجانب العربي يمارس سياسات مسؤولة تحرص على الأمن في المنطقة وحول مشاركة سوريا في مؤتمر الحد من انتشار الأسلحة النووية في نيويورك، قال المعلم «أولا نحن نسعى لتحقيق عالمية منع الانتشار، وثانيا نرغب في تحقيق حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في تنفيذ هذه المعاهدة، وعدم إدخال عوامل سياسية بشأنها. أما الشيء الثالث الذي يهمنا هو أن تنضم الدول التي لم تنضم، وأن تلتزم بالانضمام، وأقصد هنا إسرائيل التي ثبت بمعلومات البنتاغون أن برنامجها النووي عسكري ولديها ما بين 200 و400 رأس نووي، وأنها تمثل التهديد الحقيقي لأمن المنطقة. من هنا يجب انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ووضع منشآتها النووية تحت رقابة وكالة الطاقة. من دون ذلك يبقى تنفيذ المعاهدة وعمل الوكالة قاصرا وعلق المعلم على ما نشر عن ورقة أميركية روسية سلمت إلى جامعة الدول العربية تشترط ربط الحديث عن نزع أسلحة الدمار الشامل من إسرائيل بتحقيق السلام الشامل في المنطقة، موضحا أن دمشق لم تتسلم نسخة من هذه الورقة كما لم يقدمها احد إلى سوريا، مضيفا أن «الموقف الروسي لا زال يدعو لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط وأشاد بالعلاقات الفرنسية السورية، موضحا أن «الاتصالات بين سوريا وفرنسا مستمرة، وعلى مختلف المستويات، وهي اتصالات مثمرة تهدف لاستقرار المنطقة وبناء علاقات فرنسية سورية متطورة في مختلف المجالات، ونحن لا ننسى أن فرنسا والرئيس (نيكولا) ساركوزي شخصيا هو من بادر للانفتاح على سوريا من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لصحيفة «الوطن»السورية، إن تمديد واشنطن لعقوباتها على سوريا، يظهر أنها «خسرت مصداقيتها»، متهما الولايات المتحدة بالفشل في تنفيذ وعودها لسوريا. كما أكد المقداد أن «ما يسمع علنا من الأميركيين مبالغ فيه، أما ما يجري وراء الأبواب المغلقة، فهو النقيض تماما»، فيما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أسفه لتمديد العقوبات وقال من القاهرة إن «تجديد فرض العقوبات الأميركية على سوريا شيء مؤسف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة