دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
خرج الخلاف بين مشيخة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى العلن، واتخذ طابع المواجهة المباشرة عبر قرار الإمارات منع يوسف القرضاوي المقيم في قطر وحامل جنسيتها من دخول الإمارات على خلفية كلام قاله الأخير في برنامج "الشريعة والحياة" على قناة "الجزيرة"، دعا فيه حكام الإمارات إلى الانضمام لخندق التحرض ضد سورية، وأن «يتقوا الله في العباد»! كما حذر القرضاوي حكام الامارات بانه إذا «لم يوقفوا الظلم على أبناء الامارات وان لم يتجاوبوا فسيكون له موقف آخر»!.
لم ينتظر الإماراتيون انتهاء الحلقة، بل خرج مدير عام شرطة دبي العقيد ضاحي خلفان المهيري التميمي على صفحته على موقع الـ"تويتر" أثناء بث الحلقة مهدداً القرضاوي بإصدار مذكرة توقيف بحقه لدى الانتربول الدولي لتهجمه على حكومة الإمارات وتدخله في الشؤون الداخلية لها.
هذه الحادثة لم تكن السبب الحقيقي للخلاف الطافي على سطح العلاقات المتوترة بين البلدين منذ سنوات عديدة بسبب تصرفات حكام قطر العنجهية كما يسميها الإماراتيون، وجشع رئيس حكومة مشيخة قطر حمد بن جاسم وطمعه الذي ليس له حدود، وهناك سببان لهذا الخلاف يعود أولهما إلى القرار الأميركي ـ السعودي بتغيير طبيعة عمل قناة أبو ظبي الفضائية من قناة إخبارية ومنوعة إلى قناة منوعات، وثاني أسباب الخلاف هو محاولات قطر أخذ دور دبي التجاري ومطاره، والتفاصيل، تبدأ من الخلاف المستجد حول مطاري دبي والدوحة ومن ثم الخلاف القديم حول قناتي أبو ظبي والجزيرة.
1 ـ ليس في إمارة دبي نفط كثير وهي مدينة تعيش على الترانزيت وعلى الأسواق الحرة والاستثمارات العقارية فضلا عن مطارها وأسطولها الجوي الذي يقوم برحلات في جهات الأرض الأربع ويقدم خدمات ممتازة على متن الرحلات، وفي المطار الضخم الذي يكبر مطار شارل ديغول في فرنسا بعدة مرات. هذا الامتياز الذي صنعته دبي لنفسها يريد رئيس حكومة ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم انتزاعه منها عبر شركة قطر للطيران التي يمتلكها شخصيا والتي تقدم خدمات تضاهي خدمات شركة طيران الإمارات، وعبر التوسيع الضخم والمثير للدهشة الذي يحصل حاليا لمطار الدوحة ليفوق بحجمه مطار دبي، ومحاولة تحويله الى مركز ترانزيت عالمي كما هي حال مطار دبي، فضلا عن السعي القطري عبر استضافة كأس العالم عام 2022 وألعاب الأولمبياد الصيفية قبلها بعامين إلى الحلول مكان دبي كمركز للاستثمار العقاري والتجاري في منطقة الخليج، وتنفق مشيخة قطر عشرات المليارات من الدولارات على بناء بنية تحتية ضخمة ومراكز تجارية في الدوحة ما يثير حفيظة الإمارات!.
2 ـ الخلاف الثاني، يعود إلى سنوات خلت حيث كانت أبو ظبي تحظى باهتمام كبير لدى المشاهد العربي بسبب قناة أبو ظبي الفضائية وطريقة عملها الأخباري حيث كانت متفوقة وناجحة في ذلك، وفق ما تقول الدكتورة حياة حويك عطية في دراسة قدمتها في باريس عن القنوات الفضائية العربية. وتؤكد الدراسة أن قناة "أبو ظبي" كانت تفوق قناة "الجزيرة" في عدد مشاهديها وفي حجم شبكة المراسلين حول العالم، وكانت تتمتع بمصداقية كبيرة تفوق مصداقية الجزيرة.
في هذا الموضوع اقتضت المصلحتان الأميركية والسعودية وقف التغطية الأخبارية في قناة أبو ظبي الفضائية وتحويلها إلى قناة منوعات ما أخلى ساحة الفضاء الأخباري العربي إلى قناة "الجزيرة" القطرية وإمارة قطر، وها هي الأيام تدور ليرى حكام الإمارات قناة "الجزيرة" تنال منهم وتحاول شيطنتهم من الناحية الإسلامية، فكان ردهم بحجم الحنق الدفين في قلوبهم على قطر التي لم تُبق لها صديق في المنطقة، وهي المشيخة الصغيرة الخالية من السكان تقريبا. وفي تقرير نشرته جريدة الـ"لوموند" الفرنسية الأسبوع الماضي، قالت الصحيفة الفرنسية الواسعة الانتشار، إن إمارة قطر القزمة ستدفع ثمن انتفاخها عاجلا أم آجلا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة