استقال مراسل قناة "الجزيرة" في بيروت علي هاشم من المحطة القطرية بعد أسابيع على عملية القرصنة التي تعرّض لها جهاز الشبكة من قبل «الجيش السوري الإلكتروني» وخروج مراسلاته مع المذيعة رولا إبراهيم لتكشف التضليل الذي تمارسه القناة في الملف السوري.

المراسل اللبناني الموجود حالياً في طهران، لطالما كانت لديه مآخذ على إنحياز المحطة الفاضح، وعلى كيفية تعاطيها مع الملف السوري.

وأكّد مصدر مطّلع داخل المحطة القطرية خبر استقالة الإعلامي اللبناني، قائلاً: مآخذ هاشم واضحة ومعروفة، ولم تعد سراً على أحد، ويمكن أن تعودوا إلى الرسائل التي بعثها إلى زميلته رولا إبراهيم لتعرفوا موقفه منذ إرساله صور المسلحين واشتباكاتهم مع الجيش السوري في وادي خالد، وامتناع إدارة المحطة عن عرض الصور، بل اتهامها إياه بأنّه "شبيح"، وفقاً لجريدة الأخبار.

هكذا، اهتزت صدقية القناة لدى هاشم، وما يحصل معه يحصل مع غيره من المراسلين، حسبما يفيد المصدر، مؤكداً أن المحطة تعاملت مع موضوع تسرّب الرسائل بذكاء عندما تجاهلته، ولم تروج له إعلامياً لقناعتها بضعف موقفها.

من جهة أخرى، يفصح المصدر بأن هاشم أبلغ إعتراضاته لأكثر من مسؤول في المحطة وليس فقط في رسائله إلى زميلته السورية، وكان يهمه دوماً أن تلتفت "الجزيرة" إلى أن النظام السوري من أكبر الداعمين للمقاومة، وأن مسألة التحريض عليه بهذه الطريقة هي مسألة ضرب المقاومة.

وما زاد الطين بلّة هو تزامن أحداث سورية مع أحداث البحرين، يقول المصدر: هناك، كنّا نتابع صوراً لشعب يذبح بآلة قمع خليجية، والصمت كان عنوان التغطية الإعلامية لـ"الجزيرة"، ويلفت إلى أن هذا التململ لا يتوقف عند هاشم، بل يمتد إلى بعض الموظفين في "الجزيرة" في مكاتبها في تونس ومصر وليبيا وسورية والبحرين، ويتابع المصدر أنّ المشكلة تكمن في أن غالبية فريق "الجزيرة" قد أتى إلى المحطة من مدارس عريقة في الصحافة، ولم يعد جزء كبير منه يقبل الإنحياز التام للجماعات المسلحة في سورية، وخصوصاً أن المراسلين الميدانيين يلمسون الحقيقة بأنفسهم، ويضيف: هناك إنقسام بين صفوف العاملين في المحطة الإخبارية، وبالنسبة إلى هاشم، فقد خال أنّه قادر على تغيير شيء، لكنه عجز تماماً، فاختار الإستقالة، وهو ما يحدث مع غالبية المعترضين على سياسة المحطة التحريضية، الذين ينتهي بهم المطاف إلى الإستقالة.

من جهة أخرى، فجّر تلفزيون "الدنيا" منذ أيام فضيحة ثانية ترسم علامات استفهام كبيرة حول الطريقة التي تتعاطى بها "الجزيرة" مع الأزمة السورية، خلال لقاء أجرته قناة "الدنيا" مع الإعلامي السوري رفيق لطف الله، عرضت المحطة ريبورتاجاً عن الطريقة التي تجري بها فبركة الأشرطة والصور التي تعرض على "الجزيرة" بالتواطؤ مع نشطاء ومعارضين للنظام موجودين في الأماكن الساخنة، يظهر في أحد الفيديوهات الناشط داني عبد الدايم وهو يستعدّ لإبلاغ المحطة القطرية بأنّ الجيش السوري فجّر أحد أنابيب النفط بالقرب من حمص، وتظهر طريقة الإعداد للمكالمة وإجراء بروفات واستعدادات للظهور على الهواء، وفي فيديو آخر أشدّ خطورة، يظهر الناشط خالد أبو صلاح مع مجموعة من الأشخاص وهم يهيئون غرفة يتوزع فيها أشخاص، كي تبدو ملحقاً لمستشفى ميداني لم يعد يتسع للجرحى في حي بابا عمرو، ويقوم أبو صلاح بتلقين طفلة ملفوفة بالشاش والضمادات "يبدو واضحاً أنها مجرد ديكور" بما يجب أن تقوله عندما تصبح على الهواء، ويطلب منها شتم الرئيس لأنه قتل أختها، فيما يطلب من الطبيب أن يعيد تشخيص الحالة التي تعانيها الطفلة. ويجيب الطبيب إنّه حفظ دوره عن ظهر قلب، ثم يمتعض "الناشط السوري" بسبب تأخر اتصال "الجزيرة"، فيطلب التواصل مع قناة "العربية"، لكن سرعان ما يجهز الإتصال ويمتثل كل شخص للدور الذي تدرّب عليه، بمن فيهم الطفلة.

هكذا، يستعير بعض المراقبين شعار غوبلز «أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك» كنوع من السخرية من التغطية الإعلامية للقنوات الإخبارية، وعلى رأسها "الجزيرة".

  • فريق ماسة
  • 2012-03-06
  • 12008
  • من الأرشيف

مراسل قناة الجزيرة علي هاشم يستقيل بعد أن عجز عن التغيير

 استقال مراسل قناة "الجزيرة" في بيروت علي هاشم من المحطة القطرية بعد أسابيع على عملية القرصنة التي تعرّض لها جهاز الشبكة من قبل «الجيش السوري الإلكتروني» وخروج مراسلاته مع المذيعة رولا إبراهيم لتكشف التضليل الذي تمارسه القناة في الملف السوري. المراسل اللبناني الموجود حالياً في طهران، لطالما كانت لديه مآخذ على إنحياز المحطة الفاضح، وعلى كيفية تعاطيها مع الملف السوري. وأكّد مصدر مطّلع داخل المحطة القطرية خبر استقالة الإعلامي اللبناني، قائلاً: مآخذ هاشم واضحة ومعروفة، ولم تعد سراً على أحد، ويمكن أن تعودوا إلى الرسائل التي بعثها إلى زميلته رولا إبراهيم لتعرفوا موقفه منذ إرساله صور المسلحين واشتباكاتهم مع الجيش السوري في وادي خالد، وامتناع إدارة المحطة عن عرض الصور، بل اتهامها إياه بأنّه "شبيح"، وفقاً لجريدة الأخبار. هكذا، اهتزت صدقية القناة لدى هاشم، وما يحصل معه يحصل مع غيره من المراسلين، حسبما يفيد المصدر، مؤكداً أن المحطة تعاملت مع موضوع تسرّب الرسائل بذكاء عندما تجاهلته، ولم تروج له إعلامياً لقناعتها بضعف موقفها. من جهة أخرى، يفصح المصدر بأن هاشم أبلغ إعتراضاته لأكثر من مسؤول في المحطة وليس فقط في رسائله إلى زميلته السورية، وكان يهمه دوماً أن تلتفت "الجزيرة" إلى أن النظام السوري من أكبر الداعمين للمقاومة، وأن مسألة التحريض عليه بهذه الطريقة هي مسألة ضرب المقاومة. وما زاد الطين بلّة هو تزامن أحداث سورية مع أحداث البحرين، يقول المصدر: هناك، كنّا نتابع صوراً لشعب يذبح بآلة قمع خليجية، والصمت كان عنوان التغطية الإعلامية لـ"الجزيرة"، ويلفت إلى أن هذا التململ لا يتوقف عند هاشم، بل يمتد إلى بعض الموظفين في "الجزيرة" في مكاتبها في تونس ومصر وليبيا وسورية والبحرين، ويتابع المصدر أنّ المشكلة تكمن في أن غالبية فريق "الجزيرة" قد أتى إلى المحطة من مدارس عريقة في الصحافة، ولم يعد جزء كبير منه يقبل الإنحياز التام للجماعات المسلحة في سورية، وخصوصاً أن المراسلين الميدانيين يلمسون الحقيقة بأنفسهم، ويضيف: هناك إنقسام بين صفوف العاملين في المحطة الإخبارية، وبالنسبة إلى هاشم، فقد خال أنّه قادر على تغيير شيء، لكنه عجز تماماً، فاختار الإستقالة، وهو ما يحدث مع غالبية المعترضين على سياسة المحطة التحريضية، الذين ينتهي بهم المطاف إلى الإستقالة. من جهة أخرى، فجّر تلفزيون "الدنيا" منذ أيام فضيحة ثانية ترسم علامات استفهام كبيرة حول الطريقة التي تتعاطى بها "الجزيرة" مع الأزمة السورية، خلال لقاء أجرته قناة "الدنيا" مع الإعلامي السوري رفيق لطف الله، عرضت المحطة ريبورتاجاً عن الطريقة التي تجري بها فبركة الأشرطة والصور التي تعرض على "الجزيرة" بالتواطؤ مع نشطاء ومعارضين للنظام موجودين في الأماكن الساخنة، يظهر في أحد الفيديوهات الناشط داني عبد الدايم وهو يستعدّ لإبلاغ المحطة القطرية بأنّ الجيش السوري فجّر أحد أنابيب النفط بالقرب من حمص، وتظهر طريقة الإعداد للمكالمة وإجراء بروفات واستعدادات للظهور على الهواء، وفي فيديو آخر أشدّ خطورة، يظهر الناشط خالد أبو صلاح مع مجموعة من الأشخاص وهم يهيئون غرفة يتوزع فيها أشخاص، كي تبدو ملحقاً لمستشفى ميداني لم يعد يتسع للجرحى في حي بابا عمرو، ويقوم أبو صلاح بتلقين طفلة ملفوفة بالشاش والضمادات "يبدو واضحاً أنها مجرد ديكور" بما يجب أن تقوله عندما تصبح على الهواء، ويطلب منها شتم الرئيس لأنه قتل أختها، فيما يطلب من الطبيب أن يعيد تشخيص الحالة التي تعانيها الطفلة. ويجيب الطبيب إنّه حفظ دوره عن ظهر قلب، ثم يمتعض "الناشط السوري" بسبب تأخر اتصال "الجزيرة"، فيطلب التواصل مع قناة "العربية"، لكن سرعان ما يجهز الإتصال ويمتثل كل شخص للدور الذي تدرّب عليه، بمن فيهم الطفلة. هكذا، يستعير بعض المراقبين شعار غوبلز «أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك» كنوع من السخرية من التغطية الإعلامية للقنوات الإخبارية، وعلى رأسها "الجزيرة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة