تشير الوقائع إلى ان الهجمة العدوانية على سورية دخلت مأزقا كبيرا ، في حين تعكس المواقف و التصريحات منذ مؤتمر تونس الفضائحي درجة الارتباك و التضعضع التي تهز الحلف الاستعماري الغربي و ملحقاته الخليجية التركية ، فقد بدا ان معسكر العدوان بجيمع اطرافه ، يترنح في إرباك خطير بفعل الصمود والثبات في موقف الشعب العربي السوري و في سلوك الدولة الوطنية التي تحظى بدعم غالبية شعبية واضحة .

 

أولا اعترفت الصحافة الغربية و البريطانية منها على وجه الخصوص بنجاح الرئيس بشار الأسد و الدولة الوطنية التي يقودها في إطلاق دستور جديد عبر الاستفتاء الشعبي العام الذي كرست له صفحاتها الأولى و توجته بصورة الرئيس و عقيلته خلال الإدلاء بصوتيهما في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون و قد تبارى المعلقون و المحللون في الصحف الكبرى الأميركية والبريطانية في عرض الاستنتاجات السياسية حول متانة الدولة الوطنية السورية و حجم الغالبية الشعبية الداعمة لها و لزعامة الرئيس الأسد بينما أفاضوا في توصيف حالة التفكك و العجز و الرثاثة التي تعيشها المعارضات السورية المتناحرة و في ظل العجز الغربي المتزايد عن تطوير ادوات العدوان على سورية .

 

حملت الصحافة الغربية أيضا الكثير من الوقائع عن الدور الإسرائيلي في الحدث السوري و عن علاقات قادة مجلس اسطنبول بالمخابرات الإسرائيلية بينما اختارت هيلاري كلينتون مخاطبة اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة بالتحذير من خطر القاعدة و حماس اللتين تدعمان المعارضة في سورية ، و هي كانت ترد بهذه الصيغة على حملة تشنها المجموعات الصهيونية الضاغطة في واشنطن تحت شعار وجوب تسليح المعارضة السورية التي تحدى رئيس الأركان الأميركية أيا كان في العالم ان يدله على ملامحها و على وجهها .

 

ثانيا  الدعوة إلى تسليح المعارضة السورية تتكشف عن هراء فارغ ، لأن حكومات السعودية و قطر و تركيا و قوى 14 آذار في لبنان و معها تنظيمات الأخوان المسلمين في لبنان و في البلاد العربية و المخابرات الأردنية و الأميركية و الفرنسية و البريطانية ، أنشأت شبكات دولية و إقليمية منذ بداية الأحداث في سورية و أنفقت المليارات النفطية التي دفعتها دول مجلس التعاون الخليجي لتأمين المال و السلاح و لشراء المرتزقة و الزج بهم في الحرب على سورية ، بعدما ثبت العجز عن شن عدوان عسكري بواسطة جيوش الناتو ، و قد أقام القادة السعوديون غرف عمليات بواسطة الجمعيات الوهابية التكفيرية لتمويل  فصائل التكفير السورية و تسليحها عن طريق شبكة الزرقاوي العراقية و تيار المستقبل اللبناني و فتح الإسلام الفلسطينية و لتصدير بقايا القاعدة في البلاد العربية إلى سورية .

 

ثالثا  يسود التناحر و التفكك صفوف المعارضات السورية التي تتحول إلى شتات يستغرق في انحطاط شامل فكري و سياسي بفعل التكوين الهامشي و التركيب الارتزاقي النفعي ، و الانتهازية السياسية          و هي جميعا ، مزايا لازمت تنظيم الأخوان المسلمين في سورية بشكل خاص ، و تتركز في الواجهات السياسية التي حشدها الغرب الاستعماري عبر مجلس اسطنبول و سواه بتوظيف شخصيات تدعي الحداثة والعلمنة و هي من مخلفات الارتداد اليساري الذي يمتاز رواده بكونهم الفصيل الأشد تعفنا و فجورا في ركب الحلف الاستعماري .

 

رابعا  بينما يتفكك الحلف المعادي لسورية و على الرغم من محاولات حكومة الوهم العثماني النفخ هباء في التركيبة الهشة و المفلسة لمجلس اسطنبول و لجيوشه المتصارعة و كذلك على الرغم من المسعى السعودي القطري لشراء وقت إضافي مستقطع للهجمة من الحكومات الغربية ، تنهار البيئة الافتراضية امام وعي السوريين و حسهم القومي الأصيل دفاعا عن وطنهم في  وجه الغوغاء الانكشارية التي تضم قتلة تكفيريين و قطاع طرق و لصوص و عصابات محترفة لجميع مصنفات الإجرام في المجتمع السوري ، و يتحول الشارع إلى قوة هادرة تدعم الدولة الوطنية و الجيش الوطني ، و تساند زعامة الرئيس الأسد الذي يبرهن كل يوم على جذرية مشروعه الإصلاحي المبني على حاجات بلده و شعبه .

يجد السوريون أنهم مخيرون بين فريقين  :

- واجهات سياسية مفككة و متصارعة على المال و النفوذ ، بلا مشروع سياسي وطني و هي ترفض الحوار كما تتكشف بشكل صارخ عن أدوات عميلة للغرب و يتمحور خطابها على طلب الغزو و الاحتلال و هي تقعد في حضن الحكومات الأشد تخلفا و ارتهانا في البلاد العربية في حين ان داعميها ليسوا سوى حلف الطامعين بسورية بدءا من حكومة الوهم العثماني و انتهاءا بإسرائيل و ما بينهما حكومات الدول الغربية.

-دولة وطنية تسعى لفرض الاستقرار و تخليص الناس من الإرهاب و الفوضى اللذين باتا مشكلتهم الرئيسية بفضل مجلس اسطنبول ، و هي في الوقت عينه تخضع للإرادة الشعبية مصممة على تجديد المؤسسات و تطوير الحياة الوطنية من خلال دستور حديث مدني و حضاري و على رأس هذه الدولة زعيم وطني عروبي مقاوم يعبر عن وجدان الشعب السوري و يجدد ميثاق ارتباطه بمشيئة شعبه في مسيرة عملية للإصلاح السياسي و الدستوري و يضع حزبه في تصرف الشعب و المشروع الإصلاحي و هو يسعى لتحريره من الترهل البيروقراطي و من آفة الفساد و الخمول ليدفع به نحو التكيف مع المرحلة الجديدة فكريا و سياسيا و تنظيميا ،و يحتضن هذا الزعيم كل التعبيرات السياسية الفتية و الواعدة التي أفرزها المجتمع السوري في التصدي للهجمة الاستعمارية .

الفريق الأول وعده احتلال و فوضى و حرب أهلية و خراب عميم و الفريق الثاني التزامه دولة حديثة قاعدتها المساواة بالمواطنية و التعدد السياسي الديمقراطي و استقرار و مناعة في وجه العدو الصهيوني و الحلف الاستعماري الذي قاومه السوريون دفاعا عن العروبة و الاستقلال و عن سورية التي هي قلب الشرق و قلعته فأين الغرابة في حقيقة الخيار الشعبي السوري ، حيث تظهر إرادة الشعب  يمكن لنا بالمؤشرات البسيطة المدركة تعيين المعسكر المنتصر في هذه الحرب الكونية .

  • فريق ماسة
  • 2012-02-29
  • 10229
  • من الأرشيف

مأزق الهجمة و ثمار الصمود السوري

تشير الوقائع إلى ان الهجمة العدوانية على سورية دخلت مأزقا كبيرا ، في حين تعكس المواقف و التصريحات منذ مؤتمر تونس الفضائحي درجة الارتباك و التضعضع التي تهز الحلف الاستعماري الغربي و ملحقاته الخليجية التركية ، فقد بدا ان معسكر العدوان بجيمع اطرافه ، يترنح في إرباك خطير بفعل الصمود والثبات في موقف الشعب العربي السوري و في سلوك الدولة الوطنية التي تحظى بدعم غالبية شعبية واضحة .   أولا اعترفت الصحافة الغربية و البريطانية منها على وجه الخصوص بنجاح الرئيس بشار الأسد و الدولة الوطنية التي يقودها في إطلاق دستور جديد عبر الاستفتاء الشعبي العام الذي كرست له صفحاتها الأولى و توجته بصورة الرئيس و عقيلته خلال الإدلاء بصوتيهما في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون و قد تبارى المعلقون و المحللون في الصحف الكبرى الأميركية والبريطانية في عرض الاستنتاجات السياسية حول متانة الدولة الوطنية السورية و حجم الغالبية الشعبية الداعمة لها و لزعامة الرئيس الأسد بينما أفاضوا في توصيف حالة التفكك و العجز و الرثاثة التي تعيشها المعارضات السورية المتناحرة و في ظل العجز الغربي المتزايد عن تطوير ادوات العدوان على سورية .   حملت الصحافة الغربية أيضا الكثير من الوقائع عن الدور الإسرائيلي في الحدث السوري و عن علاقات قادة مجلس اسطنبول بالمخابرات الإسرائيلية بينما اختارت هيلاري كلينتون مخاطبة اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة بالتحذير من خطر القاعدة و حماس اللتين تدعمان المعارضة في سورية ، و هي كانت ترد بهذه الصيغة على حملة تشنها المجموعات الصهيونية الضاغطة في واشنطن تحت شعار وجوب تسليح المعارضة السورية التي تحدى رئيس الأركان الأميركية أيا كان في العالم ان يدله على ملامحها و على وجهها .   ثانيا  الدعوة إلى تسليح المعارضة السورية تتكشف عن هراء فارغ ، لأن حكومات السعودية و قطر و تركيا و قوى 14 آذار في لبنان و معها تنظيمات الأخوان المسلمين في لبنان و في البلاد العربية و المخابرات الأردنية و الأميركية و الفرنسية و البريطانية ، أنشأت شبكات دولية و إقليمية منذ بداية الأحداث في سورية و أنفقت المليارات النفطية التي دفعتها دول مجلس التعاون الخليجي لتأمين المال و السلاح و لشراء المرتزقة و الزج بهم في الحرب على سورية ، بعدما ثبت العجز عن شن عدوان عسكري بواسطة جيوش الناتو ، و قد أقام القادة السعوديون غرف عمليات بواسطة الجمعيات الوهابية التكفيرية لتمويل  فصائل التكفير السورية و تسليحها عن طريق شبكة الزرقاوي العراقية و تيار المستقبل اللبناني و فتح الإسلام الفلسطينية و لتصدير بقايا القاعدة في البلاد العربية إلى سورية .   ثالثا  يسود التناحر و التفكك صفوف المعارضات السورية التي تتحول إلى شتات يستغرق في انحطاط شامل فكري و سياسي بفعل التكوين الهامشي و التركيب الارتزاقي النفعي ، و الانتهازية السياسية          و هي جميعا ، مزايا لازمت تنظيم الأخوان المسلمين في سورية بشكل خاص ، و تتركز في الواجهات السياسية التي حشدها الغرب الاستعماري عبر مجلس اسطنبول و سواه بتوظيف شخصيات تدعي الحداثة والعلمنة و هي من مخلفات الارتداد اليساري الذي يمتاز رواده بكونهم الفصيل الأشد تعفنا و فجورا في ركب الحلف الاستعماري .   رابعا  بينما يتفكك الحلف المعادي لسورية و على الرغم من محاولات حكومة الوهم العثماني النفخ هباء في التركيبة الهشة و المفلسة لمجلس اسطنبول و لجيوشه المتصارعة و كذلك على الرغم من المسعى السعودي القطري لشراء وقت إضافي مستقطع للهجمة من الحكومات الغربية ، تنهار البيئة الافتراضية امام وعي السوريين و حسهم القومي الأصيل دفاعا عن وطنهم في  وجه الغوغاء الانكشارية التي تضم قتلة تكفيريين و قطاع طرق و لصوص و عصابات محترفة لجميع مصنفات الإجرام في المجتمع السوري ، و يتحول الشارع إلى قوة هادرة تدعم الدولة الوطنية و الجيش الوطني ، و تساند زعامة الرئيس الأسد الذي يبرهن كل يوم على جذرية مشروعه الإصلاحي المبني على حاجات بلده و شعبه . يجد السوريون أنهم مخيرون بين فريقين  : - واجهات سياسية مفككة و متصارعة على المال و النفوذ ، بلا مشروع سياسي وطني و هي ترفض الحوار كما تتكشف بشكل صارخ عن أدوات عميلة للغرب و يتمحور خطابها على طلب الغزو و الاحتلال و هي تقعد في حضن الحكومات الأشد تخلفا و ارتهانا في البلاد العربية في حين ان داعميها ليسوا سوى حلف الطامعين بسورية بدءا من حكومة الوهم العثماني و انتهاءا بإسرائيل و ما بينهما حكومات الدول الغربية. -دولة وطنية تسعى لفرض الاستقرار و تخليص الناس من الإرهاب و الفوضى اللذين باتا مشكلتهم الرئيسية بفضل مجلس اسطنبول ، و هي في الوقت عينه تخضع للإرادة الشعبية مصممة على تجديد المؤسسات و تطوير الحياة الوطنية من خلال دستور حديث مدني و حضاري و على رأس هذه الدولة زعيم وطني عروبي مقاوم يعبر عن وجدان الشعب السوري و يجدد ميثاق ارتباطه بمشيئة شعبه في مسيرة عملية للإصلاح السياسي و الدستوري و يضع حزبه في تصرف الشعب و المشروع الإصلاحي و هو يسعى لتحريره من الترهل البيروقراطي و من آفة الفساد و الخمول ليدفع به نحو التكيف مع المرحلة الجديدة فكريا و سياسيا و تنظيميا ،و يحتضن هذا الزعيم كل التعبيرات السياسية الفتية و الواعدة التي أفرزها المجتمع السوري في التصدي للهجمة الاستعمارية . الفريق الأول وعده احتلال و فوضى و حرب أهلية و خراب عميم و الفريق الثاني التزامه دولة حديثة قاعدتها المساواة بالمواطنية و التعدد السياسي الديمقراطي و استقرار و مناعة في وجه العدو الصهيوني و الحلف الاستعماري الذي قاومه السوريون دفاعا عن العروبة و الاستقلال و عن سورية التي هي قلب الشرق و قلعته فأين الغرابة في حقيقة الخيار الشعبي السوري ، حيث تظهر إرادة الشعب  يمكن لنا بالمؤشرات البسيطة المدركة تعيين المعسكر المنتصر في هذه الحرب الكونية .

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة