دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هل دخل الدرع الصاروخي الاميركي في تركيا حيز العمل الفعلي؟ ومتى كان ذلك بالضبط؟.
ما زال الأتراك يمتنعون عن إعطاء معلومات دقيقة حول هذا الموضوع. ومنذ أن أعلنت تركيا الموافقة الرسمية النهائية على نصب الدرع في ملاطية مطلع أيلول الماضي فإن العمل على تركيبه بدأ مباشرة، على أن يدخل حيز التنفيذ في مطلع العام 2012.
وبالأمس أعلن قائد القوات الأميركية في أوروبا وقائد الجيش السابع مارك هيرتلينغ أن جنودا وخبراء عسكريين أميركيين قد تمركزوا في محطة الرادارات في ملاطية، ليكون بذلك أول تصريح رسمي حول هذا الموضوع .
وقال هيرتلينغ، من بودغوريكا عاصمة الجبل الأسود، إن «عسكرنا قد تمركزوا في محطة الرادارات الموجودة في جنوب تركيا». وأضاف «إننا نتحدث فقط عن الوحدات المرتبطة بالأرض، لكن التنسيق قائم مع القوات الجوية والبحرية الأميركية ونحن نتقدم على هذا الصعيد وفقا لما هو مخطط له».
وتقول صحيفة «راديكال» إن الرادارات المنصوبة في ملاطية ستكون أحد العناصر الرئيسية
لعشرات محطات الرادار البرية والبحرية التي ستنتشر في أوروبا خلال الأعوام العشرة المقبلة. وتقول الولايات المتحدة إن الدرع الصاروخي يستهدف التصدي للصواريخ الإيرانية والروسية. وتقوم الرادارات في تركيا برصد الصواريخ المعادية، فيما تعترضها صواريخ في رومانيا وبولندا بينما يقع مركز العمليات في ألمانيا، علما انه توجد أربعة صواريخ اعتراض باليستية في مدينة روتا الاسبانية.
تأكيد هيرتلينغ حول بدء العمل بالدرع في تركيا يأتي بعد لغط استمر حوالي الشهرين في وسائل الإعلام التركية والإسرائيلية حول مهمة درع ملاطية، وما إذا كان على علاقة بتوفير الحماية لإسرائيل. فقد أشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أن رادارات الدرع الصاروخي في منطقة ملاطية قد تم اختبارها فعلا في 10 شباط الحالي. وقالت إن طائرة إسرائيلية من طراز «أف ـ 15» أطلقت صاروخا إيرانيا محتملا باتجاه إسرائيل من الشرق إلى الغرب فوق مياه المتوسط، وأن الرادار التركي في ملاطية شارك في تعقب عملية إطلاق الصاروخ. وأشارت المعلومات الى أن إسرائيل قد حصلت على إذن من أنقرة بتقاسم المعلومات التي شاهدها الرادار بعدما كانت تركيا مترددة في ذلك. وقد لعب الرئيس الأميركي باراك أوباما دورا حاسما في إقناع أنقرة بذلك.
لكن أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين والمسؤولين الأتراك الذين اجتمع معهم مؤخرا نفوا تقاسم المعلومات مع إسرائيل. وكشف راسموسين أن أنقرة هي التي طلبت في الأساس نشر الدرع الصاروخي على أراضيها، وهم يقدرون عاليا هذا الموقف.
وقد سعى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إلى طمأنة الإيرانيين بالقول إن إيران لا تشكل تهديدا لأنقرة، وتركيا لن تكون منطلقا لأي عدوان على إيران. غير أن المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما العسكريين منهم، شنوا حملات شعواء على دور تركيا في حلف شمال الأطلسي ونصب الدرع على أراضيها وهددوا باستهداف الدرع التركي في حال تعرض إيران لأي اعتداء.
المصدر :
السفير /محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة