الاستفتاء الشعبي العام على دستور سورية الجديد يمثل تطورا مهما على الصعيدين السوري والعربي وهو يضع الأسس لانتقال سورية إلى نظام سياسي جديد ميزته الرئيسية الديمقراطية والتعدد والمؤسسات المتجددة التي تحكمها الإرادة الشعبية المعبر عنها بصناديق الاقتراع.

 

أولا الديمقراطية البرلمانية التي يقمها الدستور السوري الجديد وينشأ قواعدها تمثل حالة جديدة في البلاد العربية سواء في ما تضمنه الدستور على صعيد تكوين السلطة الإجرائية عبر انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر وتكوين مجلس الوزراء من الغالبية النيابية وهذا ما يعني أن القاعدة المعمول بها في النظم الديمقراطية هي التي سوف تتحكم بتكوين السلطات بحيث أن الجمهورية العربية السورية ستكون عمليا وسياسيا بعد إعادة تكوين مؤسساتها وفقا للدستور أول جمهورية عربية ديمقراطية تحكمها الإرادة الشعبية وتحتكم إليها.

في جميع البلدان العربية التي شهدت حراكا خلال السنة الماضية ما يزال مخاض التغيير متعثرا بسبب الضغوط الاستعمارية الكثيفة وحالة الفوضى المدبرة التي تحركها المخابرات الأجنبية وإسرائيل بهدف شل القدرات العربية ومنع تلك الدول من النهوض مجددا.

ليبيا على شفير الحرب الأهلية غارقة في الفوضى ويوميات السلب والنهب والقتل ومصر يخنقها الاضطراب الأمني والنزاعات السياسية والضغوط المكثفة الأميركية والخليجية لحماية اتفاقية كامب ديفيد وملحقاتها الأمنية والاقتصادية وحتى الساعة لم تشكل فيها الهيئة المعنية لصياغة الدستور واليمن بالكاد تقلع فيها التسوية التي عقدت بين المعارضة وحزب المؤتمر بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح في حين يتمادى الاضطراب الأمني الخطير والمتواصل أما في البحرين فقد سد التدخل الأميركي السعودي طريق الحل السياسي وأطلق يد النظام الملكي المطلق في ذبح الثورة الشعبية السلمية.

 

ثانيا  في هذا المشهد الذي يسميه الأميركيون وأعوانهم بالربيع العربي تصمد سورية في وجه الحرب العالمية وتتقدم إلى انتاج ربيعها الديمقراطي بزعامة الرئيس الأسد.

في سورية تقوم الدولة الوطنية الوحيدة ذات الطابع المدني وهي دولة علمانية غير طائفية أقامها السوريون منذ الاستقلال وعزز بنيانها حزب البعث العربي الاشتراكي وخصوصا منذ الحركة التصحيحية عام 1970.

يحلو للكثيرين هجاء هذه التجربة وهم في الواقع يهجون طابعها الوطني الاستقلالي ومقاومتها لمحاولات النيل من الوحدة الوطنية للشعب السوري و السعي لإغراقه بالعصبيات الطائفية على يد تنظيم الأخوان المسلمين وعصابات التكفير تماشيا مع المخطط الاستعماري القديم والمتجدد لتمزيق سورية.

مشروع الإصلاح الذي طرحه الرئيس بشار الأسد من سنوات بني بالأصل على حاجة هذه الدولة الوطنية إلى التجدد والتخلص من مظاهر التكلس البيروقراطي والفساد والتكيف مع الحاجات الواقعية للشعب السوري واستيعاب التطورات الحاصلة في بينة المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا والتحديث والتطوير اللذين طرحهما الرئيس الأسد منذ العام 2000 كانا تعبيرا عن إيمانه بضرورة التقاط النبض الشعبي وملاقاة احتياجات الناس ولهذا ذهب الرئيس الأسد مباشرة في اتجاه صياغة دستور جديد والتأسيس لعملية التجدد الشاملة في بنى الدولة ومؤسساتها بناء على الإرادة الشعبية.

 

ثالثا  الدولة السورية التي ستطلق ورشة شاملة بعد الدستور تتوجها الانتخابات التشريعية وإعادة هيكلة مؤسسات السلطة وإصدار التشريعات والقوانين المتلائمة مع أحكام الدستور وإنتاج المؤسسات الراعية للتعدد الإعلامي والسياسي في البلاد هذه الدولة ترسخ هويتها الاستقلالية والتحررية المقاومة بقوة الإرادة الشعبية نفسها التي يعبر عنها الدعم الكبير من السوريين للرئيس بشار الأسد ولمشروعه الإصلاحية في مقاومة الحرب الكونية التي تستهدف قوة سورية ودورها الحاسم في المنطقة والعالم.

مع انتهاء الاستفتاء على الدستور والبدء بتطبيق الدستور الجديد ستدخل سورية المقاومة مرحلة إحياء قوتها وإنهاض دورها التحرري القيادي في الوطن العربي كدولة مدنية مستقلة ومقاومة يشارك في تكوينها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات يتشاركون الحياة الوطنية بتفاعل خلاق وبتنوع ثقافي وديني يجعل منه مشروع الرئيس الأسد مصدرا للغنى وثروة متراكمة حضاريا لصالح سورية ودورها في مجابهة مشاريع التفتيت والتمزيق والهيمنة الاستعمارية.

 

رابعا  أطلقت سورية بصمودها حالة من الفرز السياسي تظهر ملامحها في العديد من الدول العربية وهي في الحقيقة عملية تجديد فكرية وثقافية وسياسية للحركة الوطنية العربية عموما.

ان المواقف الجريئة والشجاعة التي اتخذها العديد من القوى السياسية والشخصيات والجمعيات والنقابات في مصر وتونس والأردن والعراق والسودان وموريتانيا وغيرها من الدول دعما لسورية ولموقفها القومي المشرف ولمواجهتها المتواصلة مع الحلف الاستعماري وعملائه في المنطقة، هذه المواقف هي تأسيس فكري وثقافي ونضالي لنواة حركة تحرر عربية جديدة ستكون القيادة السورية مطالبة برعايتها وتطويرها لأنها ستكون النواة المكونة لتيار عربي جديد يحيي فكرة تحرير فلسطين والوحدة العربية في مجابهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية.

المناضلون العرب الذين انتصروا لسورية رغم عنف الدعاية المضللة ورغم البيئة الافتراضية الطاغية التي شكلت أهم مستويات الحرب العالمية على سورية، هؤلاء ناصروا في الموقف السوري الالتزام بفلسطين وبفكرة التحرير والمقاومة وبمبدأ الاستقلال والتحرر ووجدوا في سورية وفي المشروع الإصلاحي الذي يتقدم نواة الدولة الحديثة الحرة ونموذجا خلاقا للجمع بين إقامة بنى الدولة والسلطة السياسية على صورة الإرادة الشعبية الواضحة وبين الالتزام الصارم بقضية فلسطين وبمبدأ التحرر والاستقلال في رسم الخيارات الوطنية.

 

خامسا  في جميع الدول العربية الأخرى يكابد المناضلون في كفاحه لإماطة اللثام عن تورط الكثير من قيادات الحركات السياسية التي صعدت بقوة الحراك الشعبي في المخطط الغربي للهيمنة ولحماية إسرائيل وفي تلك الدول تقوم جماعات مناضلة وطنية وثورية بكل ما من شأنه نشر الوعي الشعبي النقدي لمخاطر تجديد الهيمنة الاستعمارية بالشراكة مع قادة تنظيم الاخوان المسلمين وتجمعات ليبرالية مرتبطة بالغرب وبالمال الخليجي وبكونفدارالية المخابرات الدولية التي تعمل لليل نهار لحماية إسرائيل ولتمكنيها من فرض الإذعان لسيطرتها على المنطقة.

فلسطين والمقاومة والوحدة العربية والتنمية المستقلة والتحرر من جميع أشكال الهيمنة الاستعمارية هي الأفكار والمبادئ التي عبرت غالبية الشعب العربي السوري عن تمسكها بها والتي قامت عليها زعامة الرئيس الأسد داخل سورية وخارجها حيث تنظر اليه جميع القوى الحرة والوطنية في البلاد العربية كرمز لمعركة استقلال على أساس خيار المقاومة وفلسطين وحلم الوحدة العربية الذي بات في الظروف الحاضرة أشد إلحاحا من أي وقت مضى.

الدولة السورية المتجددة تواجه تحدي ان تكون نموذجا عربيا لنمط الإصلاح والتغيير الذي يناسب مصلحة الجماهير العربية في مضمونها المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي كما كانت وستبقى النموذج في تجسيد إرادة الاستقلال والمقاومة.

مخاض الولادة مكلف وعسير أمام التكالب الاستعماري والضغوط المتصاعدة ولكن سورية ليست أقل قدرة من دول أخرى نهضت وبنت قدراتها الذاتية المستقلة في وجه الحصار الاستعماري بل ان سورية ذاتها سبق لها ان انتصرت على موجة شرسة من الضغوط والعقوبات وتدابير الحصار التي تورطت فيها معظم الدول العربية في الثمانينات واستطاع الشعب السوري ان يكسر الإرادة الاستعمارية وعملائها ويربح تلك الجولة.

لقد برهنت الأشهر الماضية على متانة الشراكات الإستراتيجية المناهضة للهيمنة الأميركية التي أقامها الرئيس الأسد في السنوات الأشد صعوبة من تاريخ المنطقة وسورية وسوف تكون المعركة الفاصلة لسحق معاقل العصابات المسلحة واسترجاع الاستقرار المفصل الحاسم الذي تنطلق به عملية استكمال البناء وتقديم نموذج حي لجميع العرب بين المحيط والخليج.  

  • فريق ماسة
  • 2012-02-25
  • 8943
  • من الأرشيف

سورية المتجددة تطلق حركة التحرر العربية .. بقلم : غالب قنديل

الاستفتاء الشعبي العام على دستور سورية الجديد يمثل تطورا مهما على الصعيدين السوري والعربي وهو يضع الأسس لانتقال سورية إلى نظام سياسي جديد ميزته الرئيسية الديمقراطية والتعدد والمؤسسات المتجددة التي تحكمها الإرادة الشعبية المعبر عنها بصناديق الاقتراع.   أولا الديمقراطية البرلمانية التي يقمها الدستور السوري الجديد وينشأ قواعدها تمثل حالة جديدة في البلاد العربية سواء في ما تضمنه الدستور على صعيد تكوين السلطة الإجرائية عبر انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر وتكوين مجلس الوزراء من الغالبية النيابية وهذا ما يعني أن القاعدة المعمول بها في النظم الديمقراطية هي التي سوف تتحكم بتكوين السلطات بحيث أن الجمهورية العربية السورية ستكون عمليا وسياسيا بعد إعادة تكوين مؤسساتها وفقا للدستور أول جمهورية عربية ديمقراطية تحكمها الإرادة الشعبية وتحتكم إليها. في جميع البلدان العربية التي شهدت حراكا خلال السنة الماضية ما يزال مخاض التغيير متعثرا بسبب الضغوط الاستعمارية الكثيفة وحالة الفوضى المدبرة التي تحركها المخابرات الأجنبية وإسرائيل بهدف شل القدرات العربية ومنع تلك الدول من النهوض مجددا. ليبيا على شفير الحرب الأهلية غارقة في الفوضى ويوميات السلب والنهب والقتل ومصر يخنقها الاضطراب الأمني والنزاعات السياسية والضغوط المكثفة الأميركية والخليجية لحماية اتفاقية كامب ديفيد وملحقاتها الأمنية والاقتصادية وحتى الساعة لم تشكل فيها الهيئة المعنية لصياغة الدستور واليمن بالكاد تقلع فيها التسوية التي عقدت بين المعارضة وحزب المؤتمر بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح في حين يتمادى الاضطراب الأمني الخطير والمتواصل أما في البحرين فقد سد التدخل الأميركي السعودي طريق الحل السياسي وأطلق يد النظام الملكي المطلق في ذبح الثورة الشعبية السلمية.   ثانيا  في هذا المشهد الذي يسميه الأميركيون وأعوانهم بالربيع العربي تصمد سورية في وجه الحرب العالمية وتتقدم إلى انتاج ربيعها الديمقراطي بزعامة الرئيس الأسد. في سورية تقوم الدولة الوطنية الوحيدة ذات الطابع المدني وهي دولة علمانية غير طائفية أقامها السوريون منذ الاستقلال وعزز بنيانها حزب البعث العربي الاشتراكي وخصوصا منذ الحركة التصحيحية عام 1970. يحلو للكثيرين هجاء هذه التجربة وهم في الواقع يهجون طابعها الوطني الاستقلالي ومقاومتها لمحاولات النيل من الوحدة الوطنية للشعب السوري و السعي لإغراقه بالعصبيات الطائفية على يد تنظيم الأخوان المسلمين وعصابات التكفير تماشيا مع المخطط الاستعماري القديم والمتجدد لتمزيق سورية. مشروع الإصلاح الذي طرحه الرئيس بشار الأسد من سنوات بني بالأصل على حاجة هذه الدولة الوطنية إلى التجدد والتخلص من مظاهر التكلس البيروقراطي والفساد والتكيف مع الحاجات الواقعية للشعب السوري واستيعاب التطورات الحاصلة في بينة المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا والتحديث والتطوير اللذين طرحهما الرئيس الأسد منذ العام 2000 كانا تعبيرا عن إيمانه بضرورة التقاط النبض الشعبي وملاقاة احتياجات الناس ولهذا ذهب الرئيس الأسد مباشرة في اتجاه صياغة دستور جديد والتأسيس لعملية التجدد الشاملة في بنى الدولة ومؤسساتها بناء على الإرادة الشعبية.   ثالثا  الدولة السورية التي ستطلق ورشة شاملة بعد الدستور تتوجها الانتخابات التشريعية وإعادة هيكلة مؤسسات السلطة وإصدار التشريعات والقوانين المتلائمة مع أحكام الدستور وإنتاج المؤسسات الراعية للتعدد الإعلامي والسياسي في البلاد هذه الدولة ترسخ هويتها الاستقلالية والتحررية المقاومة بقوة الإرادة الشعبية نفسها التي يعبر عنها الدعم الكبير من السوريين للرئيس بشار الأسد ولمشروعه الإصلاحية في مقاومة الحرب الكونية التي تستهدف قوة سورية ودورها الحاسم في المنطقة والعالم. مع انتهاء الاستفتاء على الدستور والبدء بتطبيق الدستور الجديد ستدخل سورية المقاومة مرحلة إحياء قوتها وإنهاض دورها التحرري القيادي في الوطن العربي كدولة مدنية مستقلة ومقاومة يشارك في تكوينها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات يتشاركون الحياة الوطنية بتفاعل خلاق وبتنوع ثقافي وديني يجعل منه مشروع الرئيس الأسد مصدرا للغنى وثروة متراكمة حضاريا لصالح سورية ودورها في مجابهة مشاريع التفتيت والتمزيق والهيمنة الاستعمارية.   رابعا  أطلقت سورية بصمودها حالة من الفرز السياسي تظهر ملامحها في العديد من الدول العربية وهي في الحقيقة عملية تجديد فكرية وثقافية وسياسية للحركة الوطنية العربية عموما. ان المواقف الجريئة والشجاعة التي اتخذها العديد من القوى السياسية والشخصيات والجمعيات والنقابات في مصر وتونس والأردن والعراق والسودان وموريتانيا وغيرها من الدول دعما لسورية ولموقفها القومي المشرف ولمواجهتها المتواصلة مع الحلف الاستعماري وعملائه في المنطقة، هذه المواقف هي تأسيس فكري وثقافي ونضالي لنواة حركة تحرر عربية جديدة ستكون القيادة السورية مطالبة برعايتها وتطويرها لأنها ستكون النواة المكونة لتيار عربي جديد يحيي فكرة تحرير فلسطين والوحدة العربية في مجابهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية. المناضلون العرب الذين انتصروا لسورية رغم عنف الدعاية المضللة ورغم البيئة الافتراضية الطاغية التي شكلت أهم مستويات الحرب العالمية على سورية، هؤلاء ناصروا في الموقف السوري الالتزام بفلسطين وبفكرة التحرير والمقاومة وبمبدأ الاستقلال والتحرر ووجدوا في سورية وفي المشروع الإصلاحي الذي يتقدم نواة الدولة الحديثة الحرة ونموذجا خلاقا للجمع بين إقامة بنى الدولة والسلطة السياسية على صورة الإرادة الشعبية الواضحة وبين الالتزام الصارم بقضية فلسطين وبمبدأ التحرر والاستقلال في رسم الخيارات الوطنية.   خامسا  في جميع الدول العربية الأخرى يكابد المناضلون في كفاحه لإماطة اللثام عن تورط الكثير من قيادات الحركات السياسية التي صعدت بقوة الحراك الشعبي في المخطط الغربي للهيمنة ولحماية إسرائيل وفي تلك الدول تقوم جماعات مناضلة وطنية وثورية بكل ما من شأنه نشر الوعي الشعبي النقدي لمخاطر تجديد الهيمنة الاستعمارية بالشراكة مع قادة تنظيم الاخوان المسلمين وتجمعات ليبرالية مرتبطة بالغرب وبالمال الخليجي وبكونفدارالية المخابرات الدولية التي تعمل لليل نهار لحماية إسرائيل ولتمكنيها من فرض الإذعان لسيطرتها على المنطقة. فلسطين والمقاومة والوحدة العربية والتنمية المستقلة والتحرر من جميع أشكال الهيمنة الاستعمارية هي الأفكار والمبادئ التي عبرت غالبية الشعب العربي السوري عن تمسكها بها والتي قامت عليها زعامة الرئيس الأسد داخل سورية وخارجها حيث تنظر اليه جميع القوى الحرة والوطنية في البلاد العربية كرمز لمعركة استقلال على أساس خيار المقاومة وفلسطين وحلم الوحدة العربية الذي بات في الظروف الحاضرة أشد إلحاحا من أي وقت مضى. الدولة السورية المتجددة تواجه تحدي ان تكون نموذجا عربيا لنمط الإصلاح والتغيير الذي يناسب مصلحة الجماهير العربية في مضمونها المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي كما كانت وستبقى النموذج في تجسيد إرادة الاستقلال والمقاومة. مخاض الولادة مكلف وعسير أمام التكالب الاستعماري والضغوط المتصاعدة ولكن سورية ليست أقل قدرة من دول أخرى نهضت وبنت قدراتها الذاتية المستقلة في وجه الحصار الاستعماري بل ان سورية ذاتها سبق لها ان انتصرت على موجة شرسة من الضغوط والعقوبات وتدابير الحصار التي تورطت فيها معظم الدول العربية في الثمانينات واستطاع الشعب السوري ان يكسر الإرادة الاستعمارية وعملائها ويربح تلك الجولة. لقد برهنت الأشهر الماضية على متانة الشراكات الإستراتيجية المناهضة للهيمنة الأميركية التي أقامها الرئيس الأسد في السنوات الأشد صعوبة من تاريخ المنطقة وسورية وسوف تكون المعركة الفاصلة لسحق معاقل العصابات المسلحة واسترجاع الاستقرار المفصل الحاسم الذي تنطلق به عملية استكمال البناء وتقديم نموذج حي لجميع العرب بين المحيط والخليج.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة