تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى بشكل هستيري ومكثف في ظل استمرار الدعوات المحمومة لمسؤولين إسرائيليين باقتحامه وتدنيس حرمته ،

 

الأمر الذي يعد تطورا خطيرا ونوعيا في التطرف الإسرائيلي من حيث الزمان والمكان يخفي خلفه الكثير من التخبط والإرباك عند قادة الكيان الصهيوني ما يفتح الباب واسعا امام جملة جديدة من الحماقات الإسرائيلية التي تبدو كمنعكس طبيعي لمجموع المتغيرات التي تعصف بالمنطقة لاسيما الملفين الإيراني والسوري الذي تسير أحداثه بعكس مايشتهي ويحلم به حكام إسرائيل ، كما لعبت المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح دورا كبيرا في الضغط على استراتيجية القرار الاسرائيلي الذي تشتت أمام ذلك الكم الهائل من التهديدات والتصريحات المتناقضة التي صدرت عن مسؤولين في حكومة نتنياهو خلال الفترة الماضية.‏

 

إسرائيل التي تستغل انشغال المجتمع الدولي بأزماته ..والعالم العربي بـ(ثوراته ) وبالتآمر على سورية زادت من وتيرة اعتداءاتها وممارساتها الاحتلالية والعنصرية والإجرامية خلال الأيام القليلة الماضية على المسجد الأقصى خصوصا وعلى المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية عموما في القدس المحتلة والضفة ، وهو ماكشفته وأكدته صحيفة هارتس الإسرائيلية الاسبوع الفائت عندما أشارت الى تنامي الاعتداءات التي يرتكبها إسرائيليون ضد رجال الدين الاسلامي والرهبان المسيحيين في القدس المحتلة وتوجيه الاهانات إليهم الى جانب الاعتداءات المتواصلة على المواطنين الفلسطينيين الذين ينتمون الى الدين الاسلامي او المسيحي ، وأضافت الصحيفة أن الكنيسة المعمدانية في القدس تعرضت لاعتداء الأحد الماضي .‏

 

هذه الحملة الإسرائيلية المسعورة ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وضد كل ماهو عربي يستدعي الى السطح اسئلة يحاول البعض العربي ان يغرقها في قاع صمته وخيانته وتآمره على العرب والعروبة ..اسئلة كانت لفترة طويلة مسموحة و مشروعة تستمد شرعيتها من رابطة الاخوة والدم والتاريخ التي يستميت البعض اليوم من اجل مسحها وحذفها من ذاكرة الكلمة ومن ذاكرة الانسان قديمها وحاضرها ومستقبلها .‏

 

سورية مهد الإنسانية والحضارات وحصن العرب والعروبة التي يحاولون اليوم اختراقها لم تنسها جراحها النازفة إدانة تلك الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية حيث سارعت الى شجب واستنكار الدعوات الإسرائيلية المطالبة باقتحام الاقصى ، فيما أصم العرب المنشغلين بارتكاب جريمة أخرى في سورية آذانهم وأغمضوا عيونهم كعادتهم عن الممارسات والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني منذ اكثر من ستة عقود ، ما يؤكد كذبهم ويدحض ادعاءاتهم بشأن خوفهم وحرصهم على الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان التي يخوضون حربا كونية مع دول الاستعمار الجديد لتطبيقها في سورية كما طبقوها قبل ذلك في العراق وليبيا !؟.‏

 

وفي هذا السياق أظهر تقرير لـ(مؤسسة الأقصى )، أن المسجد الأقصى ومحيطه تعرض إلى نحو 150 اعتداء وانتهاكاً خلال العام الجاري أي مايعادل معظم الانتهاكات التي تعرضت لها الاماكن المقدسة طيلة العام الماضي ، حيث تنوعت تلك الانتهاكات ما بين اعتداء وانتهاك عيني ميداني وقع بشكل ملموس، وبين مخططات تهدد وتعرض المسجد الأقصى لخطر آني أو مستقبلي قريب أو بعيد ، وبحسب التقرير فإن العام الجاري مرشح لتصعيد ( احتلالي ) في منحى لتحقيق أكبر قدر من التغييرات بأقل وقت ممكن، خاصة في ظل شكوك إسرائيلية، بأن الوقت بات ينفذ في ظل المتغيرات التي تعصف بالعالم العربي والإسلامي بسبب أجواء وتداعيات مايسمى بـ( الربيع العربي) .‏

 

ويبين التقرير أن نحو 5000 شخصٍ من المستوطنين والجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام 2011 ، كما يبرز تصاعد وتيرة اقتحامات مجموعات من المخابرات الإسرائيلية والشخصيات السياسية والرسمية الإسرائيلية، في حين اقتحم الأقصى نحو 200 ألف سائح أجنبي لم يخل وجودهم من مظاهر انتهاك حرمة الأقصى من بينها دخولهم إليه بلباس فاضح.‏

 

وأضاف التقرير أن المسجد الأقصى شهد بالمقابل حملة من التشديد والتواجد العسكري والتضييق غير المسبوق على المسلمين الوافدين إليه، وتنفيذ ممارسات يراد منها تقليل الوجود الإسلامي المتواصل في الأقصى، حيث حرمت إسرائيل نحو اربعة ملايين فلسطيني من أهل الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، يُضاف الى ذلك التدخل بصلاحيات الأوقاف الإسلامية بالقدس.‏

 

وأظهر التقرير السنوي أن العام 2011 شهد حملة حفريات وتفريغات ترابية وإنشاء أنفاق طويلة ومتشابكة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى من جميع الجهات إلى نحو 3000م ، يتخللها ( كنس يهودية ومراكز تهويدية ).‏

 

كما يوثق تقرير اخر الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن الدينية المقدسة من اقتحام للمساجد و تكسير وحرق لمحتوياتها وموجوداتها, وإضرام النيران بالعديد منها و كتابة الشعارات المعادية للديانة الاسلامية والمسيحية على جدرانها, هذا بالإضافة إلى الإخطارات الصادرة من الجانب الإسرائيلي لهدم المساجد و المعابد الدينية و التي تأتي ضمن سياسة (دفع الثمن ) ، كما حصل في الحادي عشر من شهر كانون الثاني من العام الماضي عندما قامت مجموعة من المتطرفين اليهود ، بهدم وتحطيم نحو 20 قبراً في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية بالقدس ،او كما حصل بعد ذلك بيومين عندما اقتحم 17 مستوطناً من حركة ( شبيبة التلال) اليمينية كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية بالقرب من موقع معمودية السيد المسيح على ضفاف نهر الأردن تحت حماية جنود الاحتلال الاسرائيلي و تسللوا الى موقع (قصر اليهود) وهو منطقة محظورة عند الحدود الأردنية الإسرائيلية وتحصنوا في دير يوحنا المعمداني، ودنسوا هيكله، و قاموا بتكسير الايقونات الموجودة بداخله ، او كما حصل بعد ذلك بعشرة ايام عندما اقتحم عشرات المستوطنون الاسرائيليون قبر يوسف في محافظة نابلس و أقاموا الشعائر الدينية فيه.‏

 

او كما حصل في الشهر الأخير من العام الماضي عندما أقدمت مجموعة من المستوطنون الإسرائيليين في العشرين منه على حرق مسجد النور في قرية برقة شرق مدينة رام الله ،كما قامت مجموعة أخرى من المستوطنين الإسرائيليين بنفس اليوم باقتحام مسجد الصحابة في بلدة قراوة بني حسان و كتابة شعارات معادية للإسلام على جدرانه ، وبعد خمسة أيام اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين مسجد الأقصى عبر باب المغاربة تحت حراسة الشرطة.للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) ، كما أقدمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في السابع والعشرين من الشهر نفسه على إحراق مسجد علي بن ابي طالب في قرية بروقين ، كما أمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق مسجد العين التاريخي و روضة (الطفل المسلم ) المجاورة للمسجد، ، كما قام عشرات من المستوطنين الاسرائيليين باقتحام مقام قبر النبي يوسف شرق مدينة نابلس تحت حراسة مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث قاموا بأداء الصلوات والشعائر الدينية وتعمدوا بإطلاق أصواتهم المرتفعة بقصد إزعاج المواطنين المقيمين في محيط المقام.‏

  • فريق ماسة
  • 2012-02-25
  • 7062
  • من الأرشيف

الأقصى يستصرخ العرب .. إن كان لايزال هناك عرب ..!؟

تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى بشكل هستيري ومكثف في ظل استمرار الدعوات المحمومة لمسؤولين إسرائيليين باقتحامه وتدنيس حرمته ،   الأمر الذي يعد تطورا خطيرا ونوعيا في التطرف الإسرائيلي من حيث الزمان والمكان يخفي خلفه الكثير من التخبط والإرباك عند قادة الكيان الصهيوني ما يفتح الباب واسعا امام جملة جديدة من الحماقات الإسرائيلية التي تبدو كمنعكس طبيعي لمجموع المتغيرات التي تعصف بالمنطقة لاسيما الملفين الإيراني والسوري الذي تسير أحداثه بعكس مايشتهي ويحلم به حكام إسرائيل ، كما لعبت المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح دورا كبيرا في الضغط على استراتيجية القرار الاسرائيلي الذي تشتت أمام ذلك الكم الهائل من التهديدات والتصريحات المتناقضة التي صدرت عن مسؤولين في حكومة نتنياهو خلال الفترة الماضية.‏   إسرائيل التي تستغل انشغال المجتمع الدولي بأزماته ..والعالم العربي بـ(ثوراته ) وبالتآمر على سورية زادت من وتيرة اعتداءاتها وممارساتها الاحتلالية والعنصرية والإجرامية خلال الأيام القليلة الماضية على المسجد الأقصى خصوصا وعلى المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية عموما في القدس المحتلة والضفة ، وهو ماكشفته وأكدته صحيفة هارتس الإسرائيلية الاسبوع الفائت عندما أشارت الى تنامي الاعتداءات التي يرتكبها إسرائيليون ضد رجال الدين الاسلامي والرهبان المسيحيين في القدس المحتلة وتوجيه الاهانات إليهم الى جانب الاعتداءات المتواصلة على المواطنين الفلسطينيين الذين ينتمون الى الدين الاسلامي او المسيحي ، وأضافت الصحيفة أن الكنيسة المعمدانية في القدس تعرضت لاعتداء الأحد الماضي .‏   هذه الحملة الإسرائيلية المسعورة ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وضد كل ماهو عربي يستدعي الى السطح اسئلة يحاول البعض العربي ان يغرقها في قاع صمته وخيانته وتآمره على العرب والعروبة ..اسئلة كانت لفترة طويلة مسموحة و مشروعة تستمد شرعيتها من رابطة الاخوة والدم والتاريخ التي يستميت البعض اليوم من اجل مسحها وحذفها من ذاكرة الكلمة ومن ذاكرة الانسان قديمها وحاضرها ومستقبلها .‏   سورية مهد الإنسانية والحضارات وحصن العرب والعروبة التي يحاولون اليوم اختراقها لم تنسها جراحها النازفة إدانة تلك الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية حيث سارعت الى شجب واستنكار الدعوات الإسرائيلية المطالبة باقتحام الاقصى ، فيما أصم العرب المنشغلين بارتكاب جريمة أخرى في سورية آذانهم وأغمضوا عيونهم كعادتهم عن الممارسات والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني منذ اكثر من ستة عقود ، ما يؤكد كذبهم ويدحض ادعاءاتهم بشأن خوفهم وحرصهم على الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان التي يخوضون حربا كونية مع دول الاستعمار الجديد لتطبيقها في سورية كما طبقوها قبل ذلك في العراق وليبيا !؟.‏   وفي هذا السياق أظهر تقرير لـ(مؤسسة الأقصى )، أن المسجد الأقصى ومحيطه تعرض إلى نحو 150 اعتداء وانتهاكاً خلال العام الجاري أي مايعادل معظم الانتهاكات التي تعرضت لها الاماكن المقدسة طيلة العام الماضي ، حيث تنوعت تلك الانتهاكات ما بين اعتداء وانتهاك عيني ميداني وقع بشكل ملموس، وبين مخططات تهدد وتعرض المسجد الأقصى لخطر آني أو مستقبلي قريب أو بعيد ، وبحسب التقرير فإن العام الجاري مرشح لتصعيد ( احتلالي ) في منحى لتحقيق أكبر قدر من التغييرات بأقل وقت ممكن، خاصة في ظل شكوك إسرائيلية، بأن الوقت بات ينفذ في ظل المتغيرات التي تعصف بالعالم العربي والإسلامي بسبب أجواء وتداعيات مايسمى بـ( الربيع العربي) .‏   ويبين التقرير أن نحو 5000 شخصٍ من المستوطنين والجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام 2011 ، كما يبرز تصاعد وتيرة اقتحامات مجموعات من المخابرات الإسرائيلية والشخصيات السياسية والرسمية الإسرائيلية، في حين اقتحم الأقصى نحو 200 ألف سائح أجنبي لم يخل وجودهم من مظاهر انتهاك حرمة الأقصى من بينها دخولهم إليه بلباس فاضح.‏   وأضاف التقرير أن المسجد الأقصى شهد بالمقابل حملة من التشديد والتواجد العسكري والتضييق غير المسبوق على المسلمين الوافدين إليه، وتنفيذ ممارسات يراد منها تقليل الوجود الإسلامي المتواصل في الأقصى، حيث حرمت إسرائيل نحو اربعة ملايين فلسطيني من أهل الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، يُضاف الى ذلك التدخل بصلاحيات الأوقاف الإسلامية بالقدس.‏   وأظهر التقرير السنوي أن العام 2011 شهد حملة حفريات وتفريغات ترابية وإنشاء أنفاق طويلة ومتشابكة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى من جميع الجهات إلى نحو 3000م ، يتخللها ( كنس يهودية ومراكز تهويدية ).‏   كما يوثق تقرير اخر الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن الدينية المقدسة من اقتحام للمساجد و تكسير وحرق لمحتوياتها وموجوداتها, وإضرام النيران بالعديد منها و كتابة الشعارات المعادية للديانة الاسلامية والمسيحية على جدرانها, هذا بالإضافة إلى الإخطارات الصادرة من الجانب الإسرائيلي لهدم المساجد و المعابد الدينية و التي تأتي ضمن سياسة (دفع الثمن ) ، كما حصل في الحادي عشر من شهر كانون الثاني من العام الماضي عندما قامت مجموعة من المتطرفين اليهود ، بهدم وتحطيم نحو 20 قبراً في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية بالقدس ،او كما حصل بعد ذلك بيومين عندما اقتحم 17 مستوطناً من حركة ( شبيبة التلال) اليمينية كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية بالقرب من موقع معمودية السيد المسيح على ضفاف نهر الأردن تحت حماية جنود الاحتلال الاسرائيلي و تسللوا الى موقع (قصر اليهود) وهو منطقة محظورة عند الحدود الأردنية الإسرائيلية وتحصنوا في دير يوحنا المعمداني، ودنسوا هيكله، و قاموا بتكسير الايقونات الموجودة بداخله ، او كما حصل بعد ذلك بعشرة ايام عندما اقتحم عشرات المستوطنون الاسرائيليون قبر يوسف في محافظة نابلس و أقاموا الشعائر الدينية فيه.‏   او كما حصل في الشهر الأخير من العام الماضي عندما أقدمت مجموعة من المستوطنون الإسرائيليين في العشرين منه على حرق مسجد النور في قرية برقة شرق مدينة رام الله ،كما قامت مجموعة أخرى من المستوطنين الإسرائيليين بنفس اليوم باقتحام مسجد الصحابة في بلدة قراوة بني حسان و كتابة شعارات معادية للإسلام على جدرانه ، وبعد خمسة أيام اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين مسجد الأقصى عبر باب المغاربة تحت حراسة الشرطة.للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) ، كما أقدمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في السابع والعشرين من الشهر نفسه على إحراق مسجد علي بن ابي طالب في قرية بروقين ، كما أمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق مسجد العين التاريخي و روضة (الطفل المسلم ) المجاورة للمسجد، ، كما قام عشرات من المستوطنين الاسرائيليين باقتحام مقام قبر النبي يوسف شرق مدينة نابلس تحت حراسة مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث قاموا بأداء الصلوات والشعائر الدينية وتعمدوا بإطلاق أصواتهم المرتفعة بقصد إزعاج المواطنين المقيمين في محيط المقام.‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة